التاريخ قبل ظهر 18 دي 1359هـ.ش/ 1 ربيع الأول 1401 هـ.ق‏

 

المكان: طهران، جماران‏

 

الموضوع: أهمية التعليم والتربية وأولوية التربية على التعليم‏

 

المصدر: صحيفة الإمام، ج‏13، ص: 392

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم‏

 

السادة، من طلبة معاهد إعداد المدرسين الوافدين من مختلف أنحاء إيران، ضمن شكري وتقديري لقدومكم أرى من الضروري أن أطرح بعض النقاط حول المعلم وإعداد المعلمين، فالعالم بأسره مدرسة، ومعلمو هذه المدرسة هم الأنبياء والأولياء (ع)، ومعلم هؤلاء المعلمين هو الله عزّ وجل، فالله سبحانه وتعالى هو مربي ومعلم الأنبياء وقد أرسلهم لتربية وتعليم جميع الناس. كما بعث الأنبياء من أولي العزم لنفس هذه المهمة، فلهم مقام المعلم والمربي بالنسبة لكافة البشر. فبعد تربيتهم وتعليمهم الأحكام الإلهية أمروا بتربية وتعليم الناس كافة. لقد جاء في القرآن الكريم عن رسول الله (ص): «هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة»[1].

 

فيذكر سبحانه وتعالى الدافع والهدف من البعثة في هذه الآية؛ وهو أن الله سبحانه وتعالى قد أرسل رسولا من بين هؤلاء الأميين الذين لا عهد لهم بالتربية والتعليم الإلهي حتى يتلو آيات الله عليهم، ويقوم بتربيتهم وفق التعاليم الإلهية، ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة.

 

تشتمل هذه الآية على مواضيع كثيرة حول أهمية تربية المعلم وأهمية التعليم والتعلّم- ففي قوله «هو الذي» دلالة واضحة على مدى أهمية هذا الموضوع وعظمته حتى نسبه إلى نفسه إذ يقول: «هو الذي بعث» رسولًا من بين الناس، وجميع الناس أميون، حتى الذين تعلموا وعرفوا حسب الظاهر بعض العلوم والصناعات ومطلعين على بعض المسائل، لكن في الحقيقة جميعهم أميون وجميعهم في ضلال مبين طالما أنهم لم يتلقوا بعد التربية السليمة من قبل الله وذلك من خلال أنبيائه ورسله.

 

 

 

ملاك المؤمن وغير المؤمن‏

 

الطريق الوحيد للتربية والتعليم هو ذلك الطريق الذي بينه الله سبحانه وتعالى، وهو ذلك التهذيب المقترن بالتربية الإلهية، والتي يربي الأنبياء الناس عليها، ذلك العلم الذي جاء به الأنبياء ليسير بالبشرية نحو سعادتها وإيصالها إلى كمالها المطلوب.

 

فحسب هذه الآية: «الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات»[2]، الناس قسمان، قسم مؤمن؛ وهم الذين تربوا على يد الأنبياء، وبواسطة تربية الأنبياء خرجوا من جميع الظلمات والمشاكل ودخلوا في النور والكمال المطلق. فهذه الآية توضح ميزان المؤمن وملاك الإيمان، وتفصل مدّعي الإيمان عن المؤمنين، فالمؤمنون هم الذين خرجوا من جميع الظلمات إلى النور ومن جميع النقائص وتجاوزوا جميع الموانع التي تقف في طريق الإنسان وذلك من خلال التربية الإلهية التي تلقوها من خلال الأنبياء الذين رباهم الله وهيأهم لهكذا أمر. فالميزان هو هذا، وكل شخص خرج من الظلمات بواسطة تعاليم الأنبياء ووصل إلى النور المطلق، هو المؤمن.

 

فمدّعو الإيمان كثيرون، لكن المؤمنين الحقيقيين قليلون، والذين في الجهة المقابلة للمؤمنين هم الكفار «والذين كفروا» فوليهم ليس الله بل الطاغوت، والطاغوت يخرج الكفار من النور ويدخلهم الى الظلمات، فملاك المؤمن وغير المؤمن حسب هذه الآية الشريفة هو هذا. فالمؤمن الحقيقي الذي آمن بالأنبياء وتربى على أيديهم، سوف يخرج من جميع الظلمات والنقائص وسيصل إلى النور، فمعلمه ووليّه هو الله سبحانه وتعالى وأيضاً الأنبياء. فالله خصّ الأنبياء بعنايته وبتربيته وأرسلهم لتربية جميع البشر. وفي حال تعلمنا على أيديهم واستفدنا من العلوم التي حملوها للبشر ونهلنا من تعاليمهم وإرشاداتهم، فنحن على الصراط المستقيم وعلى طريق النور مهتدين بالله سبحانه وتعالى الذي هو النور المطلق.

