بسم الله الرحمن الرحيم

 

{ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها أَوْ مِثْلِها}[1].

 

 إنني أعتبرك أحد الأركان القوية للجمهورية الإسلامية، وأخاً عالماً بالمسائل الفقهية وملتزماً بها وحامياً للمباني الفقهية المرتبطة بالولاية المطلقة للفقيه، ومن الأفراد النادرين من بين الأصدقاء الملتزمين بالإسلام والمباني الإسلامية، وكالشمس تسطع بالنور.

 

الإمام الخميني (قده)

 

 21/1/66 هـ.ش

 

المقدمة

 

الرجال الأفذاذ هم القادة الحقيقيون للأمم، يصنعون الأحداث بوعي، يطرزون التاريخ بزهور الربيع، يصبحون كواكب في سماء المعالي، يحركون الزمان والمكان، يحركون البشر نحو المركز المضيء نحو الخير المطلق، نحو خالق الكون يرسلون أشعة نور بخط مستقيم، لا يعرفون الاعوجاج في الحياة، يزرعون الطمأنينة في قلوب الناس، يجعلون المدن مليئة بأشجار النصر، نظيفة مثل ضفاف الأنهار الزرق.

 

آية الله العظمى ولي أمر المسلمين سماحة السيد علي الحسيني الخامنئي (دام ظله) من أولئك الرجال الأفذاذ تتجلى في كل جزء من فكره أخلاق الأنبياء، وتتجسد في روحه ثورة الإسلام، القنابل أينعت في يديه نخيلاً من الدماء أثمرت رطباً جنياً، أثمرت صموداً رائعاً، غابة الآلام حوّلها إلى تحدِ للحكومات الغربية، السماء قبل الأرض اختارت له المقام الأول: المقام الذي يأخذ بيد النجوم إلى الفجر، يأخذ بيد الوطن إلى البساتين المخضوضرة: بساتين مزهوة بالمجد مزدهرة بالكلمة، مشعة بالطاقات النابعة من الخصوصية للإسلام.

 

في غابة السنديان ينسل شذى آية الله العظمى الخامنئي، ينساب عبر ذكريات البطولة، لم يكترث لسياط السافاك، لم يخف من الخناجر التي تزاحمت عليه، في السجون لمظلمة تفجرت فيه روح المقاومة، كان يقول للجلادين:

 

أرض إيران مكنفة بالصور الملونة لجنكيز خان، لرضا خان، لمحمد رضا خان، هؤلاء جعلوا الوطن رمالاً وسراباً، سيهدم عرش طغيانكم روح الله، سيكتب الزمن الآتي على شفاه الأجيال، سيكتب اسم النصر على محاريب الجوامع، فوق أكواخ الفلاحين في سواعد الثوار.

 

آية الله العظمى الخامنئي نموذج للأخلاق الفاضلة، جامعة للعطاء، كان من حواري روح الله، من تلاميذه الذين أضحوا عاصفة خير، عاصفة هبت على دنيا الإسلام، أشعلوا قناديل النصر، أيقظوا ضمير الأمة، جعلوا الفجر ينهض كسرب حمائم، استبدلوا الزمن السيء بزمن الكرامة، زرعوا حقول الأجيال بثياب القرنفل، أعادوا للمصابيح المنطفئة أنوارها، أعادوا لثورة الإسلام شعاع الشمس، هدموا قصور المترفين، أشادوا دولة العدل.

 

آية الله العظمى الخامنئي سحابة تسقي الأرواح بمزن الربيع، شلال فكر يمزق حجب الظلام.

 

ــــــــــــــــــ

 

[1] سورة البقرة/ 106.