بِسَنَدِنَا المُتَّصِلِ إلى سُلْطانِ المُحَدِّثينَ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ الكُلَيْنيِّ ـ رضوان الله عليه ـ عَنْ عَليِّ بْنِ إبْراهيمَ، عَنْ أبيهِ، عَنْ ابْنِ مَحْبُوب، عَنْ سَماعَةَ، عَنْ أبي عَبْدِ اللهِ عليه السَّلام قالَ: إنَّ في كِتاب عَليٍّ عليه السَّلام: «إِنَّ أَشَدّ النّاسِ بَلاءً النَّبِيُّونَ ثُمَّ الوَصِيُّونَ ثُمَّ الأَمْثَلُ فَالأَمْثَلُ وَإِنَّما يُبْتَلَى المُؤْمِنُ عَلى قَدرِ أَعْمالِهِ الحَسَنَةِ، فَمَنْ صَحَّ دِينُهُ وَحَسُنَ عَمَلُهُ، اشْتَدَّ بَلاؤُه وَذلِكَ أنَّ اللهَ تَعالى لَمْ يَجْعَلِ الدُّنْيا ثَواباً لِمُؤْمِنٍ وَلا عُقُوبَةً لِكافِرٍ وَمَنْ سَخُفَ دينُهُ وَضَعُفَ عَقْلُهُ، قَلَّ بَلاؤهُ وَإِنَّ البَلاء أسْرَعُ إِلَى المُؤْمِنِ التَّقِيِّ مِنَ الْمَطَرِ إِلى قَرارِ الأْرْضِ»[1].

 

الشرح:

 

قال بعض بأن المقصود من الناس في أمثال هذا الحديث الشريف، الكاملون من قبيل الأنبياء والأولياء والأوصياء، فإنهم الناس حقاً. وأمّا عامة الناس فهم النسناس كما ورد في الأحاديث[2]. ولكن لا مرجح لهذا الكلام، بل المناسب في المقام إرادة عموم البشر وهو واضح تماماً. ويكون ـ هذا المعنى ـ مستفاداً من الأحاديث الموجودة في هذا الباب من كتاب الكافي. وإذا عثرنا في حديث على كلمة «الناس» وكان المقصود منها الكاملين، فليس ذلك مبرراً لإرادة هذا المعنى من هذه اللفظة حيثما وردت. إن «البَلاءَ» هو الاختبار والامتحان، في الحسن والقبح. كما صرح بذلك أهل اللغة. يقول الجوهري في الصحاح (و البلاء الاختبار يكون بالخير والشر، يقال أبلاه الله بلاءاً حسناً وابتلاه معروفاً) ويقول الحق المَتعال ﴿بَلاَءً حَسَنًا﴾[3] وعلى أي حال إن كل ما يمتحن به الحق جل جلاله عباده يدعى بلاءً أو ابتلاءً سواءً كان بالأمراض والأسقام والفقر والذل وإدبار الدنيا أو بما يقابل هذه الأمور، كأن يُختبر بكثرة الجاه والاقتدار والمال والمنال وبالزعامة والعزّة والعظمة.

 

ولكن متى ما ذكر البلاء أو البلية أو الابتلاء بصورة مطلقة انصرف وانسبق إلى الذهن من اللفظ، البلاء من القسم الأول. و«أَمْثَلْ» بمعنى أفضل وأشرف يقال: هذا أمثل من هذا أي أفضل وأدنى إلى الخير. وأماثل الناس، خيارهم. فمعنى «ثُمَّ الأَمْثَلْ فَالأَمْثَلُ» هو أن من كان أفضل وأحسن ـ بعد الأئمة الأوصياء عليهم السلام ـ فبلاؤه أشدّ من الآخرين. ومَنْ كان ـ من غير الفئة المذكورة ـ أفضل فبلاؤه أكثر من غيره من الناس.

 

فمراتب الابتلاء على قدر درجات الفضل ـ عند الله سبحانه ـ. ولا يوجد مثل هذا التعبير ـ الأمثل فالأمثل ـ في الأدب الفارسي حتى أذكره. والـ «سُخْفَ» هو ضعف العقل وخفته، كما ورد في الصحاح وغيره من الكتب اللغوية. والـ «قَرَارَ» هو المستقر والمكان، كما يستفاد من معاجم اللغة. وفي ـ كتاب ـ قاموس اللغة: «القرار والقرارة ما قُرَّ فيه والمطمئن من الأرض» ووجه الشبه ـ بين المؤمن التقي وقرار الأرض ـ هو أن الأرض محل الأمطار ومستقرها، حيث تهطل قطرات السماء عليها وتستقر، وكذلك المؤمن حيث تهجم عليه البلايا، وتستقر عنده ولا تفارقه. ونحن إن شاء الله سنشرح ما يحتاج إليه الحديث الشريف في غضون فصول عدّة.