 

 

 

أولوية التربية على التعليم‏

 

تعتبر مسالة التربية أعظم وأكثر أهمية من مسالة التعليم، ولهذا نجد الآية الشريفة تذكر أولا تلاوة آيات القرآن الكريم (يتلوا عليهم آياته) لتبيين التعليمات اللازمة على‏ طريق التربية والتعليم، ثم بعدها تأتي مسألة التزكية «ويزكيّهم» قبل مسألة التعليم مما يدل على أن مسالة تزكية النفس أكثر أهمية من مسألة تعليم الكتاب والحكمة، وهي مقدمة لأن يقع الكتاب والحكمة في نفس الإنسان. فلو قام الإنسان بتزكية وتربية نفسه حسب توصيات الأنبياء (ع) التي جاؤوا بها للبشر كافة، فإنه بعد التزكية سيرتسم في نفس الإنسان الكتاب والحكمة أيضاً بمعانيها الحقيقية، وسوف توصل الإنسان إلى الكمال المطلوب. ولذلك يقول في آية أخرى «مثل الذين حُمِّلوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفاراً»[3]. يريد الله سبحانه وتعالى أن يقول بأن العلم وحده ليس له أية فائدة. فالعلم الذي لا يرتبط بالتربية والتزكية ليس له فائدة، فكما أن الحمار لا يستفيد من الكتب التي في خرجه، سواء كانت كتب التوحيد أو الفقه أو كتباً علمية فكذلك حال الذين يخزنون شتى أنواع العلوم والمعارف في باطنهم دون أن يقوموا بتربية نفوسهم وتزكيتها، فهؤلاء علومهم ليست لها أية فائدة، بل إنها في جميع الأحيان مضرة، وفي كثير من الأحيان فإن ذلك الشخص العالم الذي يعرف كل شي‏ء إلّا انه لم يقم بتزكية وتصفية نفسه حسب التربية الإلهية، فإن علمه سيكون وسيلة لدمار البشرية، والعلماء الذين يجلبون الدمار للبشرية هم أسوأ من الناس العاديين وضررهم أكثر من أي شخص آخر، وهو قوله تعالى «كمثل الحمار» بل أسوأ منه، لأن علمهم يؤدي إلى تدمير الآخرين.

 

فعلى العاملين في مجال إعداد المعلمين وكل من يعمل في هذا المجال أن يعلم أولًا بأن هذا العمل هو عمل إلهي. فالله سبحانه وتعالى هو مربي المعلمين الذين هم الأنبياء (ع). فإذاً أولًا العمل عمل إلهي، وثانياً إن التربية والتزكية هي متقدمة على التعليم.

 

لو كان في مدارسنا وكلياتنا وجامعاتنا وجميع المدارس التعليمية سواءً التي تدرس العلوم الإسلامية أو غير الإسلامية، التربية والتزكية، فإنها تستطيع أن تقدم خدمات كثيرة وتهدي للبشرية السعادة، فكل سعادة البشر من العلم والإيمان والتزكية. «إن الإنسان لفي خسر»[4]. فالإنسان، أصله هذا الحيوان الذي يدعى بالإنسان، فهو في خسران وضرر، إلّا طائفة واحدة وهم أولئك الذين آمنوا بالله سبحانه وتعالى وأطاعوه وعملوا الصالحات. ومن آثاره أيضاً التواصي بالحق «تواصوا بالحق» يوصون بالحق وبالصبر، وإلّا إذا خرج من هذا الاستثناء «إلّا الذين آمنوا» فهو لفي خسران وضرر. اسعوا إلى تربية وتزكية أنفسكم قبل التعليم والتعلم، اسعوا أن تكون التربية مع العلم، فهي متقدمة على التعليم وتلاوة القرآن وتعلم الكتاب والحكمة. فوظيفتكم تربية المعلمين، المعلمين الملمين بكافة العلوم التي يحتاجها الإنسان والبشر سواءً في الدنيا أو في الآخرة، بالإضافة إلى ذلك وقبل كل ذلك يجب أن يكون في صلب عملكم تزكية النفس. وإذا لم يكن ذلك، فإن تعاليمكم وإرشاداتكم إذا لم تجلب الضرر للبشر فإنها لن تجلب النفع لهم إلا أنها مضرة.

