بسم الله الرحمن الرحيم‏

ضرورة صيانة الجمهورية الإسلامية

أود أن أشير أمامكم أيها السادة وأمام الشعب إلى مسألة تمس القضايا الداخلية ومسألة أخري تمس المنطقه.

ففيما يتعلق بالقضايا الداخلية فإن هناك إحساساً وقد بلغت عن ذلك بأن بعض التيارات تريد خلق الفتنه والخلاف بين الشعب إن هؤلاء لم ينجحوا حتى الآن بأي شكل من الأشكال فكل عمل قاموا به من العمل العسكري والهجوم على بلادنا واشعال نار الحرب وكذلك ما قاموا به في الداخل من الاضطرابات والأعمال الأخرى والاغتيالات والانفجارات ووجدوا أن هذا الشعب زاد صموداً ولن يخرج من الساحة فعندما يئسوا عن هذه الأساليب ولم تجدهم نفعاً فقد لجأوا إلى الأسلوب المطروح في العالم، فرّق تسد، فمرة أخري ظهر تيار الفتنه في إيران حيث يريد خلق الخلافات- ويجب على الشعب ألا يخرج من الساحة لأن شعباً ثار لأجل الله والإسلام وحصل على الحكومة الإسلامية لن يتزحزح بهذه الأمور وسيصون هذه الدرة الثمينة التي نالها بكل ما أوتي من قوة.

إنني أشير هنا إلى بعض التيارات لتنبيه الشعب حتى يكونوا يقظين وألا يستيقظوا في وقت متأخر لا سمح الله- يجدون أن الأوان قد فاتت. فمن جملة هذه الأمور أن البعض قد أخبرني مراراً بأن بعض الشباب الغافلين أو بعض الناس الذين دخلوا بتخطيط مسبق وتم خداعهم بدأوا الإساءة إلى بعض مراجع الإسلام الكبار.

وهذا ما يلاحظ في المدن المختلفة واعلموا أن الإساءة إلى المراجع لن تجدي نفعاً إلّا إيجاد الفرقة بين الشعب وستنتهي إلى عمل مخالف لرضا الله. إنني أطلب من كافة الشعب إذا ما رأوا مثل هذه الأمور في أي مكان أن يقوموا بتقديم النصح للشباب المنخدعين فإذا ما رأوا أنه من المجموعات التي تخلق الفرقة والخلاف فإن عليهم أن يسلموه للمراكز الخاصة بذلك. إن حاجتنا إلى التضامن اليوم أكثر من أي وقت مضي إننا نواجه اليوم جميع القوى وأنها تقوم بالتخطيط في الداخل والخارج حتى تقضي على هذه الثورة وعلى هذه النهضة الإسلامية والجمهورية الإسلامية وهذا واجب إلهي إذا أنه من أهم الواجبات التي فرضها الله بمعني أن صيانة الجمهورية الإسلامية أهم من الحفاظ على حياة شخص واحد ولو كان إمام العصر لأن إمام العصر أيضاً يضحي بنفسه لأجل الإسلام. إن جميع الأنبياء الذين أتوا منذ بدء التكوين حتى اليوم قد جاهدوا لكلمة الحق ولدين الله وضحّوا بأنفسهم إن ما تحمله الرسول الأكرم من المشقات وما عاناه أهل بيته العظام من المتاعب الكثيرة والتضحيات كله كان لأجل الإسلام. إن الإسلام أمانة إلهية عند الشعوب هدفها تربية الأفراد وتقديم الخدمة لهم‏ وإن الحفاظ عليه واجب عين على الجميع أي إننا مطالبون جميعاً بالحفاظ عليه إلى حين يقوم للحفاظ عليه قائمون فعند ذلك يرفع الواجب عن الآخرين إن إيجاد الفرقة اليوم من أي نوع كانت وإن الأعمال المسببة للفرقة مهما يكن نوعها ومهما يكن اسمها فإنها تضرّ بالإسلام وتضرّ بالثورة. ومن هذا الخيط نعرف التيار الذي يعمل للإساءة إلى علماء البلاد ورجال الدين وأئمة الجماعة. وإن ذلك تيار لو نجح لا سمح الله- في مسعاه حسب زعمه فإنه يريد الفصل بين رجال الدين وبين الناس فإذا ما نجح هذا لأمر فلا تشكّوا في أننا سننهزم، إن رجال الدين حافظوا لإسلام في كل البلاد وهم يحفظون الإسلام ومقاصده وكذلك كانوا منذ البداية.