 

فصل: في بيان معنى الامتحان وآثاره وكيفية نسبته إلى الحق المقدس المتعالي

 

اعلم أن النفوس البشرية منذ ظهورها وتعلقها بالأجساد، وهبوطها إلى عالم المُلُك ـ عالم المادة ـ تكون على نحو القوّة ـ الأهلية والقابلية ـ تجاه جميع العلوم والمعارف والملكات ـ الحالات الراسخة المتمركزة في الإنسان ـ الحسنة والسيئة، بل تجاه جميع الإدراكات والفعليّات ـ الحاضرة التي هي ذات آثار ـ ثم تتدرج بعناية الحق ـ جل جلاله ـ نحو الفعلية شيئاً فشيئاً، فتبدو أولاً الإدراكات الضعيفة الجزئية مثل حاسة اللمس والحواس الظاهرية الأخرى الأخسّ فالأخسّ ثم تظهر ثانياً الإدراكات الباطنية متدرجة أيضاً. ولكن الملكات لا تزال موجودة بالقوة، فإن لم تتأثر بعوامل تفجر فيها الطاقات الخيرة وتركت لوحدها لانتصرت الخبائث وتحققت الملكات الفاسدة وانعطفت نحو القبائح والمساوئ، لأن الدواعي الداخلية الباطنية كالشهوة والغضب وغيرها يسوقان الإنسان إلى الفجور والتعدي والظلم وبعد انقياده لهما يتحوّل في فترة قصيرة إلى حيوان عجيب وشيطان غريب. ولما كانت عناية الحق تعالى ورحمته قد وسعت بني الإنسان في الأزل، جعل لهم سبحانه حسب تقدير دقيق نوعين من المربي والمهذب، بمثابة جناحين يطير بهما من حضيض الجهل والنقص والقباحة والشقاء إلى أوج العلم والمعرفة والكمال والجمال والسعادة ويحرر نفسه من ضغط ضيق عالم الطبيعة إلى الفضاء الرحب الملكوتي الأعلى. وهما: المربي الباطني المتجسد في العقل والقدرة على التمييز بين الحسن والقبح. والمربي الخارجي المتمثل في الأنبياء والأدلاّء لطرق السعادة والشقاء. وكل منهما لا يؤدي دوره بدون الآخر، إذ أن العقل البشري عاجز عن معرفة طرق السعادة والشقاء واكتشاف الطريق إلى عالم الغيب، ونشأة الآخرة، كما أن هداية الأنبياء، وإرشادهم لا تكون مؤثرة بدون إدراك العقل والقدرة على التمييز. فالحق ـ تبارك وتعالى ـ منحنا هذين النوعين من الموجّه لكي نجعل الطاقات المكتنـزة والاستعدادات الكامنة في النفوس تتحرك من القوة إلى الفعلية والظهور. وقد وهبنا الحق المتعالي هاتين النعمتين الكبيرتين لنا امتحاناً واختباراً، لأن الإنسان يتميز أفراده بعضهم عن بعض، ويتم الفصل بين السعيد والشقي والمطيع والعاصي والكامل والناقص كما قال ولي المؤمنين عليه السلام: «وَالَّذي بَعَثَهُ بِالحَقِّ لَتُبَلْبَلُنَّ بَلْبَلَةً وَلَتُغَرْبَلُنَّ غَرْبَلَةً»[4] وفي كتاب الكافي الشريف في باب التمحيص والامتحان عن ابن أبي يعفور عن الإمام الصادق عليه السلام: «لاَ بُدَّ للنّاسِ مِنْ أَنْ يُمَحَّصُوا وَيُمَيَّزُوا وَيُغَرْبَلُوا وَيُسْتَخْرَج فِي الغِرْبالِ خَلْقٌ كَثيرُ»[5] وبِإسْنادِهِ عَنْ مَنْصُورٍ قَالَ: قَالَ لِي أَبُو عبد الله عليه السّلام: «يا مَنْصُورُ إِنَّ هذَا ﴿الأمْر لا يَأْتيكُمْ إلاّ بَعْدَ إياسٍ وَلا وَاللهِ حَتّى تُمَيَّزُوا وَلا وَاللهِ حَتّى تُمَحَّصُوا وَلا وَاللهِ حَتّى يَشْقَى مَنْ يَشْقَى وَيَسْعَدَ مَنْ يَسْعَدُ»[6].

 

وفي حديث آخر عن أبي الحسن عليه السلام قال: «يُخَلَّصُونَ كَما يُخَلَّصُ الذَّهَبُ»[7] وفي كتاب الكافي الشريف في باب الابتلاء والاختبار بسنده إلى الإمام الصادق عليه السلام قال: «مَا مِنْ قَبْضٍ وَلا بَسْطٍ إلاّ وَللهِ مَشِيئَةٌ وَقَضاءٌ وَابْتِلاءٌ»[8] وفي حديث آخر عنه عليه السلام قال: «إنَّهُ لَيْسَ شَيءٌ فيهِ قَبْضٌ أوْ بَسْطٌ مِمّا أمَرَ اللهُ أوْ نَهى عَنْهُ إلاّ وَفِيهِ للهِ عَزَّ وَجَلَّ ابْتِلاءٌ وَقَضاءٌ»[9] و«القْبْضُ» في اللغة الإمساك والمنع والأخذ، و«البَسْطُ» بمعنى النشر والعطاء: فكل عطاء وتوسعة ومنع امتحان للإنسان، كما أن كل أمر ونهي وتكليف يكون للامتحان أيضاً. فإن بعث الرسل ونشر الكتب السماوية لغربلة الناس، ولفصل الأشقياء عن السعداء، والمطيعين من العاصيين. ومعنى امتحان الحق المتعالي للناس واختبارهم هو الفصل الحقيقي الواقعي على صعيد الخارج ـ للناس بعضهم عن بعض، لا العلم بالفصل، لأن علم الحق جل جلاله أزلي ومتعلق ومحيط بكل شيء قبل إيجاده. والحكماء قد أسهبوا الحديث في معنى الابتلاء والامتحان، ولا يتناسب نقله في هذا الكتاب. فنتيجة الاختبار بصورة مطلقة ـ ورغم أن الأمرين المذكورين من أهم نتائجه ـ هو فصل السعيد عن الشقي على صعيد الخارج الواقعي. وتتم في هذا الامتحان والتمحيص حجة الله على خلقه أيضاً، وتكون تعاسة وسعادة وهلاك وحياة كل شخص عن حُجّة وبينة، ولا يبقى لأحد مجال للاعتراض، فمن سعى في طريق السعادة والحياة الأبدية، كان سعيه توفيقاً من الله وهدايةً له، لأنه سبحانه قد وفر جميع أسباب هذا السبيل. ومن جدّ في طريق الشقاء ووجه وجّهه نحو الهلاك ومتابعة الهوى والشيطان مع توفر كل طرق الهداية وأسباب السعادة، فقد اختار بنفسه الهلاك والتعاسة رغم نهوض الحجَة البالغة للحق تبارك وتعالى على خلاف ما أرتآه ﴿لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ﴾[10].

