رؤية الإمام الخامنئي حول الدين
التاريخ: 25-09-2008

رؤية الإمام الخامنئي حول الدين الدين هو بالدرجة الأولى رؤية كونية ومعرفة؛ معرفة لهذا العالم، والإنسان، والمسير والطريق والهدف؛ مجموعة هذه المعارف تشكل أساس الدين
رؤية الإمام الخامنئي حول الدين
الدين هو بالدرجة الأولى رؤية كونية ومعرفة؛ معرفة لهذا العالم، والإنسان، والمسير والطريق والهدف؛ مجموعة هذه المعارف تشكل أساس الدين. الدين يعتبر الإنسان محور العالم. الإنسان هو الوحيد الذي يستطيع التفكير وفتح المساحات غير المفتوحة.
الدنيا هي الساحة الأساسية لوظيفة الدين ومسؤولياته ورسالته. جاء الدين ليمنح مجموعة جهود الإنسان في هذه الساحة الهائلة والمتنوعة شكلها واتجاهها ويهديها. الدين والدنيا وفق هذا التفسير وهذا المعنى للدنيا غير منفصلين عن بعضهما. لا يمكن للدين أن يجد ساحة أخرى لأداء رسالته غير الدنيا. والدنيا من دون هندسة الدين ويده الخلاقة المبدعة ستكون خالية من المعنوية والحقيقة والمحبة والروح. أن يستطيع الإنسان في هذه الساحة العظيمة أن يشعر بالأمن والسكينة ويفتح الميدان للتعالي والتكامل المعنوي.
فصل الدين عن الدنيا بهذا المعنى، معناه تفريغ الحياة والسياسة والاقتصاد من المعنوية، ونسف العدالة والمعنوية. الدنيا بمعنى الفرحى في حياة الإنسان، والنعم المبثوثة في العالم، والجماليات والطيبات والمرارات والمصائب، إنما هي وسيلة لنمو الإنسان وتكامله. وهذه من وجهة نظر الدين أدوات يستطيع الإنسان بها مواصلة طريقه نحو التعالي والتكامل وتفجير طاقاته التي أودعها الله فيه. الدنيا بهذا المعنى لا تقبل الفصل عن الدين... لكن للدين مفهوماً آخر. وردت الدنيا في النصوص الإسلامية بمعنى أهواء النفس والأنانية والخضوع للأهواء والوساوس الذاتية وإخضاع الآخرين أيضاً لأهواء الذات ونزواتها.. هذه حسب رواياتنا هي الدنيا المبغوضة التي لا تجتمع مع الدين.
نعتقد أن الشعب هو أصل الأمور وأساس كل شيء. محورية الله لا تتنافى إطلاقاً مع محورية الشعب والناس حسب التصور والفكر الإسلامي. هذان شيئان متطابقان. أولاً ما لم يكن الناس متدينين مؤمنين بدين معين، لن يمكن أساساً ظهور الحكومة الدينية والمجتمع الديني في ذلك البلد. إذن، وجود الحكومة الدينية في بلد معناه تدين الناس. أي إن الناس هم الذين أرادوا هذه الحكومة.
الغاية من سيادة الدين الإلهي متابعة وضع المظلومين، والعمل بالفرائض والأحكام والسنن الإلهية. ذلك أن السعادة تكمن في العمل بأحكام الدين، والعدالة في العمل بأحكام الدين، وحرية الإنسان وتحمده في العمل بأحكام الدين. أين يريدون أن يجدوا الحرية؟! تحت مظلة أحكام الدين تتحقق كل مطالبات الإنسان.
إنسان اليوم لم يختلف إطلاقاً عن إنسان قبل ألف عام، وإنسان قبل عشرة آلاف عام من حيث حاجاته الأصلية. حاجات الإنسان الأصلية هي: الأمن، والحرية، والمعرفة، والحياة الرغيدة، وعدم التمييز، وعدم الظم. الحاجات الزمنية المتبادرة للذهن هي ما يمكن تأمينه في هذا الإطار وتحت هذه المظلة. هذه الحاجات الرئيسية ممكنة التأمين فقط بفضل الدين الإلهي ولا غير.
جاء الرسول الأكرم بالدين والاتجاه العام، وشدد على المعنويات، لكنه وفّر للناس الأدوات المادية أيضاً. في بعض الحالات قدّم بنفسه مباشرةً العلم للناس أي علم الحياة والعلم الخاص بإدارة شؤون الحياة. وأحياناً حينما كانت الأمور تزداد تعقيداً وتحتاج إلى التخصص كان يأمر الناس بإتقان العلوم والتوفر على المعرفة والنظر في الأشياء والأمور.
القرون الوسطى كانت قرون ظلمات بالنسبة للأوربين وقرون تألق العلم بالنسبة للمسلمين. الأوروبيون يكتمون هذه الحقيقة، والمؤرخون الغربيون لا يذكرونها، وقد تعودنا نحن أيضاً على ذلك وصدّقناه.
القرن التاسع عشر الذي مثّل ذروة البحوث العلمية في العالم الغربي كان قرن فصل الدين وإقصائه عن مسرح الحياة. وقد تركت هذه الفكرة بصماتها في بلدنا أيضاً، وأرسيت الدعائم الرئيسية لجامعاتنا على أساس غير ديني. علماء الدين أعرضوا عن الجامعات، والجامعات بدورها أعرضت عنهم وعن الحوزات العلمية.
الذين يقولون تحت عناوين نصرة الدين أن الدين يجب أن لا يتدخل في الشؤون السياسية، لا يعلمون أن هذه هي الحيلة الجديدة للإعلام الاستكباري والاستعماري ضد سيادة الإسلام وتجديد حياته. طبعاً، فكرة فصل الدين عن السياسة مطروحة منذ قرون. طرحها أولاً المستبدون العتاه الذين قبضوا على زمام المجتمع بطريقة استبدادية، وأرادوا أن يفعلوا كل ما يحلو لهم بالشعب والبلاد بكل حرية، ومن البديهي أنهم لم يرغبوا في تدخل أحكام الإسلام والمنادين بها في شؤون الحكم. لذلك يعد الحكّام والسلاطين المستبدين طليعة الفكرة المضللة القائلة بفصل الدين عن السياسة.
احدث الاخبار

في ذكرى استشهاد السنوار .. حماس: جذوة طوفان الأقصى لن تخبو

الشهيد على طريق القدس الحاجّ محمّد عفيف النابلسي

قائد الجيش الايراني: حرب الـ 12 يوما علمتنا درسا يعادل 12 عاما

صورة الشهادة

الشيخ نعيم قاسم: المقاومة خيار تربوي أخلاقي ثقافي جهادي سياسي

حركة أنصار الله اليمنية تهدد كيان الاحتلال إثر عدوانه الجديد على لبنان

حمدان: لن يقبل أي فلسطيني بتسليم السلاح وشعبنا أحوج ما يكون للسلاح والمقاومة

السيد الحوثي: طوفان الأقصى محطة فارقة في جهاد الفلسطينيين.. العدو الاسرائيلي فشل بشكل تام

بيان الإمام الخامنئي إلى المؤتمر الوطني الثاني والثلاثين للصلاة

قائد الحرس الثوري: أي خطأ في حسابات العدو سيُقابل برد حاسم
الاكثر قراءة

أحكام الصوم للسيد القائد الخامنئي

ما أنشده الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري في حق الإمام الخامنئي

أربعون حديثاً عن الإمام الكاظم (عليه السلام)

أربعون حديثا عن الإمام الهادي (ع)

مختارات من كلمات الإمام الخامنئي حول عظمة السيدة فاطمة الزهراء(عليها السلام)

مبادئ الإمام الخميني العرفانية

أربعون حديثاً عن الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام)

ماذا يقول شهداء الدفاع عن العقيلة؟.. الشهيد السيد إبراهيم في وصيته: لقد ذهب زمان ذل الشيعة+ صور

شهيد المحراب (الثالث) آية الله الحاج السيد عبد الحسين دستغيب

تقرير مصور عن شهداء الحجاز الذين استشهدوا في جبهات الحرب المفروضة على الجمهورية الإسلامية