* التطلعات الإستراتيجية لإيران المستقبل
* الملتقى الإعلامي العربي ـ الإيراني
* قضايا المرأة المعاصرة: قراءات في خطاب الإمام الخامنئي
التطلعات الإستراتيجية لإيران المستقبل
ضمن فعاليات مؤتمر "التجديد والاجتهاد الفكري لدى الإمام الخامنئي: قراءة في التجارب الإسلامية المعاصرة" المنعقد في بيروت بتاريخ 6-7 حزيران/ يونيو 2011
أقام معهد المعارف الحكمية [للدراسات الدينية والفلسفية] ندوة تحت عنوان (التطلعات الإستراتيجية لإيران المستقبل)
تحدث فيها كل من الحافظ وسالم وعدره وبو مصلح والملحق الثقافي الإيراني.
شدّد د. بول سالم مدير معهد كارينغي في بيروت على "ضرورة بناء وتوطيد وتنظيم العلاقات العربية- الإيرانية- التركية، وذلك لأسباب تاريخية وجيواستراتيجية وطبيعية تربط بين هذه الدول، ولأن فيها كل مقومات وأوزان يجعلها تكون غير مستضعفة تجاه باقي الدول".
وأبرز أهمية "التكتلات الكبرى التي تحصل في غير مكان ومنها في أميركا اللاتينية"، متسائلا: "لماذا لا تحصل عندنا؟".
وتطرّق إلى"المصالح الاقتصادية والأمنية وترابطها بين هذه الدول".
واقترح "عقد مؤتمرات سنوية للوصول إلى قواسم مشتركة بينها وصولا إلى منظومة إقليمية تضم الدول العربية وتركيا وإيران".
واعتبر" أن لا يجوز استمرار العشوائية في العلاقات بين هذه الدول".
وتحدّث عن استطلاع الرأي الذي جرى في أيلول من العام 2010 في سبع دول عربية وإيران وتبين أن غالبية المستطلعين طالبوا بعلاقات ضرورية مع إيران، وأن النظرة عندهم ايجابية تجاه إيران".
ولفت "إلى أن الثورة الإيرانية في العام 1979 كانت نموذجية، في حين أن اليوم نرى أن النموذج التركي بات الأقرب في ظل الثورات العربية الحاصلة، ولربما لم يعد الإطار الديني للدولة هو المقبول".
ورأى" أن تشدد إيران في مواجهة النظام العالمي هو حجر عثرة في تحسين علاقاتها مع دول الجوار".
كما رأى" أن لإيران دور إقليمي، وإنها لم تعد عرضة لانقلاب عالمي عليها كالتي شهدتها في مرحلة جورج بوش".
وختم مطالبًا إيران"التي كانت نموذجا في الثورة أن تقرأ الحالة الجديدة في العالم العربي وتأثير ذلك على أوضاعها في الداخل".
لمزيد من المعلومات حول مجريات الندوة الاطلاع على رابط "فعاليات المؤتمر" الموجود في الموقع.
وتحدّث أستاذ الاقتصاد في الجامعة الأميركية الدكتور زياد الحافظ حول وجهة نظر العروبيين تجاه إيران، فأعرب عن"إعجابه بإيران التي تتعرّض لحصار منذ ثلاثين عامًا ومع ذلك أنتجت علمًا وتطورًا في الاقتصاد".
وألمح إلى"الصراع الكوني الذي تخوضه شعوب المنطقة ضد الهيمنة الغربية وأساسه الكيان الصهيوني".
وأطلق عددًا من العناوين فقال"أن إيران تشكّل العمق الإستراتيجي للمشروع العربي النهضوي، وأن خطاب الثورة منذ انطلاقتها تجاوز الحساسيات وخاصة تجاه فلسطين، لكننا نلمح بعض التغيّرات في هذا الخطاب على المستويين الإقليمي والدولي".
وأشار"إلى تراجع الغرب على الصعيد العالمي، وخاصّة في النظم السياسيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة، وبالأخصّ في الولايات المتحدة الأميركيّة في الجانب الاقتصادي والخلل الديموغرافي ممّا سيقلّص هيمنتها على العالم".
ورأى" أن احتلال أميركا للعراق وأفغانستان إنّما هو هروب إلى الأمام".
كما تطرّق "إلى موجة الثورات العربية التي تحصل اليوم في الوطن العربي والتي تحاول أميركا كبحها أو استيعابها"، وسال"هل ستنجح؟" وقال"لا يمكن ذلك بناء على التراجع الأميركي في المنطقة".
