ينشر موقع KHAMENEI.IR الإعلامي نصّاً يتضمّن مقتطفات من المقابلة الصحفيّة التي أُجريت مع الإمام الخامنئي بعد انفجار الثلاثين من آب عام 1981 والذي أدّى إلى استشهاد رئيس الجمهوريّة آنذاك الشهيد رجائي ورئيس مجلس الوزراء الشيخ باهنر، وفي المقابلة يسرد قائد الثورة الإسلاميّة كيفيّة تلقّيه للخبر وجوانب من علاقته بالشهيدين وردّة فعله بعد تلقّيه لخبر الاغتيال.     

 

... كان هناك انسجام بيني وبين الشيخ باهنر، أي لقد كنا نؤيّد ونوافق على كثير من كتابات بعضنا بعضاً وكلامنا. ولدينا أعمال مشتركة في السابق، وفي مواقفنا هذه(1)، كانت مسؤولية تنظيم قسم التاريخ والإنسان ملقاة على عاتقي والشيخ باهنر، وقد قمنا على ذلك. قبل الثورة -  عامي 1348 و1349 (1969-1970) - تشكّلت مجموعة كبيرة في طهران مسؤولة عن إعداد [نصوص حول] الرؤية الكونيّة الإسلاميّة(2). هناك أيضاً، حيث جرى كثير من التغييرات والتطورات لهذه المجموعة، وبعد عام على بدء هذا العمل، تُرك لي وللشيخ باهنر جزءٌ مهمٌّ من أعمال الرؤية الكونية. وأعتقد أن كتابات تلك الأبحاث التي أجريناها في منزله آنذاك موجودة لدى عائلته، وبعضها في حوزتي. على أيّ حال لديّ والشيخ باهنر كثير من الكتابات المشتركة.

 

... كنت مريضاً وقد خرجت للتو من المستشفى وأستريح في منزل بالقرب من منطقة نياوران، لكنني على اطلاع على الأوضاع والأحداث أيضاً. فالمرحوم الشهيد رجائي والشهيد باهنر وإخوان آخرون كانوا يناقشون معي القضايا لكنني لم أتمكن من المشاركة الفعّالة في الأحداث. في المدة الأخيرة، عندما تحسّنت حالي تدريجياً، صرتُ أحضر الاجتماعات أحياناً. وفي الليلة التي سبقت الحادثة، حضرت اجتماعاً في غرفة المرحوم رجائي تحدثنا فيه حول قضايا البلاد المهمة. لذلك، كنتُ بعيداً عن مكان الانفجار(3)، والوقت بعد الظهر. كنتُ مريضاً ونائماً. عندما استيقظت، سمعتُ همسات من الإخوة الحرس في جواري. سألت: ما القضية؟ قالوا إن قنبلة قد انفجرت في مكتب رئيس الوزراء. كنت قلقاً للغاية. سألت: من كان هناك؟ قالوا إن رجائي وباهنر هناك أيضاً. بتُّ في منتهى القلق. ورغم وضعي الصحي الصعب جدّاً والضعف الذي يعتريني، توجهت نحو الهاتف، وبدأت الاتصال هنا وهناك، لكن الأخبار كانت كلها متناقضة وتبعث على القلق. قال أحدهم إنهم بخير، في حين قال آخر إنه لم يتم العثور على جثثهم، وقال ثالث إنهم في المستشفى. حتى الساعات الأولى من الليل، حين لم يصلني الخبر الصحيح، كنت في وضع سيّئ للغاية وأعيش حالةً من القلق التام. أعتقد أنه عندما تحدثت إلى الشيخ هاشمي [رفسنجاني] أو السيد أحمد الخميني، قالوا لي إن القضية هكذا.

 

من الواضح أيّ مشاعر قد انتابتني ذلك الوقت. لقد فقدنا صديقين عزيزين وقديمين، شخصين ثوريين ومن قيادات الصف الأوّل في الجمهورية الإسلامية. شعرت بخسارة كبيرة وبالفقد وبالحزن. في المقابل، شعرت بالغضب من أولئك الذين ارتكبوا تلك الحادثة. لذلك، رغم وضعي الصحي، ركبت السيارة في الصباح الباكر من اليوم التالي وتوجهت نحو المجلس للمشاركة في مراسم التشييع مع أن الأطباء منعوني جميعاً من المشاركة والحضور، لكن رأيت أنني لا أستطيع تحمّل التغيّب عن المراسم. وصلت هناك وألقيت خطاباً حماسياً بالكامل من على الشرفة أمام المجلس وقد تجمّع الأصدقاء من حولي كي لا أقع من شدّة التأثّر.

 

الهوامش:

 

1) «مواقفنا»: كرّاس يتضمن مواقف البرامج وأسسها في «حزب الجمهورية الإسلامية».

 

2) في ربيع 1970، ومن أجل تعميق مسيرة النهضة الإسلامية وتعزيز الأسس العقديّة للنضال ضد النظام البهلوي، أقاموا سلسلة من اللقاءات ناقشوا فيها فكرتهم النضالية المبنية على صياغة الرؤية الكونيّة الإسلاميّة والعقيدة الإسلامية عبر دعوة أشخاص مختلفين للبحث والنقاش. أدت هذه السلسلة من الاجتماعات إلى تدوين نصوص حول الرؤية الكونيّة والعقيدة الإسلاميتين.

 

3) تفجير مكتب رئيس الوزراء الإيراني السابق الشيخ محمد جواد باهنر في 30 آب/أغسطس 1981، ما أدى إلى استشهاد الرئيس محمد علي رجائي ورئيس الوزراء باهنر وستة آخرين.