أحدهما: عظمة الإمام والأبعاد المختلفة لشخصيته وهي شخصية استثنائية في عصرنا بل في كل العصور القريبة منا.

وثانيهما: عظمة هذه الثورة التي حقّقها الإمام الكبير بإيمانه، وتدبيره، وإرادته، وعزمه الراسخ في هذه البرهة من الزمن. تفجير الثورة الإسلامية وتأسيس نظام الجمهورية الإسلامية. وعظمة هذه الثورة بدورها تشير إلى عظمة إمامنا الجليل. كانت هذه الثورة معجزة إلهية. 

في حين ظل أعداء الإسلام والأمة الإسلامية يعملون ويبثّون دعاياتهم ضد الإسلام وضد رجال الدين لمائة عام تقريباً، وفي حين قدّم نظام تابع حَكَم هذا البلد لمدة خمسين سنة مصالح الشعب الإيراني قرباناً للأعداء والأجانب و جعل البلد تابعاً لهم تماماً - النظام البهلوي - ثار الإمام الكبير رافعاً راية الإسلام وراية مناهضة الهيمنة في هذه البلاد وبلغ بهذا العمل الكبير طور النجاح. الثورة الإسلامية تختلف عن الثورات الأخرى. إنها ليست ثورة معنوية وثقافية صرفة، ولا ثورة اقتصادية صرفة، ولا ثورة سياسية مجردة؛ بل ثورة شاملة كالإسلام نفسه. كما أن للإسلام أبعاداً معنوية وأخلاقية وإلهية ويعنى في الوقت ذاته بحياة الناس وله أبعاده الاقتصادية، والسياسية، والاجتماعية، كذلك للثورة أبعادها المختلفة التي تمثل سر بقائها وتجددها المستمر على مستوى المنطقة والعالم وتماشيها وتكيّفها مع احتياجات البشر.

ترك الإمام بكلامه وسلوكه هداية مستمرة لأمته، أي لنا نحن الناس. يد الإمام وأصابع تأشيره ترشدنا في كافة منعطفات الحياة؛ ومن أقوى وأفضل مواريث الإمام هي وصيته التي من المناسب للجماهير والمسؤولين والشباب إعادة قراءتها والتدبر فيها من حين لآخر. وسأطرح اليوم بمناسبة هذا الحشد الهائل من القلوب الواعية اليقظة عدة نقاط من وصية الإمام الحافلة بالدقائق.

 

تفاصيل الخطاب