منذ وقت طويل تتصدى الجمهورية الإسلامية للضغوط والعقوبات الاميركية والغربية وهي تواصل مسيرتها الثورية المباركة اعتمادا على القدرات الذاتية والإمكانات المتاحة محتفظة بعلاقات وثيقة مع بلدان صناعية كبرى مثل الصين وروسيا وكوريا الديمقراطية وهي اطراف ذات وزن دولي يمكن الاعتماد عليها لتجاوز تداعيات الحصار الاستكباري المتواصل على ايران منذ اكثر من 40 عاما.
واليوم يشاهد العالم الحرّ مدى تقدُّم الجمهورية الاسلامية في القطاعات الزراعية والصناعات الخفيفة والثقيلة والتقانة النووية السلمية وعالم الفضاء، ولو لم تكن ايران مستعدة لمختلف الاحتمالات والظروفات لما بلغت حدا تتحدى فيه الظلم الاميركي الحاقد الذي يتخذ كل يوم اشكالا جديدة، آخرها فرض عقوبات على 18 مصرفا ايرانيا كانت فعالياتها محدودة بتأمين الغذاء والدواء سيما العلاجات المطلوبة لمكافحة وباء كورونا العالمي الخطير.
لقد اثبتت الولايات المتحدة انها انذل المخالفين للقيم الانسانية التي تستدعي الازمة الصحية الكونية الراهنة ان يولى لها الرعاية والاهتمام، بيد ان الواقع اظهر ان اميركا المستبدة هي في واد وحقوق الانسان في واد آخر.
من الواضح ان دعاوى اميركا الحضارية اصبحت في خبر كان، وها نحن اولاء نقف امام غطرسة متجبرة تسوغ لنفسها ممارسة اقذر السلوكيات الفاشية دون ادنى احترام لما اقرّ به القانون الدولي على مستوى اغاثة الملهوفين والمنكوبين الذين حاصرتهم الكوارث الطبيعية والاوبئة والامراض وفي مقدمتها اليوم جائحة كورونا.
من الثابت ان الولايات المتحدة في سلوكياتها لم تعد تراهن سوى على الحروب والغزوات ولغة البلطجة، ولقد ضج حتى الامم المتحدة ومجلس الامن بممارساتها المنافية لاي منطق عقلاني يحترم انسانية الانسان ويراعي الاحتكام الى القواعد الدولية الحضارية عند بروز اختلافات ومشاكل بين اعضاء المجتمع البشري.
ان الجمهورية الاسالمية التي اختطت لنفسها طريق الاستقلال والسيادة الوطنية والدفاع عن ثوابتها الدينية والثورية على نهج ولاية الفقيه، استثمرت العقوبات لتطوير قدراتها وامكاناتها، وقد حققت من الانجازات والمكاسب ما تشرئب له الاعناق وحصلت على كل ما هو جوهري من التقانة التي تحتاجها لتحصين نفسها من التهديدات الخارجية والداخلية، وهي تمتلك اليوم من العزم والارادة والتصميم ما تستطيع به ان تقاوم الضغوط الاميركية القصوى اقتصاديا وان تتصدى لوقاحات واشنطن بدون اي تردد.
وهكذا فإن ايران اليوم هي قائدة العالم الحر وشرفاء الارض في مكافحة الاستكبار العالمي . وقد مسحت الجمهورية الاسلامية بالاميركيين الارض في قاعدة عين الاسد ومطار الحرير بتاريخ 7/1/2020 عقابا اولياً لهم وهي ما فتئت تتوعد بالثأر لدماء القادة الشهداء قاسم سليماني و ابو مهدي المهندس ورفاقهما الابرار وتعمل بلا هوادة على اخراج جيوش وقواعد الولايات المتحدة من المنطقة ضمانا للامن الاقليمي.
*حميد حلمي البغدادي
تعليقات الزوار