دعى قائد الثورة الإسلامية في إيران آية الله العظمى السيد "علي خامنئي"، أبناء الشعب الايراني للمشاركة الواسعة في الانتخابات، وذلك خلال لقائه نوّاب مجلس الشورى الإسلامي، عبر الفيديو، لافتاً إلى أن الذين يحرّضون على عدم المشاركة في الإنتخابات لايهتمون لأمر المواطنين ولا يتعاطفون معهم.

وفي مستهل اللقاء قدّم رئيس مجلس الشورى الإسلامي محمد باقر قاليباف تقريرا حول اداء المجلس خلال العام الاخير.

واكد سماحته خلال كلمته على دعمه الحاسم للعملية القانونية لمجلس صيانة الدستور معتبرا ان وجود مدراء أقوياء يعد عاملا في زيادة المشاركة الشعبية في الانتخابات وحل مشاكل الشعب الرئيسية.

ودعا قائد الثورة أبناء الشعب الايراني للمشاركة الواسعة في الانتخابات وأن يدركوا بانها تخصهم وأن يصوتوا لمن يمتلك الاهلية وقال: على المواطنين ان يعلموا بأن الانتخابات ستترك آثارها لبضع سنوات وأن من يروج لعدم المشاركة فيها ليسوا حريصين على مصلحة الشعب.

وأكد سماحته أنه لاينبغي الاصغاء للاشخاص الذين يحرضون على عدم المشاركة في الانتخابات ويروجون الى أنه لافائدة من ذلك، فهؤلاء لايهتمون لأمر المواطنين ولا يتعاطفون معهم.

واشاد سماحة قائد الثورة الاسلامية بجهود مجلس الشورى الاسلامي خلال العام الماضي وقال: ان مجلس صيانة الدستور وفقا لواجبه فعل ما يلزمه وما يراه ضروريا وحدد المرشحين ويجب على اولا أن أشكر جميع المرشحين .. ومن المؤكد أن العديد منهم ترشحوا بدافع الشعور بالمسؤولية.

كما اعرب قائد الثورة الاسلامية عن شكره للمرشحين المرفوض اهليتهم على احترامهم لقرار مجلس صيانة الدستور .

واشار سماحته الى أن الاعداء سخروا كل امكاناتهم لتكون الانتخابات مبعثا للشعور بالاحباط لدى المواطنين، وان هناك في الداخل من يكررون مقولة الاعداء من حيث يعلمون أو لا يعلمون، لكن المؤمل - وبعون الله وهمة المواطنين - ان هذه الانتخابات ستكون مبعثا لعزة وكرامة البلاد.

وحول ما يثار من قلق أو خشية من مشاركة شعبية ضعيفة في الانتخابات قال القائد: انني اعتقد ان نسبة مشاركة الشعب ليست لها علاقة بهذا الاسم أو ذلك الاسم من المرشحين، بل ان المواطنين يبحثون عن شخص يتحلى بقوة الارادة ويمتلك الفاعلية لحل مشاكل البلاد، وبالتالي لن يكون لعنوان هذا الشخص أو حزبه أهمية لدى الناس.

وتابع سماحته: المهم هو أن المرشحين لانتخابات الرئاسة يُقنعون ابناء الشعب بأنهم يدركون مشاكل البلاد، وأن يتسم المرشح بالصدق والقدرة على ادارة البلد، وفي هذه الحالة سيشارك المواطنون بنسبة عالية في العملية الانتخابية.

ولفت قائد الثورة الإسلامية الانتباه الى أهمية القضايا السياسية والثقافية وركّز على القضية الإقتصادية بوصفه لها القضية العاجلة والأساسية في البلاد، وتابع سماحته: وبالتالي علي مرشحي الرئاسة ان يطلعوا المواطنين على برامجهم وخططهم لحل المشاكل الاقتصادية ويقنعوهم على انهم يمتلكون القدرات لحل هذه المشاكل.

وأشار سماحة قائد الثورة الإسلامية الى المواقف السلبية للاعداء من الانتخابات منذ انتصار الثورة الاسلامية، موضحا انهم يكثفون اليوم حملاتهم الاعلامية للتقليل من أهمية الانتخابات في نظر المواطنين، مشددا على انه رغم كل ذلك فأن واجب الجميع هو العمل بما يفرضه التكليف الشرعي وبما يرضي الله تعالى.

وفي جانب آخر من حديثه ادلى سماحته ببعض التوجيهات لمرشحي الرئاسة وانصارهم داعيا اياهم الى عدم تحويل العملية الانتخابية الى ميدان للحرب واستعراض القوة، وان يتجنبوا ما يجري في الانتخابات الامريكية وبعض الدول الاوروبية .

واعتبر سماحته ان ميدان الانتخابات هو ميدان مسابقة لتقديم الخدمة للمواطنين ومسارعة الى الخيرات، ومن هنا لابد من تجنب الكراهية واطلاق الاتهامات، والابتعاد عن الشعارات غير العملية والمخادعة، بل ان على المرشحين ان يعلنوا شعاراتهم ووعودهم بما يتناسب مع امكانات وواقع البلاد.

وبمناسبة دخول الدورة 11 من مجلس الشورى الاسلامي عامها الثاني تطرق سماحة اية الله الخامنئي الى أهمية المؤسسة التشريعية، داعيا رئيس المجلس والنواب الى التواجد ميدانيا بين أبناء الشعب، كما أعتبر ان وجود الطاقات الشابة في المجلس الى جانب ذوي الخبرات التشريعية والتنفيذية سيعزز نجاحات مجلس الشورى في اقرار اللوائح والمشاريع المهمة.

وقدم سماحته عدة توصيات الى النواب في مقدمتها الحفاظ على الروح الثورية والتحلي بخصائص معينة من بينها التحرك والسعي دون توقف.