بسم الله الرحمن الرحيم

 

{ولَن يَجْعَلَ اللّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً}

 

أيعلم الشعب الإيراني بما يجري هذه الأيام في المجلس؟ أيعلم بشاعة الجريمة التي حدثت فيه سرّاً؟ أيعلم أنّ المجلس وباقتراح الحكومة قد وقّع على وثيقة استعباد الشعب الإيراني؟ وقبل باستعمار إيران، وأقرّ لأمريكا بوحشية الشعب الإيراني المسلم، وأساء الى جميع افتخاراتنا الإسلامية والوطنية، وأيّد كل ما تبجّح به هؤلاء الحكّام لسنوات طويلة، وجعل من إيران أدنى من أشدّ الدول تخلّفاً؟ وأهان الجيش الإيراني وجميع ضباطه وقادته؟ وأهان مكانة القضاء الإيراني؟ وصوّت سرّاً ـ بعد ساعات قليلة من النقاش السرّي ـ على أسوأ قانون في تاريخ إيران كان قد أقرّته الحكومة السابقة وقدّمته الحكومة الحالية الى المجلس؟ لقد جعل الشعب الإيراني أسيراً لدى أمريكا؟ فقد أصبح المستشارون العسكريون وغير العسكريين الأمريكان وعوائلهم وخدامهم أحراراً في ارتكاب أبشع الجرائم، ولا يحق للشرطة الإيرانية القبض عليهم، كما لا يحق للقضاء الإيراني محاسبتهم أو التحقيق معهم، لماذا؟ لأن أمريكا بلد الدولار وإيران تحتاج الى الدولار.

 

طِبقاً لهذا القانون المشين، لا يحق للشرطة الإيرانية القبض على أي مستشار أمريكي ولا حتى على خادمه إذا ما أساء الى أحد مراجع التقليد في إيران أو الى مواطن إيراني شريف، أو الى أحد المسؤولين المهمّين في البلاد، كما لا يحق للقضاء الإيراني محاسبته أو التحقيق معه حتى لو ارتكب أبشع الجرائم، لكن يجب على الشرطة والقضاء التدخّل إذا ما تعرّض أحد بسوء لكلبهم.

 

اليوم وفي الوقت الذي تجاهد فيه الشعوب والدول المُستَعْمَرة الواحدة تلو الأخرى لتحرير نفسها وتحطيم قيود الأسر بكل شجاعة وشهامة، يقوم المجلس في إيران رغم ما يدّعيه من رُقي وعمق في تاريخنا الحضاري لألفين وخمسمئة سنة، وتبجّحه بالرقي الى مصاف الدول المتقدمة، بالتصويت على أسوأ قانون جلب الذل والعار للشعب الإيراني, ويجعله أحقر الشعوب وأشدّها تخلّفاً في العالم، لكن ورغم ذلك تدافع الحكومة وبكل وقاحة عن هذا القانون الخاطئ ويصوّت عليه المجلس.

 

لقد علمتُ من مصادر مطّلعة، أنّ هذا القانون قد تمّ طرحه على دول أخرى مثل باكستان وأندونيسيا وتركيا وألمانيا الغربية، لكنها رفضت جميعاً ولم تقبل به سوى الحكومة الإيرانية التي تستهين الى هذه الدرجة بكرامة شعبنا وعظمة ديننا الإسلامي...

 

[تفاصيل pdf]