9/2/2009م

 

مقدم البرنامج: علاء رضائي  

 

سماحة حجة الإسلام والمسلمين الشيخ محمد جواد علي اكبري

 

مساعد رئيس الجمهورية، ورئيس المنظمة الوطنية للشباب

 

علاء رضائي: السلام عليكم مشاهدينا الكرام ورحمة الله وبركاته، احييكم في هذه الحلقة من التغطية الخاصة التي نقوم بها مناسبة عشرة الفجر وذكرى انتصار الثورة الإسلامية في إيران. موضوعنا لهذه الليلة سيكون حول وعي الشباب وثقتهم بالنفس، نستضيف في الاستوديو سماحة حجة الإسلام والمسلمين الشيخ محمد جواد علي اكبري مساعد رئيس الجمهورية، ورئيس المنظمة الوطنية للشباب، اهلاً ومرحباً بك سماحة الشيخ في الاستوديو وفي قناة الكوثر ومشاهدي الكوثر، بداية ابارك لكم عشرة الفجر المباركة وذكرى انتصار الثورة الإسلامية، كلمة قصيرة لمشاهدينا، ابدأ البرنامج.

 

سماحة الشيخ محمد جواد علي اكبري: بسم الله الرحمن الرحيم، انا ايضاً اشعر بالسرور كوني معكم واتوجه بالشكر والتحية الى المشاهدين الافاضل واشكركم على اتاحة هذه الفرصة وانا ايضاً اغتنم هذه الفرصة لتوجيه تهنئة بمناسبة عشرة الفجر ذكرى انتصار الثورة الإسلامية، اتمنى للجميع السعادة والسلامة.

 

علاء رضائي: اهلاً بكم سماحة السيد واهلاً بكم مشاهدينا الكرام، ابدأ حلقة هذه الليلة بهذا التقرير الذي اعده الزملاء.

 

تقرير معد البرنامج:

 

كان الشباب في طليعة الذين آمنوا ببعثة نبي الرحمة (صلى الله عليه وآله وسلم) ومع ظهور الرسالة المحمدية ترسخ حضور هذه الشريحة في مختلف سوح الثورة التوحيدية للإسلام. واقبل هؤلاء على عقيدة متناغمة مع الفطرة الانسانية. هذا المشهد لمسه الشباب في حفظ كرامتهم وعزتهم وهويتهم الدينية في نهضة الثورة الإسلامية التي ركزت على الدور الطليعي والاساسي للشباب في بلورة انتصارها، فطوت بهم مرحلة من التضحية والاستبسال في سبيل الدفاع عن القيم والمبادئ الإسلامية الاصيلة، وحقيقة الامر ان الجذور الرئيسية للثورة الإسلامية الإيرانية كانت مغروسة في عمق القلوب الطاهرة والضمائر النيرة للشباب، ولعل ذلك هو الذي جعل هؤلاء الشباب يتفاعلون مع ارهاصات الثورة وغليانها في لحظاتها الاولى واعرضوا عن مباهج الدنيا الفانية وخاضوا مقاومة بطولية يعتد بها ضد الهجوم الشامل للشياطين وابالسة العصر، وطالبوا باصرار قوي على سيادة القيم الإسلامية والالهية في الوطن الإيراني الإسلامي العزيز، ولا يخفى ان الاشعاعات الساحرة لشخصية الإمام الراحل (رضوان الله تعالى عليه) وقيادة هذا الرجل على نهج الرسل كانت الاكثر تأثيرا على بلورة معالم الشخصية للشباب في إيران، اجل، ان قيادة الإمام الراحل مهدت الطريق أمام خلفه الصالح قائد الثورة الإسلامية لتنشئة جيل آخر من الشباب السائر على طريق الدفاع عن القيم الالهية والانسانية، اجل، لقد رفع هذا القائد بصلابة اكبر الراية التي رفعها الشباب في انتفاضة الخامس عشر من خرداد عام (1963) الموافق لبهمن عام (1979)، واليوم نرى الشباب الإيرانيين اضحوا ببركة نظام الجمهورية الإسلامية وفي كنف الهداية الإسلامية والثورية قدوة للشباب المسلم في بقاع اخرى من الارض. ان الحضور الفاعل للشباب في مختلف ميادين العلم والمعرفة والادارة من المفاخر الكبرى التي تحققت في إيران خلال السنوات الاخيرة وبالتالي فقد ذاع بفضل ذلك صيت العلماء الشباب الإيرانيين في جميع ارجاء المعمورة، واليوم يتقدم الشباب الإيرانيون المسلمون بخطوات واعدة وعظيمة وبروح تتدفق حيوية وفاعلية لفتح قيم الرقي والتقدم والارتقاء الى اعلى درجات العلم والمعرفة معتمدين على ايمانهم ونبوغهم الذاتي.

