قالت زوجة الشهيد مصطفى بدر الدين أن أفكار وأهداف الإمام الخميني (ره) باقية وخالدة على مر العصور.

تلك الدماء أعطت مزيد من القوة والصلابة للمجاهدين وقيادة المقاومة لاستكمال هذا الطريق وبالتالي فإن سقوط الشهداء من بينهم القائد الجهادي الكبير السيد مصطفى بدر الدين سيعطي اندفاعاً للمقاومة التي تقاتل حيث يجب أن تكون ستكون وهذه عبارة أطلقها سماحة الأمين العام السيد حسن نصر الله.

إن دماء أولئك الأبطال والمقاومين في كافة الجبهات وعلى امتداد ساحة الصراع مع المشروع الأمريكي الصهيوني والتكفيري في المنطقة ستعطي معنويات اكبر للمجاهدين لاستكمال الخط الذي سقط عليه هؤلاء القادة.

 

*هل كانت شخصية "ذو الفقار" معروفة قبل استشهاده ؟

هناك فرق شاسع بين أن يعيش الإنسان حياة عسكرية داخل حزب الله وان يعيش الإنسان حياة أمنية.

منذ زواجي كان بيتنا غير معروف لدى الجميع، وفي سنة 83 سجن زوجي في الكويت لمدة سبع سنوات ونص، ثم عاد مباشرة والتقى بالسيد عباس الموسوي وبدأ بتولي مهام رئيس هيئة أركان المقاومة الإسلامية في جنوب لبنان.

كانت المرة الأول التي احصل فيها على بيت لا يعرف مكانه سوى أم السيد وأخته فقط حتى أمي وأبي وأهلي لم يكونوا على معرفة بمكاننا، لكن منذ ذلك اليوم تنقلت في بيوت عديدة منها بيت السيد حسن نصر الله وبيت الحاج عماد، كانت حياة أمنية صعبة جدا.

كنا نحن على معرفة ببعضنا وكنا نزور بعضنا البعض، لكن بشكل عام لا احد كان على دراية بالتفاصيل حتى شباب الحزب لم يكونو على دراية. واعذروني لا استطيع قول الكثير من التفاصيل.

أما بالنسبة إلى الأطفال فكانت حياتهم الأمنية صعبة للغاية أن كانت في دراستهم أو الالتزام ضمن جو امني معين، ولكن كانوا فرحين بهذه الحياة لأنها كانت في سبيل الله.

 

*كيف تعرفت على الامام الخميني والثورة الاسلامية ؟ وكيف اقتديتم بهم ؟

حقيقة، عند انتصار الثورة الإسلامية في إيران كان للسيد الشهيد موقف عجيب، أنا كنت في بداية معرفتي بعائلتهم وكانت مرحلة الخطوبة.

السيد في سنة 79 قال لي انه سيذهب إلى إيران بعد انتصار الثورة الإسلامية مباشرة. السيد مصطفى يمتلك روح ثورية عجيبة، فمنذ بداية حياته كان على معرفة تامة بفكر الشهيد محمد باقر الصدر وبفكر الإمام موسى الصدر، وكان على اطلاع بالتجارب الثورية للكثير من الأحزاب في بلدان العالم كافة.

لكن عندما انتصرت الثورة الإسلامية، قال لي سأذهب إلى إيران، وأنا تعجّبت حينها لم يكن هناك حزب الله، لكن اذا اردت ان اعبر بكلمتين عن شعور السيد في ذلك الوقت أقول وكأنهم سلمان الفارس الذي كان يبحث عن رسول الله ويبحث عن الدين الجديد مع انه كان للسيد تجارب جهادية عديدة.

 

مقاومة بدون ولاية الفقيه لا يمكن أن تنتج حالة جهادية منهجية، بل سيسودها الهرج والمرج

من كلامه عندما استلم قيادة هيئة الأركان في حزب الله " مقاومة بدون ولاية الفقيه لا يمكن ان تنتج حالة جهادية منهجية، بل سيسودها الهرج والمرج ".

وقبل استشهاده بيوم واحد قام بمقابلة ممثل الإمام في سوريا السيد أبو الفضل الطبطبائي، وقال لي انه كان لقاء مميز وكانت آخر كلمات السيد انه ضم السيد أبو الفضل الطبطبائي أكثر من سبع مرات وقال السيد له "اني اشم فيك رائحة القائد".

 

*ماذا كانت رده فعل السيد حين سمع برحيل الإمام ؟

السيد كان في السجن حين رحل الإمام الخميني (ره)، نحن كنا نعتقد في لبنان حسبما تم تدريسنا من العلماء، كانت قراءتنا من تلك المرحلة، كنا دائما نقول بان الإمام الخميني هو الذي سيُسّلم الراية إلى الإمام المهدي(ع).

وعندما رحل الإمام كانت مفاجأة كبيرة في لبنان للجميع، فالجميع أصبته الهستيريا، فقد كنا نقول ماذا سيحصل لنا، وكنا على يقين تام بان الله عز وجل سيمن علينا بقائد اخر عظيم يكون نائب للإمام المهدي (ع).

