الانتخابات من وجهة نظر السيد القائد
بسم الله الرحمن الرحيم
أهمية وخصائص انتخابات رئاسة الجمهورية
* انتخابات رئاسة الجمهورية من مفاخر الإسلام
... الانتخابات رمز الحركة الإسلامية في بلادنا. الانتخابات هدية الإسلام لشعبنا. لقد علّمنا إمامنا الكبير حكومةً إسلامية بمنهجية انتخاباتية.
بقيت الحكومة الإسلامية في الأذهان والخواطر على شكل خلافة وراثية.
يتصورون الحكومة الإسلامية شيئاً من قبيل خلافة بني أمية وبني العباس أو خلافة الأتراك العثمانيين. شخص يكون خليفة بالاسم والشكل والظاهر، لكنه من حيث الباطن والعمل فرعون وملك مستبد. وحين يغادر الدنيا يحل محله شخص عيّنه هو. هكذا كانت صورة الحكومة الإسلامية في أذهان الناس في العالم، وهي أكبر إهانة للإسلام والحكومة الإسلامية. لكن الإمام أعاد تفسير الحكومة الإسلامية للناس على شكل انتخابات جماهيرية ومشاركة للشعب وتعيينه للشخص الذي ينتخبه ـ وهو لب الإسلام ـ وحقق ذلك في مجتمعنا. المسؤولون في مختلف المستويات في بلادنا اليوم ينتخبون من قبل الشعب؛ بشكل مباشر أو غير مباشر. ليس لدينا في نظام الجمهورية الإسلامية مسؤول تنصيبي، أو مسؤولية وراثية، أو مسؤولية يبررها المال والأمور المادية والدنيوية الأخرى. انتخابات رئاسة الجمهورية، انتخابات مجلس الشورى الإسلامي، انتخابات خبراء تعيين القيادة، وانتخابات المجالس البلدية من مفاخر الشعب الإيراني والإسلام وشخص الإمام.
إستطاع دستورنا عبر تعيين مصاديق هذه الانتخابات الحساسة والمصيرية المقطعية، استقطاب الأذهان والأفكار المؤمنة والنيرة والتائقة للتغيير.
أساس الديمقراطية الدينية يختلف عن أساس الديمقراطية الغربية. الديمقراطية الدينية ـ وهي ركيزة انتخاباتنا والمنبثقة عن الحق والتكليف الإلهي للإنسان ـ ليست مجرد عقد.
لكل الناس حق الانتخاب وتقرير المصير؛ هذا ما يفسر الانتخابات في نظام الجمهورية الإسلامية في إيران. هذا أكثر تطوراً وأعمق معنى وتجذراً مما عليه الليبرالية الديمقراطية الغربية اليوم. هذه من مفاخرنا التي يجب أن تصان.
من كلمته في مراسم الذكرى السادسة عشرة
لرحيل الإمام الخميني 14/3/1384 (4/6/2005م)
* المشاركة الانتخابية حق الجماهير وواجبهم
إعتماد النظام على أصوات الشعب من السوح التي يمارس فيها الشعب دوره. هنا ينبغي أن تفصح مشاركة الجماهير والإيمان بهم عن نفسها. في دستورنا وفي تعاليم الإمام وإرشاداته، جرى التشديد دوماً على أن النظام من دون دعم الجماهير وأصواتهم وإرادتهم هو في الحقيقة لا شيء.
ينبغي أن يتولى الأشخاص المسؤوليات على أساس أصوات الشعب، ويجب أن يتحرك النظام توكأً على إرادة الجماهير. انتخابات رئاسة الجمهورية، وانتخابات الخبراء، وانتخابات مجلس الشورى الإسلامي، والانتخابات الأخرى مظاهر مشاركة الجماهير وإرادتهم. هذا أحد الميادين، لذلك بقي الإمام الجليل خلال حياته ملتزماً بهذا العنصر في هذا الميدان بكل قوة، مضافاً إلى أنه عكسه في وصيته فأوصى به الجماهير والمسؤولين.
والواقع أن مساهمة الجماهير في ساحة انتخاب رئيس الجمهورية، ونواب المجلس، وغيرها من الانتخابات حق الجماهير، وهو أيضاً واجبهم الملقى على عواتقهم.
الناس هم الذين يقررون في النظام الإسلامي، وهذا شيء نابع من الإسلام.
من كلمته في حشد من زوار المرقد الطاهر للإمام الخميني (رض)
14/3/1380 (4/6/2001م)
* الجمهورية الإسلامية ديمقراطية حقيقية
نظام الجمهورية الإسلامية اليوم ـ وهو نظام ديني يستمد قواعده وأصوله ومرتكزاته القيمية من الدين ـ نظام ديمقراطي بكل معنى الكلمة، ولا توجد الديمقراطية بشكلها الواسع الموجود في الجمهورية الإسلامية في أيٍّ من البلدان الإسلامية. هذه حقيقة مرة بالنسبة للإعداء طبعاً، فهم غير مستعدين لمشاهدة راية الدين والديمقراطية ترتفع عالية أمامهم. مساعيهم تنصب على الفصل بين الديمقراطية والدين، لذلك تزعجهم حقيقة الجمهورية الإسلامية. ولأجل أن يستطيعوا حرف الرأي العام العالمي عن هذه الحقيقة المتألقة، نراهم يدعون الشعب الإيراني إلى الديمقراطية بما لهم من وسائل إعلامية وأدوات وعناصر دعائية! هذه من الطرائف الكبرى في عصرنا وفي هذه البرهة من التاريخ.
الذين يتقبلون ويؤيدون نظام الشاه الطاغوتي المستبد خلال العهد البهلوي، ويوافقون الانقلابات العسكرية والأنظمة التي لم تعرف ولم تفهم أي شيء عن الديمقراطية، يدعون إلى الديمقراطية نظام الجمهورية الإسلامية الذي أقيمت فيه أكثر من عشرين انتخابات خلال أربع وعشرين سنة من عمره، وقيادته، ورئيس جمهوريته، ونواب مجلسه، وأركانه يتولون مناصبهم بانتخاب الشعب مباشرة أو بشكل غير مباشر، والجماهير تعرفهم وتتقبلهم وتنتخبهم.
هذا في حين لا تتوفر الديمقراطية والرغبة الجماهيرية في المشاركة في انتخابات المسؤولين حتى في أمريكا نفسها ـ حيث يخاطب أعداؤنا والقوى الأمريكية الهاذرة شعبنا ويخاطبوننا عبر منابرهم ووسائل إعلامهم ـ كما تتوفر في بلادنا. رئيس جمهورية أمريكا الحالي تولى منصبه خلافاً لقواعد الديمقراطية في بلاده؛ هذا ما يعلمه الجميع. يتماشون مع الأنظمة الاستبدادية لأنها مستسلمة لهم.. وينسجمون مع الأنظمة الانقلابية لأنها تطيعهم. لكنهم ينتقدون النظام الإسلامي لإيمانه بالاستقلال واعتماده على قيمه وعدم استعداده لتقبّل هيمنتهم، ويتهمونه بالاستبداد والدكتاتورية التي تصدق عليهم.
كل مساعي الجبهة المعادية للإسلام منصبّة اليوم على سحق الصحوة الإسلامية في العالم، ويركّزون أكثر ما يركّزون على شعب إيران لأنه قدّم نموذجه للعالم واستطاع بأفكاره ومفاهيمه الجديدة التي قدّمها لمسلمي العالم، وبجهاده المستميت الذي أبداه، وبشجاعة رجاله ونسائه وشبابه وشيوخه طوال أكثر من عشرين سنة من عمر الثورة، استطاع توعية الشعوب المسلمة وإطلاق موجة الصحوة الإسلامية في البلدان المسلمة. لذلك يعادون قطب الصحوة الإسلامية هذا أكثر من أي مكان أو وقت آخر. ويعبرون عن عدائهم هذا بممارسات مغرضة، وخبيثة، ودعايات كاذبة، وأعمال فَضّة غاضبة؛ غايتهم منها إرهاب الشعب الإيراني ومسؤوليه وإخافة الجميع. ينتفعون من تجاربهم الفاشلة كي يرغموا على التراجع شعباً بهذه العظمة وثورة ونظاماً بهذه الرصانة والمتانة.