 

علاء رضائي: اعزائي المشاهدين كان هذا تقريرا حول دور الشباب في الجمهورية الإسلامية، ارحب بكم ثانية حجة الإسلام علي اكبري، من هم الشباب اساساً؟

 

سماحة الشيخ محمد جواد علي اكبري: الشباب هم الرأسمال الاساسي لكل بلاد وقرة عين كل اسرة وانهم يعتبرون اللذين يصنعون المستقبل، ولحسن الحظ اننا في الجمهورية الإسلامية الإيرانية لدينا هذه الميزة اننا من اكبر دول العالم شبابا (36%) من سكان هذا البلد هم من الشريحة الشبابية بين (14 الى 29) عاما.

 

علاء رضائي: هل هذا نقطة قوة في إيران في الجمهورية الإسلامية ام انه واحدة من القضايا التي قد تؤدي الى مشاكل لاحقة.

 

سماحة الشيخ محمد جواد علي اكبري: على الرغم من وجود الاماني السامية والخطط والبرامج المناسبة بالتأكيد ان ذلك فرصة استثنائية وفريدة من نوعها بالنسبة للبلاد هذه البلاد التي تتابع اهدافا وتطلعات سامية وتتابع أهدافا مهمة وتحتاج الى الجرأة والاقدام والمثالية والتحمل الصعب والسرعة وان هذه الميزة بالتأكيد تتيح فرصة جيدة لهذا البلد للتحرك السريع باتجاه الاهداف ولكن في نفس الوقت وكما اشرت ان ايضا هناك مجموعة مكن التطلعات والتوقعات تترتب ايضا على هذه الميزة خاصة سيكون على كاهل مسؤولية المجتمع لان المجتمع الشاب يعني مجموعا كبيرة مكن متطلباته الجادة متطلبات فكرية، نقدية، او متطلبات فيما يتعلق بتأسيس او تشكيل الاسرة او متطلبات اقتصادية كتوفير فرص العمل او السكن.

 

علاء رضائي: الشباب من خلال هذه النظرة وسيلة ام غاية.

 

سماحة الشيخ محمد جواد علي اكبري: في اعتقادي انهم هدف وهذا يقوم على ركيزة هي النظرة الالهية وفي النظرة الالهية ان الانسان هو الهدف نمو هذا الانسان ازدهار هذا الانسان وسعادته وكل ما الى ذلك في المجتمع من منظمات واجهزة والامكانيات كلها يجب ان تسخّر في طريق تفتق هذه المواهب وهنا اريد ان انقل عبارة جميلة من قائدنا الحكيم آية الله الخامنئي في ما يتعلق بالشباب والدور الذي كان للإمام في هذا الوسط، عبّر عنه انه فتح الفتوح، الإمام وهو ذروة اشعاع حركة الإمام هو عبارة عن تربية الشباب اللائقين لايصالهم الى هدف.

