سؤال: ما الأثر الذي تتركه قداسة الولي الفقيه أو المرجع الديني في المجتمع؟

جوابه: من خلال هذه القداسة حُفظ كيان الشيعة ووجودهم في عصر الغيبة، فالناس ـ وعلى مر التاريخ ـ كانوا يكنّون احتراماً خاصاً لمراجعهم، وطالما أرعبت هذه القداسة الأعداء لذلك، فقد كانوا يرهبون ما يصدّره المرجع الديني من فتاوى تخص الجهاد؛ فلابد والحالة هذه من تحري التأثير الذي يتركه حكم الجهاد الصادر عن مرجع طاعن في السن!

ونظراً لما يتمتع به الولي الفقيه من قدسية خاصة وأن الناس يعتبرونه نائباً لإمام الزمان، وهم على استعداد للتضحية بأرواحهم وأموالهم وكيانهم، فإن الفتوى التاريخية التي أصدرها الميرزا الشيرازي الكبير في تحريم التنباك هي التي هزمت الاستعمار البريطاني العجوز وأنقذت إيران من أزمتها.

وفي وقتنا الراهن أيضاً كنا جميعاً مشهوداً على طبيعة قيادة الإمام الخميني(قدس سره)لثورة اقتلعت جذور حكومة دامت 2500 سنة، وأقامت محلّها نظام الجمهورية الإسلامية؛ فمن ذا الذي يكون على استعداد لتلقّي رصاص جلاوزة الشاه لولا القدسية التي تتمتع بها المرجعية؟ ولولا اعتبار الأمة حُكم الإمام هو حكم الله وإمام العصر (عج)؛ فَمَنِ الذي سيكون مستعداً لينفض يديه من لذائذ الدنيا، ويُمضي أيامه ولياليه في الجبهات، أو يضحي بخيرة أعزائه في سبيل الله؟! هاهنا يمكن إدراك مغزى محاولات أعداء الإسلام في تجريد الولي الفقيه والمرجعية عن القداسة!

 

القداسة ضمان لبقاء النظام

لقد أثبتت التجربة أن المرجعية والولاية كانت على الدوام مصدر أمل للمسلمين الشيعة في زمان الغيبة، فلطالما أنقذت المرجعية المجتمع في كل مرة من الأخطار الحتمية التي تحدق به.

الآن وبعد دراسات نفسية؛ أدرك أعداء الإسلام جيداً السر في وحدة الأمة وصمود النظام الإسلامي، لقد أدرك هؤلاء أن ما تحتفظ به الأمة من قدسية للقيادة والولاية هي التي حفظت النظام والثورة، فكرّسوا جهودهم وشحذوا هممهم مستهدفين تحطيم هذه القداسة، ليوحوا بذلك أن القائد أو المرجع على مستوى غيره من المسؤولين، أو حتى العاديين من الناس، فهم يوحون بإمكانية انتقاد الولي الفقيه، كما هو الحال في توجيه النقد للوزير أو النائب أو أي شخصية في الجهاز القضائي!

إننا ـ بطبيعة الحال ـ نعتقد بجواز انتقاد الولي الفقيه، ولكن بالأسلوب الصائب، الذي يعبر عن الدعوة للخير والحرص.

على أية حال؛ فإذا ما تضعضعت قدسية الإمام؛ لم يعد هنالك من يرى أمره مطاعاً، والعمل بأوامره واجباً شرعياً، والقتل في هذا السبيل شهادة، وهنا يكون العدو قد بلغ أهدافه؛ لأنه لم يبقَ أمامه من يُحبط المؤامرات، وينقذ البلاد بفتواه خلال الأزمات.

لنتأمل قليلا، ولنرَ لصالح مَنْ يَكون انتهاك هذه القدسية؟ وما الذي يصبو إليه مثيرو هذه الشبهات؟!