انطلقت في كافة أنحاء إيران مسيرات مليونية إحياء للذكرى الرابعة والأربعين لانتصار الثورة الإسلامية، حيث شهدت العاصمة طهران توافد حشود ضخمة ملأت شوارعها وساحاتها الرئيسية، لتؤكد تمسكها بمبادئ الثورة الإسلامية.

 

كدفق السيل العارم خرجت الجماهير الإيرانية مع بزوغ فجر الذكرى الرابعة والأربعين لانتصار ثورتهم.

 

طوفان بشري، ملأ شوارع طهران وساحاتها الضخمة من ميدان ازادي إلى ميدان انقلاب وصولا إلى باق الساحات التي كانت شاهدة على نيل الشعب الإيراني حريته وعزته، وانتصار ثورته.

 

رجال ونساء، شيوخ وأطفال، من كل أطياف الشعب الإيراني ومن مختلف الفئات والأعمار خرجوا في هذا الطقس البارد، ليؤكدوا تمسكهم بمبادئ الثورة الإسلامية ويجددوا البيعة مع نظام الجمهورية الإسلامية، ويرسلوا رسالة صريحة للأعداء بفشل مساعيهم في إيجاد الفرقة بين أبناء الشعب الإيراني.

 

وقال الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي في كلمة له خلال المسيرة:" صوت الملايين من شعبنا اليوم هو أبلغ رد علی مؤامرات الأعداء. أراد الغرب من خلال موضوع الاحتجاجات اثارة الفتنة في بلادنا وشن حرباً هجينة عليها علی مختلف الصعد. نحن لم نجتمع اليوم لنخلد ذکری الثورة فحسب، بل جئنا لنقول اننا انتصرنا من جديد علی مخطط العدو. الشعب الإيراني بحضوره الحاشد سجل اليوم ملحمة کبيرة وأفشل مخططات الاعداء. صمود الشعب الايراني هزم الضغوط القصوی للأعداء والغرب أقر بذلک".

 

وبكل فخر واعتزاز رددت الجماهير وبأعلى أصواتها أعظم وأضخم أنشودة، نشيدها الوطني، مسمعين العالم كله، صوت الشعب الإيراني الحقيقي.

 

مشهد يظهر عزيمة هذا الشعب وحضوره في الميدان ووحدته، ويعد بمثابة استفتاء شعبي جديد يؤكد تمسك الايرانيين بثورتهم وافتخارهم بالانجازات التي حققتها. فجاء هذا السيل البشري ليكشف عن الصورة الحقيقة لإيران التي أراد أعدائها تشويهها، والتي كانت من أبرز ملامحها الحرية والوحدة والإنتماء والقوة والصمود.

 

أربعة وأربعون عاما والثورة لم تشيخ، أجيال كبرت ونمت جذورها رغم سنوات من المؤامرات والحظر، لتؤكد للجميع وفي كل عام انها أكثر صمودا وقوة، واتحادا.