 

فجميع هذه الأضرار التي لحقت بالبشر وكل هذا الخسران الذي يواجهه البشر على هذه الكرة الأرضية هو من قبل العلماء الذين لديهم تخصص لكن ليس لديهم أي تربية إلهية.

 

نحن إذا قمنا بتزكية أنفسنا وفق التربية الإسلامية وكان الله عزّ وجل وليّنا وليس الطاغوت، فإن هذه النقائص الموجودة في نقاط مختلفة من بلدنا وفي مختلف أنحاء العالم ستزول وتنعدم. فجميع الاختلافات التي تظهر، هي بسبب عدم قيامنا بالتربية والتزكية إلّا الاختلاف ما بين الحق والباطل.

 

إن أكبر عدو لنا هو نفسنا التي بين جنبينا. فنفس الإنسان هي العدو الأكبر له، فإذا لم يعمل على تربيتها وتزكيتها فإنها ستسوقه إلى دمار أخيه الإنسان والدخول في الظلام الذي آخره الظلام الأكبر الذي هو جهنم. فإذا قمنا بتربية أنفسنا، فإن جميع مشاكلنا سوف تحل، إذ إن جميع مشاكلنا سببها عدم التربية والتزكية وعدم الخضوع للتربية الإلهية والانضواء تحت لواء الإسلام. وحسب الواقع فإن جميع هذه الأزمات التي تشاهدونها وجميع الموانع التي تواجه شعبنا، سببها عدم وجود التربية والتزكية في صلب أعمالنا ووجود الجهل فقط، أو العلم الذي من الجهل والمضر بالإنسان. وقد ذكر الله عزّ وجلّ ميزان العلم بواسطة الأنبياء، والحق هو هذا أن «العلم نور» فالعلم نور يقذفه الله في قلوب الناس، فإذا أوجد النورانية فهو العلم وإذا أصبح حجاباً للإنسان فذلك ليس علماً بل حجاباً «العلم هو الحجاب الأكبر».

 

 

 

فعلى العاملين في مجال التربية وإعداد المعلمين أن يجعلوا التربية على رأس أولوياتهم ومقدماً على كل شي‏ء، فنفوس الشباب مستعدة لتقبل أي شي‏ء، فهي كمرآة مصقولة لم تنفصل عن فطرتها، وهذه المرآة يمكن أن يرتسم عليها كل شي‏ء. فإن كان المعلم معلماً يدعو إلى النور ويدعو إلى الصلاح والإسلام وإلى الأخلاق الحميدة والقيم الإسلامية والإنسانية، فإن فعله هذا يماثل فعل الأنبياء الذين يخرجون الناس من الظلمات إلى النور. فالمعلم أيضاً يخرج الشباب من الظلمات إلى النور، فعمله عمل الأنبياء (ع)، ولو أن المعلمين- لا قدر الله- ساروا على خلاف طريق الحق والصراط المستقيم ولم يقوموا بتربية وتزكية أنفسهم فإن آراءهم وأفكارهم المنحرفة سترتسم على مرايا نفوس شبابنا وتحرفهم عن الطريق المستقيم إمّا شرقاً أو غرباً.

 

 

 

الهدف السامي للجمهورية الإسلامية، إقامة الحكومة والعدل الإلهي‏

 