من كلمته في الذكرى الرابعة عشرة لرحيل الإمام الخميني
14/3/1382 (4/6/2003م)
* الجمهورية الإسلامية نظام جماهيري متماسك
منحت الثورة في بلادنا، ومنذ اليوم الأول، جميع الأدوار في جميع الأمور للشعب. فالمجلس وهو قطب التشريع يشكِّلُهُ الشعب، ونواب الشعب هم الذين يدخلون المجلس، وليس من حق أحد فرض نائب على الجماهير. ولا يوجد شخص واحد من هؤلاء المائتين وسبعين نائباً يدخل المجلس بدون أصوات الشعب. رئيس الجمهورية ـ منفذ الأمور ورئيس إدارة البلد ـ ينتخبه الشعب بأصواته. ينتخبون أي شخص أرادوا.
الانتخاب والحرية للشعب. هذا هو واقع انتخابات رئاسة الجمهورية في إيران. إنه واقع لا يتوفر حتى في البلدان الديمقراطية الغربية؛ ففي تلك البلدان تصطف الأحزاب مقابل بعضها ويرشح كل حزب شخصاً. الناس الذين يصوّتون لذلك الشخص يصوّتون في الحقيقة لذلك الحزب، وكثيرون منهم لا يعرفون الشخص الذي صوتوا له أساساً. إنهم أنصار ذلك الحزب لأي سبب كان، والمحفزات الاقتصادية، والسياسية وغير السياسية تجعلهم من أنصار هذا الحزب أو ذاك، وبدافع من تحيّزهم لحزبهم يصوتون لمرشح الحزب من دون أن يعرفوا شيئاً عنه.
الوضع في إيران ليس على هذه الشاكلة. كل واحد ممن يضعون أوراقهم في صناديق الاقتراع في إيران يعرفون ذلك الشخص ويمنحونه أصواتهم كرئيس للجمهورية... والنتيجة هي أن يكون النظام نظاماً متماسكاً لأنه نظام جماهيري.
الشيء الممكن تفتيته من قبل القوى العظمى هو الحكومة التي لا تعتمد على الشعب. الشيء الممكن عزله وتنصيبه من قبل عناصر منظمة التجسس الأمريكية في بلد من البلدان هو الحكومة المنفصمة العرى عن الشعب، والتي لا تتمتع بدعامة الجماهير العظيمة القوية. الحكومة التي يستطيع العدو الخارجي حضَّ بضعة أشخاص على القيام بانقلاب ضدها حكومةٌ تتربع على عرش السلطة لكن الجماهير غير مرتبطة بها. الناس يمشون في وادٍ وهي تمشي في وادٍ. النظام الذي يعتمد فيه الحاكم - سواء القائد، أو رئيس الجمهورية، أو رئيس السلطة القضائية، أو مجلس الشورى الإسلامي - على الشعب ويرتبط بهم ويحظى بحبهم ودعمهم وإسنادهم هو نظام الجمهورية الإسلامية الذي لا تستطيع أمريكا وحلفاؤها ولا الشرق ولا الغرب - يوم كان في العالم قوتان عظميان - ولا أية قوة أخرى على محوه أو حتى زعزعته.
من خطبتي صلاة الجمعة بطهران
20/11/1368 (9/2/1990م)
* الانتخابات حق الجماهير وواجبهم الوطني
بلدنا يعتمد على أصوات الجماهير. السبب في أن أعداء الشعب والطامعين في هذا الماء والتراب لم يستطيعوا طوال الست وعشرين سنة الماضية النيل منه هو تواجد الشعب وإرادته ومشاركته في شتى الميادين. مظاهراتكم في الثاني والعشرين من بهمن(1) أو في يوم القدس، ومشاركتكم في مختلف الانتخابات خلال الأعوام الماضية، هي التي ضمنت سلامة البلاد.
المشاركة في تقرير مصير البلاد فضلاً عن دورها في إدارة البلد وتعيين مدرائه، لها أكبر الدور في إحباط كيد الأعداء.
النقطة التالية: هي أن الانتخابات حق الشعب، وواجب وطني أيضاً. نظام الجمهورية الإسلامية نسخ الأنظمة التنصيبة للقوى السلطوية، ومنح الدور في إدارة البلاد لانتخاب الشعب. إنه حق لكل واحد من أبناء الشعب أن يستطيع الاقتراع ويكون له دور في تعيين مدير البلاد.
وهو من ناحية أخرى واجب، لأن هذه المشاركة بوسعها الحفاظ على روح التوثب والشعور بالمسؤولية حية في المجتمع ، وإثبات تواجد الجماهير في الساحة. الانتخابات ليست مجرد واجب، ولا هي مجرد حق. إنها حقكم، وواجب عام في الوقت نفسه.
النقطة التالية: هي أن انتخابات رئاسة الجمهورية هذه السنة لها أهمية أكبر من سائر الانتخابات، وذلك لأن الخطة التنموية الرابعة للبلاد تبدأ في عام 1384.(2) هذه هي الخطة الأولى طوال فترة تطبيق ميثاق أفق العشرين عاماً. بلادنا اليوم توصلت بحول الله وقوته إلى درجة من القوة والمقدرة يؤهلها للتخطيط للعشرين سنة المقبلة في إيران ورسم أفق مشرق لهذه الفترة باتجاه الأهداف السامية والحقوق الطبيعية اللائقة بهذا الشعب.
أول خطة في هذه المدة التي ستطول عشرين عاماً وتشتمل على أربعة خطط خمسية، تبتدأ هذا العام. في بداية الخطة لابد من إدارة كفوءة متوثبة تتولى الأمور حتى تستطيع تقوية وتحكيم عناصر هذه الخطة وإرساء دعائمها بنحو عميق ورصين.
تكمن أهمية هذه الانتخابات في أن الشعب الإيراني يريد انتخاب مدير يستطيع رفع عقبات تنفيذ الخطة من طريق الشعب الإيراني؛ كالبلدوزر الذي يرفع العقبات كي يبلّط الطريق. شخص قوي، وكفوء، وذو حيوية وفاعلية وشوق للعمل وشعور بالمسؤولية سيكون بوسعه البدء بالحركة العشرينية نحو الأفق ـ البدء الذي سيحصل هذه السنة ـ بكل قوة واقتدار. المدير الذي سيختاره الشعب الإيراني في الانتخابات سيكون البادئ بالعمل. إنه في الواقع الشخص الذي سيُدخل البلاد في عهد جديد وحركة جديدة نحو الأمور التي يحتاجها الشعب الإيراني.
في غضون الأعوام المنصرمة، من بعد الحرب وإلى اليوم، أنجزت الكثير من المهام في هذا البلد. وكل من ينكر هذا يكون قد جانب الإنصاف. إرساء البنى التحتية للبلاد، والمشاريع العمرانية الكثيرة، والتطورات العلمية والتقنية.. لقد أنجزت مهام كثيرة على كافة الصعد.
المهم اليوم، هو أن تترك جميع الصروح الشاهقة التي بُنيت في هذه الفترة تأثيراتها على واقع حياة الناس. وأن تجد المياه الهائلة المتراكمة خلف هذا السد طريقها إلى مزرعة حياة الناس، وتُلاحَظ ثمار هذه الجهود على مائدة الجماهير و في حياتهم. هذه عملية كبيرة تستدعي رفع العقبات من الطريق. إذن، تعيين إدارة قوية ومقتدرة من مهمات الشعب الإيراني هذا العام.
من كلمته في الصحن الرضوي الشريف
/1/1384 (21/3/2005م)
* الانتخابات من أكثر ميادين المشاركة الجماهيرية أهمية وحماساً
هذه السنة سنة تجديد انتخابات رئاسة الجمهورية، وهذا مقطع مهم جداً. كل انتخابات تُقام، تشبه بالنسبة لشعبنا والمناخ العام في البلاد نسيماً يغير الأجواء ويعطِّرها؛ الانتخابات تطلق هواءً نقياً جديداً في فضاء البلد، وتثير في القلوب آمالاً قشيبة. ساحة الانتخابات ـ لاسيما انتخابات رئاسة الجمهورية ـ من أكثر سوح المشاركة الجماهيرية العامة جداً وحماساً وجاذبيةً.
