سيماء الولاية: مشاهد ومواقف للإمام الخامنئي
تحكي سيرة الأولياء والأوصياء
المصدر: كتاب سيماء الولاية
لحظات نمضيها مع قائدنا القدوة في مواقف العز والعظمة
البرنامج اليومي
بعد صلاة الظهر جماعة ََ, يتوجه القائد إلى داخل المنزل لأجل تناول الغداء والاستراحة. وبعدها في الساعة الرابعة يستأنف عمله حنى صلاة المغرب, التي يصليها جماعة. فمن التوفيقات المهمة للسيد القائد أن كل الصلوات يؤمها جماعة وحتى صلاة الصبح التي يقيمها في منـزله. ثم بين صلاة المغرب والعشاء ينقطع السيد القائد للتأمل والتفكر لمدة تتراوح من نصف إلى ثلاث أرباع الساعة, وذلك بصمت كامل, حتى لو كان وراءه الوزراء ورؤساء البلاد. يطالع السيد القائد لمدة ساعة مساءَََ ويستمع إلى الأخبار، ثم يجلس مع عائلته لمدة ساعة أيضا، يستمع إليهم ويتحدث معهم بروح أبوية شفافة.
حجة الإسلام والمسلمين محمدي گلبيگاني
مدير مكتب سماحة السيد القائد ( حفظه الله )
علاقته بالشباب
من صفات المميزة التي كان السيد القائد معروفا بها منذ ما قبل انتصار الثورة: الحديث الحسن، التعامل الجيد،التنظيم والوقار، الترتيب والنظافة الأدب واحترام الآخرين وخاصة الشباب. والمثير للعجب أنه بالرغم من كل الحميمة التي يتعامل بها السيد القائد مع الآخرين, فإن لا أحد يتجرأ على المزاح بشكل مبتذل أمامه. وفي أحد الأيام التي كان فيها السيد القائد إماما للجماعة في مسجد "كرامت" طلب إحضار لوح أسود إلى المسجد وكان ذلك الأمر مستغربا لدينا. وأعلن بعدها عن إقامة درس للشبان والشابات في تفسير القرآن داخل المسجد. في بعض الأحيان كنت أشاهد بعض الطالبات, حين يردن الدخول إلى المسجد يأخذن "الشادر(العباءة الإيرانية)" من محفظتهن ويضعنه على رؤوسهن وقد أصبح جزءا من لباسهن. وتستطيع عندها أن ترى بوضوح تغير وضع هؤلاء الفتيات بعد لقائهن بالسيد القائد.
الحاج "فتحعليان"
أحد أعضاء اللجنة المشرفة على مسجد " كرامت " في مدينة مشهد المقدسة.
جذب الشباب
الكل يعرف علاقتي القوية بأهل مشهد المؤمنين الصابرين. ويعرفون أيضا أن المسجد الذي كنت أقيم فيه صلاة الجماعة يمتلئ بالشباب أثناء الصلاة. في إحدى المرات, جاء شاب وبصفته من المتحضرين, كان يرتدي لباسا, غريبا ملفتا للنظر ووقف في الصف الأول للجماعة. أقترب السيد"بازاري" المحترم يومها, وفي موقف اعتراض على وجود هذا الشاب في الصف الأول, أسر في أذنيه كلاما, بدأ بعده الإنزعاج واضحا على وجه الشاب. وفهمت عندها أن الحاج بازاري قد قال لهذا الشاب أنه من غير المناسب أن يقف في الصف الأول وهو يرتدي هذه الملابس. فنظرت عندها إلى الشاب وقلت له :" أنت بالذات, يجب أن تقف في الصف الأول ", وقلت للحاج يومها : "لماذا تقول لهذا الشاب أن يرجع إلى الخلف ؟ يجب أن يعرف الجميع أن الشباب الذين يلبسون الملابس الغريبة يستطيعون هم أيضا أن يصلوا جماعة وأن يقتدوا بنا ".
سماحة السيد علي الخامنئي حفظه الله
علاقته بعوائل الشهداء
أثناء لقاء السيد القائد مع عوائل الشهداء في مدينة مشهد، كانت له زيارة إلى عائلة قدمت أربع شهداء في درب الثورة الإسلامية. بعد رؤية القائد لصور الشهداء وسؤاله عن أسمائهم وعن عملهم السابق وعن ذكريات طفولتهم, تعرف السيد على أسماء كل أفراد العائلة واحدا واحدا. وفي غضون لحظات صار يناديهم بأسمائهم أثناء حديثه معهم وقد أعطى لكل واحد منهم هدية تذكارية منه. وخلال حضوره هناك, جاء أخ لهؤلاء الشهداء وهو من الجرحى, وبعد السلام والتبرك من يدي السيد القائد, قال الوالد :" سيدي أدع لشفاء زوجة ابني، فهي مريضة جدا, وبحاجة إلى المال للعلاج ". فأجابه القائد :"لا تقلق أبدا, سوف تحل المشكلة إن شاء الله ". وهو يتناول الحلوى ويطعمها للأطفال بيده المباركة. وفي نهاية اللقاء ودع القائد أفراد الأسرة كلا بأسمه وفي صباح اليوم التالي وبأمر من السيد القائد انتقلت زوجة الجريح إلى المستشفى لتقلي العلاج في أضل الظروف.
السيد مجتبى السادات فاطمي
معرفته بمشكلات المجتمع الواقعية
كان السيد القائد ينتقد المسؤولين بسبب التضخم الاقتصادي وحال الغلاء, وبالمقابل كان المسؤولون يدعون أن التقارير التي تصل إليه غير دقيقة. ولكن القائد كان يجيبهم بكل اطمئنان: إن التقارير ليست تقارير الآخرين.. إنها ثمرة ارتباطي بالمجتمع والناس. أفراد أسرتي يذهبون كل يوم إلى السوق.