تحتاج الجمهورية الإسلامية إلى التربية والتزكية، وجميع طبقات شعبنا وجميع الشعوب تحتاج إلى التربية والتزكية وتحتاج إلى تعاليم الأنبياء، ومجرّد الإدعاء بأن جمهوريتنا جمهورية إسلامية، لا يكفي، وإنما تكون كذلك حقاً وتصل إلى كمالها المطلوب عندما يكون الله عز وجل هو الحاكم على هذه الأمة وهذه البلاد. يعني عندما تكون الحكومة من ألفها إلى يائها حكومة إلهية ويكون جميع رجال الدولة والمسؤولين، أشخاصاً إلهيين، بعيدين كل البعد عن حب النفس والأنا والذات، لا يرون لأنفسهم ولا لذاتهم ولا لشخصهم أي فضل، لأن كل ما لديهم هو من عند الله سبحانه وتعالى، وما من شي‏ء إلا من عنده، فإذا أصبح الإنسان إلهياً وأدرك أن هؤلاء عباد الله عزوجل وأن عليه ان يعاملهم بما يرضي الله سبحانه وتعالى واستيقظنا من غفلتنا وفهمنا بأننا من الله وسنرجع إليه «إنا لله وإنا إليه راجعون»[5]، وأدركنا معنى هاتين الكلمتين في حياتنا بأننا من الله والجميع منه عزّ وجل، ونحن لا شي‏ء ولا نملك أي شي‏ء وكل ما نملك منه وسنرجع إليه ونحاسب على أعمالنا، لو أدركنا هاتين الكلمتين وعملنا طبق أوامر الله عزّ وجل وكما يرضى الله من عباده، ودخلت هذه الكلمات الإلهية جميع أجهزة الدولة وجميع الأسواق الإسلامية وجميع أحياء وشوارع البلدان الإسلامية وفي كل مكان، في المصانع، المزارع، المدارس الوزارات، مجالس الشورى، وأذعنت لها النفوس وأمنت بها واعتقد بها الإنسان وآمن بها من صميم قلبه بأننا جميعاً من الله عزّ وجل وسنرجع إليه وأن جميع الكائنات من الله عزّ وجل وعلينا أن نتعامل معها وفق العدل الإلهي فجميعنا سنرجع إلى الله عزّ وجل، فإذا تعاملنا وفق العدل الإلهي، فإن الله سوف يدخلنا في رحمته الواسعة، وإذا لم نتعامل وفق ذلك فإن الله سوف يتعامل معنا وفق عدله، وعندها لن يستطيع أي شخص أن يفرّ من الحساب.

 

 

 

سعادة البشر في العلم والتربية

 

إنه لمن السذاجة في التفكير أن يظن الإنسان أن المدارس للعلم فقط وأن المعلمين لابد أن يكونوا متخصصين بغض النظر عن مشاربهم الفكرية والعقائدية فسواء ارتبطوا بالغرب أو بالشرق فالأمر سيان في نظره. فهذا يعني أن نجعل أبناءنا بنفوسهم الصافية النقية عرضة لتقبل الأفكار المنحرفة، فإذا كان المعلم شرقي الفكر، طبَّع ابناءنا بما يحمله منه، وكذلك الأمر إذا كان فكره غربياً فإنه سيؤثر في نفوس أبنائنا. فالتخصص والتمكن العلمي لا يصلح أن يكون معياراً للمعلم الجيد، بل لابد له من التربية والتزكية، فإذا ما اقترن التخصص مع التربية والتزكية كان العلم الحقيقي، الذي يضمن السعادة للبشرية، تلك التربية والتزكية التي علمها الله سبحانه لرسوله (ص) فتجسدت به وكان لنا قدوة وأسوة في ذلك. فإذا وجد ذلك في مدارسنا سواءً المدارس الإسلامية أو غيرها، ووجد العلم الحقيقي الملتزم بالتعاليم والضوابط الإلهية، فلن يطول الوقت حتى يصبح شبابنا الذين هم أمل ومستقبل هذا البلد مؤمنين ملتزمين لطريق الحق وغير مشوبين بالأفكار الغربية أو الشرقية. إنه لمن السذاجة حقاً أن نظن أن التخصص يكفي فلو أردنا ترويج العلم والاستفادة من العلم والعلماء، لابد أن يكون علماً غير مشوب بالإنحراف، فلا نأتي لشبابنا بأساتذة ومعلمين قد تربوا على يد موسكو أو على يد واشنطن. إن هكذا متخصصين قد يعالجون مرضاً ظاهرياً هنا وفي الوقت نفسه فإنهم سيزرعون عدة أمراض داخلية وباطنية في جانب آخر فيزول عنا مرض صغير ونبتلى بداء عظيم. فيجب علينا أن ننتبه إلى جميع الأمور والمسائل. هؤلاء البعثيون هم مثال حي أمامكم، هم الآن مصدر جميع المشاكل لبلدنا، ولشعب العراق المسلم الذي أصابه أكثر مما أصابنا على أيديهم، هؤلاء دخلوا الجامعات وتخصصوا وتخرجوا منها، ولكن لم يكن لديهم أية تربية أو تزكية، وإذا لم يقترن العلم مع التربية والتزكية فسيظهر النظام السابق وسيظهر النظام الصدامي. وإذا لم نقرن علمنا بتزكية وتربية أنفسنا فسنكون نحن الصداميين. لتكن تربيتكم، تربية إسلامية، تربية إنسانية، تربية على الصراط المستقيم ولن نقبل بتربية موسكو ولا بتربية واشنطن.