هذه الانتخابات مهمة بالنسبة لشعبنا؛ كما أنها مهمة لأعدائنا. من قبل عدة أشهر تركزت البرامج الدعائية للأعداء على انتخابات رئاسة الجمهورية في 27 خرداد.(1) ما يريدونه من الانتخابات هو القطب المضاد تماماً لما تقتضيه المصالح الوطنية لبلادنا وشعبنا. يريدون انتخاباتٍ باهتةً لا يشارك فيها الناس. يريدون انتخابات لا تزرع الطمأنينة والثقة في نفوس الجماهير. دعايات البوّاقين الأجانب اليوم تتركز على هذه النقطة، وهي أن يثبِّطوا الناس عن الانتخابات، ويسلبوهم الثقة والاهتمام بها. وهذا على الضد تماماً من النقطة التي تهم شعبنا وبلادنا.
بوسع الانتخابات أن تكون وسيلة صيانة ومؤشر اقتدار لشعبنا، وأن تقوي الشعب والنظام التنفيذي للبلد حيال التحديات العالمية المختلفة أكثر من الماضي. بمقدور الانتخابات جعل نظام الجمهورية الإسلامية شاباً أكثر مما هو عليه الآن. الانتخابات الملحمية للجماهير بمستطاعها تقرير يوم جديد لهم. الانتخابات من أهم الأحداث وأكثرها جذريةً سواء في الساحة الخارجية ومقابل أنظار الأجانب، أو في الساحة الداخلية ولأجل تقدّم البلاد. العدو لا يريد وجود الانتخابات. لو كانوا يستطيعون التأثير في الجماهير أو الفئات السياسية، لألغوا الانتخابات أساساً؛ وهذا ما أرادوا فعله في انتخابات المجلس السابع حيث رغبوا في أن لا تقام الانتخابات أساساً.
أن يستطيع نظام إسلامي يعيش تحت راية الدين والتوحيد عرض الديمقراطية بصورة واضحة وجلية وبلغة بليغة أمام أنظار العالم فهذا على الضد تماماً من الدعايات الاستكبارية التي يطلقها العالم الليبرالي الديمقراطي، فهم يريدون القول إن الديمقراطية محصورة فينا. لا يطيقون أن يتمكن نظام إسلامي ديني من ترسيخ دعائم الديمقراطية بهذا الشكل المؤسساتي اعتماداً على قيمه الإيمانية السامية. طوال خمسة وعشرين عاماً أقيمت في هذا البلد لا أقل من خمس وعشرين انتخابات، وحضر الشعب صناديق الاقتراع فحقق ما يريده وما يختاره وانتخب المسؤولين بنفسه.
إذن، انتخابات رئاسة الجمهورية مهمة جداً، وهي على الأبواب. على الجماهير أن يحضروا عند صناديق الاقتراع وينتخبوا بوعي. وكما ذكرنا فإن الانتخابات مظهر جميل وجذاب جداً للمشاركة العامة. إنها أكثر السبل تأثيراً لكي يستطيع كل فرد وضع مطامحه وإرادته في إطار التنفيذ وتقريبها إلى حيّز التطبيق.
إذا انتخبتم شخصاً من منطلق مطامحكم وآمالكم سيقترب تحقق تلك المطامح من الواقع. إذا انتخبتم الشخص الذي تحسبون أنه أنسب وأجدر لتحقيق تمنياتكم وإراداتكم وحل مشكلاتكم الحياتية المهمة، فقد قطعتم في الحقيقة الخطوة الأهم على صعيد حل هذه المشكلات. أي مطلب ـ مادياً كان أو معنوياً ـ يمكن أن يتحقق في هذا الانتخاب وفي تعيين مسؤول السلطة التنفيذية.
من كلمته في حشد كبير من أهالي كرمان
11/2/1384 (1/5/2005م)
* المشاركة العامة - التضامن الوطني
لدينا انتخابات بعد عدة أسابيع. هذه الانتخابات مهمة. ذكرت بعض الملاحظات حول الانتخابات في زيارتي لكرمان. أيها الإخوة والأخوات الأعزاء، هذا الانتخاب مهم. هذا الكلام موجّه في الواقع لكل الشعب الإيراني.
أساس مشاركة الجماهير في ساحة الانتخابات أمر مهم جداً، فالمشاركة العامة مؤشر تضامن وطني، والتضامن الوطني بوسعه صيانة البلاد حيال مؤامرات الأعداء. العدو ينتفع من الاختلافات ويُسيء استغلال تشتت آراء الناس. العدو ينتفع من الفُرقة والفتن والصراعات داخل بلادنا. حين يكون الشعب متلاحماً متماسكاً ومسؤولو البلاد كلهم متعاطفين متواكبين، سيكِلُّ سيف العدو ولن يجرأ على الطمع في مثل هذا البلد والشعب والنظر إليه بعين التآمر. مشاركة الشعب في الانتخابات يمكنها أن تعرض هذا التضامن الوطني أمام أنظار العدو العنود الماكر وصيانة شعبنا وبلادنا. لذلك كررت عدة مرات أن أساس مشاركة الجماهير في الانتخابات أهم حتى من انتخاب الأصلح، رغم أن انتخاب الأصلح أمر مهم جداً.
من كلمته في حشد أهالي جيرفت
17/2/1384 (7/5/2005م)
* المشاركة القصوى
قضية انتخابات رئاسة الجمهورية مطروحة الآن أيضاً، وهي بحد ذاتها ساحة عظيمة وجيدة جداً. المسألة الأولى فيها هي المشاركة الجماهيرية.
إفعلوا كل ما تستطيعون في سبيل توعية عوائلكم وأصدقائكم بخصوص المشاركة الجماهيرية. المشاركة من أهم الأمور وأكثرها جذريةً. مشاركة الشعب ضرورية لتقدم البلد وحمايته.
إذا لم يشارك عدد كبير في الانتخابات فليس معنى ذلك أنهم قالوا: »لا« للنظام؛ ليس الأمر كذلك إطلاقاً. الذين لا يشاركون في الانتخابات ليقولوا: »لا« للنظام نسبتهم ضئيلة جداً. البعض لا يحضرون بسبب الكسل، والبعض بسبب الخمول، والبعض لديهم مهمات أخرى يوم الجمعة. عليكم أن تحفّزوا هؤلاء. وإلا فالذين لا يؤمنون بالنظام والدستور، وقلوبهم تحنُّ للأجانب ونفوذهم ومجيئهم، نسبتهم ضئيلة جداً.
الكثيرون قد لا يحضرون عند صناديق الاقتراع بسبب الخمول أو ضيق الوقت. هؤلاء غير متفطنين لأهمية المسألة بشكل جيد، وغير متنبّهين لتأثير أصواتهم. أو أنهم لم يتوصلوا إلى من يثقون ويطمئنون إليه، أو لم يرقهم الشخص الذي تعرفوا عليه، لذلك لا يشاركون.
ينبغي أن تنصبّ جهودكم على جعل المشاركة الجماهيرية مشاركةً قصوى بالمعنى الحقيقي للكلمة. أنتم طلبة جامعيون، مثقفون، واعون، وتعرفون المعايير؛ إذن، انظروا من الذي يتحلى وفقاً لمعايير الجمهورية الإسلامية بالكفاءة والحيوية والقدرة اللازمة بين مرشحي الانتخابات وبوسعه الخوض في هذا الميدان ومكابدة تحدياته المختلفة من دون أن يتأثر بالأعداء، ولا يفرح الأعداءُ لتوليه هذا الموقع.
بدأ الأمريكان هراءهم المعتاد وراحوا يتحدثون عمّن يجب أن يفوز ومن يجب أن لا يفوز؛ وما شأنكم أنتم يا جهلاء؟! لا يعلمون أن الناس يعملون دوماً بعكس ما يقولونه. يقولون لِمَ ثمة إشراف؟ لماذا لم تستطع الجماعة الفلانية أن تشارك؟ لماذا لم يتمكن الشخص الفلاني من الترشيح؟ في بلدانهم أنواع شتى من الإشراف الاستصوابي الشديد وبأشكال معقدة. في البلدان الغربية كلها هناك موانع إقصائية كثيرة. ليذكروا شخصاً واحداً تولّى رئاسة الجمهورية في أمريكا طوال المائتي عام الماضية خارج نطاق الحزبين المعروفين في أمريكا؛ ما معنى هذا؟!
