أجرى الحوار: محمود رمك

 

الضيف: آية الله الشيخ محمد علي تسخيري (الأمين العام لمجمع التقريب بين المذاهب الإسلامية)

 

محمود رمك: في العام العاشر للهجرة شهدت الأمة الإسلامية حدثا عظيما وبلاغا من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في موقع سميت بعد ذلك بيوم الغدير. في هذا اليوم بالذات رسول الله (صلى الله عليه وآله) جمع المسلمين وأبلغهم بأمر عظيم. ولكن يبدوا أن اختلفت التفاسير بشأن المراد من هذا الخطاب.

 

الخلاف فيما يتعلق بقضية الغدير ما هي أسبابه وكيف نسقط حادثة الغدير على واقعنا الحالي. وهل يمكن أن تشكل منطلقا للمزيد من الوحدة بين الأمة الإسلامية التي تعاني من الفرقة.

 

محمود رمك: سماحة الشيخ محمد علي تسخيري عشية يوم الغدير على الأجواء التي حاطت بهذا اليوم لماذا اختير منقطة غدير خم. ما هي الأجواء التي رافقت وكم عدد الحضور ويبدوا أن هناك قراءات وخلافات فيما يتعلق بالعدد الذي شهد وسمع مباشرة هذه الواقعة ؟

 

الشيخ محمد علي تسخيري: بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد سيد البشرية وآله الطيبين الطاهرين وصحبه المنتجبين. تحية والسلام لكل المؤمنين أينما كانوا وتحية لقناة العالم واسأل الله أن يجعلها قناة رائدة في مجال التوعية والتعبئة. في الحقيقة الواقعة تحتاج إلى شرح مفصل ولكن إجمالا كما تفضلتم في العام العاشر للهجرة وبعد حجة الوداع وفي موقع نستطيع أن نقول أنه يقف في منتصف القوس الممتد من مكة إلى المدينة واقرب موقع للبحر الأحمر يدعى غدير خم. هو مفترق طرق تلتقي فيه القوافل الآتية والذاهبة. في هذا المكان تجمع المسلمون بأمر الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام وألقى الرسول في هذا المكان خطبة ونعى إليهم نفسه. فهذا هو العام الأخير من حياته الشريفة وذكرهم بالكثير من القضايا ومنها قضية الثقلين «إني تارك فيكم الثقلين. كتاب الله وعترتي أهل بيتي» وبالتالي رفع عليا بعد أن نصبت له هوادج الإبل شبيه منبر ورفع عليا ليقول الست أولى للمؤمنين من أنفسهم. فقال (من كنت مولاه فهذا علي مولاه. اللهم والي من والاه وعادي من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله). هذا مجمل الواقعة آنذاك وهذا يدل على مضمون أراد الرسول أن يرسله إلى المسلمين.

 

محمود رمك: هذه الواقعة أهميتها تكمن فيما جاء على لسان رسول الله (صلى الله عليه وآله). يبدوا أن هناك اختلافات في التفسير وتأويل ما جاء على لسان الرسول. أود أن أتساءل متى بدأت مثل هذه التأويلات وهل مباشرة كانت هذه التأويلات موجودة أم أن الجميع فهموا المراد بشكل واضح وصريح كما جاء مباشرة عند خطاب الرسول ؟ وأود أن أسألك هل كانوا حجازيين الذين كانوا موجودين في ذلك المكان أم كانوا من أقطار إسلامية أخرى ؟

 

