اعتبر سفير ومندوب الجمهورية الإسلامية الإيرانية الدائم في منظمة الأمم المتحدة "مجيد تخت روانجي" أن إغتيال القائد "قاسم سليماني" مثالاً بارزاً لسياسة الولايات المتحدة مؤكداً بأن هذا العمل إجرامي وإنتهاكاً للمبادئ وللقوانين الدولية.

وقال "تخت روانجي" في رسالة إلى رئيس مجلس الأمن الدولي وأمين عام منظمة الأمم المتحدة: "أن قيام أميركا باغتيال القائد "قاسم سليماني" يعدّ عملاً إرهابيا إجرامياً بأي معيار كان ومن شأنه أن يحمّل الحكومة الأميركية مسؤولية دولية".

وأضاف: "أن خلال الأعوام الأخيرة وبناءً على إلتزامات الجمهورية الإسلامية الإيرانية وقرارات مجلس الأمن الدولي في مجال مكافحة الإرهاب، أدى الشهيد "سليماني" دوراً مهماً في مساعدة شعوب وحكومات بعض دول المنطقة، بطلب منها، في دحر أخطر التنظيمات الإرهابية مثل داعش وسائر التنظيمات الإرهابية المصنّفة من قبل مجلس الأمن الدولي".

وأفاد مندوب إيران الدائم في الأمم المتحدة: "أن مسؤولي الدول المذكورة نوّهوا مراراً وبصورة واسعة بإجراءات الشهيد "سليماني" في هذا المجال".

وأشار "تخت روانجي" إلى أن هذا العمل الإرهابي نفّذ بأمر مباشر من الرئيس الأميركي، وأكّد بأنه يعدّ عملاً إجرامياً ومثالاً بارزاً لإرهاب الدولة الأمريكية وإنتهاكاً صارخاً للمبادئ الأساسية للقوانين الدولية خاصة المبادئ المصرح بها في ميثاق منظمة الأمم المتحدة ومن شأنها أن تحمّل أميركا مسؤولية دولية".

وأكّد كذلك بأن هذا العمل اللاشرعي والمتهور الذي أقدمت عليه أميركا يكشف بوضوح عن خواء مزاعمها حول مكافحة الإرهاب وفي الواقع فان أميركا هي في حالة حرب ضد الذين يكافحون الإرهابيين.

وأوضح مندوب إيران الدائم في الأمم المتحدة بان هذه السياسة المنافقة والمناقضة لالتزمات اميركا الدولية في مجال مكافحة الارهاب، ومنها قرارات مجلس الأمن الدولي، تضعف الجهود الإقليمية والعالمية في مسار مكافحة الارهاب الدولي بصورة جادة.

وأكد تخت روانجي في الرسالة، بان إطلاق ما يسمى بـ "منظمة إرهابية خارجية" على جزء من القوات المسلحة لدولة ما يعد خرقا لمبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة ومنها مبدأ المساواة لسيادة الحكومات ولا يمكنها أن تكون ابدا مبررا لتهديدها واستخدام القوة ضدها ومنها في نطاق حدود دول أخرى.

ورفض بصورة قاطعة جميع الاستدلالات التي لا أساس لها التي يسوقها المسؤولون الأميركيون لتبرير عملية الاغتيال الإجرامية للشهيد الفريق قاسم سليماني وأدان هذه الجريمة الشنيعة بأشد لهجة ممكنة، معلنا بان الجمهورية الإسلامية الإيرانية تحتفظ لنفسها بجميع حقوقها في إطار القوانين الدولية لاتخاذ الإجراءات اللازمة لاستيفاء حقها الذاتي في الدفاع المشروع.

وأضاف مندوب إيران الدائم في الأمم المتحدة، إن هذا العمل الاستفزازي جدا الذي أقدمت عليه أميركا جاء بهدف تصعيد حدة التوتر في المنطقة إلى مستوى غير قابل للسيطرة ومن الواضح انه عليها تحمّل كامل المسؤولية لكل تداعياته.

وأكد تخت روانجي، انه في ذات الوقت ينبغي على مجلس الأمن العمل بمسؤوليته وان يشجب هذا العمل الإجرامي اللاشرعي في ضوء التداعيات الوخيمة لهذه المغامرة الأميركية العسكرية والخطيرة على الأمن والسلم الدولي.

وقال، ينبغي عليّ التأكيد بان القوات المسلحة للجمهورية الإسلامية الإيرانية خاصة قوة "القدس" التابعة لحرس الثورة الإسلامية التي كانت على الدوام في الخط الأمامي لمكافحة الإرهاب والتطرف في المنطقة، وبناء على الحقوق والتعهدات الدولية للجمهورية الإسلامية، عازمة على مواصلة طريق الشهيد الفريق قاسم سليماني بقوة في مكافحة الجماعات الإرهابية في المنطقة حتى اجتثاثها كاملا.