من كلمته في لقائه طلبة وأساتذة الجامعات
بمحافظة كرمان 19/2/1384 (9/5/2005م)
* الانتخابات ساحة امتحان إلهي
النقطة الأولى: هي أن ما يجري اليوم في مجال الانتخابات على مستوى البلاد هو الشيء اللازم والضروري والمحبذ لشعب إيران ومصير هذا البلد. حماس الانتخابات يسود في كل مكان، والكل يشعرون أنهم ذوي سهم ونصيب في هذه العملية الكبرى.
الشعب يشعر أنه يمسك مستقبل الشؤون التنفيذية للبلد بيديه لأنه سيبعث شخصاً لتولّي رئاسة السلطة التنفيذية. مستقبل البناء في البلد، وإدارة البلد، وعلاقاته، وثقافته، واقتصاده، وقضاياه الاجتماعية، والإنسانية، تبتدئ كلها من هذه النقطة. ثمة دورة أخرى تأتي عقب الدورات الماضية التي انقضت بنجاح والحمد لله.
الجماهير تشعر أنها مساهمةٌ في هذه الأمور. هذا تحديداً ما كنا نطلبه من الله تعالى ولم يكن العدو يريده، وكان منـزعجاً منه، ويتمنى أن تجري الأمور على شاكلة أخرى.
يروم الأعداء أن لا يكون هناك إقبال واسع على الانتخابات في إيران؛ لكن المشهود اليوم في إيران هو عكس ما يرومه الأعداء. الكل بانتظار يوم الجمعة. الجميع بانتظار أن يصوتوا للشخص الذي يريدونه ويعدونه الأصلح. هذه ظاهرة جيدة ومميزة جداً.
أطلب من كل الشعب الإيراني أن يحافظ، بالتوكل على الله والثقة به، على هذا الشعور بالمسؤولية إلى حين التوافد على صناديق الاقتراع وإنجاز العملية الانتخابية. سيشارك عدد كبير من الجماهير في هذا الامتحان الإلهي إن شاء الله، ويؤدون دينهم للبلاد والثورة ويمارسون دورهم في مستقبل البلاد. هذا ما سيجرح الأعداء بشدة. والواقع أن تدفق أعداد كبيرة من الناس على صناديق الاقتراع، وتوفر أصوات كثيرة لمجموع المرشحين سوف يخيّب آمال العدو. الشيء المهم هو اجتماع أصوات كثيرة في أصل الانتخابات. إنه في الحقيقة تصويت لصالح استقلال البلاد وأتباع النظام ومواكبة القيادة. الجماهير ستخيّب العدو بفعلها هذا، وستوجّه في الحقيقة صفعةً قوية له.
النقطة الثانية: هي أن تسعوا للنهوض بهذا التحرك الجميل وهذه الممارسة الجماهيرية العظيمة ـ وهي بحق اختبار شعبي ووطني وإسلامي كبير ـ بالنـزاهة والطهر والنقاء الذي يرنو إليه الإسلام. وهذا هو طبعاً حال عموم الناس الأعزاء في بلادنا. حاولوا اجتناب الكدر والشوائب. السباق الانتخابي رغم أنه من أكثر ممارسات الشعب جداً وأبعدها عن الهزل والمزاح واللعب لكنه يشبه السباقات الرياضية. الكل يبذلون جهودهم في السباقات الرياضية، بيد أن أهل الأخلاق والفهم لا يرفقون هذه الجهود بممارسات قبيحة وغير لائقة.
من كلمته في لقائه عوائل أسرى ومفقودي الحرب المفروضة
1/2/1376 (21/4/1995م)
أهداف العدو ومخططاته لمجابهة المشاركة الجماهيرية في الانتخابات
* التقليل من أهمية الانتخابات
تنصب دعايات أعداء هذا الشعب الألداء اليوم على التقليل من أهمية هذه الانتخابات ورونقها وحماسها. ما معنى فعلهم هذا؟ انتخاباتكم تضرُّ بهم. إنتخاباتكم تمنح الجمهورية الإسلامية معناها الصحيح في العالم الإسلامي ولدى الرأي العام العالمي. هذا ما يزعجهم، لذلك يعارضون الانتخابات.
لو نظرتم في دعايات الأعداء لوجدتم أنها تصب كلها بالاتجاه المضاد للانتخابات. أحياناً قد يدعمون أحد المرشحين صورياً ـ بالمعنى الذي لديهم ـ لكنهم في الحقيقة منـزعجون من أصل الانتخابات ولا يريدون إقامة انتخابات ملحمية في هذا البلد. أنا طبعاً متفائل، ولي الثقة والتوكل على الله تعالى، وأعلم أن شعبنا العزيز سيخرج حيال الأعداء مرفوع الرأس من هذا الامتحان.
من كلمته في مراسم الذكرى السادسة عشرة
لرحيل الإمام الخميني (رض) 14/3/1384 (4/6/2005م)
* جهد العدو منصبٌّ على زعزعة أسس الإيمان والعمل لدى الجماهير
ما يصبو إليه المسيئون وأعداء هذا الشعب هو سلب هذا التحفز والإيمان من الجماهير، وعلى الجميع المبادرة لمواجهة ذلك. مساعي الأعداء منصبة على تثبيط الناس عن النظام الإسلامي؛ لكن جهود مسؤولي النظام الإسلامي يجب أن تتركز على شد الجماهير إليهم وبث الأمل في نفوسهم بأعمالهم لا بألسنتهم فقط.
يحاول الأعداء ضعضعة أسس الإيمان والعقيدة والعمل الديني عند الجماهير؛ لكن المسؤولين، وعلى العكس من ذلك، يجب أن يعتبروا أنفسهم ملزمين ومكلّفين بتحكيم دعائم الإيمان الديني في النفوس.
من الأولويات الأساسية في بلدنا ذي النسبة الهائلة من الشباب أن يركز كافة المسؤولين همهم على تنوير القلوب الطاهرة لهؤلاء الشباب بنور الإسلام، وتدعيم أسس الإيمان فيها، وعدم السماح بانحرافها عن جادة الحقيقة عبر سوء السلوك، وسوء التشخيص، وسوء الدعاية، وسوء فهم الحقائق، وسوء أداء الحقائق، أو إفساح المجال للأفكار الهدّامة. هذه مسؤولية كبرى على عواتقنا.
من كلمته في لقائه مدراء الدولة بمناسبة ولادة الرسول الأكرم (ص)
والإمام الصادق (ع) 20/3/1380 (10/6/2001م)
* حكمة الشعب وتصميمه سبب غضب أمريكا والمستكبرين في العالم
ما يعد خطراً على الاستكبار العالمي اليوم، هو أن تنظر الشعوب المسلمة لهويتها وشخصيتها وأصالتها واستقلالها بجد. وكما ذكرنا فإنهم يرومون لبلدان المنطقة الإسلامية، وبلدان الشرق، والبلدان التي تخلّفت عن قافلة التقدم العلمي لأسباب شتى، أن تبقى دائماً في حضيض الجهل والعجز. إنهم يعارضون أي تقدم في أي بلد متخلف. حين يشاهدون أن البلد المتأخر في زمن الطاغوت تحول اليوم إلى بلد يتحلّى بالشجاعة في الميادين العلمية والصناعية، ويخوض في سوح الصناعة والتقانة المعقدة بحيث يشعرون أنه تقدم سنوات طويلة إلى الأمام، عندها تتملكهم مشاعر الخوف والخطر.
ما يغضب أمريكا وسائر المستكبرين في العالم هو أن يريد الشعب أن يعلم ويقرر بنفسه. تقول أمريكا لبلدنا وشعبنا والكثير من الشعوب الأخرى: لا تقرروا بأنفسكم ودعوني أقرر لكم؛ لا تختاروا أنتم ودعوني أختار لكم؛ لا تستثمروا مصادركم لأستطيع أنا استثمارها.
خطاب أمريكا هو: إقبلوا هيمنتي وتدخلي وتواجدي واستحواذي على بلادكم ومصادرها. وإذا لم توافقوا سنتّهمكم بالإرهاب ومعاداة حقوق الإنسان وغير ذلك.
لقد أثبت شعبنا أنه يشد قبضاته إزاء منطق القوة والتهديد هذا، ومقابل الوجه الوقح للساسة الأمريكان، ويقول لهم: سنجابه كل من يهدد استقلالنا وهويتنا ومصالحنا الوطنية وسمعتنا، ونصفعه على وجهه.
