إحدى الخصال التي تقف حائلاً في طريق كمال الإنسان وقد أُمِرْنا بتجنّبها وحُذِّرنا منها في القرآن الكريم والأحاديث هي التكبّر والتبجّح. ربما يمكن القول إن أعظم مانع يقف في طريق الكمال الإنساني هو التكبّر ورؤية الإنسان نفسَه طاهراً ونقياً وقوياً ومقتدراً وأفضل من الآخرين.

 

إحدى الخصال التي تقف حائلاً في طريق كمال الإنسان، وقد أُمِرْنا بتجنّبها وحَذِّرنا منها «القرآن الكريم» بعبارات مختلفة وفي مواضع مختلفة وكذلك في أحاديث الأئمة (ع) وأقوالهم، هي خصلة التكبّر والتبجّح. هذه الخصلة شيء في غاية الخطورة على تقدّم الإنسان واعتلائه المدارج المعنوية.

إن الهدف النهائي من هذه الصراعات التي شهدها التاريخ منذ مطلعه، أي بعثة الأنبياء، والنضالات الكثيرة، واصطفاف الحق والباطل، والحروب والمعارك والمواجهات، والصبر على المشكلات، والجهود العظيمة لأهل الحق، وحتى تشكيل الحكومة الإسلامية وإرساء العدل الإلهي، هو تكامل الإنسان وكماله وقربه من الله. وكل شيء مقدمة لذلك [الهدف]. لكن التكبّر حالةٌ إذا وُجدت في شخص ما، فإنه يصاب بالعُجب بالنفس. فإذا وقع هو أو عمله أو معلوماته ومزاياه الشخصية محط اهتمام، ينتابه شعورٌ بالإعجاب بنفسه فتبدو أمامه كبيرة وزاهية ومرغوبة. قد يصحّ القول إن المانع الأكبر، والعلّة والمرض الأسوأ في طريق كمال الإنسان، هو رؤية الإنسان نفسه كبيراً، ورؤية نفسه طاهراً ونقياً، ورؤية نفسه قوياً ومقتدراً، ورؤية نفسه أفضل من الآخرين.

 

الإمام الخامنئي 19/4/1990