أشاد ممثل حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في إيران الدكتور "خالد القدومي"، برد سماحة قائد الثورة الاسلامية على رسالة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، وقال : من المحاور المهمة في الرسالة هي إبراز سماحة القائد لعقلانية هذه المقاومة التي تراعي مصالح شعبها والتي أيضاً في نفس الوقت لن تتنازل عن أي حق من حقوقه المشروعة.

وقال الدكتور القدومي في مقابلة مع وكالة تسنيم الدولية للأنباء : هذه ليست المرة الأولى التي يبرق فيها سماحة القائد برسالة إلى قيادة المقاومة الفلسطينية يؤكد فيها على المبادئ والقيم الأساسية التي يؤمن بها شخصياً وتؤمن بها الثورة الإسلامية في إيران.

وأضاف: "وفي الحقيقة أن هذه الرسالة جاءت رداً على الرسالة التي أرسلها الأخ القائد إسماعيل هنية الى سماحة قائد الثورة الاسلامية ليضعه في صورة آخر التطورات حول القضية الفلسطينية والمرحلة الحساسة التي تمر بها قضيتنا الفلسطينية، وخاصة بما سمي بصفقة القرن وإعلان موضوع ضم بعض المناطق من الضفة الغربية   لافتا الى ان سماحة  القائد  اكد في رسالته على الدور القيادي للحركة في مواجهة الهجمة الصهيو أمريكية وقدرة الحركة بصمودها والتفاف شعبها حولها، على احباط مثل هذه المخططات ".

واردف قائلا: كما نبه سماحته الى ان هذه المخططات الصهيونية التوسعية هي محاولات لتضييع الحق الفلسطيني وكذلك من خلال استخدام الضغوط الاقتصادية ووصفها بانها تحديات حقيقية تمر على شعبنا الفلسطيني، لكنه في المقابل أكد وأثنى على شجاعة الشعب الفلسطيني وعلى قيادة المقاومة،

وتابع بالقول: " ونذكر هنا ونذّكر بأن سماحة القائد قد عبر في وقت سابق ان فلسطين والقدس هي قلب الأمة وأن حماس هي قلب فلسطين، ومن المحاور المهمة في الرسالة من وجهة نظري هي ذكر وإبراز سماحة القائد لعقلانية هذه المقاومة التي تراعي مصالح شعبها والتي أيضاً في نفس الوقت لن تتنازل عن أي حق من حقوقه المشروعة، فهي تواجه مشروعاً قيادياً ومسؤولية وأمانة عالية من جهة، وفي ذات الوقت هي لا يمكن ان تتنازل عن حق شعبها فهي أمينة وعاقلة كما وصفها سماحة القائد".

 واكد الدكتور القدومي قائلا : " وركز أيضاً القائد وشجع على مشروع الوحدة بين الفلسطينيين وعلى مستوى الفصائل الفلسطينية بشكل كبير وأكد على ان هذا التلاحم وهذه الوحدة هي العنوان الأساسي للقدرة على الصمود في مواجهة التحديات الحالية في القضية الفلسطينية وعند حديث سماحته عن دعم الشعب الفلسطيني ولمظلوميته أكد حقيقة بأدب بالغ على ان هذا الامر نابع عن الواجب الديني الإنساني الذي تستشعره الجمهورية الإسلامية في إيران وان ذلك ركيزة من ركائز قيم الثورة الإسلامية في إيران منذ بدايتها. وكذلك ذيّل رسالته بالأمل والدعاء للمجاهدين وان الله سبحانه وتعالى ناصر وحليف هؤلاء المجاهدين".

وأضاف: "وفيما يتعلق بخطة الضم، يعني الحقيقة هناك الكثير مما يقال، لست معنياً بكل وضوح بقصة النسب المطروحة ثلاثين في المئة وأربعين في المئة أو أي المناطق التي يريد الكيان الصهيوني أو أعلن عن ضمها، فحقيقة الامر ان إسرائيل هي مغتصبة ومستعمرة لكل فلسطين وكل منطقة في فلسطين هي مغتصبة من قبل الكيان الصهيوني وبناء على ذلك فنحن في فلسطين وفق ما ضمنته لنا كل الشرائع الدولية لنا الحق في مقاومة هذا المحتل الغاصب".

وتابع: "الحقيقة أن نتنياهو أخطر ما قام به وأخطر شيء في عقليته هو عقلية فرض أمر واقع فعندما يرى مثلاً موج إعلامي حتى لو كان مجرد إعلام دون شيء واقعي فيما يتعلق بمواجهة هذه الخطة تجده يؤجل دون حتى أن يعلن ودون ان يحترم قانوناً ودون أن يحترم أحداً ويلجأ إلى سياسة فرض الأمر الواقع بالقوة ثم بعد ذلك يقول للعالم أن هذه وقائع على الأرض ولا أستطيع أن أعود عنها، وهذا الأمر فعله قبل ذلك شارون وهو أيضاً فعله في إنشاء وتقوية وتحدي حتى الإدارة الأمريكية السابقة من خلال تقوية وتكريس المستوطنات في الضفة الغربية".

واستطرد بالقول: " وتتجلى خطورته بكل وضوح بأنهم يقولن إنها صفقة ولكنها في الحقيقة هي عبارة عن تواطئ يميني متطرف صهيو أمريكي على الحق الفلسطيني، والخطورة الأساسية تكمن في أن هذا اليمين المتطرف الصهيو أمريكي يريدون إضاعة الحق الفلسطيني من خلال هذه المشاريع.

وختم قائلا: " إن كلمة الضم بحد ذاتها في المناسبة هي مصطلح قانوني يصف حالة اختراق قانونية وبالتالي هم لا يستحون أصلاً من استخدام مثل هذا المصطلح الذي يسمي بالفارسية "إلحاق كردن" أو بالانجليزية "Annextion" أو الضم باللغة العربية لأنهم أصلا لا يحترمون شيء اسمه القانون الدولي ولان القانون الذي وضعوه لسيادة العالم بعد انتصارهم الدموي في الحرب العالمية الأولى والثانية، هو لقيادة هؤلاء العالم وليكون القانون في خدمتهم هم، فهم القاضي وهم السجّان في ذات الوقت".