بيان الإمام الخميني بمناسبة استشهاد العلامة آية الله الشيخ مرتضى مطهري

 

المصدر: صحيفة الإمام، ج‏7، ص: 136

 

المناسبة: شهادة آية الله مرتضى مطهري‏

 

الموضوع: شخصية آية الله مرتضى مطهري ومقامه العلمي‏

 

التاريخ: 11 أرديبهشت 1358ﻫ.ش/ 4 جمادى الثانية 1399ﻫ.ق‏

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم‏

 

إنا لله وإنا إليه راجعون‏

 

إنني أعزي وأبارك للإسلام وأوليائه العظام وللأمة الإسلامية لاسيما الشعب الإيراني المجاهد، الحادثة المؤسفة لفقدان الشهيد العظيم والمفكر الفيلسوف والفقيه الكبير المرحوم الحاج الشيخ مرتضى مطهري - قدس سره - .. أعزي بشهادة شخصية أمضت عمرها الشريف والثمين على طريق الأهداف الإسلامية المقدسة، وحاربت بضراوة الاعوجاجات والانحرافات. العزاء في شهادة رجل قلَّ نظيره في إحاطته بالإسلام والعلوم الإسلامية وفنون القرآن الكريم. لقد فقدت ابناً عزيزاً للغاية وجلست للعزاء بإحدى الشخصيات التي تعد ثمرة عمري. فبشهادة هذا الابن البار والعالم الخالد ثلم الإسلام العزيز ثلمة لا يسدها شي‏ء.

 

وأبارك وجود هذه الشخصيات المضحية التي تشع بضيائها في حياتها وبعد مماتها .. إنني أبارك للإسلام العظيم مربي الإنسان، وللأمة الإسلامية، تربية أمثال هؤلاء الأبناء الذين يحيون الأموات بضياء أشعتهم ويملؤون الظلمات نوراً .. إنني وإن فقدت ابنا عزيزاً كان بضعة مني، ولكنني فخور بوجود أمثال هؤلاء الأبناء المضحين في الإسلام.

 

مطهري، الذي قل نظيره في طهارة الروح وقوة الإيمان وقدرة البيان، رحل عنا والتحق بالرفيق الأعلى، ولكن، ليعلم الأشرار أنه بذهابه لا تنتهي شخصيته الإسلامية والعلمية والفلسفية.

 

ليس بوسع الإرهابيين اغتيال الشخصية الإنسانية لرجال الإسلام. وليعلموا إن شعبنا برحيل الأشخاص العظام يزداد ـ بإذن الله القوي ـ اصراراً على نضاله ضد الفساد والاستبداد والاستعمار. إن شعبنا قد عثر على طريقه، ولن يتهاون في اجتثاث الجذور المتعفنة. للنظام المباد وأنصاره المنحوسين.

 

إن الإسلام العزيز قد انتشر وازدهر بالتضحية وتقديم الأعزة. ذلك أن منهج الإسلام منذ عصر الوحي وإلى الآن يتمثل في الشهادة الملتحمة بالشهامة. القتال في سبيل الله وفي سبيل المستضعفين من أولويات منهج الإسلام (ما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والولدان)[1].

 

إن هؤلاء الذين لمسوا هزيمتهم وموتهم، ويريدون بهذا السلوك غير الإنساني أن ينتقموا أو يخيفوا ـ بخيالهم الساذج ـ المجاهدين في الإسلام، قد أخطأوا الظن، إذ أن كل شعرة لشهيد منّا وكل قطرة دم تسقط على الأرض، ستنبت مناضلاً بطلاً إلا أن تقتلوا جميع أفراد الشعب الشجاع، وإلا فقتل واحد مهما كان عظيما لا يفيد في إعادة النهب. إن الأمة التي نهضت بالاعتماد على الله العظيم من أجل إحياء الإسلام لن تتراجع أمام هذه المحاولات اليائسة. إننا على استعداد للتضحية والاستشهاد في سبيل الله.

 

إنني أعلن يوم الخميس 13 أرديبهشت 1358هـ ش، عزاءً عاماً من أجل تكريم شخصية مضحية ومجاهدة في سبيل الإسلام والشعب وسوف أجلس للعزاء في المدرسة الفيضية يومي الخميس والجمعة. أسأل الله المتعال الرحمة والغفران لابن الإسلام البار، والعزة والعظمة للإسلام، والسلام على شهداء طريق الحق والحرية.

 

روح الله الموسوي الخميني‏