 

علاء رضائي: اعيد السؤال ولكن بطريقة اخرى، في مقابل السرعة، الشجاعة، التضحية، غيرها من الصفات التي ذكرتموها فيما يتعلق بالشباب، ما الذي يعطيه النظام الإسلامي للشباب؟

 

سماحة الشيخ محمد جواد علي اكبري: ان اهم شيء حدث واقترن مع الثورة الإسلامية هو في الحقيقة هو نوع من سعادة الهوية لدى الشباب، طبعا ان المجتمع باسره خاصة الشباب اقصد، نحن كانت هويتنا كان عليها الغبار بعد قرون وسنوات طويلة من وجود حكومات مرتبطة والذين كانوا لا يعرفون هذه الهوية ولا يثقون ولا يعتمدون عليها وكانوا يتأثرون بالمدارس الدخيلة وبالافكار اللقيطة وكما تعلمون ان التيارات الاستكبارية او المستكبرة هي التي جعلتنا نقف على فاصلة ومسافة كبيرة من هذه الهوية الحقيقية ولكن الثورة الإسلامية كانت في الاساس لازالة هذا الغبار وايجاد الصحوة وبينت جذورنا وسوابقنا واصالتنا وعرفتها علينا من جديد وان هذا الحدث الكبير ترك تأثيره الاكبر على جيل الشباب، انا ايضا من نفس الشباب الذين خاطبهم الإمام العظيم في عام (1963) قالوا له من هم رفاقك ومع من تريد ان تتقدم باهدافك؟ قال الإمام ان رفاقي هم في المهد وان جيلنا عندما انتصرت الثورة الإسلامية الإيرانية كنت في عمر الرابعة عشر او الخامسة عشر على ما اذكر وكنا نعم من نفس اولئك الاشخاص الذين وعد الإمام بمجيئنا وكنا خضعنا لتأثير الإمام وللتعاليم الإسلامية ولفتوة الإمام وامانيه وتطلعاته جيلنا طبعاً، ولبى تربية جادة للإمام وهذا طبعا يعود الى التربية الالهية للإمام بالاضافة الى الشجاعة والروح الحماسية والملحمية لدى الإمام وعوامل اخرى على اي حال اعتقد ان ذلك كان نوعا من الصلة بالملكوت، جيل الشباب، وحسب تعبير الإمام عظيم الشأن هو اقرب الى الملكوت واقرب الى الله وله قلب شفاف وله استعداد اكثر لالتقاط النداءات الالهية وبما ان الإمام هو ايضا كان يمثل نفس هذه الشريحة ولذلك كان التجاوب معه من قبل الشباب اكثر فاكثر وانا اتذكر من تلك العبارة التي قالها نبينا (صلى الله عليه وآله وسلم) قال عندما بعثني الله (سبحانه وتعالى) يبدو ان المجتمع، حالفني الشباب وخالفني الشيوخ. الحقيقة ما قال انه اراد ان يشير الى مسايرة الشباب له، نفس هذا الشيء حدث بالنسبة للإمام والحلقة الاساسية لرفاقه كانت الشباب، والشريحة الشبابية كانت اول من استجابت لدعوة الإمام وذلك ينم عن صفاء باطن هؤلاء الشباب وهذا العهد الملكوتي واستعدادهم لالتقاط التعاليم والنداءات الالهية.

 

علاء رضائي: لكن هذا هو ديدن لربما كل الثورات او كل الرسالات الشباب كما ذكرتم هم الانقى هم الاقرب الى الفطرة لذلك يلتحقون بها دون حسابات مادية اخرى، لكن فيما يتعلق بالشباب سماحة الشيخ، هل تعترف الثورة بحاجة الشباب المادية الغرائزية كيف تنظر الى هذا الجانب.