 

إيران تتحمل الكثير والكثير في هذه الأيام في سبيل نصرة المستضعفين

وندعو الله عز وجل أن يكون على يدي الإمام الخامنئي الفتوحات لكل البلدان الإسلامية، فإيران تتحمل الكثير والكثير في هذه الأيام في سبيل نصرة المستضعفين. بإذن الله ستبقى أهداف الإمام الخميني (ره) باقية وخالدة على مر التاريخ.

 

*ما هي الأسباب التي دخل من اجلها السيد إلى السجن ؟

 

أكثرها كان بسبب اقتدائه بالإمام الخميني (ره)، فهو لم يستطع تحمل كلام الظلام.

عندما ذهب السيد مصطفى عام 83 إلى الكويت في مهمة أمنية بالتنسيق مع الإخوة، ثم سجن في الكويت وتم إصدار 3 أحكام إعدام بحقه وحكمين مؤبد، ولم أكن على علم بأي شيء إلا بعد دخوله إلى السجن بثلاث سنوات.

وحين تم خطف رهائن في بيروت، وعندما تم طرح هذه القضية "سلامة مصطفى بدر الدين مقابل الرهائن"، وقامت الولايات المتحدة بالضغط على الكويت في تلك الفترة كي لا يتم إخراجه من السجن.

وأتذكر قولة دائما كان يقول سأعود من سوريا إما شهيدا أو منتصرا؛ فاستشهد السيد في سوريا وانتصر بشهادته وانتصرت سوريا.

 

*كيف كانت علاقتكم بالشهيد قاسم سليماني ؟

عندما أتيت في مراسم استقبلنا في طهران بدعوة من الشهيد البطل الحاج قاسم سليماني؛ حقيقة هذا الرجل مهما تحدثنا لن نوفيه حقه؛ من تواضعه وجهاده ومن حنانه على عوائل الشهداء و.....

زارنا مرات في البيت اكثر من مرة في بيروت كان على تواصل معنا بشكل دائم، وعندما اتيت الى ايران في مراسم استشهاد السيد حقيقة لم يكن متواجدا لكنه اتصل بنا وقال انه بالعراق في الجبهة وسيتحرك الى طهران بعد يومين، ثم استقبل عائلتي واولادي.

 

خسارة السيد حسن نصرالله للسيد مصطفى كخسارة امير المؤمنين بمالك الاشتر

وعنما اتى الى العزاء رأى بناتي واولادي وقال لهم ارفعن رؤوسكم فوالدكم كان متواجدا في جميع جبهات القتال وكان ينصر المظلومين. ثم قال الشهيد سليماني ان خسارة السيد حسن نصرالله للسيد مصطفى كخسارة امير المؤمنين بمالك الاشتر.

ان عظمة امهات الشهدات لا تقل اهمية وعظمة عن اهمية الشهداء القادة.

 

*ما هي رسالتكم الى المرأة الفلسطينية والايرانية والى المرأة المقاومة في العالم؟

نحن جميعا نخيي نضال المرأة الفلسطينية، فهي امرأة عظيمة قوية شامخة لا تهتز ثابتة على مقاومتها راضية بقضاء الله، نحن نشد على اياديهن ونطلب من الله عز وجل ان يمن على امهات الشهداء بالصبر والسلوان.

اما بالنسبة الى المراة الايرانية فانا حقيقة اعتبر ان المرأة الايرانية هي نموذج يجب ان يحتذى به في كل العالم على المستوى السياسي والثقافي والعلمي.

 

المرأة الايرانية هي نموذج يجب ان يحتذى به في كل العالم على المستوى السياسي والثقافي والعلمي

المرأة الايرانية هي امرأة عظيمة في كل المجالات وانا اعلم ان الامام الخميني كان يقدر دور المرأة الايرانية في الثورة، فالمرأة المقاومة كالقران كلاهما اوكل اليهما صنع الرجال.

ان المرأة الايرانية استطاعت ان تغير نظرة العالم تجاه المرأة، فهي تستطيع ان تغير شكل العالم، وبالفعل تجربة المراة اليوم في الحكومة الاسلامية ومشاركتها للقرارات المصيرية للبلاد كان تجربة رائعة على المستوى السياسي والاجتماعي والثقافي.

الإمام الخميني سمح للمرأة المشاركة في البرلمان في حين اشار البعض الى عدم دخولها، لكن الامام اشار الى ضرورة مشاركة المراة بهذا الدور المهم في المجتمع، ففقد اعطاها الكثير من الاحترام والمكانة.

واليوم ايضا هناك كلام للامام الخامنئي يقول اذا اردنا ان نرى امكانيات المرأة يجب ان نريها المزيد من الاحترام وان نرى كيف ان الله منّ على المرأة بكثير من القدرات العالية جدا.يجب على نسا العالم ان يرة النموذج الايراني وان يتعلموا منه.

 

المصدر: وكالة مهر للأنباء