أهمية الأدب العربي لدى الإمام الخامنئي

نقلا عن الموقع الالكتروني لقائد الثورة الإسلامية : الأستاذ محمد علي آذرشب أحد الأساتذة الشهيرين في اللغة والأدب العربي في إيران. ويحمل دكتوراه الثقافة واللغة العربية والعلوم القرآنية من كلية الإلهيات والمعارف الإسلامية. وهو أستاذ جامعة طهران وله أكثر من 80 كتابا مترجما ومؤلفا وكتب أكثر من 150 مقاله تخصصية في الصحف.

وقد أُجريت معه مقابلة على هامش معرض طهران الدولي للكتاب الذي اختتم فعالياته أخيراً لكونه مترجما لقائد الثورة الإسلامية.

ويقول: إن شخصية قائد الثورة الإسلامية يجب التعرف عليها على أساس المحاور الثقافية لهذه الشخصية لتتضح معالمها وآثارها في العالم الإسلامي وخاصة العالم العربي.

وأضاف: إن سماحة القائد يهتم (بالأدبيات) في القضايا الثقافية. والأهم من ذلك انه لم يكتف بالأدب الفارسي بل اهتم بالأدب العربي أيضاً. وذات يوم التقى الشاعر العربي الكبير محمد مهدي الجواهري بسماحة القائد. وعندما عرف هذا الشاعر العربي الكبير الذي كان يبلغ من العمر 94 عاما بأن القائد، يحظى بمعلومات ودراسات واسعة وأنه قرأ ديوان ومذكرات الجواهري بشكل كامل ودقيق، استغرب وقال: (إن عهد صاحب بن عباد وابن عميد قد عاد إلى إيران). ونعرف أن هذين الوزيرين والحاكمين كانا لهما اهتمامات كبيرة بالأدب.

وإضافة إلى الجواهري، فإن القائد يعرف العديد من الشعراء في العالم العربي.

والأهم من ذلك أن سماحته يبدي اهتماما أيضاً بالأدب الأوروبي. وقد سمعتُ منه أنه ربما ليست هناك رواية غربية أو شرقية (أي من أوروبا الغربية أو أوروبا الشرقية) مترجمة إلى اللغة الفارسية لم أُطالعها. لقد قرأت كلها.

وقبل سنوات قام سماحته بزيارة إلى مدينة الأهواز. وأحد الأشياء التي كان يرغب سماحته أن تتم خلال الزيارة هو استقباله للشعراء العرب في الأهواز. وعندما علم الشعراء العرب بأن القائد حريص على لقائهم توجهوا من كل من مكان إلى الأهواز. وعُقِدَت جلسة توليتُ أنا إدارتها. ولم استطع السيطرة على المشاعر التي سادت الجلسة لأن شعراء خوزستان تلا كل منهم قصيدة في الجلسة.

وأحسست أنه إذا ما أُريد تلاوة جميع القصائد فإننا سنكون بحاجة إلى ثلاثة أيام فيما كان لدينا ثلاث أو أربع ساعات من الوقت. لقد ظننت بأن القائد منزعج لكني شاهدت أن سماحته مرتاح للغاية من كل هذه المشاعر التي كانت تبدي للإسلام والثورة وأهل البيت. وعندما التقيته في اليوم التالي قال سماحته إن الجلسة كانت جيدة جدا وأثنى عليها.

وأتذكر جلسة أدبية أخرى عقدت على هامش مؤتمر دعم الشعب الفلسطيني. وعلى هامش اللقاءات الرسمية، طلب القائد استقبال الشعراء الذين شاركوا في هذا المؤتمر. واستمر اللقاء مدة ست ساعات أصغى سماحته خلالها إلى أشعارهم، وأبدى وجهات نظر نقدية وتحدث إليهم. وبعد أن انتهت الجلسة تناول سماحته العشاء معهم. لقد كانت الجلسة تاريخية بحيث أنه عندما عاد الكثير من الأدباء اللبنانيين إلى لبنان كتبوا مقالات رائعة حول هذه الظاهرة وقالوا إنهم لم يكونوا يتصوروا أبداً بأن يجلس قائد الثورة الإسلامية ست ساعات للاستماع إلى الشعر والثقافة رغم انشغالاته ومسؤولياته. وقد وصلت بعدها رسائل عديدة إلى سماحة القائد.