الشيخ محمد علي تسخيري: التجمع كان تجمع إسلامي عام. الروات ينقلون 100000مسلم وهو أكبر تجمع آنذاك. وبعض الروات يقولون أن عدد الحاضرين كان 114000مسلم وبعضهم ينقلون 120000. على أي حال هم من كل المناطق. ويمثلون جميع المسلمين آنذاك. أريد أن أقول إن حاول البعض أن يجعل يوم الغدير، يوم التفرقة بين المسلمين. لكني أعتقد أن يوم الغدير هو يوم الوحدة. واقعة الغدير نقلها المؤرخون والمفسرون والمحدثون إلى حد لا يمكن مطلقا إنكاره. أنا ألاحظ أن حديث الغدير نقل من أئمة المؤرخين نقلها أكثر من 25 إمام من المؤرخين. الطبري، الخطيب البغدادي، ابن عساكر وكل هؤلاء نقل. من أئمة الحديث أكثر من 25 إمام نقل حديث الغدير. إمام الشافعي والإمام أحمد ابن حنبل والنسائي والترمذي....... نقلوا هذا الحديث. الإمام ابن حنبل يركز على هذه الواقعة وينقلها بشكل مفصل في مسنده. أكثر من 10 من أئمة التفسير نقلوا هذه الواقعة. الطبري والرازي والسيوطي و..... أئمة الكلام أيضا نقلوا هذه الواقعة. لا أريد أن أخوض في التفاصيل هؤلاء كلهم نقلوا هذه الواقعة بتفاصيل مختلفة.

 

آيات نزلت في هذا اليوم. أنا أريد أن أقول أن المسلمين يتفقون على هذه الواقعة لماذا لا نركز على محور الاتفاق وهذه الواقعة وقعت بهذه العظمة. إن المسلمون تحقيقا يتفقون على هذه الواقعة يتفقون على أنها يوم مبارك حتى أنا قرأت رواية أن في مجلس الخليفة عمر كان رجل يدعى طارق بن شهاب يقول «لو نزلت فينا هذه الآية الشريفة ﴿اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا﴾ لو نزلت لاتخذنا يوم نزولها عيدا».

 

هذه القضية بحضور الصحابة الكبار وفي مجلس موقر كمجلس الخليفة. مسلم ومالك والبخاري والترمذي نقلوا هذا المعنى ونقلوا أن رسول الله البس الإمام عليا عمامة فكانت هذه العمامة تاج عليا في هذا اليوم. والخطيب البغدادي ينقل حديثا يعتبره صحيحا يقول «يستحب الصوم يوم الغدير لأنه يوم نزول آية إكمال الدين». هناك اتفاق إسلامي عام وجميع أهل البيت اعتنوا بهذه الواقعة ومعروف أن الإمام علي في يوم الرحبة جمع المسلمين وناشدهم فشهد له هناك في عام 35 الهجرة الكثير من الصحابة والكثير من التابعين لهم. الصحابة اهتموا بهذه الحادثة و110 من الصحابة ومن بينهم «أبو هريرة» نقلوا هذه الحادثة. 84 من التابعين نقلت عن لسانهم هذه الحادثة. على مر العصور كان هناك تواتر واتفاق على وقوعها وهناك 360 حافظا من الحفاظ الكبار نقلوا هذه الحادثة وهناك 227 مؤلف من المؤلفين الكبار نقلوا. أريد أن أقول أن هناك اتفاق على وقوع الحادث وهناك اتفاق على شخص الإمام على سلام الله عليه وأنه المعنى بهذه الحادثة وهناك اتفاق سبق قضية الإمام على (عليه السلام) على أنه طلب منهم الرسول أن يشهدوا جميعا أنه أولى بهم من أنفسهم. هناك اتفاق على عظمة علي تجلت هناك. هناك اتفاق على أن علي شكل نموذج الإنسان المسلم وهذا يشكل نموذج للحاكم المسلم. حتى لو عبرنا الحادثة إلى عصر دولة علي، هناك اتفاق بين المسلمين على أن هذه الدولة هي دولة نموذجية، دولة العيش مع الشعب، العيش مع المحرومين، دولة العدالة. هناك اتفاق على أن دولة علي هي الدولة الإسلامية النموذجية. هناك اختلاف في تفسير الولاية الواردة في ألست أولى بالمسلمين من أنفسهم، ثم من كنت مولاه فهذا علي مولاه. أنا رأيت رواية حتى الخليفة عمر يلام بأنه يكثر في مدح علي فيقول هو مولاي. بنص حديث الغدير هو مولاي. وكان يكثر في مدح أمير المؤمنين وكان يقول «ما كنت لمعضلة ليس لها أبو الحسن لولا علي لهلك عمر». هناك اتفاق على الواقع وعلى عظمة علي. التي تجلت في هذا الموقف العظيم والرهيب المتفق عليه.

 

محمود رمك: سماحة الشيخ محمد علي تسخيري يقول البعض من النظرة الإنسانية أنه نوع من المحاباة الرسول (صلى الله عليه وآله) يفضل ابن عمه على الآخرين. أود أن أتساءل معك فيما يتعلق بإلهية هذا الأمر والمعروف لدى المسلمين أن الرسول ﴿لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى﴾.

 

الشيخ محمد علي تسخيري: الرسول مصان صيانة إلهية ومحبته إلهية وسلوكه إلهي. نحن نعتبر فعل الرسول مصدر من مصادر التشريع. عندما يقول الرسول فاطمة بضعة مني هولا ينظر إليها بنظر العاطفة فقط. لا أقول ليست هناك عاطفة لكن هذه العاطفة هي عاطفة مهذبة وعاطفة ربانية عظيمة. وعندما يقول «يرضى الله لرضاها» معناه أن يرتبط رضى الله برضى فاطمة سلام الله عليها. هذا لا يعبر عن اتجاه عاطفي إنما يعبر عن واقع قائم. لو لم يكون عليا نموذجا رائعا للحب ونموذجا رائعا للولاية لما أعلنه الرسول بهذا الشكل بهذا المنظر وبهذا الموقع الرهيب. الخلاف الذي طرح هناك أن هذه الولاية «من كنت مولاه فهذا علي مولاه» هل هي ولاية خلافة أو ولاية حكومة كما يقول الشيعة وبعض السنة. لو أنها ولاية محبة وولاية نصرة. يعني هل الرسول يطلب من المسلمين أن يحبوا علي وينصرونه؟ هذا الخلاف هو موجود وكان منذ اليوم الأول. المرحوم العلامة الأميني صاحب كتاب الغدير وهو موسوعة رائعة تعبر عن سير هذا الحديث عبر التاريخ. العلامة الأميني يأتي بعشرين دليل على أن المراد به هو الولاية العامة، الأولوية في الأشراف على الأمة وعلى تربية الأمة. الكثير من علماء أهل السنة يقولون أن المراد به النصرة والمحبة وهذا الخلاف طبيعي جدا. لأن أقول هذا لا ينبغي أن يفسد القضية. الجميع يحبون علي ويعتبرونه مولا والجميع يعترفون انه النموذج الرائع للإنسان المسلم. هذا هو الذي ندعو إليه المسلمون وندعو أن يكون يوم الغدير يوم المحبة ويوم الولاء ويوم النصرة بعلي وأهل بيته. نحن نعتبر يوم الغدير هو يوم وحدة ويوم التقريب والمجالات المشتركة لهذا اليوم هي أكثر من المجالات التي يختلف عليها المسلمون.

 

محمود رمك: سماحة الشيخ محمد علي تسخيري عندما نتحدث عن شخصية بعظمة الإمام علي (عليه السلام). الاستفادة من هذه الشخصية في كيفية إدارتها للأمور منذ اللحظة الأولى الذي التحق فيها الرسول بالرفيق الأعلى حتى النهاية وما حصل بعد ذلك. كيف يمكن أن نستفيد من هذا السلوك ونحن نعيش أجواء عيد الغدير ونفقد هذا السلوك على عالم اليوم. كانت هناك اختلاف في القراءة واختلاف في وجهات النظر كيف تعامل الإمام علي (عليه السلام) وما هي الروحية التي كان يتمتع بها. ويحاول أن يخترق الكثير من المشكلات لأن هناك هدف أكبر ويبدو أن الأمة الإسلامية الآن في الوقت الراهن تعاني من مشاكل كثيرة.

 

الشيخ محمد علي تسخيري: أنا أقول لو عكسنا روح علي على واقع جميع عصورنا خصوصا العصر الحاضر فإن مشاكلنا سوف تحل بلا ريب. لو أحيينا علياً في سلوكنا وفي مجتمعنا لما كنا في هذا الوضع المزري الذي نعيشه اليوم. من الواضح كان علياً نموذج المسلم. إنسان كرم الله وجه إنسان عاش مع الرسالة منذ انطلاقتها وبذل وجوده في سبيل هذه الرسالة وهو طفل وهو شاب وهو كهل وهو الشيخ. أنا أعتقد أنه يوم ضرب على رأسه بالسيف وقال تلك الكلمة المعروفة «فزت ورب الكعبة » أعلن أن حياته كلها كانت مسخرة للإسلام وأنه أسلم هذه الأمانة لربه وهو مسلم. إن المسلمين كلهم يؤمنون بهذه الشخصية وبعظمتها. نحن اليوم بحاجة لحكومة مثل حكومة علي (عليه السلام). حكومة علي تعبر قمة تنفيذ العدالة في كل الشؤون. حكومة علي تمثل نموذج حكومة الشعبية. حكومة علي تمثل حكومة العيش إلى جانب المحرومين نموذج حكومة التي تطبق الإسلام وتطبق المساواة الإسلامية. هناك في كل قضية اختلاف كأننا صممنا على أن نخالف ما قاله القرآن ﴿أشداء على الكفار رحماء بينهم﴾.

 

عندما نتعامل مع الآخرين ربما نكون رحماء. أما عندما نتعامل فيما بيننا أحيانا نكون أشداء. نحن بحاجة لنقلب واقعنا إلى الحالة الطبيعية. حالة المودة التي بها انتصر الإسلام. الآية القرآنية الشريفة تقول هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين وألف بين قلوبهم. ﴿لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم إنه عزيز حكيم ﴾.

 

أين نحن وأين واقع هذه الآية.

 

محمود رمك: في صدر الإسلام وفي ظل الفترة التي تلت رحيل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. كانت هناك قراءات وكانت هناك نوع من الاختلاف ولكن لم تصل القضية إلى هدر الدم ولم تكون هناك قضية هجوم مباشر. هناك صمامات أمان إذا صح التعبير. الآن في واقعنا الحالي في أكثر من منطقة جغرافية في العالم الإسلامي هناك قضية عدم القبول الآخر حتى هدر دمه. كيف يمكن أن توظف هذه المناسبات مثل عيد الغدير والأعياد الإسلامية الأخرى توظف من أجل نوع من التقارب.

 

الشيخ محمد علي تسخيري: نحن في المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب وضعنا الهدف البعيد والأفق المنظور لنا في إستراتيجيتنا، تقريب الحالة الإسلامية إلى عصر الرسول إلى عصر السورة القرآنية النموذج للأمة الإسلامية. من يلاحظ تاريخ المسلمين يجد أن رغم اختلاف القراءات كما يقال، أن الإطار العام كان إطار المحبة. هناك كانت ألفة في الدائرة الإسلامية العامة حتى وصلت الحالة إلى أئمة المذاهب في القرن الثاني الهجري كانت العلاقة بين الأئمة علاقة رائعة جدا. يعني الإمام أبو حنيفة كان يدرس عند الإمام الصادق (عليه السلام) وكان يقدم نفسه فداء لأهل البيت. الإمام مالك كان يدرس عند الإمام الصادق (عليه السلام) والإمام الصادق يقول للإمام مالك كما يروي الشيخ الصدوق «يا مالك إني احبك» مالك كان يحب أستاذه إلى حد التعظيم والتجليل الكبير. والإمام الشافعي وهو تلميذ الإمام مالك وكلامه في أهل البيت رائع. الإمام أحمد ابن حنبل كلامه في أهل البيت رائع. ابن مالك، عبد الله يقول كنا جالسين في محضر الإمام مالك وكان عنده جماعة يدرسون ويناقشون في قضية علي، إذا بمالك يقول لهم «مالكم في علي والخلافة. إن الخلافة لم تزين علي بل علي زينها». هذه هي أقوال أئمة المذاهب. هذه المذهبية الحقيقية التي هي غنا حضاري وثقافي للأمة تحولت في فترات لاحقة إلى طائفية قاتلة. يتصور فيها الإنسان أنه هو الإسلام كله وأن من عداه داخل في ملة الكفر. ومع الأسف الشديد أن هذه الحالة امتدت رغم أننا تجاوزنا هذه المرحلة التاريخية لكن بعض العقول الميتة الجافة، مازالت على جهلها ومازالت على عنادها وطائفيتها. تعتبر الآخرين فسقة. الإسلام دين المحبة. الرسول العظيم يقول «إنما أنا رحمة مهداة» للبشرية كلها. يجب أن نعيد التراحم والمحبة والألفة بيننا. ثم ننشر المحبة إلى أنحاء العالم. في القرآن الكريم هناك أروع نظرية للحوار المنطقي. لماذا لا نتبع هذه النظرية.