من كلمته في حشد هائل من أهالي كرمان
11/2/1384 (1/5/2005م)
* أول مطاليب الأعداء عدم إقامة انتخابات رئاسة الجمهورية التاسعة
ولدي كلمة عن الانتخابات. هذه النقاشات واسعة طبعاً، وغالباً ما تُترك ناقصة.
الذي اعتقده هو أن على الشعب المشاركة في هذه الانتخابات كواجب وكحق. وقد تحدثت عن الانتخابات في كلمتي بكرمان وكلماتي الأخرى خلال هذه الزيارة بالتفصيل؛ لكن ما أقوله الآن هو من زاوية تحدي الأعداء للانتخابات. أعداؤنا يريدون أن لا تقام الانتخابات أساساً. لماذا؟
ليتوفر لديهم الدليل على عدم وجود ديمقراطية في إيران. حينما نقيم الانتخابات تكلُّ حرابهم. إذن، أول مطاليبهم هو عدم إقامة الانتخابات. وقد حاولوا عند إقامة انتخابات المجلس السابع إلغاء الانتخابات لكن الله حال دون ذلك.
حاولوا كثيراً، وسلكوا شتى السبل واستخدموا بعض العناصر الغافلة في الداخل، ولكن ﴿إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا وَأَكِيدُ كَيْدًا ﴾، رد الله مكرهم وصدّه، وأقيمت الانتخابات بشكل جيد والحمد لله. في هذه الانتخابات أيضاً يهدفون أولاً لعدم إقامة الانتخابات وإذا لم يستطيعوا فالخطوة الثانية هي اتهام الانتخابات؛ سيقولون جرى التلاعب في الانتخابات؛ سيقولون حصل تمييز في الانتخابات. سيقولون: لِمَ رُفضت صلاحية فلان؟ ولِمَ لم يشارك فلان؟ ولِمَ شارك فلان؟ سيطلقون هذا الكلام في كل الأحوال. لو كانت لنا انتخابات واحدة في كل أسبوع بدل انتخابات واحدة في كل سنة لقالوا ذلك أيضاً. حتى حينما لا يكون هنالك رفض للصلاحيات سيتحدثون بهذا أيضاً. في انتخابات الدورة الثانية من المجالس البلدية لم يكن هناك رفض صلاحيات إطلاقاً.
الأشخاص الذين ليس لهم إيمان حقيقي بالنظام شاركوا في الانتخابات ولم يحرزوا أصواتاً بسبب عدم اكتراث الناس لهم، لكنهم لم يقلعوا عن هذا الكلام! وواصلوا التشكيك في الانتخابات. العدو يعارض انتخابات ناجحة ملحمية عامة.
من كلمته في لقائه الطلبة والأساتذة الجامعيين بمحافظة كرمان
19/2/1384 (9/5/2005م)
واجبات رئيس الجمهورية ورسالته الأصلية
* الجماهير أولياء نعمة المسؤولين
الحق أن شعبنا العظيم استطاع بعد مضي السنوات العصيبة الأولى للثورة وإلى اليوم، الارتقاء بمستوى وعيه ويقظته في شتى المجالات المهمة بالنسبة لشعب من الشعوب.
نحمد الله تعالى كثيراً على هذا التوفيق الذي مَنَّ به على شعبنا. كلما حاول المسيئون لهذا الشعب وهذا البلد طوال هذه الأعوام المتمادية إبعاد الناس عن ميادين البلاد العامة، لم يفلحوا، وكان للناس على الرغم منهم مشاركة واسعة وباعثة على الفخر في تقرير مصير البلاد، وهذا ما يثير إعجاب أي راصد.
نتمنى أن يشمل الله عزوجل بفضله الخاص هذا الشعب الكبير الفاهم، واليقظ، والمؤمن، والنجيب.
كما قلنا مراراً بذل هذا الشعب سعيه في حدود قدراته لترسيخ النظام الإسلامي ونجاح المسؤولين. وعلى المسؤولين في المقابل أن يدخلوا ميادين العمل يملؤهم الشعور بالدين لهذا الشعب. على جميع الذين يتولون مسؤولية في هذا النظام أن يعرفوا قدر هذا الشعب ويحاولوا أداء الواجبات التي يتحملونها على عواتقهم قبال هذا الشعب المؤمن الشجاع الواعي بكل ما لهم من طاقة وجهد... جميع الذين سيشاركون في الحكومة الجديدة عليهم اعتبار أنفسهم مسؤولين وخداماً للجماهير، ويعدوا الجماهير أولياء نعمتهم. وكذا هو الحال؛ الجماهير أولياء نعمة المسؤولين. تواجد الجماهير وإرادتهم هي التي تمنح الاقتدار للنظام. لقد أثبت الناس أنهم سيشاركون في الميادين المختلفة بوعي ويقظة.
من كلمته في لقائه مدراء الدولة بمناسبة ولادة الرسول الأكرم
(ص) والإمام الصادق 20/3/1380 (10/6/2001م)
* ترسيخ المرتكزات الدينية في أذهان الجماهير
تعميق إيمان الجماهير وهداية الأفراد القلبية والمعنوية هي الواجب الأول الذي يقع على عاتق المسؤولين ﴿ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا ﴾. هذا هو واجب النبي، النبي الذي تصادف اليوم ذكرى ولادته. ونحن نروم السير على نفس هذا الطريق. ﴿هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ﴾. التزكية والتعليم من أولى وظائف النبي. على المسؤولين في المجتمعات الإسلامية السير في نفس هذا الطريق. عليهم ممارسة التعليم والتربية. عليهم تعزيز وترسيخ الإيمان الديني في الأذهان. هذه من واجباتنا. إنها شكرنا حيال هذا الشعب. وهي شكرنا لله تعالى الذي حبانا هذه النعمة الكبرى.. نعمة المشاركة الجماهيرية. هذه القلوب بيد الله. اهتمام الجماهير وإقبالهم وتواجدهم وعزمهم وإرادتهم وشوقهم نعمة إلهية كبرى منَّ بها علينا؛ يجب أن نشكرها؛ وشكرها بأن نبذل قصارى جهدنا في سبيل إصلاح الشؤون الحياتية للناس وتمتين إيمانهم الديني.
من كلمته في لقائه مدراء الدولة بمناسبة ولادة الرسول الأكرم (ص)
والإمام الصادق (ع) 20/3/1380 (10/6/2001م)
* شعار المسؤولين: الاختيار الحسن وعدم طلب المسؤولية للمنافع الدنيوية
...وأُريد أن أذكر أيضاً أن على رجال الدولة في الجمهورية الإسلامية معرفة قدر تضحيات الناس هذه وتواجدهم في الساحة. حذار أن يخطئ مسؤولو القطاعات المختلفة للبلاد في تحليلاتهم ويظنوا أن المشاركة الواسعة للشعب في الانتخابات معناها أنه راضٍ عن كل واحدة من ممارسات المسؤولين. ليس الأمر كذلك. الشعب يحب الثورة، ويحب الإمام، ويحب الجمهورية الإسلامية، ويحب النظام. لكن هذا ليس معناه أنه يؤيد جميع أعمال المسؤولين في القطاعات المختلفة.
على المسؤولين أن يتنبهوا جيداً. علينا العودة إلى أنفسنا. علينا جميعاً أن ننظر إلى أعمالنا كم هي في مستوى هذا الشعب المضحي العزيز الواعي. إذا وجدنا جانباً من أعمالنا غير مناسب فعلينا التشمير برجولة عن سواعد الهمة والعمل على إصلاح أعمالنا. الشعب يطالبنا بهذا. الشعب يطالب المسؤولين بهذا. على المسؤولين وضع شيئين على رأس أولوياتهم: أحدهما الانتخاب الحسن، أي ينبغي لهم اختيار الأفراد النـزيهين، الأمناء، المخلصين، الصميميين، والمحبين للناس. اختيار الرفاق عملية هامة جداً لأجل هذه المهمة الكبرى. يتوجب علينا أن لا نثق بكل من هبَّ ودب ونضع الجماهير أمام أشخاص لا يعيرون قيمة لهم أو لأعمالهم، ويفكرون في أنفسهم. هذه النقطة ينبغي على المسؤولين مراعاتها. والنقطة الثانية أن لا يطلبوا هذه الخدمة والمسؤولية لانتفاعهم الدنيوي الخاص.