 

جهود رجال الدين في الكفاح ضد الاستعمار

لولا رجال الدين لكنا جاهلين بالإسلام إن جهود رجال الدين الذين هم منكم استطاعت أن تحفظ الإسلام حتى اليوم وكانوا في الطليعة كلما ظهرت مشكله للإسلام. وكانوا يثورون سواء انتصروا أم انهزموا في تلك الثورة ففي العهود الأخيرة حسب ما أعلم وحسب ما شهدت قاموا بثورات متعددة ضد رضا خان ومحمد رضا شاه. وكان رجال الدين هم السبب في اشتعالها فكانت تبدأ الثورة منهم ولكن الناس لم يكونوا ينجحون أو لا يحققون نجاحاً كبيراً لعدم انسجامهم إذا لم يحفظ شعبنا هذه الشريحة فإن المصير الذي ينتظر كم هو نفس مصير الثورة الدستورية حيث عمل رجال الدين ذلك العمل الكبير وقطعوا أيدي الاستبداد ولكن، بسبب عدم وحدة الناس بالكامل مع رجال الدين وعدم طاعتهم الكاملة لهم فقد جاء الآخرون وليجولوا الثورة الدستورية تلك إلى استبداد أشد من السابق فكان اسماً دون مسمي وكان يقال في ذلك الوقت بأن لدينا مجلساً وأن لدينا ثورة الدستور ولكن الاستبداد كان يحكمنا بكل قوة سواء في عهد القاجار الذي أتذكره- أو بعد عهد رضاخان الذي مرّ الشعب بأسوأ الأيام- أو في عهد محمد رضا. إذا لم تنتبهوا إلى أن هؤلاء يريدون إخراج رجال الدين من الساحة وتصويرهم أمام الناس بشكل سيّئٍ ...

لقد جاءني هذا الصباح قبل أن آتي اليكم أحد رجال الدين في اصفهان مشتكياً من أن رجال الدين يعاملون بشكل سيئٍ. وسواءٌ أكان الكلام الذي نقل له عن ذلك صحيحاً أم غير صحيح ولكنني أقول بشكل عام بأن هناك تياراً يحاول تهميش رجال الدين.

لقد رأيتم ما كان يجري قبل الجمهورية الأخيرة وفي بدايات الأمر من قبل التيارات التي كانت تحاول فضح رجال الدين الكبار بالكذب والاحتيال. فمثلًا السيد بهشتي رحمه الله- الذي كان مجاهداً للإسلام نافعاً تشيطاً عالماً مديراً مدبّرا ماذا صنع الشريرون به في البلاد وكيف أساؤوا إليه عند الناس وعندما انتبه الناس إلى الحقيقة كان بهشتي غير موجود إنني أخاف أن يستيقظ الناس فجأة ويري أن رجال الدين قدتم تهميشهم وعادت سيطرة الأجانب‏ إلى هذه البلاد. وعند ذلك لا ينفع الأسف كما حدث في عهد الإمام الحسين سلام الله عليه حيث شوهوا سمعة ابن رسول الله الذي كان الناس في الكوفة قد شاهدوا والده وجهاده فإن هؤلاء الناس كانوا يتسابقون لقتل ابن رسول الله وعندما انتبه أهل الكوفة كان الإمام الحسين غير موجود.

