طهران ـ وكالة الأنباء القرآنية العالمية(IQNA): قال السيد صدر الدين القبانجي إمام جمعة النجف الأشرف أن الإمام الخميني كان يولي اهتماماً بالغاً في التعامل الإيجابي مع المرجعيات الدينية في النجف الأشرف مع اختلاف المذاقات السياسية.

 

وأفادت وكالة (إيكنا) أنه جاء ذلك في الحوار الذي أجرته (قناة العالم الفضائية) معه حول حياة الإمام الخميني (قدس سره) في النجف الأشرف.

 

وأضاف سماحته استطاع هذا الرجل أن يحقق ما هو بمثابة المستحيل وبما لم يكون متوقعا على الإطلاق لا من قبل الساسة في العالم ولا من أصحابه ولا من قبل الأجواء في النجف الأشرف حيث كانت التصورات تقول أنه أو شك على الرحيل وأن الشاه بسط نفوذه بشكل كامل ولا يمكن لشخص لا يملك سوى عبائته أن يسقط إمبراطورية.

 

وفي سياق ذي صلة أكد إمام جمعة النجف الأشرف أن مجيء الإمام الخميني إلى النجف وهجرته لم تكن باختياره وإنما تم إبعاده من قبل نظام الشاه لأمور منها إبعاده جغرافيا عن ساحة التحرك السياسي ولأجل تضائل حجمه العلمي وقلة تأثيره في الوسط الإيراني وأفول نجمه في وسط مرجعيات كبيرة آنذاك في الحوزة العلمية في النجف الأشرف.

 

وأشار سماحته إلى أن النجف كانت بمثابة الحاضنة الأمنية للإمام وفي نفس الوقت كانت بمثابة مرحلة التأسيس النظري والفقهي لمشروعه السياسي حيث استطاع أن يزاول حركته السياسية والارتباط مع الشعب الإيراني بحرية.

 

وفي الوقت ذاته أكد السيد القبانجي أن الإمام الخميني كان يولي اهتماما بالغا في التعامل الايجابي مع المرجعيات الدينية في النجف الأشرف مع اختلاف المذاقات السياسية لكنه لم يتقاطع معها برغم محاولة البعض في إيجاد هذا التقاطع كون الإمام يحمل اتجاها ثوريا واستطاع كسر طوق العزلة والتواصل مع الحالة التقليدية للحوزة العلمية.

 

وأشار سماحته إلى أن الإمام كان يحمل أطروحة تكاد تكون غير مألوفة منذ عدة قرون وهي الإطاحة بإمبراطور وتأسيس حكم إسلامي مؤكدا أن الإمام رغم ثوريته كان يتعامل بحكمة، ولم يكن عجولا وصبر لسنوات طوال لتحقيق ما يحكم به واستطاع الانتظار 13 عاما الانتصار الثورة الإسلامية في إيران.

 

كما أكد سماحته أن الإمام برغم كونه مرجعا من الدرجة الأولى ويشار إليه بالبنان لكن بقيت امتداداته لإيران واستطاع بهذا المنهاج أن يحقق انتصاره في إيران حيث لم تتشعب همومه معتبرا إياها بنقطة قوة لديه.

 

وعن الإمام الخميني قال سماحته: كان المشاهد في حركته الارتباط والثقة المطلقة بالله تعالى واستطاع أن يحافظ على حالته العرفانية والتقليدية الحوزوية وحالته السياسية والثورية معا وأن يجمع بينهما رغم تقاطعهما طبيعيا.

 

وأضاف: تعلمنا من الإمام الخميني المواصلة وعدم اليأس رغم أن الأمور كلها كانت تدعوا إلى اليأس في عمره الكبير وأن الشاه لمع نجمه وهو مدعوم عالميا لكن اليأس لم يأخذ طريقه للإمام وبقي مواصلا مع شعبه رغم البعد ولم يتحول أو يتغير حينما كان مبعدا وغريبا أو حاكما وإماما وبقي الإمام محافظا على أخلاقه.