 

 

 

ضرورة التعامل الإنساني مع أسرى الحرب‏

 

إن التربية والإعداد قد أخذت طريقها في صفوف أبناء شعبنا ولله الحمد، ولابد لنا من الاستمرار والمتابعة. إننا نعامل جميع الأشخاص حتى أولئك الذين يعارضوننا بشكل إنساني، وها هو الجيش وحرس الثورة يعامل الأسرى العراقيين معاملة إنسانية، وإني أوصي من جديد أولئك الذين يشرفون على الأسرى أن يتعاملوا معهم بالسلوك الحسن وبالتعامل الإنساني، فهم بتلك الأيدي الخالية من السلاح ضيوفكم، وكذلك أعلن أن أي شخص في الداخل يلقي سلاحه فإنه سيعيش كبقية أفراد الشعب وهو في كنف الدولة الإسلامية ورعايتها. وأما الأشخاص الذين يحملون السلاح، فلن نسمح لهم بالعيش في بلادنا أو دخول وزاراتنا أو مدارسنا وجامعاتنا، لأن حمل السلاح دليل على التآمر والخيانة والإسلام يؤدب‏ الخائن، فالذين يتآمرون على الوطن والأمة مصيرهم المحو من الوجود. إننا نقبل توبة الذين ألقوا أسلحتهم سواء كانوا من أفراد الجيش العراقي فألقوا السلاح ولجأوا إلى بلدنا الإسلامي فهؤلاء ضيوفنا، أو كانوا من التيارات الداخلية الذين قاموا أو يقومون حالياً بأعمال إرهابية فتخلّوا عن تلك الأعمال وألقوا أسلحتهم ثم انضووا تحت لواء الشعب، هؤلاء نقبلهم بيننا. وفي المقابل فإن أي شخص يحمل سلاحاً في وجه النظام الإسلامي فإننا سنواجهه ونحاربه.

 

إننا في الجمهورية الإسلامية نعتبر الأسرى وهم عزَّل من السلاح ضيوفنا ويتوجب علينا معاملتهم بشكل إنساني لائق، وهذا ما يحدث فعلا، في حين تقوم الأجهزة الإعلامية العراقية بتلفيق التهم والإفتراءات ضدنا حول معاملة الأسرى. إننا نعاملهم بطريقة إنسانية وبما تأمرنا به الشريعة الإسلامية المقدسة، ومن أراد الإطلاع على أوضاع هؤلاء فليأت وليرَ حالهم بأم عينه. يجب أن نكون على يقظة وحذر من الإعلام والدعايات المغرضة الكثيرة والمنبعثة عن دوافع وأسباب محركة لها.

 

 

 

إعلان البراءة من الأعمال المنافية للقانون‏

 

إننا نريد جمهورية إسلامية، فعلينا وفي أي موقع كنا، جيشاً أو حرس ثورة أو شرطة أو مسؤولين في الدولة، علينا الرجوع إلى الأحكام الإسلامية وتعلم المسائل الإسلامية، وإني أعلن أن من ينسب إليَّ أمراً مخالفاً للأحكام الإسلامية فهو كاذب، ومن ينسب إليَّ بأني أرضى على غصب شبر من أراضي الناس ومصادرتها خلافاً للضوابط والموازين الإسلامية أو ضرب شخص بسوط خلافاً للمصلحة الإسلامية، فأنا بري‏ء منهم والله سبحانه وتعالى بري‏ء منهم أيضاً.

 

أسأل الله عزّ وجل أن يمنّ بالسعادة على بلدنا وشعبنا وعلى جميع البشر، وأدعو الله عزّ وجل أن يوفقكم لإعداد وتربية المعلمين الحقيقيين في بلدنا ويوفقهم لما فيه سعادة شعبنا.

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته‏

 

ــــــــــــــــــــ

 

 [1] سورة الجمعة، الآية 2.

 

 [2] سورة البقرة، الآية 257.

 

 [3] سورة الجمعة، الآية 5.

 

 [4] سورة العصر، الآية 2.

 

 [5] سورة البقرة، الآية 156.