وأضاف"أنّ هذا التراجع تعمل إيران على ملئ الفراغ فيه".
وركّز "على أن المنطقة العربية هي مفتاح لكل المناطق"، مطالبًا "إيران بالتفاهم مع الأمة العربيّة لأنّ في ذلك ضمانة لاستمرار الثورة الإسلامية الإيرانية وخاصّة من خلال حضورها في لبنان وفلسطين".
وتوقّع "أن تملئ تركيا وإيران الفراغ في المنطقة بعد خروج أميركا وأن لا مكان في هذه الحالة للكيان الصهيوني الذي نراه إلى زوال".
ورأى" أن أيّ خلل في التوازن بين تركيا وإيران يؤثّر سلبًا على كليهما وتاليًا على المنطقة العربية".
وأكّد "أنّ المصلحة الإستراتيجية لإيران ترتكز على تعميق الروابط مع العرب خاصة وأنّه إيجابي في فلسطين ولبنان، مع وجود سلبيات في موقفها في العراق، ممّا فاقم أزمة الثقة العربيّة معها، وما نجم عنها من ملامح توتر سني- شيعي"، مطالبًا "باستعادة الخطاب الإيراني كما كان عليه في بدايات الثورة"، مشيًدا "بالتحالف الاستراتيجي الإيراني- السوري".
لمزيد من المعلومات عن مجريات الندوة الاطلاع على الرابط "فعاليات المؤتمر" الموجود في الموقع.
الملتقى الإعلامي العربي ـ الإيراني
نظم معهد المعارف الحكمية والمستشارية الثقافية الإيرانية والمؤتمر الدائم للمقاومة بعد ظهر اليوم الملتقى الإعلامي العربي الإيراني, تحت عنوان "تحية للمقاومة والثورات العربية".
حضر اللقاء المستشار الثقافي حسين آغا زاده ، ورئيس المجلس الوطني للإعلام عبد الهادي محفوظ وعدد من الإعلاميين.
افتتح اللقاء بآي من الذكر الحكيم ثم ألقى سماحة الشيخ شفيق جرادي كلمة منظمي الملتقى فأشار إلى طبيعة الملتقى فقال " إنّه يأتي ضمن سلسلة من الفعاليات تمهيداً لمؤتمر سيعقد في 6 و 7 حزيران المقبل حول التجديد الفكريّ عند الإمام الخامنئيّ"
وأضاف "البعض يرى أنّ هدف المؤتمر ترويجيّ لفكر الإمام الخامنئيّ لكن الفكرة جاءت وليدة الحاجة الفرديّة لدراسة تجارب إسلاميّة رائدة".
ولفت "إلى الصحوة التي تحصل في بلادنا لاسترداد الكرامة"
كما لفت "إلى دور الإعلام الذي كنّا نظن أنّه يمكن أن يولّد حلمًا إعلاميًّا يتجاوز سلطة الحكومات والتبعيّة للدولة الراعية لهذا الإعلام".
وقال: " أحلام عربيّة وإسلاميّة ضاعت من أجل بناء فكرة على المستوى الإعلاميّ".
واقترح " أن نخرج بإعلام يتحرّك خارج إرادة إطار السلطات والرقابة التي يمكن أن تمارس خططاً إسلاميّة كانت أو عربيّة، علمانيّة كانت أو غير ذلك".
وسأل" ما هو مستقبل المنطقة؟ إلى أين تتجه بعد أن أثبتت الطروحات الإسلاميّة أنّها أقل من إرادة الشعوب المتحرّكة الآن، وأنّ المشاريع العربيّة سقطت أو تكاد في نوافذ تطلّ على لا شيء".
وأضاف "ما هي الأيديولوجيّة وأي إسلام هو الذي سيتحرّك مستقبلاً؟ وما هي المحاور التي يمكن أن تكون فعّالة بين السلطة وأيّ حراك شعبيّ؟".
وأضاف "ما حصل في مصر وتونس يدعونا إلى الفرح المقلق في بعض الدول الخليجيّة من إثارة مقصودة للمذهبيّة، فالسؤال إلى أين نتجه؟".
وقال: "سوريا تتحدّث عن إصلاحات لكن يحكم عليها بالاقتصاص لأنّها ما زالت في محور المقاومة، هذا المحور فتح الطريق لأبناء العودة. ورهن سيرة العودة بأنها عودة البوصلة من جديد لإسقاط أي إمكانية لنجاح الثورات المضادة التي تقوم بها الولايات المتحدة الأمريكية في منطقتنا".