 

سماحة الشيخ محمد جواد علي اكبري: لحسن الحظ في النظام الجمهوري الإسلامي قد توصلنا حاليا اونتبنى برنامجا شاملا في تنظيم او تأطير الشريحة الشبابية خاصة منذ اواسط العقد الثاني من الثورة قبل خمسة عشر عاما وان جميع مسؤولين البلاد اصبحوا يدركون انه لابد لادارة شؤون الشباب وجود خارطة واضحة ووجود برنامج واضح، ووضعت التصاميم الاولية وتأسست منظمتنا باسم منظمة الشباب وكلفت بدراسة ومعرفة اوضاع الشباب بصورة افضل واستخدام الطاقات العلمية والبحثية في البلاد في الجامعات وفي الحوزات العلمية لهذا الغرض والاستفادة من المفكرين والشخصيات الاخرى كل هذه العوامل تكاتفت مع بعضها ونحمد الله ونحن في هذه اللحظة باستطاعتنا ان نقول ان هناك برنامج واضح وشفاف لتنظيم وتأطير شؤون الشباب وهذا البرنامج الشامل هو يعتبر حاليا الوثيقة الاساسية لتنظيم الشباب في البلاد يتضمن في داخله ثلاثة عشر برنامجاً آخر اذا اردت ان اذكر بعض النماذج على سبيل المثال البرنامج الوطني للارتقاء بهوية الشباب وايضا البرنامج الوطني لتشكيل الاسرة وزواج الشباب والبرنامج الوطني لاوقات فراغ الشباب وتنظيم هذه الاوقات وايضا البرنامج الوطني لسكن الشباب والبرنامج الوطني لتوفير فرص العمل للشباب والبرنامج الوطني لسلامة الشباب وايضا البرنامج الوطني للضمان الاجتماعي وترفيه الشباب وما الى ذلك ثلاثة عشر برنامجا لدينا وكل برنامج يتم تطبيقه بصورة شاملة طبعا ان هذه الامور قد وضعت تصاميمها واجريت الدراسات اللازمة وحسب الخطة العشرينية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية ادمجت هذه النقاط وكلفت كافة الاجهزة لكي تعمل وتقدم الخدمات خاصة مثلاً موضوع تشكيل الاسرة ومهام تلك الاجهزة وهذه الاجهزة يجب ان تعمل باتجاه تنظيم، استطيع ان اقول هناك توزيع للمهام توزيع وطني للمهام وقد تحقق ذلك.

 

علاء رضائي: اعزائي المشاهدين نأخذ اتصالا هاتفيا من الاخ دانيال من النرويج، تفضل دانيال.

 

المتصل الاخ دانيال من النرويج: مساء الخير سيدي.

 

علاء رضائي: مساء النور اهلا بك.

 

المتصل الاخ دانيال من النرويج: طبعا سأختصر بدقيقة المداخلة اولاً يا سيدي من خلال قراءة استعراضية انا شاب، الشباب مليء بالحماس والقوة ويعرفها كل من هو من العشرين حتى الثلاثين هذه الذروة، ولكن الإمام روح الله الموسوي (قدس سره الشريف) الدليل على اهمية الشباب في حياته ومسيرته الشريفة انه طلاب المدارس والحوزات العلمية في إيران قد شاركوا في الثورة الإسلامية، ايضا بالامس استضفت شابا وهو وزير للصحة وضيفك الكريم الآن عمره تقريبا (34 او 35) فاهتمامه عندما بدأت الثورة باحداث المنجزات العلمية وخاصة الجامعات لاستحصال العلوم ما نشهده الآن من انجازات علمية وطبية وتكنولوجية، ولكن سيدي في النهاية في عشر ثواني، بالمقابل يا سيدي في بعض الدول الواقعة على الخليج الفارسي هذه الدول مع الاسف ماذا خرّجت لنا من شباب؟! قنوات فضائية تدعو للرذيلة والمجون والكليبات ويخرج لنا شباب ميوعة وليست هنالك خشونة ومستوى هابط وتعرف لماذا الفرق؟ لان القائد الراحل والقيادة الحالية في إيران وجميع ما يخرج من خيرات هذا البلد لتطوير البلد واما في هذه الدول فلهم في حسابات خارجية شتان يا سيدي، شتان الثروة والثرية وبين يفعل لله ولشعبه وبين من يفعل لنفسه والشيطان.