و إنني أخشي عليكم أيها الشعب الإيراني الكبير حيث ثرتم لأجل الله وقدمتم شبابكم لله وتحملتم الأتعاب لله تعالي وضحيتم بكل شئٍ في سبيل الإسلام أن تنتبهوا فجأة من وراء هذا التيار الذي بدأ يزحف إلى الأمام أن الناس قد انعزلوا تماماً لاسمح الله- وبانعزالهم وانعزال من يشتغلون بالخدمة تأتي حكومة بلطجية باسم الإسلام وباسم الجمهورية الإسلامية وباسم خادم الإسلام وتضيع بذلك أتعابكم جميعاً والدماء التي قدمتموها. لقد كان رضاخان في بداية الأمر يشترك في مواكب اللطم على الصدور وكان يذهب إلى التكايا ويوقد الشموع حولها ولكن عندما استقرت أقدامه كان يريد القضاء على جميع أمارات الإسلام لم يكن في جميع أرجاء البلاد مجلس للروضة الحسينية بشكل علني. فإذا ما كان هناك مجلس فإنه كان في منتصف الليل أو قبل أذان الفجر. يجب عليكم أن تخشوا بأنكم إذا ما شكرتم النعمة التي أعطاكم إياها الله تعالي وهي نعمة الإسلام التي يجب أن تشكر والله عليها بالوحدة وباحترام أولياء الإسلام فان لم تشكروا الله عليها فإن الله قد يسلبكم هذه النعمة لا سمح الله- ويعيدنا إلى السنوات الماضية التي مازلنا نشعر بمرارتها. إنني أعلن للشعب الإيراني أداءً للواجب بأن هناك جماعة منخدعة غير واعية أو بينهم بعض المنافقين المدسوسين من الجماعات المنحرفة تريد إيجاد الفرقة بينكم وعليكم أن تنتبهوا لذلك إنها تريد خلق مجموعات مختلفة. كما تريد هذه الجماعات تصنيف الناس إلى أتباع المرجع الفلاني وأتباع الشيخ الفلاني ومن ثم تريد تهميش الشيوخ لتسلبكم هذا النصر الذي حصل لكم. وهذا منهج موجود ذكرته لكم.

الخشية من إيجاد الفرقة بين المجموعات الملتزمة

و هناك شئٌ آخر قد ذكر لي قبل قليل وهو الخلافات التي توجد بين المجموعات الملتزمة، المجموعات التي تلتزم بالإسلام وتخدمه. ففي بعض المناطق يحاولون إيجاد الفرقة بين هذه المجموعات الملتزمة والمجموعات الأخري الملتزمة بالإسلام. وإنني أنبّه هذه المجموعة أينما كانت ومن كان فيها بأن عليكم أن تنتبهوا إلى أن أيدي الأجانب المجرمة تريد إيجاد الفرقة بأي شكل ممكن. إذا كنتم تريدون خدمة الإسلام عليكم أن تتوحدوا لكي تتمكنوا من أداء الخدمة. فإذا كان لكل واحد منكم رأي مختلف عن الآخر وأمور مختلفة عن الآخر وإذا خالفتم البعض واختلفتم في الأمور فيجب أن تتأكدوا بأن هذه الخلافات بين المجموعات‏ الملتزمة رغم حسن نواياها ستنتهي لا سمح الله- إلى إيجاد الفرقة بين جميع المجموعات الملتزمة على مستوي البلاد وقد تؤدي إلى النزاعات المسلحة وهذا ما يتمناه أعداؤكم. وإنني واثق من أنكم أذكي من أن تسببّوا حدوث مثل هذه القضايا. لكنني أرى من الضروري أن أذكركم. فإن جميع الأمور التي تُشتّم منها رائحة النفاق والخلاف يجب أن يُترك بالكامل إنكم اليوم مستهدفون من العالم كله بمعني أن هذه الثورة الإسلامية قد أحدثت دوّياً في العالم أدي إلى اضطراب جميع القوى الكبرى وخوفها لأنها تخشي من ظهور الوجه الحقيقي لهذه الثورة وتفاجأ القوى الكبرى يوماً من الأيام بأنها تخسر البلاد الإسلامية والبلاد الأخرى ولأجل ذلك فإنها تسعي بكل قواها إلى قمع بؤرة الثورة ومنطلق النهضة الإسلامية هنا. وإن أحسن أساليب القمع هي قمعها من الداخل من خلال الخلافات الداخلية وضرب بعضنا للآخر.

