القائد والتأكيد على أصلي العزة والاستقلال

الكلمة التاريخية لسماحة قائد الثورة الاسلامية المباركة الامام السيد على الحسيني الخامنئي في جماهير طلبة المدارس والجامعيين اتسمت بأنها وضعت شبابنا الصاعد أمام جملة من الحقائق المرتبطة بالصراع القائم بين الجمهورية الاسلامية الايرانية وأميركا المستكبرة، كما حملته مسؤولياته الخطيرة في مضمار حماية المكاسب والانجازات الرائعة التي تحققت بفضل الصمود الخارق الذي أبداه الايرانيون شعبا وحكومة وبرلمانا ومؤسسات وتيارات على مدى ثلاثة عقود من الزمن.

اللافت أن هذه الكلمة القيت عشية ذكرى «13 آبان» 3 تشرين الثاني/نوفمبر يوم احتلال وكر التجسس (السفارة الأميركية) في طهران والذي سمي باليوم الوطني لمقارعة الاستكبار العالمي أمام الآلاف من تلاميذ المدارس والطلبة الجامعيين الذين يحتفلون أيضا في هذا اليوم ب «عيد الطالب».

ولذلك حرص سماحة الامام الخامنئي (دام ظله) على تقديم الصورة الواضحة للجيل الثالث من عمر الثورة ولاسيما في ما يرتبط بأسباب التجاذب المتواصل بين ايران وأميركا طيلة الفترة الماضية... الأسباب التي يحاول الأعداء التغطية عليها أو تمويهها بهدف تضليل أبناء الشعب الايراني الذين ينبغي لهم أن يحملوا مستقبلا أمانة الدفاع عن نظامنا الاسلامي الرائد باعتباره أمل الشعوب المستضعفة والمتطلعة الى الحرية والانعتاق من الاستكبار الظالم في أنحاء الأرض.

وقد أعاد سماحته الى الأذهان أن انتصار النهضة الاسلامية بقيادة الامام الخميني الراحل (قدس سره) وانهيار صرح الاستكبار في ايران إنما حصلا بفعل الدور المسؤول لجيل الشباب الذي استطاع أيضا تحمل أعباء الصمود والمقاومة بوجه القوى الاستكبارية خلال السنوات الثمان من فترة الدفاع المقدس مسجلا بذلك معجزة النصر لصالح الشعب الايراني الذي ظل وفيا لمبادئ الثورة والنظام وملتزما بتوجيهات زعيم الأمة الراحل (رض) حتى آخر المشوار.

وبهذه المقاربة الزمنية والعقيدية والأخلاقية أراد القائد الخامنئي تفنيد كل التصورات الزائفة والمزعومة عن الولايات المتحدة وما يشاع عن أنها انموذج للحضارة والتقدم والديمقراطية والحريات على خلفية ما ارتكبته أميركا من مظالم وإساءات ومضايقات ضد ايران منذ نحو ثلاثين عاما وحتى يومنا هذا الى جانب ما نفذته من فظائع وأعمال ارهابية دولية على مستوى الشرق الأوسط والعالم أجمع.

فالنظام الأميركي ناقم علينا لأننا حررنا ايران من هيمنته وأخرجنا البلاد من سيطرته كقاعدة كان يستخدمها لتكريس أطماعه الجشعة في نهب ثروتنا النفطية ومصادر الطاقة للبلدان الأخرى في الشرق الأوسط.

والنظام الأميركي حاقد علينا لأننا قطعنا عليه الطريق لمواصلة الظلم والاستعباد بحق الشعوب الاسلامية والعربية الأخرى في المنطقة.

والنظام الأميركي يستشيط غضبا علينا لأننا تجاوزنا أصعب الضغوط والشدائد ومع ذلك فقد حافظنا على استقلالنا في شقيه السياسي والاقتصادي كما وحققنا مكتسبات علمية وصناعية وتسليحية رائعة رغم كل أنواع التضييق.

والنظام الأميركي ضائق ذرعا بنا لأن تهديداته وعنجهياته التي استخدمها ضد ايران ذهبت أدراج الرياح ولم يقم شعبنا لها أي وزن بل كانت باعثا على مزيد من التلاحم والتكاتف والالتفاف حول قيادتنا الربانية الرشيدة.

والنظام الأميركي يتميز غيظا علينا لأن صمودنا واقتدارنا المثاليين افقداه اعتباره أمام العالم لاسيما لدى الشعوب الغربية التي هي الأخرى صارت تتعرف على زيف الادعاءات المسوقة أميركيا في مضمار الحريات المدنية والدفاع عن حقوق الإنسان.

والنظام الأميركي يتآكل في داخله حسداً وحقداً لأننا في ايران عاقدون العزم على تجاوز جميع الخلافات الفرعية ونبذها وراء أظهرنا والتأكيد على مواصلة مسيرة الاستقلال والشموخ والتالق والأخذ بنواصي العلم والقوة والمنعة والعزة والكرامة حتى وإن كانت معقودة في أعلى القمم أو معلقة في النجوم.