 

علاء رضائي: دانيال من النرويج شكرا لك على هذه المداخلة، هو قدّر عمرك بأقل سماحة الشيخ، لم يجد الحساب جيدا، صحيح.

 

سماحة الشيخ محمد جواد علي اكبري: نعم.

 

علاء رضائي: نعود الى الحديث عن الشباب لربما في فترة بداية الثورة كان دور الشباب واضحا جدا في ادارة شؤون الدولة ثم جئنا الى ما بعد ذلك يمكن القول شاهدنا فتورا في حضور الشباب او ان الذين كانوا شبابا كبروا وشاخو بعض الشيء، اليوم في الحكومة التاسعة نشاهد هذا الاتجاه ثانية نحو الشباب، ما هو السبب.

 

سماحة الشيخ محمد جواد علي اكبري: اعتقد انك اشرت الى نقطة في غاية من الدقة، الثورة انتصرت على ايدي الشباب وكما تفضلت ان الشباب الموجودين في الساحة وعلى ضوء نوع نظرة الإمام وثقته بجيل الشباب دخل هذا الشباب الى السوح التنفيذية في البلاد وبعد ذلك ان نفس هؤلاء الشباب بقوا وظلوا في المهام وكما قلت كبروا ولكنهم اكتسبوا تجارب في الادارة وبالتأكيد ان ذلك يعتبر رأسمال وطني اثبتت دراسة اننا ولمواصلة ومتابعة اهداف الثورة الإسلامية يجب علينا ان نفتح بالحلقة المغلقة في الادارة صحيح ان هؤلاء هم ايضا ابناء الثورة وهم الذين وفروا الارضيات لهذه الثورة وقدموا واستبسلوا وقدموا وتفانوا وكان لهم دور ولكن يبدو ان هذه الحلقة المغلقة يجب تفتح، الدكتور الرئيس احمدي نجاد اعلن عن هذه النقطة خلال الانتخابات ونزعته نحو الشباب وثقته واعتداده بالشباب في هذا الجيل وايداع السلطة والمهام اليهم وهذا قد تحقق والحمد لله، اعتقد ان حكمة وفلسفة هذا التوجه هو ان نضع البرامج بالشكل الذي نستطيع ان نضمن توصل الادارة المحمدية في هذا البلاد وتكون الحركة بصورة مستمرة ويدخل الشباب دائما الى سوح العمل ويتبوؤوا المهام على ان يكون الكبار سواء ضمن مجلس الخبراء او مجالس اخرى يكونوا مشرفين عليهم.

 

علاء رضائي: اذن عودة الشباب الى ساحة العمل السياسي والى ادارة الدولة، برأيك هو عودة للجذور استنهاض لمفاهيم الثورة مرة اخرى، العديد كان يتصور ان الشباب بعد ثلاثين سنة بعد ثلاثة عقود من الثورة هناك رفاه وهناك ارتفاع في مستوى التعليم في مستوى الدخل وما شابه ذلك، سوف يتجه الى امور اخرى سيطغى عليه الرفاه يبعده عن الحالة الثورية يبعده عن حالة النهوض المثابرة، يتجه الى ما اتجهت الشعوب الاخرى.

 