من كلمته في حشد من العلماء ورجال الدين والطلبة الحوزويين
على أعتاب شهر محرم 26/3/1372 (16/6/1993م)
* رسالة رئيس الجمهورية وواجباته
نتوقع من الشخص الذي سينتخب رئيساً للجمهورية أن يعتبر نفسه خادماً للشعب، وأن ينهض بما يحتاجه هذا الشعب لدينه ودنياه ضمن حدود صلاحياته القانونية ومن أعماق وجوده. بديهي أن معظم الشعب متدينون وثوريون، ويرغبون أن يندرج ما يتم إنجازه لرفاههم وسعادتهم الدنيوية ضمن إطار الأحكام والضوابط الإسلامية.
في حديثه لمراسل الإذاعة والتلفزيون
بعد اقتراعه لانتخابات رئاسة الجمهورية
2/3/1376 (23/5/1997م)
سمات رئيس الجمهورية الأصلح
* الاهتمام بدين الشعب وعزته
... حافظوا على الأجواء سليمةً؛ دافعوا عن مرشحكم، وليدافع الآخرون أيضاً عن مرشحهم ويصوّتوا له. دققوا في تشخيص المرشح الذي ستنتخبونه. ميلوا إلى الشخص الذي يهتم لدين الشعب، وثورته، ودنياه، ومعيشته، ومستقبله، وعزته. والحمد لله فإن الساحة مفتوحة للاختبار والنظر والمعرفة؛ وشعبنا واعٍ يقظ.
... نقترب من موعد الانتخابات يوماً بعد يوم. الانتخابات حدث مهم؛ لأن الشعب سيمنح زمام البلاد مدة أربعة أعوام بيد شخص هو القادر على توظيف ميزانية البلاد وإيراداتها وطاقاتها الإنسانية ومؤسساتها بشكل صحيح، أو لا سمح الله غير صحيح؛ بشكل كامل، أو لا سمح الله ناقص؛ إما بممارسات صحيحة، أو لا سمح الله بممارسات يشوبها السوء؛ إما بملاحظة احتياجات الناس وحل مشكلاتهم الحياتية ومعالجة المعضلات الكبرى الموجودة، أو لا سمح الله بعدم اكتراث لهذه الأمور. إذن، الانتخابات مهمة جداً من هذه الناحية، حيث يريد الشعب الإيراني تسليم إدارة البلد لمدة أربعة أعوام لشخص له من الناحية القانونية صلاحيات واسعة جداً، وإمكانات فريدة، ويستطيع أن يتقدم بالشعب والبلد إلى الأمام لمدة أربعة أعوام بل حتى أكثر من ذلك، وبوسعه أيضاً أن يوقفهما لا سمح الله أو حتى أن يرجعهما إلى الوراء.
من كلمته في الذكرى السادسة عشرة
لرحيل الإمام الخميني 14/3/1384 (4/6/2005م)
* الشعور بالمسؤولية، والالتزام بانجاز المهام، والحفاظ على النـزاهة والتقوى
أعتقد أن هناك ثلاثة جوانب رئيسية في المسؤول؛ هناك ثلاثة استعدادات وأنماط من الشعور بالمسؤولية: الأول أن يكون مستعداً للعمل ذاته. الكسل والخمول والتراخي وترك الأعمال لرياح الأحداث والقضاء والقدر أول مصيبة يمكن أن تسلب المدير صلاحيته الكافية واللازمة. الجد في العمل، وعدم السكون، والشعور بالمسؤولية في المبادرةِ والعملِ والواجبِ الذي أخذه على عاتقه أمور مهمة جداً. لهذا إذا شعر شخص في قطاع من قطاعات البلاد أنه لا يتمتع بالكفاءة اللازمة للمسؤولية التي هو فيها فليس من الواضح أن تقبّله لتلك المسؤولية سيكون عملاً مشروعاً. إذ أن قبول تلك المسؤولية معناه التزامه وقبوله إنجاز هذه المهمة. وهذا غير متاح من دون الكفاءة واللياقة. هذه هي النقطة الأولى حول المدير والمسؤول.
النقطة الثانية: هي الاستعداد والالتزام لإنجاز المهمات بالنحو الذي تقتضيه السياسات العامة والبرامج الأساسية للبلاد. إذا كان البلد قد وافق سياسة معينة في مجال من المجالات، فإن من يتقبل تنفيذ جزء من مهمات البلاد عليه أن يعمل بنفس ذلك الاتجاه والهدف، حتى لو لم يكن هو نفسه ممن كرّس تلك السياسة أو وافقها بشكل تام. رغم أنه لو لم يوافق تلك السياسة فليس من البيّن كم سيستطيع تنفيذها بنحو صحيح. لكن الضروري والأساسي على كل حال هو أن المدير، أو المسؤول، أو الوزير الذي أخذ هذه المسؤولية على عاتقه، ينبغي له توجيه الأعمال باتجاه تلك السياسات المقبولة التي وضعها المخططون في كل قطاع. هذه هي النقطة أو الركن الثاني من أركان الإدارة السليمة.
الركن الثالث: الحفاظ على الطهارة والتقوى والنـزاهة في العمل. اجتناب أي خلط ـ لا سمح الله ـ للأهداف اللامشروعة واللامقبولة وغير الأخلاقية. هذا هو الشأن الثالث. المدير الجيد هو المدير الذي ينجز أي مهمة يأخذها على عاتقه بمراعاة الأصول الأخلاقية الصحيحة. الشيء الذي يجابه في النظام الإسلامي بكل شدة هو رسوخ الفساد.
في النظام الإسلامي، لا يجابه الاعتقاد السيئ وغير الصائب بمقدار ما يجابه العمل غير الصحيح واللاأخلاقي أو رسوخ الفساد لا سمح الله.
الشيء الذي ينبغي على مسؤولي البلاد، وزملاء الحكومة، ومدراء الدرجة الثانية والثالثة في أجهزة الدولة وصولاً إلى أدنى المراتب، مراعاته بدقة في عهد البناء الذي نعيشه اليوم هو أن يعلموا أن خطر رسوخ الفساد ونفوذه جادٌّ ويسبب الشلل في مثل هذا العهد... يسبب الشلل حقاً! الفساد في هذه العملية لا يقول طبعاً «أنا فساد»! الشخص الفاسد الذي يجر الآخرين لوادي الفساد ـ الفساد المالي، الفساد المهني، العقود غير المشروعة وغير المبررة في الأصعدة المهنية ـ ويشجعهم ويزل أقدامهم، لن يقول منذ البداية« لقد جئت لأفسدكم». سيدخل الساحة بعنوان مقبول وبشيء غير مثير في بداية المطاف. إنه الإنسان وقابليته للإصابة بالآفات الكبيرة. الإنسان ذو قابلية عالية للإصابة بالآفات. لذلك ينبغي الحذر والدقة جداً.
من كلمته في مراسم تنفيذ رئاسة الجمهورية
12/5/1372 (3/7/1993م)
* رئيس جمهورية قوي، وكفوء، وذو حيوية وشوق و...
في مستهل الخطة، ينبغي أن تتولى الأمور إدارة كفوءة ونشيطة حتى تستطيع ترسيخ مكونات هذه الخطة وإرساء مرتكزاتها بنحو عميق محكم. تكمن أهمية هذه الانتخابات في أن الشعب الإيراني يريد انتخاب مدير يستطيع إزاحة عقبات تطبيق الخطة عن طريق الشعب الإيراني. كالبلدوزر الذي يزيح العثرات ليبلّط الطريق. إنسان قوي، كفوء، نشيط، حيوي، متشوق للعمل، وذو شعور بالمسؤولية سيستطيع البدء بالتحرك العشريني نحو أفق العشرين عاماً بكل قوة واقتدار.. البدء الذي سيصادف هذه السنة. المدير الذي سيختاره الشعب الإيراني في الانتخابات سيكون في الواقع البادئ بالعمل والشخص الذي سيدخل البلاد في عهد جديد وحركة جديدة نحو ما يحتاجه الشعب الإيراني. أنجزت مهام كثيرة في هذا البلد طوال السنوات الماضية منذ نهاية الحرب وإلى اليوم. وكل من ينكر ذلك فقد جانب الإنصاف.. إرساء البنى التحتية للبلاد، والمشاريع العمرانية العديدة، والتطورات العلمية والتقنية، إذن، تم إنجاز كثير من الأعمال على كافة الصعد.