ثم وجّه تحية إلى جيل يسلم جيلاً وإلى كلّ امرأة وأسرة تحلم بالعيش بعاطفة. تحية إلى فلسطين وشهداء العودة وشعب العودة، وتحية خاصة إلى كلّ معتقل ومعتقلة في هذا الوطن العربي وخاصة أبناء البحرين المظلومين.
الجلسة الأولى:
وحملت الجلسة الأولى التي أدارها الزميل ثائر غندور تحت عنوان "مستقبل الأنظمة والسياسات في المنطقة وموقع الإرادة الشعبيّة فيها".
فقال غندور: إنّ التحديات ارتفعت أمام الإعلام العربي لكنّه بدأ ينحسر في البعض منه إثر ثورتي تونس ومصر وتحديداً في تناوله لأحداث سوريا والبحرين".
وسأل عن دور الإعلام في بناء وصياغة الأنظمة الجديدة لافتاً "إلى صعوبة مناقشة هذه الأمور".
ولفت "إلى مسيرة العودة والحراك الفلسطيني يوم 15 أيار وأهمية أن تبقى فلسطين القضية المركزية في حياة شعوب المنطقة".
وكان أول المتحدثين عبد الهادي محفوظ فقال: "مازال من المبكر الحكم على مستقبل الأنظمة السياسيّة وإن كانت الاحتجاجات الشعبية قد أكدت على أن شعوب المنطقة قد كسرت الخوف وأصبحت طرفاً رئيسيًّا في معادلة المساءلة والمحاسبة للأنظمة السياسية على اختلافها خصوصًا إذا احتكمت إلى مفهوم المواطنة وأرست نظرية سياسية تأخذ في الاعتبار خصوصية كل بلد، فأبعدت شبح الانقسام وعالجت أسبابه وتجلياته الطوائفية والقبلية وأدركت ما يريده الخارج الأميركي والأوروبي والإقليمي منها". ورأى "أن نجاح الثورة هو برنامجها وأدوات التعبير والتغيير التي تتبناها ونجاحها في تحويل الشعب إلى متحَدٍّ اجتماعي هو الذي يشكل ضمانة التغيير وضمان استقلاليتها ولفت "إلى تلازم ثلاثة عناصر أساسية وراء الثورات هي الفساد السياسي والإداري للسلطة واتساع رقعة الفقر والبطالة".
كما تحدث "عن أن نسبة الشباب التي تشكل الفئة العمرية بين 15 و30 سنة أكثر من 40% من السكان في العالم العربي. وهذه الفئة مهمشة خصوصًا وأن نخبة ضيقة مرتبطة بالسلطة السياسية تستأثر بالثروة في ظل التوجه لتبني آليات السوق والتجارة الحرة وتراجع الدور الاقتصادي والاجتماعي والزراعي والصحي. كما أن من أهم المشاكل التي يعانيها الشباب في مختلف أقطار العالم العربي حاليًّا البطالة وتدني إدماج المرأة في سوق العمل وأشار إلى: "وسائل الإعلام البديلة وأدوات الاتصال الحديثة والقنوات الفضائية والانترنت والهواتف المحمولة التي قد ساهمت بشكل جلي في ثورة الشباب وفي تأمين التواصل الاجتماعي وتحريك الشارع وبلورة الشعارات".
وتحدث عن:"المحور الأمريكي وما تريده واشنطن من هذه الثورات ولكن عندما أيقنت أنه لا يمكن الوقوف في وجه الحركات الشعبية آثرت بسياسة براغماتية أن تحتوي عملية التغيير".
وذكر أن:"الرهان الأمريكي هو على المؤسسة العسكرية لضبط التغيير في حدود معينة مع الضغط على هذه المؤسسة في الحالة المصرية حتى لا تندفع باتجاه إحياء الدور القومي لمصر في معادلة الصراع العربي الإسرائيلي وعبر إغراء واختبار الإخوان المسلمين واللعب على الوتر الطائفي. فما تريده الإدارة الأمريكية على حد تعبير المفكر الأمريكي نعوم تشومسكي هو السيطرة وهندسة التحولات في المنطقة لصالح السياسة الأمريكية وتستخدم واشنطن ضغوطًا تنازلية مزدوجة أي ضغوط على السلطة السياسية وضغوط تصاعدية عبر المجتمع المدني ولو أدى ذلك إلى تفكيكه عبر إحياء المكونات البدائية له".