سماحة الشيخ محمد جواد علي اكبري: لحسن الحظ ان وجود اهداف كبيرة جدا واهداف متقدمة ومتناغمة مع الفطرة الانسانية وهذه ميزة الثورة الإسلامية، هذه الامور ادت الى القضاء على هذه الآفة الخطيرة وانك اشرت اشارة دقيقة ان هذه الآفة دائما تلتهم الثورات لكن مجتمعنا كان مصونا من هذه الآفة ولم تتمكن من ان توقع بشبابنا وتصد طريق استمرار الثورة وكما تلاحظون اليوم ان اهداف الثورة الإسلامية وبنفس تلك المعنويات في بدايات انتصار الثورة مازال هناك تواصل مع هذه الاهداف ربما ان السر الاساسي لهذا النضج والنشاط الثوري الذي نلمسه ونشاهده واليوم في مجتمعنا يعود الى الطبيعة او الميزة والماهية الالهية للثورة، هذه الثورة هي في الواقع تحول الهي وانما عرف بالنسبة لنا كهدف ليس هدف بسيط، وليس هدفا قريبا حتى نقول عندما نصله ستنتهي هذه الاهداف، ان هدفنا النهائي هو باذن الله تعالى ان نوفر ارضية تطبيق العدالة العالمية، ان الهدف الذي وضعناه اليوم للشباب في إيران هو ان نفكر بالشباب وبسعادة كل الانسانية وبسعادة وهدوء والسلم والحياة المفعمة بالنشاط والخير لكل البشرية وهذه هي التعاليم الواضحة الإسلامية هي التي تطلب منا هذا الشيء وهي نابعة ايضا من افكار الإمام المهدي (عج) وسيتحقق ذلك بالكامل بعد ظهور الحجة، والمسافة مازالت طويلة أمامنا ولكننا نسعى للابقاء على الشباب في هذا الوضع، وانتم تعلمون ان هناك اعداء يتربصون بنا ويوميا يقومون بمؤامرات ودسائس مختلفة ضدنا ولكن وجود تصميم وخطة دقيقة وهداية وقيادة القائد بالتأكيد كان لهما الدور الكبير للتصدي لهذه المؤامرات، انتم تعلمون ان التعريف الخاص الذي وضع لشبابنا هو نقل هؤلاء الشباب الى ساحة الجهاد العلمي لاننا في مرحلة كنا في الجهاد العسكري والدفاعي، وايضا بعد ذلك جاء دور الجهاد في الاعمار واجتزنا هاتين المرحلتين وان المناخ العام السياسي في البلاد ايضا قمنا باختبار عاد النشاط ولكننا بدأنا وصلنا الى نقطة البداية الاساسية للجهاد العلمي وهذا سنتابعه في العقد الرابع من انتصار الثورة الإسلامية ويجب ان تشهد البلاد ازدهارا شاملا علميا واخلاقيا باذن الله تعالى.

 

علاء رضائي: سؤال من نمط آخر سماحة الشيخ، يعني انتم خططتم لجميع المجالات التي يمكن للشباب ان يدخلوها ويعملوا فيها او يعيشوها مثل الاسرة والعمل وما شابه ذلك، هل خططتم للمجالات التي يجب ان تترك على غاربها، بمعنى آخر كل الاشياء الخاصة بالشباب لا يمكن حصرها لربما بالعمل وبالسكن وبالزواج وبالعلم والمعرفة هناك جانب غرائزي هناك جانب لربما شعوري عند الشباب هذه هل خططتم لها ايضا ام تركتموها على حالها.

 