والمهم اليوم هو أن تترك كافة الصروح الرفيعة التي شيدت طوال هذه المدة تأثيراتها على واقع حياة الناس. وأن تنهمر المياه الهائلة المتراكمة خلف هذا السد على مزرعة حياة الناس، وتلاحظ ثمار هذه الجهود على موائد الجماهير وفي حياتهم؛ هذه مهمة كبرى تستدعي رفع العقبات عن الطريق. وبالتالي فإن تعيين إدارة قوية ومقتدرة من مهمات الشعب الإيراني في هذا العام.
النقطة التالية: في هذا المضمار هي أن لرئيس الجمهورية مكانة رفيعة جداً. ثمة قدرات وصلاحيات قانونية عديدة يتمتع بها رئيس الجمهورية؛ ميزانية البلاد بيد رئيس الجمهورية؛ مدراء البلاد بمستوياتهم المختلفة تابعون لرئيس الجمهورية؛ إذن، تعيين رئيس الجمهورية معناه تعيين مدير قادر على توظيف ثروة الشعب الهائلة المتبلورة في ميزانية البلاد وإمكاناته وإدارته، وبثها بشكل ما في كل آفاق البلاد ليستطيع الشعب سد احتياجاته بهذه الثروة الضخمة.
أحرز بلدنا وشعبنا نتيجة مساعي الحكومات التي تولّت زمام الأمور في الأعوام الماضية ثروة متراكمة من الإمكانيات، والمتوقع من الإدارة المستقبلية أن تستطيع زيادة هذه الثروة ونشرها في حياة الناس ومكافحة الفساد بالمعنى الحقيقي للكلمة. إذا استطعنا نحن الشعب الإيراني النجاح في ردم مسارب الفساد في هذه المنظومة العظيمة حينئذ سيتضح كم هي حلوة وعذبة مكتسبات الثورة لهذا الشعب، وكيف يمكنها تلبية احتياجات الجماهير.
الانتخابات المقبلة مهمة جداً للأسباب التي ذكرتها. على الجماهير أن نتخبوا بوعي ويقظة ويختاروا من بين المرشحين المختلفين من يشعرون أنه الأقرب لهذه المعايير. هذه مهمة كبيرة تقع على عاتقكم أيها الشعب.
على الجماهير أن يتواجدوا في هذه الساحة المهمة، وسيمنُّ الله تعالى بعونه إن شاء الله ويهدي قلوب الناس لينتخبوا شخصاً كفوءاً، شجاعاً، مخلصاً، صاحب روح جماهيرية، فعالاً متوثّباً، مؤمناً بأهداف الثورة وقيمها، ومؤمناً بالشعب وطاقاته وحقوقه. هذا أهم جزء من المشاركة الجماهيرية العامة في هذه السنة. المشاركة العامة مهمة في كل شيء، وهذه من أهم الأشياء: فكّروا من الآن في يوم السابع والعشرين من خرداد - يوم الانتخابات - وابدأوا بحثكم وفحصكم. المرشحون طبعاً لم يُطرحوا على الشعب بشكل رسمي لحد الآن، لكنهم سيُطرحون في الوقت القانوني.
من حق أي شخص في أقصى أنحاء البلاد المشاركة في هذه الانتخابات الكبرى. الذي يعيش في أقصى أرجاء البلاد يتساوى حقه مع الذي يعيش في العاصمة، إذن، هذا حق الجميع. ومن اجتماع هؤلاء الأشخاص والأفراد سينبثق ويتشكل الصوت الكبير والإرادة القوية والعزم الراسخ لهذا الشعب، وهذا ما يمكن أن يؤثر في خلق الأرضية المناسبة لعمارة البلاد ورد كيد الأعداء.
من كلمته في الصحن الرضوي الشريف
1/1/1384 (21/3/2005م)
* العنصر الأكثر تأثيراً في الجهاز التنفيذي لمعالجة قضايا البلاد
لرئيس الجمهورية في بلادنا دور مهم جداً. الدعاية الأجنبية تريد تصوير عكس ذلك.. إنهم يتحدثون من منطلق العداء. رئيس الجمهورية من أكثر العناصر تأثيراً في معالجة قضايا البلاد، وهو الأكثر تأثيراً في الجهاز التنفيذي.
ليس لأحد من مسؤولي البلد كل هذه الإمكانات والقدرات والمجال الفسيح للخدمة الذي قُرر لرئيس الجمهورية في الدستور. ميزانية البلاد وكافة مسؤوليها التنفيذيين رفيعي المستوى بيد رئيس الجمهورية. هو الذي بوسعه عمارة البلد والتقدم به على الصعد العلمية والصناعية والإنسانية والأمنية. كفاءاته وقدراته هي التي بمستطاعها جعل الحياة حلوة طيبةً في مذاق الجماهير.
ما يحتاجه الشعب والبلد هو رئيس جمهورية كفوء وقدير.المسؤوليات التاريخية الحساسة ملقاة اليوم على عاتق رئيس السلطة التنفيذية. القانون فوّض كل شيء لرئيس السلطة التنفيذية. الشخص الذي يتمتع بالكفاءة والمقدرة والإيمان بأهداف الشعب واستقلاله وضرورة تقدم البلاد بمقدوره فعل الكثير مثلما أنجزت الحكومات المتعددة الكثير من الأعمال الكبرى طوال الأعوام الماضية. حصيلة جهودهم تصل لأيدي المسؤولين اللاحقين كي يكملوا الأعمال والمهمات في سبيل خدمة الجماهير وإسعادهم.
القيادة طبعاً لا تتوانى إطلاقاً في دعم رئيس الجمهورية. الشخص الذي ينتخبه الشعب ويصبح رئيس جمهورية البلاد القانوني، يحظى دوماً باحترام القيادة وتكريمها ودعمها الشامل في كل الحكومات؛ وينبغي أن يكون كذلك بعد الآن أيضاً.
لكن ما يحظى بالدرجة الأولى من الأهمية هو أن ينصب اهتمام كافة الجماهير والنخب ومسؤولي القطاعات المختلفة على انتخاب رئيس جمهورية بمستطاعه حل العقد في حياة الناس خلال هذه الفترة، ويكون واعياً لواجبات هذه الفترة فينهض بها بكل قوة واقتدار.
سيعمل الشعب إن شاء الله بطريقة يقدِّر بها الله تعالى لهذا البلد رئيس جمهورية له هذه القدرات والتوجّهات. لكل فترة خصوصياتها، وقد نهض كل واحد من المسؤولين بمهمات معينة خلال الفترات السابقة. نحتاج في الفترة الراهنة أن تترافق المساعي الهادفة للتقدم والنمو العلمي والتقني للبلاد بالعدالة الاجتماعية ومكافحة الفساد.
الشيء المهم جداً بالنسبة لرئيس الجمهورية المقبل أن يعمل للناس بكل جد ومثابرة وبكل كيانه. لذلك ألمحتُ في مطلع السنة إلى أن ما تحتاج إليه البلاد هو رئيس جمهورية فعّال، وذو عزيمة، وخبير، وقدير، ومتابع، وواسع الصدر؛ رئيس جمهورية يعرف قدر الناس ويكون صميمياً معهم، مجاهداً من أجلهم، مُوظفِّاً لإمكانيات البلاد بشكل يستطيع معه الناس الانتفاع منها أينما كانوا؛ رئيس جمهورية لا يفرِّق أبداً بين أقاصي البلاد والقرى النائية وبين طهران، وتكون حقوق أهالي المدن الكبرى والصغرى متساويةً عنده، وبوسعه العمل والجد لإلغاء التمييز وردم الهوة بين الأثرياء والفقراء؛ رئيس جمهورية شجاع، ومدبر، ومؤمن بأهداف الثورة والنظام.
من البديهي طبعاً أن لا تدعم القيادة شخصاً بعينه، وإنما تدعم المعايير. ما نصبو إليه هو تحقق هذه المعايير. ما أرنو إليه هو أن يتولّى إدارة السلطة التنفيذية شخص يعتبر نفسه خادماً للناس، ويكون قديراً مؤمناً بمبادئ الإمام والنظام الإسلامي، وتكون العدالة ومكافحة الفساد مهمة بالنسبة له حقاً. ندعو الله أن يهدي قلوب الناس لهذا الاتجاه كي ينتخبوا مثل هذا الشخص الذي تحتاجه البلاد اليوم في لحظتها التاريخية الحاسمة هذه. إذا وفقنا الله تعالى وتولى المسؤولية رئيس جمهورية كفوء وناشط وفعّال ومتوثب تحتل محبةُ الناس، ومحبة العدالة، والرغبة في محو الفساد والتمييز المرتبة الأولى في خطط عمله، فإن الكثير من المشكلات الأساسية في البلد ـ قضايا الداخل والخارج ـ سوف تعالج.
