أكد الممثل اللبناني جان قسيس، أن الشهيد القائد قاسم سليماني كان قدوة في حياته، وأصبح في شهادته ملهمًا ومثالًا، وقال "لا غرو إذًا أن يخصّص له المبدعون في المقاومة حيّزًا خاصّاً يجسّدون من خلاله مسيرته المشرّفة، وهو الذي كتب في حكاية المقاومة سطورًا مجيدةً وسلسلةً من الإنجازات والانتصارات".

وأفادت وكالة مهر للأنباء، أن الممثل اللبناني تحدث في حوار له مع مراسلة مهرجان أفلام المقاومة الدولي بدورته السادسة عشر (هبة اليوسف)، عن أهمية ما يحصل من تحولات في المنطقة لاسيما التطبيع العربي مع الاحتلال ودور السينما والاعلام في مواجهة هذه المؤامرات، وقال: لا شكّ في أنّنا نعيش اليوم مرحلةً مفصليّة من تاريخنا، في منطقةٍ تغلي فيها الصراعات، وتدور على جبهاتها ومحاورها معارك وجوديّة حاسمة.

وأوضح بشأن استراتيجيات محور المقاومة في سياق مواجهة التحولات الجديدة بالمنطقة، وقال: في ظلّ ما استجدّ على الساحة العربيّة من اتفاقاتٍ ومعاهدات صلحٍ مع كيان العدوّ الصهيوني، كان لا بدّ من وضع استراتيجيّاتٍ جديدة لمواجهة الواقع الجديد. للإعلام والسينما دورٌ أساسٌ في هذه الإستراتيجيّات، وقد اعتمدته المقاومة دائمًا، سلاحًا رئيسًا في المواجهة والنضال، في خطوةٍ إستباقيّة بدأت منذ انطلاق المقاومة، وقبل أن تظهر حتّى إشارات "السلام المُشكَل" مع الكيان الصهيوني.

واستطرد: كانت السينما، والتلفزيون أيضاً، سبيلاً آخر للمقاومة رافق دورها العسكريّ والسياسيّ والاجتماعي، وتجسّدت في أعمال الشاشتين روح الممانعة والرفض لكلّ أشكال الاحتلال والهيمنة.

وتابع: اليوم، ومع الواقع المستجدّ، تتّخذ أفلام المقاومة وإنتاجاتها المشهديّة الأخرى بُعدًا أعمق لِجَبه ما طرأ وما سيطرأ من أشكال التطبيع الذي تحاول الأطراف المتآمرة فرضه على شعوبنا المتمسّكة بمبادئها وثوابتها المقاومة.

لكنه أكد في الوقت ذاته على أهمية السلام، مصرّحا: لا أحد ضدّ السلام حين يكون عادلًا، وحين تُعيد اتفاقاته الحقّ إلى أصحابه. خلاف ذلك، فإنّ أيّ سلامٍ يُفرض علينا هو استسلام لرغبة العدوّ ومَن وراءه، ليبقى خيار المقاومة هو الخيار الوحيد المطروح.

وبشأن استحداث قسم خاص بالشهيد القائد قاسم سليماني في مهرجان أفلام المقاومة الدولي بدورته السادسة عشر، قال: إنّ اغتيال القائد قاسم سليماني شكّل من دون شكٍّ ضربةً موجعة لخطّ المقاومة، ومنعطفًا في سلوكيّتها لجهة كيفيّة توقّعها لمخطّطات العدوّ في صورةٍ مغايرة. لكنّ هذا الاغتيال نفسه رسم للمقاومة هالةً قدسيّةً أوسع وأشمل.

وأضاف: القائد الشهيد سليماني، وهو رمزٌ وقدوة في حياته، أصبح في شهادته ملهمًا ومثالًا. وأكد قائلا: لا غرو إذًا أن يخصّص له المبدعون في المقاومة حيّزًا خاصّاً يجسّدون من خلاله مسيرته المشرّفة، وهو الذي كتب في حكاية المقاومة سطورًا مجيدةً وسلسلةً من الإنجازات والانتصارات.

واختتم كلامه مؤكدا: إنّ تخصيص جناحٍ لأفلامٍ عن القائد الشهيد قاسم سليماني يعطي للمهرجان حتمًا بُعدًا وجدانيًّا عميقًا ويرفد الشباب المقاوم بمادّة حيّة تتناول سيرة بطلٍ من أبطال المقاومة وأحد أبرز قادتها، وهو أمرٌ يشرّع الباب واسعًا على فكرة الالتزام برسالة المقاومة الشريفة حتّى الاستشهاد.