سماحة الشيخ محمد جواد علي اكبري: هناك اهتمام جاد حتى في هذا الموضوع الذي اشرت اليه، نحن وبالتزامن في وقت واحد طبعا نعمل من اجل الاستجابة لمختلف متطلبات واحتياجات الشباب وهذا في اجندة عملنا وهناك مصطلح نقول به تصميم هذه البرامج التي اشير اليها وانت ايضا اشرت اليها ان هذه المشاريع وضعنا تصاميمها على اساس مثل من ثلاثة اضلاع، ضلع منه هو الحاجة حاجة الشباب، والضلع الآخر هو عبارة عن الرغبة، وايضا الثالث هو مصلحة الشباب نستطيع ان نقول ان هناك مصلحة تتشكل من مثلث من مصلحة وحاجة وحرص، وان ما اشرت اليه اعود الى رغبة الشباب خاصة فيما يتعلق بمختلف الغرائز الموجودة لدى الشباب، طبعا نحن القاعدة التي نتبعها هي ان نقدم ردود او استجابات معقولة، الشعب عادة يكون مغامر لديه روح المغامرة والاثارة وهناك ايضا في الروايات ربما يفسر بجنون الشباب وهناك تعابير ايضا في الروايات الواردة الينا، طبعا في عنفوان الشباب عادة هذه الغريزة موجودة وهذه حقائق موجودة ولابد من ان تكون لدينا اسئلة او اجوبة لها ونشعر بالمسؤولية واذا لم نخطط لذلك فان الشباب ولكي يستجيبوا لتلك الحالات ربما سوف يلجأون الى تصرفات غير صحيحة، نحن لا نستطيع ان ندعي بأننا استجبنا لهذه الحاجة بصورة كاملة ولكني اريد هنا ان اقول، نعم، نحن حاولنا لذلك وكانت لدينا خطط وحاليا هناك اهتمام كبير في مجتمعنا بأمر الرياضة خلال هذه السنوات وايضا مختلف فروع الرياضة وايضا نسعى لكي نلفت ونوجه ذهن الشباب الى الاخلاق والمعنويات وايضا في المجالات الفنية ايضا هناك اهتمام في نفس هذه الامور، وايضا هناك عمل جيد قد تحقق وكانت تجربة حلوة جداً للاستجابة لهذه الغرائز الشبابية هو تقديم التدريبات العسكرية والحضور في التمارين العسكرية الكبيرة عادة نختبر ذلك في اطار قوات التعبئة وايضا هناك معسكرات بناء وهذه ايضا كانت تجربة جديدة والطريف ان الكثير من الشباب رحبوا بهذه الفكرة يذهبون على شكل فرق حسب البرامج المعدة لهم ويتوجهون الى مناطق مختلفة مثل المناطق البعيدة والنائية ويقفون هناك ويعملون ويبنون وكل واحد يعمل حسب فرعه التخصصي ويقدم خدماته وهؤلاء ايضا يعملون بنفس ذلك الهياج، الهياج الشبابي.

 

علاء رضائي: سماحة الشيخ، هل واجهت الثورة صعوبة التعامل مع الشابات خلافا للشباب ام انها لربما شعرت بسهولة التعامل معهن في اغلب هذه المجالات التي ذكرتها او هذا المثلث الذي بينته.

 

سماحة الشيخ محمد جواد علي اكبري: فيما يتعلق بالشابات هناك برنامج ايضا لابد من ان نشير اليه، انتم تعلمون انه اثناء الثورة الإسلامية في إيران خصت الفتيات خاصة الشابات منهن، كان كبيراً، إمامنا العظيم الخميني هو أيضا اهتم بهذه النقطة وقال ان الثورة ايضا قدمت الخدمة الاكبر للمجتمع النسوي وتحديدا الفتيات الشابات، ربما اضعاف ما كان فيما يتعلق بهوية الشباب ومعظم هذه الانجازات كانت من حصة ومن نصيب الفتيات الشابات وهن ايضا رحبن بالثورة وبافكار الثورة وساهمن في مختلف الحقول ادبية، سياسية، في الانتخابات بناء البلاد وفي مرحلة الدفاع المقدس، وحاليا ايضا في القطاعات العلمية لهن تواجد كبير نشط وفعّال ومتدفق وايضا هن يبدين رغبة اكبر بالتقاط افكار واهداف الثورة والتفاعل معها، وايضا لهن اهتمام خاص ويتطوعن عادة اكثر من الشباب في التنظيمات الشبابية ربما من الخارج ينظر البعض الى موضوع الحجاب ويعتبر ذلك تحديا او مشكلة لاهداف الثورة مع النساء، ولكنني اريد ان اقول ليس هذا حقيقة اذا نظرنا الى داخل البلاد بشكل عام ليس الى نقاط اخرى اذا نظرنا الى كل البلاد الى جميع المحافظات لان بلادنا مترامية الاطراف واذا نظرنا سائر المدن الصغيرة والكبير ومنظمتنا طبعا تقوم بدراسات وطنية حقيقة الامر ان قضية الحجاب لم تتحول الى تحدي بل ان اقبال السيدات على الحجاب خاصة الشابات هذا الاقبال ساعدنا كثيرا على متابعة اهداف الثورة، صحيح نحن نواجه بعض المشاكل وهناك ضغوط ناتجة عن الغزو الثقافي الاجنبي وايضا تصدعات اجتماعية كثيرة في هذا ولكن مقاومة النزعة نزعة العفاف والنجابة في مجتمعنا الإسلامي لحسن الحظ هذا أدى لكي نذلل هذه المشكلة بسهولة.