انتبهوا أنتم وجميع المسلمين حتى لا يخدعونا بهذا النمط ولا تغفلوا فقد يأتون بشكل جذاب ويخدعون الشباب قائلين بأن هذه الجمهورية الإسلامية تشبه عهد محمد رضا شاه بل هي أسوأ ولا يعمل رجال الدين شيئاً غير الفساد وكلمات أخري من هذا القبيل.

هذا فيما يتعلق بالقضايا الداخلية التي لها أهمية كبيرة.

 

التحذير لمشروع فهد

فيما يتعلق بقضايا المنطقة فإن أهم شئٍ يتم الحديث عنه الآن هو هذه المشاريع التي يتم التخطيط لها على أيدي أمريكا والصهيونية وبعض عملائهما. وهذه المشاريع التي تريد الحكومات الإسلامية والحكومات العربية فرضها على الجميع. ليس في هذا المشروع أي جانب ايجابي. وإن من ظنّوا أن في المشروع نقاطاً ايجابية فإنهم إما أن يكونوا غير واعين لقضايا المنطقة أم أن في الأمر شيئاً آخر. لا توجد نقطة ايجابية في هذه المشاريع إن بلادنا وشعبنا الذي قدم كل هؤلاء الشهداء والمعاقين شفاهم الله- الذين يحضر بعضهم هنا، كان كل ذلك لأجل الإسلام وإننا لا نعتبر الإسلام محصوراً في إيران. إن الإسلام هو الإسلام فإن الإسلام هو نفسه في مصر وهو نفسه الإسلام في السودان وكذلك في العراق والحجاز وسوريا هو الإسلام نفسه. إننا لا نستطيع أن نفصل أنفسنا عن سائر المسلمين إن جميع الخسائر التي تكبدناها وجميع الشهداء الذين قدمناهم والمعاقين الذين قدمناهم وما لدينا من المشردين كان لأجل الإسلام وإننا تحملنا كل هذه الأتعاب لإيران لأنها بلد إسلامي، إننا لا نستطيع الفصل بيننا وبين العرب وبين مصالحنا ومصالحهم ولا يمكننا عزل أنفسنا عن سائر البلاد وما يقرر فيها. إن الإسلام في كل مكان ويجب على جميع المسلمين و نحن جزء منهم- ويجب علينا جميعاً أن نحفظ الإسلام في أي مكان إننا مكلفون حسب إمكانياتنا بهداية هذه البلاد الإسلامية التي تفكر اليوم في هذا المشروع المضرّ جداً وتحاول إقراره علينا أن نذكّر الشعوب الإسلامية والبلاد الإسلامية. إنني أعلن الخطر لأجل هذا المشروع على الإسلام. إن من قدموا هذا المشروع إما أن يكونوا جهلاء أو أنهم تحت تأثير أمريكا والصهيونية. وكذلك من يرون في هذا المشروع نقطة إيجابية. فلو لم يكن في هذا المشروع إلّا الاعتراف بإسرائيل إن أحد البنود المقترحة هو أن يتم الاعتراف بإسرائيل وضمان عدم الهجوم عليها- لولم يكن فيه إلّا هذا وكانت الأمور الأخرى كلها ايجابية فإن تلك النقاط الايجابية كلها كانت لا تساوي شيئاً ومعني إعطاء الضمان لإسرائيل هو أن تمنح إسرائيل الأمن، وهي التي غصبت منذ سنين طويلة أراضي المسلمين وارتكبت مجازر جماعية في فلسطين ولبنان وسائر الأماكن وشردت المسلمين واستباحت أعراضهم ونفوسهم وعرّضتها للخطر وجعلتها ألعوبة لأهدافها الفاسدة ويعني ذلك أن أي شخص أراد أن يتعرض لهذه الدولة الغاصبة المجرمة فإن على جميع المسلمين وعلى حكومات المنطقة أن يعارضوه لحفظ إسرائيل التي امتصت دماء المسلمين وفعلت بفلسطين والقدس ما فعلت وفعلت بلبنان ما يحلولها وقامت بقتل المسلمين ونهبهم، علينا اليوم أن نعطيها أجرها وأن نكون حافظين لها. وعلينا جميعاً أن نؤمّن إسرائيل التي دخلت في القدس وفلسطين وغصبتهما يجب اليوم أن نعترف بها. أي إن على البلاد العربيه أن تعترف بهذا النظام الفاسد الفاسق الكافر وأن تعطيها أجرها بعد ارتكاب تلك الجرائم. فإذا كانت النقطة الايجابية هي أن تنسحب إسرائيل إلى حدود ما قبل الحرب الفلانية وحتى حدود الحرب الفلانية إن هذه نقطة سلبية ومعناها أن ما غصبته إسرائيل حتى تلك الفترة تبقي لها ولكن بالمقابل تتخلي عن بعض المناطق وهذا يشبه تصالحنا مع العراق وأن نقول للعراق تعال نقسّم خوزستان فالنصف لك والنصف الآخر لنا!

إن ذلك من النقاط السلبية وبقية النبود كلها في خدمة إسرائيل وتهدف إلى جعل إسرائيل تحكم العرب.

إنني أحذر الشعوب الإسلامية وخاصة الشعوب العربية وأحذر الجيوش الإسلامية وخاصة جيوش الدول العربية من أن تمرير هذا المشروع خلف الأبواب المغلقة دون الاهتمام بآراء الشعوب سيؤدي إلى أن تتحولو إلى أسري لإسرائيل وعملاء لها إلى نهاية العمر وستكونون تحت تصرف إسرائيل وأمريكا بشكل مطلق وليس وراء ذلك شي‏ءٌ آخر لا يوجد للشعوب الإسلامية والعربية عار أسوأ من هذا العار الذي يستسلمون من خلاله إلى هذا المشروع الفاسد المخالف للإسلام مائة بالمائة إن قبل العرب بسيادة إسرائيل فهذا عار عليهم. وإنني أحذر الجميع بأن هذا المشروع لوتمّ تمريره فإن إسرائيل ستسيطر في المستقبل على مكة والمدينة أيضاً.

خيانة الإسلام والمسلمين بالسلام مع إسرائيل‏ على الشعوب أن تكون يقظة وأن تنبّه الحكومات وأن تخالف هذا المشروع الكافر الفاجر. وقد كشفت أمريكا عن أنيابها لكي تجبر هؤلاء على القبول بهذا المشروع الذي يتم التخطيط له. قد جاءت أمريكا بقواتها من الكوماندوس والفرق العسكرية الأخرى إلى المنطقة وبدأت بالمناورات والعروض العسكرية لتخويف شعوب المنطقة إذا ما خافت الدول فعلى الشعوب أن تكون حية وألا تخاف. إذا ما متنا جميعاً أفضل من أن نكون أذلاء تحت رحمة الصهيونية وأمريكا. إن هذه خطوة كبيرة خطتها أمريكا لإذلال العرب وإذلال المسلمين العار لأولئك العرب الذين يقبلون الذل للسيطرة على بلد إسلامي لفترة وجيزة وللتمتع ببعض الخيرات والعار علينا جميعاً إذا ما جلسنا صامتين إزاء القضية.

وإذا ما وافقت الدول اللامبالية بالأمور أو المتعمدة لخيانة الإسلام والشعوب العربية والمسلمين على هذا المشروع فإن ذلك لا قيمة له لأن الشعوب تخالفه لا يوجد. شعب من الشعوب الإسلامية يرضي أن يكون عميلًا لإسرائيل وذليلًا تحت رحمة إسرائيل وأمريكا. وإذا ما وافقت الحكومات عليه فإن هذه الموافقة لاتساوي فلساً لأن المسلمين والشعوب يعارضونها. على الحكومات أن تدرك أن الأمور قد اختلفت عما كانت عليه في السابق حيث كانت الحكومات تعتبر نفسها كالوصي على الشعوب إن شيخاً واحداً أو رئيساً واحداً أو ملكا كما اصطلحوا عليه- لا يحق له أن يحكم بلاداً ويضحّي بها لأجل مصالح إسرائيل على الحكومات أن تستيقظ إن تمرير هذا المشروع يعني نهاية هذه الحكومات. يجب ألا تفكر هذه الحكومات بعد هذا بأنها تستطيع أن تعمل ما تشاء وأن الشعوب ليس لها ارتباط بالموضوع إنكم لا تساوون شيئاً أمام الشعوب إن الشعوب هي التي يجب أن توافق على الأمور. طبعاً نحن كنا نعاني مثل هذه المشكلة في عهد رضا خان ومحمد رضا خان وكانا لا يهتمان بالشعب لم يكن لكلمة الشعب معني عندهما وكانا يعتبران الشعب غير قادر على عمل شي‏ء كان سمو الملك يساوي كل شي ولا يوجد غير جلالة الملك ولكن الشعب الإيراني قد كسر ذلك وأثبت أن الشعب هو كل شي وعلى الحكومات أن تعمل وفق إرادة الشعب ووفق مصالحه. وإن حكومتنا اليوم ومجلسنا وجميع مؤسساتنا المدينة والعسكرية تعمل على هذا النهج وتخدم الشعب. ولا أحد منهم يخطر بباله أنه يريد أن يحكم أو أن يفرض شيئاً على الشعب. على الشعوب الأخرى أن تعمل كذلك. لا حيلة لها، إلّا الثورة على هذه الاتفاقية وهذا المشروع الفاسد عليهم أن يضحّوا بأنفسهم حتى يمنعوا هذا المشروع من التحقق. ولوقام هؤلاء بالموافقة على هذا المشروع فإن الشعب يجب أن يعارض وعلى هؤلاء أن يدركوا أن هذا المشروع لا يتحقق مع وجود معارضة الشعب له.

أسأل الله تعالي يقظة جميع الشعوب الإسلامية والحكومات والشباب وإن ندائي هذا موجه إلى مدارس البلاد ووالجامعات وإلى سائر الأماكن. إن على الشباب الجامعيين والكتاب‏ والخطباء والعلماء والجيوش جميعا أن يعارضوا هذا المشروع الخبيث الذي يسجّل أسر الشعب العربي وأسر الإسلام حسب زعمهم- ويسلم أمورهم لإسرائيل. وإن كل من لايعارض فانه خائن للإسلام واعلموا أن الشعوب إذا عارضت أمراً فإن الحكومات لا تستطيع تنفيذه ليس الأمر اليوم مثل السابق حيث كانت تعمل الحكومات كل عمل منكر تريده كلّا، يجب أن تعمل حسب رغبات الشعب وأن تكون خادمة للشعب لا سيداً عليه. يجب ألا يبني القصور الذهبية بالأموال ويعيش شعبه كأضعف الشعوب وأفقرها أسأل الله أن يمنحنا ويمنحكم ويمنح الشعوب الإسلامية كلها نوراً من أنوار الهداية نسير على هديه في خدمة الإسلام وفي خدمة الله تبارك وتعالي وفي طاعة رسول الله إن شاء الله.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته‏

ــــــــــــــ

صحيفة الإمام، ج‏15، ص: 318

التاريخ قبيل ظهيرة 25 من آبان 1360 هـ ش/ 19 محرم 1402 هـ ق

المكان: طهران جماران‏

الموضوع: أهمية صيانة الجمهورية الإسلامية دور رجال الدين عبر التاريخ- مشروع الخيانة للسلام مع إسرائيل‏

الحضور: مسؤولو مؤسسات الشهيد في أرجاء البلاد جرحي ومعاقو الحرب من مستشفي الإمام الخميني ومستشفي الشهيد مصطفي الخميني أسر شهداء مدينة كرج‏