الإمام الخامنئي: إن نبوغ الشهيد السيد مصطفى الخميني ومكانته العلمية كان سبباً لإغناء الساحة الجهادية.

 

وكالة أنباء فارس الإيرانية: إن في هذا الحوار التاريخي تجليات خاصّة من ذكريات الإمام الخامنئي (حفظه الله) حول سيرة ـ هذا العزيز ـ ابن الإمام الراحل على المستويين الفردي والاجتماعي, وكذا يشمل تحليلاً مفصّلاً عن دوره في توجيه وإرشاد الحركة الإسلامية.

 

مستهل الكلام:

 

ما ستقرؤونه هو نصّ الحوار الذي أجرته الوكالة المذكورة مع سماحة قائد الثورة الإسلامية بتاريخ: (20/7 / 1367ش) (الموافق لعام: 1988م) ويدور موضوع الحوار حول السلوك العلمي والعملي للشهيد السيد مصطفى الخميني (قدّس سرّه).

 

إن هذا الحوار الذي تم إجراؤه في ذلك التاريخ نُشر بشكل محدود وكان ـ إلى الوقت الراهن ـ بمنأى عن نظر المحققين, وهو يضمُّ مجموعة تجليات خاصة من ذكريات احتفظ لنا بها الإمام الخامنئي حول سيرة ابن الإمام العزيز السيد مصطفى على الصعيدَيْن الفردي والاجتماعي. كما في هذا الحوار تحليلات شاملة حول دوره في  توجيه وإرشاد النهضة الإسلامية.

 

من جهة أخرى هذه الذكريات تشكل دليلاً واضحاً على عمق العلاقة والعاطفة الصادقة بين شهيدنا الغالي وقائد الثورة الإسلامية.

 

(نرجو أن تنال رضاكم)

 

* نرجو من سماحتكم أن توضحوا لنا منذ متى تعرفتم على الشهيد وفي أي مكان؟

 

بسم الله الرحمن الرحيم, معرفتي بالمرحوم الشهيد السيد مصطفى الخميني رحمة الله عليه، منذ فترة طويلة؛ أي إني كنت أعرفه قبل ذهابي إلى مدينة قم للتحصيل العلمي؛ لقد كان طالباً فاضلاً وكان لسنين طويلة يأتي في فصل الصيف إلى مشهد، وكنت أراه هناك وأعلم أنه من أهل الفضل والإيمان والنبوغ الفكري, ومن ثمّ عندما أتيت إلى قم صارت معرفتي به عن قرب أكثر، ولكن لا أتذكر بالضبط أين ومتى كانت هذه المعرفة, الذي أتذكره أنه في الأشهر الأوائل أو أوائل السنة التي جئت بها إلى قم, وكانت هذه المعرفة عميقة جداً ومتعددة الجوانب.

 

لقد كان يأتي مراراً إلى غرفتي في مدرسة الحُجّتية، وكان غالباً ما يكون برفقته شخص أو أكثر من أصدقائه؛ وقد استفدت كثيراً من سيرة هذا الرجل الجليل وسلوكه.

 

* حبذا لو تحدثونا عن صفاته الأخلاقية؟

 

كان يمتاز بأخلاقيات عالية وخاصّة، فكان زاهداً، ولم يكن يهتم بالظواهر والزخارف الدنيوية، وعلى عكس الكثير من أترابه في الحوزة الذين كانوا يتمتعون بالشهرة الواسعة بسبب آبائهم المعروفين في الوسط الحوزوي فكان هؤلاء ـ لكونهم من أبناء المراجع ـ يختلف البعض منهم عن سائر الطلبة من حيث لباسهم وتحركاتهم وذقونهم ومنازلهم وغير ذلك، فهم معروفون بين الناس ولهم حيثية خاصة, بينما لم يكن الشهيد رحمة الله عليه بهذا الشكل مطلقاً ولم يستفد من كل هذه المظاهر, فلا لباسه ولا حذاؤه ولا عباءتُه ولا حياته الخاصة ولا حتى بيته؛ لم يكن يستشف في أيٍّ منها أيَّ شكلٍ من التفاخر لكونه ابن الإمام الخميني (قدّس سرّه).

 

[التفاصيل pdf]