 

فصل: في بيان فلسفة شدّة ابتلاء الأنبياء والأوصياء والمؤمنين

 

اعلم وقد سبق منا الحديث بأن كل عمل يصدر من الإنسان، بل كل ما يقع منه في عالم مُلك الجسم، وكان مدرَكاً للنفس، يترك أثراً لدى النفس، من دون فرق بين الأعمال الحسنة أو السيئة، ومن دون فرق بين أن يكون العمل من نوع الأفراح أو نوع الأتراح. وقد عُبّر عن هذا الأثر في الأخبار[11] بنقطة بيضاء ونقطة سوداء فمثلاً: إن كل لذة مما يلتذ الإنسان به من المطعومات أو المشروبات أو المنكوحات أو غيرها، يترك أثراً في النفس، ويحصل تعلقاً ومحبة في عمق الروح تجاهه ـ الشيء الذي تمتع فيه ـ ويزداد توجه النفس إليه. وكلما توغل في اللذائذ والمشتهيات أكثر، ازداد تعلق النفس وحبّهاً لهذا العالم أكثر. وغدا ركونه واعتماده على هذا العالم أكبر، فتتربى النفس وترتاض على التعلق بالدنيا. وكلما كانت المتع في ذائقته أحلى، كانت جذور محبّة الدنيا في قلبه أكثر. وكلما توفرت وسائل العيش والعشرة والراحة بشكل أوفى، أصبحت دوحة التعلق بالدنيا أقوى وكلما أقبلت النفس على الدنيا أكثر، كلما كانت غفلته عن الحق وعالم الآخرة أكثر. فإن نفس الإنسان إذا ركنت إلى الدنيا كلياً وصار توجهها مادياً ودنيوياً، انصرف عن الحق المتعال ودار الكرامة نهائياً و﴿أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ﴾[12]. فالانهماك في بحر اللذائذ والمشتهيات يصرف الإنسان إلى حب الدنيا من دون اختيار، وحب الدنيا يوجب النفور عن غيرها، والإقبال على المُلُك ـ الماديات ـ يسبب الغفلة عن الملكوت ـ عالم الغيب ـ. وكذلك العكس فلو أن الإنسان استاء من شيء وشعر ببشاعته، استدعت صورة ذلك الشيء الكراهية والنفور، وكلما كانت تلك الصورة في النفس أقوى كان النفور والانـزجار منها أكثر. فمثلاً: إذا دخل شخص على بلد وابتلى بأسقام وآلام فيه وعانا من ورائه مشاكل داخلية وخارجية لكرهه وتنفّر منه وكلما كانت معاناته أكثر كان هروبه ونفوره منه أكثر وإذا وجد مدينة أفضل منه لأقبل عليها وإن لم يستطع التحرك نحوها، لاشتاق إليها وتوجّه قلبه نحوها. فالإنسان إذا عاش هموم الدنيا وآلامها وأسقامها ومشاكلها وعنائها وشعر بأن أمواج الفتن والمحن تزحف نحوه، خفّ تعلقه بها ـ أي الدنيا ـ وقل ركونه إليها ونفر قلبه منها. وإذا اعتقد بوجود عالم آخر، وفضاء رحب فارغ من جميع أنواع الشقاء والتعاسة، ارتحل إليه. وإذا لم يتمكن من السفر بجسمه لذهب بروحه وبعث بقلبه إلى ذلك العالم. وواضح جداً أن المفاسد الروحية والخلقية والسلوكية بأسرها تنجم عن حب الدنيا والغفلة عن الله سبحانه وعالم الآخرة، وإن حبّ الدنيا رأس كل خطيئة[13].

