إنَّكَ الفَخْرُ
أبو حسام البغدادي
كيفَ يُرثى..؟ وَما يقولُ الكلامُ..؟ حـينَما يـمدَحُ الـنَّهارَ الـظَّلامُ
كـيفَ يُـرثى الذي يفوحُ حياةً وهْــوَ عَـدلٌ يـهابهُ الـظُلاَّمُ
كـيفَ مِـن سيَّدي الخمينيِّ يَدنو قـلَمِي..؟ وَهْـوَ فـي يدَيهِ حُطامُ
فَـهُـوَ الأنـجمُ الـتي أرشـدتنا وَهُـوَ الـساهرُ الـذي لا يـنامُ
وهُـوَ الـصحوةُ الـتي أيـقظتنا مِــن سُـباتٍ تـجرُّه الأعـوامُ
وهْـوَ تِـلكَ الرؤى التي علَّمتنا كـيف تـختارُ دَربَـها الأقـدامُ
كـلُّ عـزٍّ مـنهُ (دَنَـا فَتَدلَّى) وَغَـزا الـعصرَ نـصرُهُ الـمقدامُ
كـلُّ جُـرحٍ رسـا عـليه تعافى وَمـضَـت عـن جـبينِهِ الآلامُ
كـيفَ لا..؟ والإمام حرٌّ.. أبيٌّ.. قـائدٌ.. زاهـدٌ.. تـقيٌّ.. همامُ
الأمـيـنُ الـذي تـدفَّقَ نُـبلاً الـكريمُ الـذي اجـتبته الكرامُ
الـذكيُّ.. الحكيمُ.. مَن لم يساوِمْ وأشـاعَ الـسَّلامَ.. وهـو سَلامُ
قـد تـربَّتْ عـلى يـديهِ المعالي وَتـغذَّى مـن حـزمهِ الإقـدامُ
فـجَّرَ الـثورةَ الـعظيمةَ شـمساً حـينما صـاغَ عـقدَهُ الإبـرامُ
وَحَـبـاها بـكلِّ مـا تـتمنَّى فـمَضَتْ عـن طـريقِها الألغامُ
جـاءهـا يـدفَعُ الأذى بِـيدَيهِ فـي يَدٍ مُصحفٌ.. وأخرى حُسامُ
وَبِـروحٍ تـنثُّ عـزماً وتـمشي فـي صـراطِ الإلـهِ لا تُستضامُ
فَـمضَتْ تـفرشُ الدروبَ نهاراً وربـيـعاً.. فـتفرَحُ الأنـسامُ
وإذا بـالأيَّـامِ حـشـدُ سـنينٍ مُـثـمراتٍ .. ووجـهُها بـسَّامُ
حَـلَّ صـوتُ الأذانِ في كلِّ بيتٍ فـتَـعَافى وَكَـبَّـر الإســلامُ
صَـار عِـزّاً يـنمو وينمو وينمو وتـنـامَتْ بِـعَدلِها الأحـكامُ
لَيلُ إيرانَ شعَّ نوراً فـ(روحُ الله) بـيـنَ الأنــامِ بــدرٌ تـمامُ
جـاءَ نـصرُ الإلـهِ والـفتحُ لمَّا جـاءَ إيـرانَ سـيفُها الصمصامُ
وأطـلَّتْ مـن كـلِّ فـجٍّ عميقٍ زُمَـرُ الـخيرِ والأيـادي التحامُ
جـاءَ بِـالذِّكرِ وَالـمآذنُ عطشى والـزَّوايـا تـدوسُها الأصـنامُ
صاحَ: (كلاَّ).. لكلِّ غاصبِ حقٍّ رَدَّدتْـهـا مـن بـعدِهِ الأيَّـامُ
عـرفَتْ قـدرَهُ الـعظامُ فَجادتْ وكـذا تـعرفُ الـعِظامَ العظامُ
قــرَّ عـين الإلـهِ فـذٌّ نـقيٌّ فَــرَواهُ الإجـلالُ والإعـظامُ
وتـمشَّتْ إيـرانُ في ثوبِ عُرسٍ وقـلـوبُ الـتّقى لـها أعـلامُ
وَتـولَّتْ (حـزبَ الإلـه) بغَيثٍ وَهْـوَ يـصحو بِـنَصرِهِ وَيَـنَامُ
وعـروشُ الـطُّغاةِ ترجفُ ذعراً وَيـغـطِّي رايـتـها الإنـهزامُ
كـلُّ أطـماعِهِم أحـيلَتْ رماداً وَأضـلَّـتْ سـبـيلَها الأنـعامُ
زَبـدٌ مـا لهُ على الأرضِ مُكثٌ ولَـهُ فـي فَـمِ الـزمانِ الـتهامُ
(مَـنْ يَـهُنْ يَـسهلِ الهوانُ عليهِ مــا لِـجُرحٍ بِـميِّتٍ إيـلامُ)
خَـالداً سـيِّدي الـخمينيّ تبقى فـي بُـطونِ الأعوامِ ما عاشَ عامُ
إنَّـكَ الـفخرُ .. عِشْ بِهِ مُطمئِنّاً (لا افـتِخَارٌ إلاَّ لِـمَنْ لا يُضَامُ)
تعليقات الزوار