السيد حسين صفار هرندي
المعلومات التي يتلقاها من 18 مصدر
في أحد الأيام, كنت متشرفا بزيارة السيد القائد, حين تقدم أحد العلماء الأجلاء قائلا: " سيدي ما هذا الوضع؟ مشاكل الفقراء تزداد يوما بعد يوم وليس من يحلها !
فسأله القائد : " وما العمل برأيك ".
أجاب السيد : أرى لو أنكم تضعون صندوقا للاقتراحات والمشاكل ليتم الإطلاع عليه يوميا ".
أحنى السيد القائد رأسه وأجاب :" بعد خبرتي في هذا البلد, هذا الاقتراح لا نتيجة منه ".
فبدأ السيد ينقل للقائد مشاكل منطقته ولكنه تفاجأ بأن القائد على معرفة دقيقة بكل التفاصيل التي يذكرها له, فتوقف عن الكلام مصدوما.
فتابع القائد موضحا : " إن المعلومات التي أتلقاها تصل إلي من ثمانية عشر مصدرا وفي أحيان كثيرة لا يعلم بها حتى مكتبي الخاص ".
حجة الإسلام والمسلمين الكعبي
الدقة في الاستماع
توجهنا إلى بيت السيد القائد من أجل عقد قران أبنتي. قبل قراءة العقد كان السيد القائد يتكلم بلطف ومحبة مع الزوجين ويقدم لهما النصح بلسان أبوي حميم. بعد نهاية المراسم, أستأذن والد العريس من القائد كي ينشد ابنه, الذي كان طالبا في الحوزة, شعرا في مدح صاحب الزمان(عج) فأستقبل القائد الأمر بالترحيب.
كان الشعر جميلا جدا، وصوت الشاب جذابا فلاقى الاستحسان من القائد.
كان من بين الموجودين السيد لآريجاني, مدير التلفزيون في إيران, فالتفت إلى العريس ممازحا: " مع هذا الصوت الجميل يجب أن ندعوك إلى التلفزيون لتنشد لنا هناك".
نظر القائد بجدية إلى السيد لآريجاني أجابه : "لا تأخذ طلبتنا منا ". ثم التفت إلى العريس ناصحا :" يا عزيزي، أدرس جيدا الآن, لا سمح الله أن يغير هذا الكلام مسار حياتك فتترك درسك وتذهب إلى عمل آخر ".
هذا الأمر لفت نظري كثيرا، فالسيد القائد أراد أن يوضح لنا أن مزاحا بسيطا قد يؤخذ بشكل جدي ويغير مسار حياتنا. وكان السيد القائد يريد أن يؤكد لهذا الشاب أن درسه في المرحلة الحالية هو أوجب الواجبات.
حجة الإسلام والمسلمين الدكتور الطهراني
قوة وتأثير
كان الأمير عبدالله ولي عهد السعودية, في زيارة للسيد القائد حين فاتحه القائد قائلا:" إما أن تبنوا مِنى, أو نرسل نحن من يبنيها ". وضع الأمير عبدالله يده على رأسه وأجاب :" على عيني يا سيد القائد ".
في السنة اللاحقة, حين ذهبت إلى الحج, لاحظت أن مِنى قد بنيت بشكل جيد, حيث أصبحت الإمكانات متوفرة للحجاج ومسهلة لهم.
حجة الإسلام والمسلمين الموسوي الكاشاني
لولا هؤلاء الشهداء
كان من المقرر أن يصل السيد القائد إلى بيت أحد العلماء لزيارته, ولكنه تأخر ربع ساعة عن الموعد. وحين وصل القائد, تقدم العالم إليه منتقدا:" لقد تأخرت ربع ساعة ؟! ".
فأجابه القائد : " نعم حين نذهب لزيارة عوائل الشهداء نسعى لدخول جميع بيوت الشهداء في الحي المقصود, وقد أخبرنا أن هناك بيتين فقط من عوائل الشهداء في المنطقة التي زرناها, ثم تبين لنا أن هناك عائلة ثالثة, فكان لا بد من زيارتها ولهذا تأخرنا ".
فأجاب العالم : " هذا العمل ليس سيئا, خاصة لجذب القلوب".
فأجابه القائد بصوت حاسم : " تستطيع أن تطلق عليه ما تشاء, ولكن أعلم أنه لولا هؤلاء الشهداء ولولا عوائلهم لما كانت هذه العمامة على رأسي ولا رأسك ".
حجة الإسلام والمسلمين الموسوي الكاشاني
المثال
قبل انتصار الثورة، وفي إحدى ليالي شهر رمضان المبارك, كانت تقام جلسة قرآنية في أحد مساجد مشهد بحضور آية الله السيد الخامنئي وكان الكثير من الناس يأتون للقائه. وكان السيد سعيد الطوسي في ذلك الوقت فتى يافعا, حيث تلى يومها آيات من القرآن الكريم.
فناداه القائد بعد إنهائه القرآن, وأوقفه إلى جانبه متوجها إلى الناس:" انظروا إلى هذا الطفل كيف يقرأ القرآن بشكل جيد, تعلموا منه وانطلقوا كي تنهلوا من معين القرآن "وأعطاه هدية كتشجيع على متابعة قراءة القرآن. والجدير بالذكر أنه بعد هذه الحادثة, أصبح أسم السيد الطوسي يلمع في المسابقات المحلية والعالمية لحفظ وقراءة القرآن.
السيد مرتضى السادات فاطمي ( احد اساتذة قراءة القرآن - مشهد)
تعليقات الزوار