 

في حين أن الصلاح الروحي والخلقي والسلوكي ينبعث من التوجه نحو الحق، ودار الكرامة ـ عالم الآخرة ـ ومن اللامبالاة بالدنيا وعدم الانبهار بزخارفها. إذاً، علمنا من هذا التمهيد بأن لطف الحق تبارك وتعالى وعنايته كلما شملت لشخص أكثر، ووسعته رحمة الذات المقدسة بصورة أوفى، كلما أبعد سبحانه عن هذا العالم وزخرفه أكثر، ودفع عنه أمواج المحن والفتن أكثر، حتى تنقلع رغبته في الدنيا وزركشتها، ووجه وجَّهه حسب مستوى إيمانه إلى عالم الآخرة وارتبطت روحه بذلك العالم. وإن لم تكن جدوى من احتمال شدائد المحن إلاّ هذه الجهة ـ الانـزجار والإعراض عن الدنيا والإقبال نحو الآخرة ـ لوحدها، لكفى. وفي الأحاديث الشريفة إشارة إلى هذا المعنى: محمّدُ بْنِ يَعْقُوب بِإسْنادِهِ عَنْ أبِي جَعْفَرٍ عليه السلام قالَ: «إنَّ الله تَعالَى لَيَتَعاهَدَ المؤمِنَ بالْبَلاءِ كَما يَتَعاهَدُ الرَّجُلُ أهْلَهُ بِالهَدِيَّةَ مِنَ الغَيبَةِ وَيحْمِيهِ الدُّنْيا كَما يَحْمِي الطَّبيبُ الْمَريضَ»[14] ونقل هذا المعنى في حديث آخر. ولا يحسبن أحد إن محبة الحق وشدة عناية ذاته الأقدس، لبعض عباده جزاف ومن دون جهة ـ والعياذ بالله ـ بل كل خطوة يخطوها مؤمن وعبد من عباده، غمرته رحمة الحق المتعالي وأقبل على عبده قدر ذراع[15]. إن مَثَلَ الإيمان وتوفير بواعث التوفيق، مَثَلُ إنسان قد حمل مصباحاً وسلك طريقاً مظلماً فكلما تقدم خطوة، أضاء أمامه واهتدى للخطوة اللاحقة. فكلما رفع الإنسان قدماً نحو عالم الآخرة، اتضح السبيل أكثر، وغمرته عنايات الحق بصورة أكبر، وتوفرت عوامل التوجه إلى عالم القرب ـ الآخرة ـ والانـزعاج عن عالم البعد ـ الدنيا ـ. والعنايات الأزلية للحق المتعالي إنما تسع الأنبياء والأولياء لعلمه ـ سبحانه ـ الأزلي بطاعتهم أيام التكليف. كما أنكم لو علمتم أيام طفولة ولديكم بأن أحدهما سيطيعكم ويسعى في تأمين رضاكم وثانيهما يبعث على سخطكم وامتعاضكم، فمن المعلوم أن ألطافكم ستشمل المطيع أكثر من الثاني منذ الأيام الأولى. ومن فوائد شدّة ابتلاء الخواص من العباد، أن هؤلاء من خلال المحن والمعاناة يذكرون الحق ويناجونه.

 

ويتضرّعون على أعتابه المقدسة في ساحة ذاته الأقدس ويعيشون مع ذكره وفكره. ومن الطبيعي أن نوع بني الإنسان يتشبث حين الشدة بكل ما يرجو فيه النجاة، وعند الرخاء والراحة يغفل عنه. ولما كان الخواص من العباد، لا يعرفون ملجأً إلاّ الحق، توجهوا نحوه، وانقطعوا إلى مقامه المقدس، وإن الحق المتعال يوفر لهم سبب الانقطاع إليه من خلال عنايته الخاصة بهم. ولا تستساغ هذه الفائدة ـ من الابتلاء ـ وحتى الفائدة السابقة، لدى الأنبياء والأولياء الكُمَّلين، لتنـزه مقامهم الشامخ عن ذلك، وعدم انعطاف قلوبهم تجاه الدنيا، ولا تتبدل في الانقطاع إلى الحق من جراء تغيّر الأحوال. ويمكن أن يكون إيثار الأنبياء والأولياء للفقر على الغنى، والابتلاء على الراحة، والمعاناة على غيرها نتيجة أنهم وقفوا من خلال النور الباطني والمكاشفات الروحانية على أن الحق المتعالي لا ينظر بعين اللطف إلى هذا العالم ولا إلى زخارفه، ولا يكون للدنيا وما فيها موقع أمام ساحته المقدسة إلاّ الذل والهوان. والأحاديث الشريفة شاهدة على ذلك[16]. ففي الحديث أن جبرائيل قد نـزل على رسول الله صلّى الله عليه وأله وسلم ومعه مفاتيح خزائن الأرض وقال لو اخترتها لما هبط من درجاتك الأخروية، شيء أبدا. ولكن رسول الله صلّى الله عليه وأله وسلم قد امتنع عن القبول تواضعا للحق سبحانه، فاختار الفقر[17]. وفي الكافي الشريف في حديث بسنده عن الإمام الصادق عليه السلام: «إنَّ الكَافِرَ لَيَهُونُ عَلَى اللهِ لَوْ سَأَلَهُ الدُّنْيَا بِمَا فيها أَعْطَاهُ ذلِكَ»[18] وذلك من جرّاء هوان الدنيا في عين الحق الكبير المتعالي. وفي حديث أن الحق جل وعلا منذ أن خلق العالم المادي لم ينظر إليه نظرة لطف وعناية. ومن فوائد شدة ابتلاء المؤمنين حسب ما أشير إليها في الأخبار، أن لهم درجات لا ينالونها إلاّ من وراء المصائب والأسقام والآلام. ويحتمل أن تكون هذه الفوائد صورة ـ غيبية ـ للإعراض عن الدنيا والإقبال على الحق المتعالي. ويمكن أن تكون صورة ملكوتية لهذه المحن حيث لا تبلغ إلاّ بعد حصولها ـ البليّات ـ في عالم المُلك وابتلاء الإنسان بها، كما ورد في الحديث الشريف المأثور في الكافي بسنده إلى الإمام الصادق عليه السلام قال: «إِنَّهُ لَيَكُونُ لِلْعَبْدِ مَنـزلَةُ عِنْدَ اللهِ فَمَا يَنالُها إلاّ بِإِحْدَى الخَصْلَتَيْنِ إمّا بِذَهابِ مالِ أوْ بِبَلِيَّةٍ في جَسَدِهِ»[19]. وفي رواية شهادة الإمام أبي عبد الله الحسين عليه السلام أنه رأى جده رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم في المنام وأخبره بـ ﴿أَنَّ لَكَ دَرَجَةً فِي الجَنَّةِ لاَ تَنَالُهَا إلاّ بِالشَّهَادَةِ﴾[20] ومن المعلوم أن الصورة الملكوتية للشهادة في سبيل الله لم تحصل إلاّ بعد وقوع الشهادة في عالم الملك ـ عالمنا الحاضر ـ كما برهن على ذلك في العلوم العالية. وورد في الأخبار المذكورة أن لكل عمل في هذا العالم صورة في عالم آخر[21]. وفي الكافي عن الإمام الصادق عليه السلام قال: «إِنَّ عَظيمَ الأَجْرِ لَمَعَ عَظيمِ البلاءِ وَما أحَبَّ اللهُ قَوْماً إلاّ ابْتَلاهُمْ»[22].

