رأى الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله أن معركة غزة مهمة وتأثيراتها لا تقتصر على القطاع بل على عموم المنطقة.

 

وفي كلمة خلال الاحتفال الذي يقيمه حزب الله بمناسبة الذكرى السنوية السابعة لاستشهاد القائد الجهادي مصطفى بدر الدين "السيد ذو الفقار" في مجمع سيد الشهداء بالضاحية الجنوبية لبيروت، قال الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله، أبارك للشعب الفلسطيني ولقيادات المقاومة ولحركة الجهاد الإسلامي بالشهداء وأعزي باستشهاد الشيخ خضر عدنان.

 

وكشف الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله، أن المقاومة في لبنان تراقب الأوضاع وتطوراتها في غزة، وهي تقدم في حدود معينة المساعدة الممكنة، مؤكدًا أنه "في أي وقت تفرض المسؤولية علينا القيام بأي خطوة أو خطوات لن نتردد إن شاء الله"، لافتًا إلى أنه رغم الضغوط في الميدان وفي السياسة إلا أن المقاومة الفلسطينية لم تضعف، وأن معركة غزة مهمة وتأثيراتها لا تقتصر على القطاع بل على عموم المنطقة.

 

ولفت سماحته إلى أن الأمور في سوريا تتجه نحو الانفراج ولن تعود الأيام القاسية التي مرت، وأن المطلوب إعادة العلاقات اللبنانية مع سوريا في أسرع وقت ممكن، و اعتبر أن ملف النازحين السوريين في لبنان لا يُعالج في وسائل التواصل الاجتماعي ولا بالخطابات، بل يجب أن يكون عبر وفد وزاري أمني لبناني يزور دمشق ويتم التنسيق لمعالجة الأزمة، مؤكدًا أن حزب الله لا يحتل بيوتًا أو قرى ولا يمنع أحدًا من العودة للقرى الحدودية السورية وكل الدعاية عن ذلك كذب كبير.

 

لبنانيًا، نفى الأمين العام لحزب الله الكلام عن فرض مرشحٍ على أحد، وأن الوزير السابق سليمان فرنجية هو مرشح طبيعي وجدّي، داعيًا لأن يرشح كل طرف أي اسم يريد ولنذهب إلى المجلس لانتخاب رئيس.

 

كما شدد على ضرورة أن تبقى حكومة تصريف الأعمال تمارس أعمالها ضمن حدود الدستور رغم كل الصعوبات، مؤكدًا أن لا تعيين ولا تمديد لحاكم مصرف لبنان، وأن على الجميع تحمل مسؤولياتهم وعدم التخلي عنها، داعيًا لأن يستفيد اللبنانيون من المناخات الإيجابية في المنطقة.

 

وبارك الأمين العام لحزب الله للشعب الفلسطيني ولقيادات المقاومة ولحركة الجهاد الإسلامي بالشهداء الذين سقطوا جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، كما عزى سماحته باستشهاد الشيخ خضر عدنان في الأسر.

 

وخلال الاحتفال الذي يقيمه حزب الله بمناسبة الذكرى السنوية السابعة لاستشهاد القائد الجهادي مصطفى بدر الدين "السيد ذو الفقار"، قال سماحته ان السيد ذو الفقار حصل على كل الأوسمة، اولا وسام المقاتل الذي يحّضر في الميدان، وسام الجريّح من معركة خلدة، وسام الأسي، وبعد الحرية وسام القيادة وصنع الانتصارات والانجازات ثم في الختام وسام الشهادة وهو الاعلى والارفع، وأضاف ان الشهيد كان يتمتع بالسعة في الفهم والعمق أو البصيرة والعقل الاستراتيجي وهذا ما يتمتع به الكثير من قادتنا.

 

واعتبر الامين العام لحزب الله أن القائد الشهيد السيد ذو الفقار ورفاقه ولأنهم كانوا يملكون هذا الفهم الواسع والعميق استطاعوا أن ينتخبوا الخيارات والأهداف الصحيحة وصنعوا هذه الانجازات، مشيرًا أنه عام 1982 اعتقد البعض أن "اسرائيل" باقية في لبنان وأن لبنان دخل في العصر الاسرائيلي تبين أنهم مخطئون وكل رهاناتهم وثقافتهم انهارت لأنها بنيت على حسابات خاطئة".

 

وعن الأوضاع في لبنان قال سماحته "لا نستطيع ان ننظر الى لبنان بمعزل عن تطورات المنطقة، سائلاً هل يمكن ان نقارب الاحداث في لبنان بمعزل عن الاحداث في المنطقة او مقاربة الاحداث في المنطقة بمعزل عن احداث العالم؟، علينا مقاربة الوقائع بصدقية ولا نعيش في الاحلام والأماني ونربط الاحداث بعضها ببعض، لافتًا الى انه من الطبيعي ان نجد البعض يغير خطابه تجاه سوريا وايران لانه كان مخطئا في فهمه.

 

وعن التطورات في غزة بفلسطين المحتلة قال سماحته أن من بدأ العدوان في هذه الجولة في فلسطين هو "نتنياهو" بإغتيال القادة الشهداء من سرايا القدس وعوائلهم من نساء واطفال، الا ان العالم قد سكت عن هذه الجريمة، ولفت الى أن الولايات المتحدة الاميركية منعت اصدار بيان ادانة لقتلها النساء والاطفال في غزة، مؤكدًا ان لرئيس وزراء حكومة العدو بنيامين نتيناهو دوافع عدة من هذا العدوان وهي استعادة وترميم الردع، الهروب من المأزق الداخلي، معالجة التفكك في ائتلافه الحكومي وتحسين وضعه السياسي والانتخابي، مشيرًا الى ان حساباته كانت فاشلة حيث كان القرار الاستفراد بحركة الجهاد الاسلامي وتحييد باقي الفصائل وإحداث فتنة في بيئة المقاومة، وضرب البنية القيادية لسرايا القدس وتفكيك القيادة المباشرة للقوة الصاروخيةلافتًا الى ان نتنياهو اعتبر انه بهذه الخطة سيتم القضاء على القيادة العسكرية للجهاد الاسلامي وترميم الردع مع غزة وعودة سياسة الاغتيالات وتوجيه رسائل الى حزب الله في لبنان.

 

وتابع الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله حديثه قائلاً ان العدو كان ينتظر رد فعل من حركة الجهاد الإسلامي وعندما لجأت قيادة الفصائل للهدوء، اضطّرب العدو، وأشار الى انه كان ثمة تعاطي هادئ لقيادة الجهاد الاسلامي، حيث بادروا الى الاتصال بقيادة حماس وبقية الفصائل حتى يكون الموقف السياسي والعسكري في غزة موحدا في مواجهة المخطط الاسرائيلي.

 

ولفت السيد نصرالله الى ان من نقاط قوة حركات المقاومة في المنطقة ان لديها قدرة عالية على ترميم بنيتها القيادية بسرعة، وهذا ما فاجاء الاحتلال ووصول الصواريخ إلى جنوب "تل أبيب" وإلى القدس أربكه، مؤكدا انه رغم كل الإغتيالات التي طالت قادة المقاومة الا انها لم تضعف ولم تتخلخل قدراتها بل كانت هذه الدماء الزكية تعطي دفعا للأمام، واشار الى ان المقاومة في غزة اليوم في موقف قوي ومتماسك وصامد ويرفض الخضوع والاستسلام.

 

هذا، وأكد سماحته ان أي عملية اغتيال في المستقبل لن تمر وانما ستؤدي الى مواجهة واسعة، معتبرا ان هذه النتيجة حتى الان هي ببركة الوحدة بين الفصائل الفلسطينية، متوجها  اليهم بالتقدير على تعاونهم وادارتهم الحكيمة لهذه المعركة، ولفت الى أن معركة غزة مهمة وتأثيراتها لا تقتصر على القطاع بل على عموم المنطقة.

 

وختم الامين العام لحزب الله حزب الله حديثه عن الوضع في غزة قائلاً نحن على اتصال دائم مع قيادات الفصائل ونراقب الاوضاع وتطوراتها ونقدم في حدود معينة المساعدة الممكنة، ولكن في اي وقت تفرض المسؤولية علينا القيام بأي خطوة او خطوات لن نتردد انشاء الله.

 

عن الاوضاع في سوريا وما يجري من مشاورات في المنطقة قال السيد نصرالله أن دعوة الرئيس بشار الاسد الى الجامعة العربية هي خطوة مهمة جدا واقول ان سوريا بقيت في مكانها ولم تغيّر موقفها ولا استراتيجيتها، وأشار الى اننا نحن نتلقى التبريكات مع عودة العلاقات العربية مع سوريا، معتبرا انه مع كل نصر سياسي او معنوي في سوريا نرى فيه وجه مصطفى بدر الدين وكل الشهداء ومع كل تطور وتقدم نحن من الذين يُبارك لنا.

 

واعتبر سماحته أن زيارة الرئيس الإيراني السيد إبراهيم رئيسي إلى سوريا هي تأكيد على العلاقات الاستراتيجية الإيرانية السورية على مختلف المستويات، ولفت إلى أن سوريا  اليوم حاضرة بقوة في الانتخابات الرئاسية التركية ويتنافس المرشحون على تقديم تصوراتهم تجاه دمشق، مشيراً إلى ان الولايات المتحدة تسرق النفط والغاز السوريين وتصرّ على الحصار وقانون قيصر.

 

هذا، وطالب السيد نصر الله الحكومة اللبنانية بإقامة علاقات طبيعية سياسية مع سوريا، واعتبر ان مصلحة لبنان هي في إعادة ترتيب العلاقات مع سوريا، مؤكدا ان لو حزب الله كان ممسكا بالقرار في لبنان لكانت العلاقات مع سوريا قد عادت منذ زمن.