من مواصفات القائد الخامنائي
(السيد حسن نصر الله، خطاب عاشوراء، ص61 59).
حجة الإسلام و المسلمين السيد حسن نصرالله (حفظة الله)ـ عندما يضع الله النبي أو الامام المعصوم ولياً لأمر الناس لأنه المعصوم، فمواصفات العلم والزهد والحكمة والشجاعة والأبوة تتجسد في قمتها بالامام المعصوم، وعندما يغيب الامام المعصوم علينا أن نفتش عن هذه المواصفات نفسها في الشخص الذي يتحلى بها أكثر من غيره. يعني أن يكون فقيهاً وعادلاً، وليس فقط أن يكون مجتنباً الحرام، زاهداً في الدنيا شجاعاً خبيراً حكيماً واعياً ومدبراً، على امتداد الزمن، وطيلة تاريخنا، كان يوجد فقهاء من هذا النوع، لم يخلُ زمن من فقيه من هذا النوع، يحمل الأمانة ويحافظ عليها بحسب ظروف المرحلة التي هو فيها، إلى أن أذَّن الله سبحانه وتعالى، في خط الفقهاء والمرجعيات لعظيم هذا العصر، الامام الخميني(قدس سره) بأن يصنع هذا الانتصار التاريخي المدوّي، وكان أن برزت شخصية الامام الخميني رحمه الله، وملأت العيون والعقول والقلوب لدرجة أن أحدنا كان يتصور أنه لم يمر في تاريخنا فقهاء عظام من هذا النوع، بلى، لقد مرَّ في تاريخنا فقهاء عظام جداً، لكن ظروفهم وأوضاعهم كانت مختلفة..
المهم، في هذا الزمن أتى الامام الخميني لنرى فيه ما دون المعصوم (ع) الذي تجتمع فيه هذه المواصفات: علم وشجاعة وإخلاص وزهد وورع وعرفان وتدبير، واستطعنا بحمد الله، بعد كل هذه القرون المتمادية والمظلومية التي لها أول وليس لها اخر، وشاء الله سبحانه وتعالى، أن يقيم في هذا العصر على يدي الامام الخميني (قدس سره) دولة لآل محمد (ص) ، وهذه الدولة تزداد يوماً بعد يوم، عزة وقوة ومنعة، ثم توفي الامام (قده) وأصبح عندنا ولي أمر جديد، وبتشخيص الإمام وتسميته، فالذي نوَّه باسم السيد الخامنئي، هو الامام الخميني (قدس سره)نفسه وتمّ اختيار السيد القائد ولياً للأمر..
أيها الأخوة والأخوات نحن وجميع المسلمين في العالم لدينا ولي أمر، فاذا كانت أغلبية المسلمين لا يريدون أن يطيعوه فهذه مشكلتهم، وقبلاً الكثير لم يطيعوا النبي ولا الإمام المعصوم، ولكن هذا لا يعني أن الامام ليس إماماً والنبي ليس نبياً، نحن لدينا ولي أمر هو نائب الامام المهدي(عج) وأوجب علينا طاعته ونحن خبرنا هذا الولي والقائد، في طهارته وصفائه وورعه وفي الوقت نفسه في شجاعته وقوته وحكمته وتدبيره ووعيه؛ فهو يتحدى اميركا والاتحاد الأوروبي والأساطيل التي تملأ الخليج، لقد أنعم الله علينا بولي أمر هو رجل فذّ وشخصية استثنائية، فلو فتَّشنا كل حوزاتنا وبلادنا الاسلامية لما وجدنا فقيهاً من فقهاء الشيعةيجتمع فيه هذا الحشد وهذا المستوى من المواصفات الراقية التي تجتمع في سماحة القائد الخامنئي حفظه الله كقائد وولي أمر.ـ
إذ أردنا الاخرة، فآخرتنا مع ولي أمرنا نائب الحجة (عج)؛ وأزيدكم، إذا أردنا عزّ الدنيا وشرفها وكرامتها فلن ننالها إلاَّ مع وليالأمر، حتى هذه المقاومة الكبيرة التي نعتني بها والتي هي الشيء الوحيد في هذا العالم العربي الذي نرفع رأسنا به ونعتز به وبوجوده، لولا رجل اسمه روح الله الموسوي الخميني لما كان لها وجود في لبنان، وبعده لولا رجل اسمه علي الحسيني الخامنئي لما استمرت المقاومة.
تعليقات الزوار