 

فصل: الأنبياء مبرؤون من العيوب الجسدية

 

يقول المحدث الكبير المجلسي ـ عليه الرحمة ـ (في هذه الأحاديث ـ أحاديث ابتلاء الأنبياء ـ الواردة من طرق الخاصة والعامة، دلالة واضحة على أن الأنبياء والأوصياء عليهم السلام في الأمراض الحسية والبلايا الجسمية كغيرهم بل هم أولى بها من الغير تعظيماً لأجرهم الذي يوجب التفاضل في الدرجات ولا يقدح ذلك في رتبتهم بل هو تثبيت لأمرهم وأنهم بشر إذ لو لم يصبهم ما أصاب سائر البشر مع ما يظهر في أيديهم من خرق العادة لقيل فيهم ما قالت النصارى في نبيهم) انتهى[23]. وقال المحقق المدقق الطوسي والحكيم العظيم القدوسي[24] ـ عطّر الله مرقده ـ في كتاب التجريد في بحث ما يجب كونه في كل نبي (... وكلما ينفر عنه الخلق... )[25].

 

وقال علامة علماء الإسلام ـ رضوان الله عليه ـ في شرح هذه الجملة: (وأن يكون منـزهاً عن الأمراض المنفّرة نحو الأُنبَة وسلس الريح والجذام والبرص لأن ذلك كله مما ينفر عنه فيكون منافياً للغرض من البعثة)[26]. يقول الكاتب: إن درجة النبوة وإن كانت تابعة للكمالات النفسية والدرجات الروحانية، ولا علاقة لها بالجسم. وأن النقائص الجسمانية وأمراضها لا تسيء إلى [280] المقام الروحاني للأنبياء. وأن الأمراض المنفرة لا تقلل شيئاً من علو شأنهم وعظمة رتبتهم، إن لم تؤكد كمالاتهم وتدعم درجاتهم، كما أشير إليها. ولكن ما ألمح إليه المحققان لا يخلو عن وجه، لأن عوام الناس لا يفرقون بين المقامات ـ الجسمية والروحية ـ ويحسبون أن النقص الجسماني نتيجة النقص الروحاني أو ملازم له، ويعتبرون أن من عناية الحق سبحانه أن لا يصيب الأنبياء أصحاب الشريعة والمبعوثين بالرسالة، بأمراض تسبب نفرة الطباع واستيحاش الناس.

 

فعدم ابتلائهم لا يكون نتيجة أن هذه المصائب والبلايا تحط من مقام النبوة، بل لأجل فائدة هي إكمال التبليغ والإرشاد. وعليه لا مانع من ابتلاء بعض الأنبياء الذين لم يحظوا بالشريعة، وابتلاء الأولياء الكبار والمؤمنين بمثل هذه المحن. كما أن النبي أيوب والمؤمن حبيب النجار مبتليين. وقد وردت أحاديث كثيرة في ابتلاء النبي أيوب عليه السلام:

 

فمن ذلك ما روي عن تفسير علي بن إبراهيم، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام في حديث طويل قال: «فَسَلَّطَهُ عَلى بَدَنِهِ ما خَلا عَقْلَهُ وَعَيْنَيْهِ فَنَفَخَ فِيهِ إبْلِيسُ فَصارَ قُرْحَةً واحِدَةً مِنْ قَرْنِه إِلى قَدَمِهِ فَبَقِيَ في ذلِكَ دَهْرَاً طَويلاً يَحْمَدُ اللهَ وَيَشْكُرُهُ حَتّى وَقَعَ في بَدَنِهِ الدُّودُ وَكانَتْ تَخْرُجُ مِنْ بَدَنِهِ فَيَرُدُّها وَيَقُولُ لَها ارْجِعي إلى مَوْضِعِكِ الَّذي خَلَقَكِ اللهُ مِنْهُ وَنَتَنَ حَتّى أخْرَجَهُ أهْلُ القَرْيَةِ مِنَ القَرْيَةِ وَألْقوْهُ في المَزْبَلَةِ خارِجَ القَرْيَةِ»[27]. وفي الكافي بإسْنَادِهِ عَنْ أبي بَصيرٍ، عَنْ أبي عَبْدِ الله عليه السلام قالَ: «قُلْتُ لَهُ: فَإذا قَرَأْتَ القرآنَ فَاستَعِذْ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطان الرَّجيمِ * إنّه ليسَ لَهُ سُلْطانٌ على الّذين آمنوا وعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ». فَقَال: «يا أَبَا مُحَمَّدٍ يُسَلَّطُ وَاللهِ مِنَ المُؤْمِنِ عَلى بَدَنِهِ وَلا يُسَلَّطُ عَلى دِينِه، قَدْ سُلِّطَ عَلى أيُّوبَ فَشَوِّهَ خَلْقَهُ وَلَمْ يُسَلَّطْ عَلى دِينِه وَقَدْ يُسَلَّطْ مِنَ المُؤْمِنينَ عَلى أَبْدانِهِمْ وَلا يُسَلَّطُ عَلى دِينِهِم»[28] ، وبِإسْنادِهِ عَنْ نَاجيَةَ قَالَ: «قُلْتُ لأبي جَعْفَرٍ عليه السلام: إنَّ المُغيرَةَ يَقُولُ: إنَّ المُؤْمِنَ لا يُبْتَلى بِالْجُذام وَلا باِلبَرَص وَلا بكَذا ولاَ بِكَذا، فَقالَ: إنْ كانَ لَغافِلاً عَنْ صاحِبِ ياسِينَ إنَّهُ كانَ مُكَنَّعاً ـ ثُمَّ رَدَّ أصابِعَهُ فَقالَ: كَأنّي أنْظُرُ إلى تَكْنِيعِه، أتاهُمْ فَأَنْذَرهُمْ ثُمَّ عادَ إِلَيْهمْ مِنَ الغَدِ، فَقَتَلُوهُ. ثُمَّ قَالَ: إِنَّ المُؤْمِنَ يُبْتَلى بِكُلِّ بَلِيَّةٍ وَيَمُوتُ بِكُلِّ بَلِيَّةٍ إلاّ أنَّهُ لا يَقْتُلُ نَفْسَهُ»[29] إن «صاحب ياسين» هو حبيب النجار و«التكنيع» مع النون كما هو في أكثر النسخ بمعنى التشنج والمُثلة كما في البحار.

 

قال المجلسي «كأنّه كان الجذام سبباً لتكنيع أصابعه»[30] وفي هذا الكلام تأمل. ويستفاد من هذه الأحاديث والروايات الأخرى أن الأنبياء والمؤمنين قد يصابون بأمراض منفرة لأجل بعض المصالح. وتقابل هذه الأخبار، أحاديث أخرى تنفي تشويه جسم النبي أيوب عليه السلام بسبب الأمراض، وانبعاث الرائحة الكريهة من جسده المبارك[31]. ولا جدوى في الجمع بين هذه الروايات وإطالة البحث فيها. وملخص الحديث أن مثل هذه الأمراض لا تسيء إلى المؤمنين ولا تعدّ نقصاً لهم ولا للأنبياء عليهم السلام بل تبعث على رفعة درجتهم وعلو شأنهم والله تعالى أعلم بالصوّاب.

 

فصل: في بيان أن الدنيا ليست محلا لثواب الحق المتعالي وعقابه

 