 

علاء رضائي: سماحة الشيخ قلت ان (36%) من الشعب الإيراني او من نفوس إيران اليوم هم الشباب، هذه النسبة ليست قليلة يعني اذا ما اخذنا بنظر الاعتبار ان عدد السكان اليوم لربما سبعين او شيء يزيد عن هذا الرقم بقليل، كم من هؤلاء الشباب اليوم في الجامعات كم منهم اليوم في مجالات العمل، كم منهم عاطلين هل لديكم مثل هذه الاحصائيات؟

 

سماحة الشيخ محمد جواد علي اكبري: كما تلاحظون نحن قلنا ان سن الشباب يبدأ في الخامسة عشر والكثير من الدول تعترف بهذا السن واعتقد منذ اربعة عشر عاما حتى السن الثلاثين.

 

علاء رضائي: بمعنى خرجنا من الشباب!!

 

سماحة الشيخ محمد جواد علي اكبري: لكن قلبكم اخضر وفيكم حيوية وشباب. ان هذه الفترة فترة السنوات الخمسة عشرة وكما قلت يشمل خمسة وعشرين مليون نسمة اي (36%) التي اشرت اليها وهذا العدد جزء ملحوظ منه يتلقون الدراسة في المدارس الثانوية والمتوسطات وايضا جزء آخر ملحوظ ايضا يتلقون الدراسات العليا في الجامعات حاليا عدد الطلاب الجامعيين عدد كبير جدا استطيع ان اقول الذين يتلقون الدراسات الجامعية او في المتوسطات والمدارس هناك مجموع هو عشرة ملايين شخص، ايضا هناك شريحة او جزء آخر من شبابنا عندما يصلون الى سن اربعة وعشرين عاما – خمسة وعشرين عاما، جزء كبير وملحوظ من هذه الشريحة من هذه الفئة السنية هم من الاشخاص الذين يعملون في سوق العمل ولهم نشاط علمي او نشاطات اقتصادية وما الى ذلك، ثقافية واجتماعية، او دخلوا الى الحياة واقاموا بتشكيل الاسرة، على اي حال انهم في حياة معتادة وايضا هناك جزء منهم ايضا من الشباب الذكور في خدمة التجنيد خدمة العلم ايضا، وايضا عدد ملحوظ، الدراسات هنا تشير الى انه ولحسن الحظ ان غالبية الشباب في البلاد اما في مراحل الدراسة في الثانويات او الجامعات او في خدمة العلم او في سوق العمل ويعملون في المجتمع ولكن هناك الجزء العاطل عن العمل في الحقيقة هو جزء يحاول النظام بقصارى جهده لكي يحل هذه المشكلة ويدخلها الى العمل والنشاط.

 

علاء رضائي: سماحة حجة الإسلام والمسلمين الشيخ محمد جواد علي اكبري مساعد رئيس الجمهورية ورئيس المنظمة الوطنية للشباب في إيران شكراً لك على حضورك في استوديو الكوثر، نبارك لك عشرة الفجر وذكرى انتصار الثورة الإسلامية مرة اخرى، نأمل ان نلتقيك اكثر في هذه القناة وتطل من خلالها على مشاهدينا ان شاء الله. اعزائي المشاهدين اشكركم انتم لحسن المتابعة حتى لقاء آخر استودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته...