قال قائد الثورة الإسلامية سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي،  إن مأساة غزة هي مأساة الإنسانية، وتظهر أن النظام العالمي الحالي نظام زائف وغير مستدام.

 

وتزامنا مع عيد المبعث النبوي الشريف، استقبل قائد الثورة الإسلامية لفيفا من مسؤولي البلاد وممثلي وسفراء الدول الإسلامية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية وذلك في حسينية الإمام الخميني (ره)، حيث أكد أن مأساة غزة هي مأساة الإنسانية، وتظهر أن النظام العالمي الحالي نظام زائف وغير مستدام.

 

وقال آية الله الخامنئي في مستهل اللقاء، أهنئ كافة أبناء الشعب الإيراني وجميع المسلمين في العالم بالعيد المبارك والعظيم. عيد المبعث النبوي الشريف وهو تذكير لأكبر حدث في التاريخ. يمكننا أن نقول بكل جرأة أن الحدث المبارك والأعظم الذي حدث للإنسانية في العالم عبر التاريخ هو بعثة نبي الإسلام الكريم. وقد تم تقديم النسخة الكاملة والنهائية والدائمة لسعادة الإنسان، سواء كانت سعادة الدنيا أو سعادة الآخرة، في المبعث النبوي الشريف.

 

وأضاف سماحته، اليوم نحن الجمهور المخاطب بالمبعث النبوي الشريف. وهذا سيبقى قائما في تاريخ البشرية إلى الأبد. وكما دعا النبي (ص) الناس في ذلك اليوم إلى الابتعاد عن الأصنام وكسر الأصنام، فإن نفس الخطاب موجود اليوم. الصنم الأول هو أنفسنا، الصنم الموجود بداخلنا. علينا أن نصلح أنفسنا أولا. وعلينا إصلاح مجتمعنا أولا. هذا هو مطلب نبي الإسلام ورسالة الإسلام منا. فإذا أصلحنا أنفسنا وأظهرنا نموذجا صالحا للإسلام، فإنه سيكون بحد ذاته جذابا ومحبوبا.

 

وتابع: النبي يدعونا اليوم كلنا ولكن إذا لم يستجب المدعو، فلن يحدث شيء. الذي حدث في ثورتنا هو أن المدعوين استجابوا، والإمام الكريم أخبر الناس برسالة النبي ودعوة النبي، وطالب الناس بالمجاهدة، واستجاب الناس أيضاً. لقد حدث هذا التحرك العظيم، وتم إنجاز هذا العمل العظيم.

 

وقال سماحته: النبي يدعونا الآن. ونحن أولئك الآخرين المخاطبين في الآية الكريمة (وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ). علينا أن نجيب (الدعوة). وفي يوم عيد المبعث، ذكرى المبعث النبوي، يجب أن ننتبه إلى أن نبي الإسلام الأكرم يخاطبنا أيضًا. إذا لم نعمل (بما هو مطلوب منا)، سنكون كأولئك (مَثَلُ الَّذِینَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ یَحْمِلُوهَا).

 

وأعرب قائد الثورة الإسلامية عن أسفه لاستمرار مأساة غزة مستمرة وقال: هذه المأساة هي مأساة العالم الإسلامي، وحتى أكثر من ذلك فهي مأساة الإنسانية. وهذا دليل على بطلان النظام العالمي الحالي!

 

واستطرد القول: يمكن فهم بطلان النظام العالمي من ما يحصل في غزة، وهذا لا يدوم، ولا يمكنه البقاء، وسوف يزول. إن أحداث غزة عار على الحضارة الغربية والثقافة الغربية في العالم. وبينت أن حضارتهم هي حضارة تسود فيها القسوة وتسمح بأن نرى أمام أعيننا أنهم يهاجمون المستشفى، فيقتلون مئات الأشخاص في ليلة واحدة، وفي غضون ثلاثة أو أربعة أشهر يقتلون ما يقرب من ثلاثين ألف شخص غالبيتهم نساء وأطفال يقتلون في نفس المنطقة وبإسناد منهم.

 

ولفت إلى أن أمريكا تقف وراء الكيان الصهيوني« والصهاينة أنفسهم يعترفون بذلك وأضاف: يقولون إنه لولا الأسلحة الأميركية، لما تمكن الكيان الصهيوني من مواصلة هذه الحرب ولو ليوم واحد. الحل الوحيد هو انسحاب القوى العالمية الكبرى. والمقاتلون الفلسطينيون أنفسهم يعرفون كيف يديرون الميدان كما أنهم أداروه حتى اليوم.

 

وفيما يتعلق بقضية غزة رآی سماحته أن مسؤولية الحكومات هي قطع الدعم السياسي والإعلامي والأسلحة والسلع الاستهلاكية عن الكیان الصهيوني مشددا على أن هذا هو واجب الحكومات. وواجب الشعوب هو الضغط على الحكومات للقيام بهذا الواجب العظيم. وهذا العمل يجب أن يتم، وبمشيئة الله، وبتوفيق من الله، سوف يصبح انتصار أهل غزة أكثر وضوحاً يوماً بعد يوم.