اعلم أن هذا العالم الدنيوي لما فيه من النقص والقصور والضعف لا يكون دار كرامة ولا محلاً لثواب الحق سبحانه ولا محلاًّ لعذابه وعقابه، لأن دار كرامة الحق عز وجل عالم تكون نعمه خالصة وغير مشوبة بالنقم، وراحته غير مخلوطة بالشقاء والتعب، ومثل هذه النعم غير متوفرة في هذا العالم، لأنه دار التزاحم والصراع. وإن كل نعمة من نعم هذا العالم محفوفة بأنواع من العذاب والآلام والمحن. بل قال الحكماء أن لذّات هذا العالم هي دفع للآلام ونستطيع أن نقول إن لذّاته تبعث على الآلام لأن إثر كل لذّة، شقاء ونصب وألم، بل إن مادة هذا العالم تتمرّد على قبول الرحمة الخالصة والنعمة المحضة غير المشوبة بالمكاره. وهكذا العذاب والشقاء والألم والتعب في هذا العالم لا يكون خالصاً، بل يكون كل ألم وتعب محفوفاً بنعمة أو نعم، وكل واحد من الآلام والأسقام والشقاء والمحن في هذا العالم لا يكون محضاً وغير مشوب بنعمة ورحمة: فإن مادّة هذا العالم تتمرّد على قبول العذاب الخالص المطلق. إن دار عذاب الحق سبحانه ودار عقابه، دار فيها العذاب المحض والعقاب الخالص، وأن آلامها وأسقامها لا تضاهى بآلام وأسقام هذا العالم كأن يمس العذاب عضواً دون عضو، أو يكون عضو سالماً وفي راحة والآخر في تعب وشقاء. وقد أشير إلى بعض ما ذكرنا في الحديث الشريف الذي شرحناه عندما يقول: «وَذِلكَ ـ السبب في ابتلاء المؤمن بالبليات ـ أنَّ اللهَ لَمْ يَجْعَلِ الدُّنْيا ثَواباً لِمُؤْمِنٍ وَلا عُقُوبَةً لِكافِرٍ» هنا ـ عالم الدنيا ـ دار تكليف، ومزرعة الآخرة، وعالم الكسب. وهناك ـ عالم الآخرة ـ دار جزاء ومكافأة وثواب وعقاب. إن الذين يتوقعون من الحق سبحانه أن ينتقم في هذا العالم من كل مرتكب معصية أو فاحشة أو جور أو اعتداء، بأن يضع ـ عز وجل ـ حدّاً له، فيقطع يده ويقلع العاصي من الوجود إنهم غافلون بأن مثل هذا العقاب خلاف النظم والسُّنَّة الإِلهية التي أقرّها الله سبحانه. إن هذه الدار، دار امتحان وتفريق بين الشقي والسعيد والمطيع والعاصي، وعالم ظهور الفعاليات وليس بدار تبيّن نتائج الأعمال والملكات. وإذا انتقم الحق المتعالي من ظالم نادراً، لأمكننا القول بأن عناية الحق عز وجل شملته. وإذا ترك أهل الموبقات والظلم في ضلالهم وغيّهم، كان ذلك استدراجاً. كما يقول الله سبحانه: ﴿سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ، وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ﴾ [32]. ويقول: ﴿وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ ِلأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ﴾[33]. وفي مجمع البيان عن الصادق عليه السلام أنه قال: «إِذا أحْدَثَ الْعَبْدُ ذَنْباً جُدِّدَ لَهُ نِعْمَةٌ فَيَدَعُ الاستغفارَ فَهُوَ الاستدراجُ»[34].

 

فصل: أن شدة المعاناة الروحية توازي شدة الإدراك

 

يظهر من نهاية الحديث الشريف ـ المذكور في بداية الموضوع ـ «وَمَنْ سَخُفَ دينُه وَضَعُفَ عَقْلَهُ، قَلَّ بَلاؤُهُ» إن البليّة تعمّ الجسمانية والروحانية، فإن الأشخاص الضعاف في عقولهم وإدراكهم في أمان من المعاناة الروحية والانـزعاجات العقلية، على خلاف من يتمتع بالعقل الكامل والإدراك الحذق، حيث تزداد معاناته ومصائبه. ومن المحتمل أن يعود إلى هذا المعنى كلام الرسول صلّى الله عليه وأله وسلم القائل: «مَا أُوذِيَ نَبِيٌّ مِثْلَ مَا أوذيتُ»[35] لأن كل من يدرك جلال الربّ وعظمته أكثر، ويقف على المقام المقدس للحق جل وعلا بشكل أعمق، يتألم ويتعذّب من جراء عصيان العباد وهتكهم للحرمة أكثر. وأيضاً كل من كانت رحمته وعنايته وشفقته على عباد الله أكثر، تأذَّى من اعوجاج العباد وشقائهم أكثر. وقطعاً كان خاتم النبيين صلّى الله عليه وأله وسلم في كل هذه المقامات والمنازل الكمالية، أكمل من جميع النبيين والأولياء وبني الإنسان فتكون محنه وآلامه أعمق. وأيضاً هناك توجيه آخر ـ لكلام الرسول صلّى الله عليه وأله وسلم ـ لا يتناسب مع هذا المقام. والله العالم ولَهُ الحمد.

 

ــــــــــــــــــ

 

[1] (أصول الكافي، المجلد الثاني، كتاب الإيمان والكفر، باب شدّة ابتلاء المؤمن، ح29)

 

[2] مرآة العقول ج9 ص321 "كتاب الإيمان والكفر" الحديث 1.

 

[3] سورة الأنفال، الآية: 17.

 

[4] نهج البلاغة. خطبة 16 (الشيخ صبحي صالح).

 

[5] (أصول الكافي، المجلد الأول، كتاب الحجة، باب التمحيص والامتحان، ح2، ح3، ح4)

 

[6] (أصول الكافي، المجلد الأول، كتاب الحجة، باب التمحيص والامتحان، ح2، ح 3، ح4

 

[7] (أصول الكافي، المجلد الأول، كتاب الحجة، باب التمحيص والامتحان، ح2، ح3، ح4)

 

[8] (أصول الكافي، المجلد الأول، كتاب الحجة باب الابتلاء والاختبار، ح1، ح2)

 

[9] (أصول الكافي، المجلد الأول، كتاب الحجة، باب الابتلاء والاختبار، ح 1، ح2)

 

[10] سورة البقرة، الآية: 286.

 

[11] عن زرارة عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: " ما من عبد إلا وفي قلبه نقطعة بيضاء فإذا أذنب خرج في النقطة نقطة سوداء فإن تاب ذهب ذلك السواد وإن تمادى في الذنوب زاد ذلك السواد حتى يغطي البياض, فإذا تغطى البياض لم يرجع إلى صاحبه إلى خير أبداً ". أصول الكافي, ج2 ص273 " كتاب الإيمان والكفر, باب الذنوب " الحديث 20.

 

[12] سورة الأعراف، الآية: 176.

 

[13] إشارة للحديث المنقول عن علي بن الحسين "ع" : "حب الدنيا رأس كل خطيئة" أصول الكافي, ج2 ص131 "كتاب الإيمان والكفر, باب ذم الدنيا والزهد فيها" الحديث 11.

 

[14] (أصول الكافي، المجلد الثاني، كتاب الإيمان والكفر، باب شدة ابتلاء المؤمن، ح17)

 

[15] ورد في الحديث القدسي " من تقرب إليّ شبراً تقربت إليه ذراعاً " بحار الأنوار, ج3 ص313 " كتاب التوحيد " الباب 14. كنـز العمال ج1, ص225 الحديث 135.

 

[16] نهج البلاغة, الخطبة 192 ص285 " الخطبة القاصعة " الشيخ صبحي الصالح ".

 

[17] إشارة للحديث " وهبط مع جبريل ملك لم يطأ الأرض قط, معه مفاتيح خزائن الأرض فقال: يا محمد إن ربك يقرئك السلام ويقول هذه مفاتيح خزائن الأرض, فإن شئت فكن نبياً عبداً وان شئت فكن نبياً ملكاً, فأشار إليه جبرئيل (عليه السلام) أن تواضع يا محمد فقال: بل أكون نبياً عبداً ثم صعد إلى السماء " آمالي الصدوق, المجلس 69 الحديث 3.

 

[18] (أصول الكافي، المجلد الثاني، كتاب الإيمان والكفر، باب شدة ابتلاء المؤمن، ح 28)

 

[19] (أصول الكافي، المجلد الثاني، كتاب الإيمان والكفر، باب شدة ابتلاء المؤمـن، ح23 وح3)

 

[20] (بحار الأنوار، المجلد 67، ص250)

 

[21] كما ورد في حديث " المعراج " عن الإمام الصادق (عليه السلام) أن رسول الله " ص " قال: فإذا أنا بقوم بين أيديهم موائد من لحم طيب ولحم خبيث, وهم يأكلون الخبيث ويدعون الكيب, فسألت جبرئيل من هؤلاء فقال: الذين يأكلون الحرام ويدعون الحلال من أمتك, قال: ثم مررت بأقوام لهم مشاخر كمشاهر الإبل يقرض اللحم من أجسامهم ويُلقى في أفواههم, فقلت: من هؤلاء يا جبرئيل؟ فقال: هم الهمازون اللمازون ثم مررت بأقوام ترضخ وجوههم وصخورهم بالصخر, فقلت: من هؤلاء يا جبرئيل؟ فقال: الذين يتركون صلاة العشاء.

 

بحار الأنوار , ج6 ص239 " كتاب العدل والمعاد, باب أحوال البرزخ والقبر وعذابه وسؤاله ". وكذلك جاء في علم اليقين ج3 ص884 " المقصد الرابع " الباب 3.

 

[22] (أصول الكافي، المجلد الثاني، كتاب الإيمان والكفر، باب شدة ابتلاء المؤمن، ح23 وح3)

 

[23] (بحار الأنوار، المجلد67، ص250)

 

[24] محمد بن حسن الطوسي المعروف بال ـ " خواجة نصير " والمحقق الطوسي " (597ـ672) من مشاهير حكماء وعلماء الإسلام ومن المتبحرين في الفلسفة والكلام والرياضيات والهيئة, من تلامذته: العلامة الحلي, قطب الدين الشيرازي والسيد عبد الكريم بن طاووس وصل إلينا من مصنفاته وآثاره: شرح الإشارات, تحرير أقليدس, تحرير المجسطي, أخلاق ناصري.

 

[25] (بحار الأنوار، المجلد67، ص250)

 

[26] كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد , ص218 " المقصد الرابع في وجود العصمة.

 

[27] بحار الأنوار، ح12، ص 342.

 

[28] روضة الكافي، ص 288 ح 433.

 

[29] (أصول الكافي، المجلد الثاني، كتاب الإيمان والكفر، باب شدة ابتلاء المؤمن، ح12)

 

[30] بحار الأنوار، المجلد 67 ص 250.

 

[31] روى عن الإمام الصادق (عليه السلام) عن أبيه الباقر (عليه السلام) أن أيوب ابتلى سبع سنين من غير ذنب وان الأنبياء لا يذنبون لأنهم معصومون مطهرون لا يذنبون ولا يزيفون ولا يرتكبون نباً صغيراً أو كبيراً. وقال (عليه السلام) أن أيوب من جميع ما ابتلي به لم تنتن له رائحة, ولاة قبحت له صورة, ولا خرجت منه مدة من دم ولا قبح ولا استقذره احد رآه, ولا استوحش منه احد شاهده ولا ندود شيء من جسده وهكذا يصنع الله عز وجمل بجميع من يبتليه من أنبيائه وأوليائه المكرمين عليه وإنما اجتنبه الناس لفقره وضعفه في ظاهر أمره لجهلهم بما له عند ربه تعالى ذكره من التأييد والفرج ".

 

[32] سورة القلم، الآية: 44ـ45.

 

[33] سورة آل عمران، الآية: 178.

 

[34] مجمع البيان، المجلد الخامس، ص 340.

 

[35] الجامع الصغير، المجلد الثاني، ص 144.