 

محمود رمك: ربما إشكالية توجه بشكل وبآخر إلى المؤسسة الدينية في الجمهورية الإسلامية. يقولون أنتم تتمترسون خلف مجموعة من الأمور التي هي مسلمة بالنسبة لكم وأنتم لا تقبلون الآخر والبعض يقول أن بعد ثلاثين عاما من انتصار الثورة الإسلامية ماذا قدمتم باتجاه الطرف الآخر. هل تخلقتم بأخلاق علي هل تبنيتم ما كان يتبناه.

 

الشيخ محمد علي تسخيري: إننا مصممون علي السير نحو تطبيق أخلاق علي وخصائص دولته. لا أقول وصلنا وهذا ادعاء باطل. أقوال الإمام الخميني رحمة الله عليه هو نموذج لذلك. وهو نموذج إسلامي رائع. كذلك أقوال الإمام القائد الخامنئي حفظه الله ودعوته إلى التزكية والى الوحدة هو نموذج على ذلك. الرسائل والخطب التي وجهها الإمام الخميني والإمام الخامنئي إلى الحجاج نجد فيها الرؤية الإسلامية. وكذلك يكفي أن ننظر إلى الدستور الإسلامي الرائع الذي يؤكد على الأخلاق الإسلامية. وطرح أسبوع الوحدة الإسلامية وإنشاء المجمع العالمي لتقريب المذاهب الإسلامية الذي يعمل على نشر هذه الروح في أنحاء العالم واستطعنا أن نوازن في حقوق كل أتباع المذاهب وكلهم شركاء في هذا الوطن. لكني لا أستطيع أن أقول أننا استطعنا أن نصل إلى نهاية الطريق. نحن حملنا راية الحوار مع المسلمين في قضية التقريب وشجعنا كل اتجاه تقريبي وحملنا راية الحوار مع الأديان والحضارات وحاولنا أن نطبق الأسلوب القرآني في الحوارات مع الآخرين. نحن حاولنا والله تعالى هو الذي وفقنا بكثير من المراتب التي وصلنا إليها. ونسأل الله أن يعطينا القوة للاستقامة على هذا الخط. ومعروف هذه الرواية عن الرسول «شيبتني سورة هود» ولعل هذا الأثر ناتج من الآية الشريفة ﴿فاستقم كما أمرت من تاب معك﴾. الاستقامة على الخط أمر كبير. الاستقامة على الخط تحتاج إلى لطف من الله.

 

محمود رمك: سماحة الشيخ محمد علي تسخيري يقول البعض يبدوا أن لديه تشكيك ويقول أن هذه الدعوات ليست دعوات حقيقة. بماذا ترد سماحة الشيخ محمد علي تسخيري؟

 

الشيخ محمد علي تسخيري: نحن في التقريب لا نطلب مطلقا بأن يتنازل مذهب عن خصائصه. وإنما ندعو لاكتشاف المساحة المشتركة وهي مساحة كبرى. المسلمون يشتركون بأكثر من 90% من المساحة الحياتية. حادثة الغدير مشتركة وحادثة الثقلين مشترك وقضية الإيمان باثني عشر خليفة أو نقيب بعدد نقباء بني إسرائيل هذه المشتركات كلها فيما بين المسلمين. إمامنا قبل الثورة وبعد الثورة هذه هي شعاراته والإمام الخامنئي هذه هي شعاراته. وهذه كتاباتنا وأعمالنا ونحن نشهد الله تعالى على ما في ضمائرنا. إننا نسعى نحو الوحدة وإذا لم يريد أحد أن يصدق وحاول البعض أن يشكك في هذه النوايا ويعتبر أن الاتجاه نحو الوحدة تكتيك من تكتيكاتنا السياسية هذا كلام غريب.

 

محمود رمك: أشكر سماحة آية الله الشيخ محمد علي تسخيري الأمين العام لمجمع التقريب بين المذاهب الإسلامية. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.