مقتطفات من كلام الإمام الخامنئي في الكلمة المتلفزة التي ألقاها يوم الجمعة 31/7/2020 بمناسبة عيد الأضحى المبارك.

 

إلى جانب حظر العدوّ، يوجد تيّارٌ تحريفيّ أيضاً: تحريف الحقائق، وإظهار الحقائق بشكل معاكس. هدف هذا التحريف يتلخّص في أمرين: الأوّل توجيه ضربة إلى روحيّة الناس، والآخر هو تقديم توجيهات خاطئة فيما يخصّ القضاء على مشكلة الحظر، والقول بأنّه إذا شئتم رفع الحظر، عليكم أن تتراجعوا ولا تصمدوا. عندما يُمنى تيّار التحريف بالهزيمة، سيلقى حينها تيّار الحظر الهزيمة أيضاً، لأنّ هذه الساحة، هي ساحة حرب الإرادات.

  

 أهداف الحظر الأمريكي على إيران الثلاثة

1- وقوف الناس بوجه الحكومة

2- منع تقدّم إيران

3- انهيار اقتصاد البلاد

 إنّ الحظر الذي فرضه الأمريكيّون على الشعب الإيراني، جريمةٌ بلا شكّ. هدف الحظر قصير الأمد هو إرهاق الشعب الإيراني ودفعه للوقوف بوجه نظام الحكم. وهدفهم متوسّط المدى هو أن يمنعوا بواسطة هذا الحظر تقدّم البلاد، وخاصّة التقدّم العلمي. وهدفهم طويل الأمد هو سوق الحكومة باتجاه الإفلاس، أي تدمير اقتصاد البلد ودفعه نحو الانهيار.

  

فيما يخصّ إحياء العزاء، المعيار هو ما يقوله خبراء الصحّة في هيئة كورونا الوطنيّة. أنا شخصيّاً سأراعي كلّ ما يعتبرونه ضروريّاً. توصيتي وتأكيدي على جميع من يرغبون في إحياء العزاء أن تطلّعوا إلى ما يقولونه عندما تقرّرون القيام بأيّ شيء؛ أي عندما تحدّد هيئة كورونا الوطنيّة ضوابط معيّنة؛ يتوجّب علينا جميعاً أن نلتزم بها.

  

ذكرى عيد الأضحى، ذكرى عظيمة؛ في يوم عيد الأضحى، أمر الله عزّوجل النّبي إبراهيم أن يقتل فتاه الذي حُرم من وجوده أعواماً طويلة والطفل الذي رزقه إيّاه في سنّ العجز. لدينا نماذج على ذلك في ماضينا، وفي سوابقنا الدينيّة، بحيث أنّ الأب العجوز مستعدٌّ لأن يضحّي بيديه بفتاه امتثالاً لأمر الله، ويجيبه الشاب برغبة تامّة وامتثال تامّ: إفعل ما تُؤمر ستَجدني إن شاءَ الله من الصّابرين.

    

هدف الأمريكيّين الجانبي من الحظر هو أنّهم يرومون قطع علاقة الجمهورية الإسلاميّة بقوى المقاومة في المنطقة بهذه الوسيلة؛ لأنّهم يعلمون أنّ الجمهورية الإسلامية ستساعد هؤلاء وتدعمهم قدر استطاعتها؛ وهم يريدون قطع هذه العلاقة. هذه أهداف العدو التي دخل الميدان من أجل تحقيقها، طبعاً ينبغي القول "أحلام هؤلاء كحلم إبليس في الجنّة"!

  

إمكانيّة معالجة الحظر متوفّرة حتماً؛ لكنّ هذا العلاج ليس حتماً في التراجع أمام أمريكا. علاج الحظر يكمن حصراً في الاعتماد على القدرات الوطنيّة. علينا أن نحافظ على هذه القدرات التي نملكها، ونعمل على اكتشاف القدرات الجديدة، ثمّ نعتمد عليها ونحييها، وندفع بشبابنا إلى الميدان. نحن قادرون على الإنتاج في الداخل وقادرون على أن ننشط في الساحة العالميّة والدوليّة. لدينا أصدقاء جيّدون، ونحن قادرون على العمل معهم؛ طبعاً، اعتمادنا على الله عزّوجل وعلى أنفسنا.

  

الأمريكيّون يسعون للعثور على العدوّ؛ يذكرون في بعض الأحيان اسم إيران، واسم الصين في أحيان أخرى، واسم روسيا. لكن اعتقادي هو أن لا عدوّ أعظم بالنسبة لأمريكا من شعبها؛ أعظم أعداء النظام الأمريكي اليوم هو الشّعب الأمريكي؛ عليهم أن لا يبحثوا عن عدوّ آخر. وهذا العدوّ هو من سيُركع هذا النظام. مشكلة أمريكا معنا هي أنّها عاجزة عن حذفنا وإجبارنا على الاستسلام، وهذا سبب انزعاجها.

 

نظام أمريكا السياسي يتناول في كلامه القضايا المصيريّة للجمهورية الإسلامية في إيران؛ أي أنّه يقول تخلّوا عن إمكاناتكم الدفاعيّة وقدرتكم الإقليميّة وقوّتكم الوطنيّة. حسناً، لا يمكن ذلك؛ أيّ إنسانٍ شريفٍ وعزيز ومهتمّ بمصالح البلد لا يرضخ لهذه التصريحات. هذا ما يعنيه التفاوض؛ وهذه دلالة رفضي للتفاوض. وإلّا فإنّنا نتفاوض مع الجميع عدا أمريكا والكيان الصهيوني المصطنع وتربطنا علاقات بالجميع.

 

يعاني البلد من المشاكل في الشأن المعيشي العام؛ أي أنّ العوائل والناس يواجهون مشاكل حقيقيّة؛ ينبغي أن تتمّ معالجة هذه الأمور. يجب النّهوض ببعض الأعمال، وقد تحدّثت إلى المسؤولين في الجلسات الخاصّة أو أرسلت الرسائل وطلبت القيام ببعض الأعمال؛ وأؤكّد الآن على أن تعمل الأجهزة المسؤولة من أجل كبح الأسعار.