برهن الفلسطينيون أبناء القدس والمناطق الأخرى من الضفة الغربية بانتفاضتهم على فشل مسيرة التساوم والخضوع للاحتلال الصهيوني الفاسد.

لقد اثبت الشعب الفلسطيني بشجاعته وصموده وإقدامه انه شعب حي لا يمكن لمشاريع التسوية والتطبيع أن تفت في عضده أو تمنعه من التصدي للبلطجة الإسرائيلية التي تجاوزت كل المعايير الإنسانية والدولية بشكل فظيع.

المنتفضون في الواقع يثورون اليوم على أنظمة الخيانة التي سولّ لها انهزامها الاعتراف بالعدو الصهيوني المتعجرف الذي يعيث فسادا في فلسطين والمنطقة وهو يظن بأنه ما من رادع يردعه او قانون يعاقبه على جرائمه وارهابه وسلوكياته العدوانية.

المراقبون والمحللون للأوضاع في الأرض المحتلة يؤكدون جميعا على ان ما يشهده الأقصى هو بداية لانتفاضة ثالثة وازاء ذلك فان العالم الاسلامي والعربي مطالب بالوقوف بشكل عملي مع انتفاضة المقدسيين وتقديم الدعم المادي والمعنوي لهم لئلا تؤثر فيهم الضغوط الاقتصادية والحياتية التي تفتعلها تل ابيب ضد الشعب الفلسطيني المجاهد.

في ظل هذه الاجواء الثورية يقف ابناء المقاومة الفلسطينية سندا قويا وعزيزا لاخوانهم في بيت المقدس وذلك عندما دكت صواريخهم في قطاع غزة المستوطنات الصهيونية في غلاف القطاع.

فمن المؤكد ان معركة المتظاهرين المحتجين ومعركة المقاومين واحدة وان انتفاضة القدس هي استمرار لكفاح فلسطيني مرير عمره اكثر من 80 عاما وهو كفاح لن يرضى باقل من تطهير كل الارض المحتلة والمسجد الاقصى من دنس الصهاينة العتاة.

من الواضح ان ثمة جهادا فلسطينيا يزداد حراكا وعنفوانا على اعتاب يوم القدس العالمي في الجمعة القادمة والاخيرة من شهر رمضان المبارك ، وفي ذلك مؤشر على استعدادات شعبية يمكن ان تغير مسار المواجهة والنضال ضد العدو الغاصب، وهذا ما يخشاه زعماء الصهاينة الذين باتوا يحملون نتنياهو مسؤولية غطرسته وحقده الدفين ضد كل ما هو فلسطيني واسلامي ونهضوي في المنطقة.

ان الكيان الصهيوني نظام استكباري وقح اثبتت التجارب انه لا يرتدع الا تحت وطأة ضربات المقاومين، ومن المؤكد ان انتفاضة ابناء بيت المقدس تشكل زخما اصيلا للمجاهدين لتكثيف ضرباتهم ضد هذا العدو الغادر الذي وصفه الإمام الخميني (قدس سره) بالغدة السرطانية التي لابد من استئصالها من الوجود والى الابد.

 

بقلم - حميد حلمي البغدادي