من كلمته في حشد كبير من أهالي كرمان
11/2/ 1384(1/5/2005م)
* القدرة على تلبية احتياجات المجتمع
على الجماهير أن ينظروا وينتخبوا الأصلح. الأصلح هو الشخص الذي يتلائم والحاجات التي تعتقدون أن المجتمع يعاني منها، أي يكون بوسعه تلبية احتياجات المجتمع وإشباعها. البعض يصابون بوسواس وهموم كبيرة في تشخيص الأصلح. إبذلوا جهودكم واعتمدوا المشورة، وأطلبوا التوجيه ممن تعتقدون أن بوسعهم توجيهكم، واعملوا بأية نتيجة تصلون إليها وصوّتوا، وسيوفّيكم الله تعالى أجوركم. نحن مكلّفون بالعمل بما نفهمه وما نراه تكليفاً إلهياً. وسيبقى أجرنا محفوظاً سواء تطابق فعلنا مع الواقع أم لم يتطابق. أجر الشخص الذي يعمل بتكليفه محفوظ عند الله تعالى.
من كلمته في لقائه عوائل الشهداء
3/3/1384 (24/5/2005م)
* انتخاب الأصلح
... ما معنى الأصلح؟ معناه الشخص الذي يتابع هذه الأهداف؛ معناه الشخص المطّلع على هذه الأوجاع والشاعر بها؛ الشخص صاحب العزيمة الراسخة على استئصال الفقر والفساد؛ الشخص الذي يتحرق قلبه لأحوال الطبقات المحرومة والمستضعفة. الأصلح هو الذي يفكر برقي البلاد وتطورها والتنمية الاقتصادية وغير الاقتصادية، ولا يتماهى في الوقت ذاته مع أوهام التنمية بشكل ينسيه الشرائح المظلومة المستضعفة. الأصلح هو الذي يفكر بمعيشة الناس، ودينهم، وثقافتهم، ودنياهم، وآخرتهم. الأصلح هو من يمكنه حمل هذا العبء الثقيل على عاتقه. ليس بمستطاع أيٍّ كان حمل هذه الأعباء، فهي بحاجة إلى حيوية ونشاط وهمة واقتدار وذكاء. طبعاً، كل من تُؤيَّد صلاحيته في المراكز القانونية فهو صالح، ولكن ينبغي البحث بين الصلحاء وتشخيص الأصلح وانتخابه. هذه هي المهمة المميزة التي تقع على عاتقكم أيها الجمهور.
أتمنى تشكيل حكومة قوية وكفوءة وقديرة إن شاء الله تواصل بمزيد من الاقتدار الطريق الذي سارت عليه الحكومات السابقة بإخلاص ومثابرة، وتعالج مشكلات هذه المنطقة ومحافظة كرمان وكافة أنحاء إيران العزيزة، لاسيما المناطق المحرومة.
هذا ما يتوقعه شعبنا من الإسلام العزيز، ويهفو إليه قلبه ويعقد عليه آماله، وستتحقق هذه الآمال بحول الله وقوته وفي ظل الإسلام والشخصيات المؤمنة المصمّمة المسلمة.
من كلمته في حشد أهالي جيرفت
17/2/1384 (7/5/2005م)
* تثمير المشاريع نصف المنتهية
أدعوكم مرة أخرى أيتها الجماهير العزيزة وكل الشعب في بلادنا للمشاركة الفعّالة في التجربة الانتخابية القادمة.
انتخبوا الشخصيات الصالحة التي ستُطرح عليكم في ضوء الأهداف السامية للشعب والثورة والنظام. ينبغي أن تتولى الأمور ـ برصيد الأصوات الجماهيرية ـ حكومةٌ تحل المشكلات باقتدار وتنجز أعمالاً كبرى، وتنهي الأعمال نصف المنتهية التي ينبغي أن تصل لنتائجها بفضل الجهود المضاعفة والجد والجهد المتظافر.
بوسع بلدنا إدارة شعب أكبر مما تسجله الإحصاءات عن حجم شعبنا حالياً. وبمقدور شعبنا الارتفاع بنفسه إلى مستوى عالٍ من التقدم والتنمية بين شعوب العالم؛ وكما أعلن في ميثاق أفق العشرين عاماً، بمستطاعه إحراز المرتبة الأولى في المنطقة على صعد شتى. هذه هي قدرات شعبنا. لقد حقق شعبنا هذه الأمور لحد الآن بفضل وحدة الكلمة، وببركة راية الإسلام الخفّاقة والإيمان العميق الذي يسكن قلوبكم، وبمقدوره التقدم إلى الأمام أكثر والوصول إلى الأفق الزاهي اللائق بالشعب الإيراني.
من كلمته في حشد أهالي رفسنجان
18/2/1384 (8/5/2005م)
* إنتخاب الأصلح
إنتخاب الفرد الأصلح المتحلّي بالتقوى والتدبير لمنصب رئاسة الجمهورية المهم، والذي خصصت له في الدستور الجديد صلاحيات واسعة في إدارة البلاد، واجب شرعي وعقلي وثوري، والتقصير في هذه المهمة وفي الحضور عند صناديق الاقتراع سيعود بخسائر لا تعوض. حضوركم سيعزز أركان الثورة، ويمنح مدراء البلاد المقبلين الجرأة والقدرة على العمل، ويضمن المستقبل.
من ندائه للشعب الإيراني في أربعينية الإمام الخميني
23/4/1368(14/7/1989م)
* انتخاب الأصلح تكليف إلهي
طبعاً على الشعب أن يبذل جهده ومساعيه ويبحث عن الأصلح. لقد قلت مراراً أن القضية هنا قضية الدين والله وأداء الواجب. كما أن أصل الانتخابات تكليف إلهي، انتخاب الأصلح أيضاً تكليف إلهي. وسبق أن ذكرنا أن الفارق حتى لو كان ضئيلاً فهو كبير في هذه القضية.
يجب أن تبحثوا لتجدوا حجة بينكم وبين الله، بمعنى أن تسلكوا طريقاً لو سألكم معه الله تعالى ما الذي دعاكم لانتخاب هذا الشخص لاستطعتم ذكر السبب. لتكن لديكم الحجة والسبب بينكم وبين الله، ثم اذهبوا وانتخبوا ببالٍ مطمئن. على الجمهور أن يقوم بهذا، ونحن بدورنا نسأل الله وندعوه ونتمنى عليه أن يهدي قلوب الناس نحو المرشح الأصلح الذي يتمتع بصلاحية أكبر حقاً...
كل من يقترع، سواء كان تصويته صائباً ولصالح الشخص الأصلح أو كان مخطئاً وصوت للشخص غير الأصلح، مجرد أن يقصد صندوق الاقتراع ويصوِّت انطلاقاً من شعوره بالمسؤولية تجاه المستقبل فإن تصويته هذا مأجور عند الله تعالى ويوجب له الثواب، وسيكون بذلك من محبّي النظام والقيادة. المهم هو هذا الشعور بالواجب. على كل واحد من أبناء الشعب أن يشعر بهذا الواجب.
والحمد لله، يبدو كما أشرتُ أن الجماهير يدخلون هذه الساحة بكل شوق واندفاع، فحافظوا على هذا الشوق والاندفاع بل ضاعفوه إلى أن يحين يوم التصويت ولحظة الاقتراع. إبحثوا وفتشوا وشخّصوا الأصلح وانتخبوا الشخص الذي تعتقدونه الأصلح إذا تمت الحجة بينكم وبين الله، وكونوا واثقين أنكم بذلك أنجزتم واجبكم وتكليفكم. هذا ما ينبغي للجميع التنبّه إليه. وكل من تكون نتيجة الأصوات لصالحه سيعينه الله تعالى إن شاء الله، وسنساعده نحن ليستطيع النهوض بواجباته.
من كلمته في لقائه عوائل أسرى ومفقودي الحرب المفروضة
31/2/1376 (21/5/1997م)
تعليقات الزوار