وأعلن أن:" واشنطن لا زالت مترددة حيال الطروحات التركية حول قيام اخوانية إسلامية تلتزم بالديمقراطية وصناديق الاقتراع وليست معادية لإسرائيل.
ورأى: أن الحوارات التي يجريها الرئيس السوري د. بشار الأسد مع فعاليات الأرياف والمدن ما هي إلا لضرورات الاستجابة الواعية لمطالب الناس مع ضرورة عزل المؤثرات الخارجية على اختلافها.
ثم تحدث رئيس تحرير جريدة الوفاق الإيرانية نسيب النعيمي فقال: إن المسألة الإعلامية قد تستخدم لسلعة تجارية وقد تستخدم لترويج أكبر وأعظم سياسات في العالم، كذلك لوسائل الإعلام دور كبير في تعزيز أو شرخ الحوار بين الثقافات والحضارات. وتلعب وسائل الإعلام بكل أشكالها دورًا مصيريًّا في التأثير على الرأي العام وتشكيل توجهاته واتجاهاته أو تعبئته باتجاه أهداف أو قضايا معينة".
وقال "يخطئ من يظن أن الإعلام بمحطاته المرئية والمسموعة والمقروءة وعالم الانترنت المفتوح والبلوتوث عالم عبثي يسير بغير تخطيط ولا أهداف وأنه بمجرد الاتجار أو الترفيه أو لملء فراغ أو أنه إعلام حكومي محض".
وأضاف: "تدل العديد من الدراسات التي أجريت حول موقف الإعلام الغربي من قضايا المسلمين بأن هناك إستراتيجية منظمة تعمل على تضليل الصورة الحقيقية التي يمثلها الدين الإسلامي السمح، والتعمد لتكرارها حتى تؤثر وتحرض العقل الغربي المسحور فعلاًً بإعلامه. وأكد أن تأثير وسائل الإعلام والتكنولوجيا اليوم أصبح ظاهرة خطيرة وبارزة.
وأضاف: "إن التحدي الأكبر الذي يواجه الإنسان اليوم يتمثل في تهيئة الظروف المناسبة وتوقيتها ضمن ميعاد يوافق عصرنا الحالي ووفق منهج الإسلام القويم ضمن رسالة القرآن العظيم".
وختم قائلاً: "لا يسعنا إلا أن نذكر أنفسنا وجميع من يعمل في الحقل الإعلامي الإسلامي أننا أيضًا أصحاب رسالة وقيم إنسانية مما يزيدنا مسؤولية لنكون أكثر مصداقية لنقل الأمانة إلى الإنسان أينما وجد".
الجلسة الثانية:
حملت الجلسة الثانية عنوان "البدائل المستقبلية المتوقعة على المستويين السياسي والأيديولوجي"
أدارتها الإعلامية كوثر البشراوي، تحدث فيها رئيس تحرير جريدة اللواء في الأردن بلال التل.
رأت البشراوي أن: "ما حصل من ثورات ليس مفاجئًا لأن هناك العديد من المؤشرات التي سبقت ذلك". وسالت: "عن معنى الصراخ حول الإعلام الإسلامي وأي إعلام خاص به؟". وقالت: "نصف وسائل إعلامنا يرقص على جثث شهدائنا". ووصفت: "الحديث عن الأمة "بالنكتة" لأننا نجهل امتنا". ورأت: "أن ما يحصل على صعيد بعض وسائل الإعلام خطير لأن هذه الوسائل تحاول أن تقرر من هي الثورة ومن هي غير الثورة". وطرحت: "تفعيل فكرة الأمة والبكاء المشترك حينما يحصل البكاء، لا أن يبكي كل بمفرده".
ثم تحدث إبراهيم المدهون من جمعية الوفاق في البحرين. فوصف ما وقع على ثورة البحرين من ظلم وسأل: "لماذا ثارت الشعوب العربية؟"، وقال: "هذه الشعوب ثارت على أنظمتها بسبب وجود الفساد وعدم فهم مطالب الشعوب". وأضاف "هذه الثورات هي واقعاً مستقبل الإسلام الواعد، وشعب البحرين هو أحد هذه الثورات.
وتحدث عن مطالب شعب البحرين وقال: "إن شعب البحرين هو من الشعوب التي ناصرت قضية فلسطين لذلك هناك حكومات تريده أن يبقى مهمشاً".
وأشار إلى محاولات التعتيم الإعلامي عما حصل في البحرين، لافتاً إلى أن شعب البحرين يريد عدالة اجتماعية، ويريد تنمية ونهوض ولا يرتضي التغيير الديموغرافي، وأنه بشيعيته وسنيتيه ومسيحيته واليهود يريد العيش معاً ويطالب بدولة مدنية، لا دولة إسلامية وينبذ الطائفية.
وشدد على وحدة السنة والشيعة في مطالبهم الإصلاحية في البحرين محملاً المسؤولية لمحاولات في إعطائها الصبغة المذهبية.
وذكر أن لغة المتظاهرين كانت سلمية بعيدة عن العنف ومن خلال التواصل مع المنظمات الحقوقية.
وانتقد "بعض وسائل الإعلام التي نقلت الصورة مغلوطة عما حصل في البحرين وخاصة لجهة الطابع المذهبي، متهماً إياه بالإعلام السلبي وبالتزوير، وغياب المهنية والكيل بمكيالين".
أما رئيس تحرير جريدة اللواء الأردنية بلال التل فتحدث عن قراءة في أحداث المنطقة العربية وعرض للفساد السياسي والتبعية للسياسة الأميركية المؤيدة لإسرائيل
كما عرض "للفساد الاقتصادي في الوطن العربي، مما أدى إلى حالة احتقان عمت الشارع العربي". والمح إلى احتمال قيام انقلابات عسكرية نتيجة لهذه الأوضاع لكنه لم يحصل. أو فوضى عارمة تؤيدها الدوائر الغربية، أو أن تقوم ثورة شعبية حقيقية تؤدي إلى تغيير حقيقي وهو ما لم يتوفر إلى الآن، والاحتمال الرابع أن يعمل الأمريكي على استغلال ما يجري حاليًّا من ثورات، آسفًا لغياب النخب العربية مما زاد في الدور الأمريكي في قطع الطريق أمام محاولات تغييرية.
قضايا المرأة المعاصرة: قراءات في خطاب الامام الخامنئي
نظّم معهد المعارف الحكمية للدراسات الدينية والفلسفية بالتعاون مع المستشارية الثقافية الإيرانية صباح اليوم في مطعم الساحة ندوة بعنوان: "قضايا المرأة المعاصرة: قراءات في فكر الإمام الخامنئي". الندوة جاءت ضمن فعاليات مؤتمر: "التجديد والاجتهاد الفكري عند الإمام الخامنئي"، الذي سينعقد في 6 و 7 حزيران المقبل.
حضر الافتتاح نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم، والسفير الإيراني الدكتور غضنفر ركن أبادي، ومدير مركز الدراسات في وزارة الإعلام خضر ماجد، إضافةً إلى ممثل آية الله السيد علي السيستاني في لبنان حامد الخفاف، وحشد أكاديمي ونسائي.
افتتحت الندوة بتلاوة آيات من الذكر الحكيم تلاها المقرئ السيد عباس شرف الدين، فالنشيدين الوطني اللبناني والإيراني ثم كلمة منى الحسيني نيابةً عن الشيخ شفيق جرادي.
بعدها، تحدث المستشار الثقافي الإيراني في لبنان حسين رئيس علي زادة، فهنّأ الحضور بذكرى عيد المقاومة والتحرير. ثم تحدث سماحته عن موقع المرأة المميز في فكر الإمام الخامنئي، وفي الجمهورية الإسلاميّة الإيرانيّة.
وعدد ما كفله الدستور الإيراني للمرأة ومنها:
تكفل الدولة حقوق المرأة في جميع المجالات في نطاق الإسلام – ونقوم بإنجاز الأمور التالية:
- إتاحة البيئة المناسبة للارتقاء بشخصية المرأة وإحياء حقوقها المادية والمعنوية.
- حماية الأمومة، وخاصة خلال فترة الحمل والحضانة والأطفال الذين لا كافل لهم.
- إناطة حضانة الأطفال بالأمهات الصالحات لرعايتهنّ في حال عدم وجود الولي الشرعي.
وأشار إلى الرؤية الإسلامية للإمام السيد علي الخامنئي "دور المرأة كإنسان سائر في طريق التكامل المعنوي والنفسي". ومن هذه الزاوية يقول السيد القائد إنّه لا فرق إطلاقاً بين المرأة والرجل.
يقول: قضية المرأة من ثلاثة زوايا:
ينظر السيد القائد للمرأة والرجل كعيني الإنسان الواحد.. حيث هما في العائلة في خندق واحد في جبهة الحياة، لكل واحد منهم طبيعته وخصوصياته وخصاله الجسمية والروحية والفكرية والغريزية والعاطفية الخاصة به. إذا عاش هذان الجنسان إلى جانب بعضهما وفق الحدود والموازين المرسومة في الإسلام، اتّسمت العائلة بالاستمرارية والعاطفة والبركة والفائدة الجمّة.
ثمّ ألقى الشيخ نعيم قاسم كلمة وجّه في بدايتها تحية للمستشارية الثقافية ولمعهد المعارف لتنظيمهما هذه الندوة الهامة في فكر الإمام السيد الخامنئي وفي قضايا المرأة المعاصرة.
أضاف : في خضم التنافس السياسي الأليم في لبنان والمنطقة والعالم أغفلنا جانبًا مهمًا يتعلق بالمرأة وكيفية التعامل معها، وقد حاول الغرب الافتراء في التعاطي مع المرأة إلى ما يفقد إنسانيتها".
وتطرق إلى فكر الإمام السيد الخامنئي فأشار "إلى التشريع الإسلامي في حقوق المرأة"، وقال: لم يخرج فكر الإمامان الخميني والخامنئي عن دائرة التشريع الإسلامي بما يحفظ حقوق وكرامة المرأة. من هنا يمكننا أن نجد 4 ركائز اعتمد عليها الإمام الخامنئي في رسمه الحدود العامة لحقوق وواجبات المرأة وهي أنّ المرأة والرجل سواسية في الشؤون المجتمعية العامة انطلاقًا مما رسمه الإسلام، وأنّ التفاضل يحصل في التقوى وما أنجزه كل واحد منهما في مجال الحياة والمجتمع. أمّا الركيزة الثقافية فهي جهاد المرأة ضد الأعداء في وقت تجاهد فيه من داخل الأسرة أمّا الركيزة الثالثة فهي ترتبط بقيمة المرأة وهي لا ترتبط بسوق العمل، وهنا الفرق بين أن نجعل قيمة المرأة كإنسان لا كقيمة في سوق العمل، يعني أنّ مكانة المرأة تبقى محفوظة حتى لو لم تدخل سوق العمل. فالعمل جائز لكن الأصل في قيمة المرأة هو قيمتها الإنسانيّة.
أمّا الركيزة الرابعة فهي عفاف المرأة، وإذا حافظت على عفافها بدأت طريقها نحو الكمال، وإذا خسرته فلا مكان لها لا داخل الأسرة ولا خارجها.
ولفت "إلى عدم التفات الغرب إلى عفة المرأة، لأنّها في حالة تجاذب بين أن ترقى إلى الكمال أو السقوط إلى الهاوية، وهناك استحالة في المجتمع بين الكمال والهاوية. وأوضح هذه النقطة وقال: "هذه نقطة جوهرية تعطي المرأة حقوقها وقيمتها. إنّنا أمام نموذج تطبيقي في إيران قدمته الجمهوريّة الإسلامية الإيرانيّة وفيه أنّ المرأة تعطي فكرة عن أفكار الإمام الخميني والسيد الخامنئي إذ برزت في جميع الميادين وداخل الأسرة وفي الميادين السياسية وإنجاح الشورى وكانت حاضرة بعفتها وطبقت لتعاليم الإسلام، لتكون أمام تجربة نموذجية تخرج من التجربة الفرديّة إلى إطار التجربة المجتمعية".
وتحدث "عن رؤية الغرب المادية للمرأة" واصفاً إياها "بالخطيرة لأنّها أدّت إلى سقوط المرأة الإنسان إلى مصلحة المرأة الفانية وفي سياق مجتمع يقودها إلى الهلاك".
وأضاف "أنّ المرأة في الغرب تتهتّك في غالبة المجالات وأصبح اللهو والمحرمات من القواعد المسلمة متى بتنا نعدّ الأسر عداً لأنّهم يفضلون المساكنة والزنا على العلاقات الشرعية وتبني الأولاد على الولادة الطبيعية".
وأكّد نحن أمام خطر على جسد المرأة في الغرب في حين أنّ الإسلام يركز على قيمة المرأة، وما يستر المرأة بالملابس الشرعية إلا لتخفيف إغواء المرأة لمصلحة كرامتها".
وأرسل قاسم تحية "للمرأة في لبنان" للمجاهدة التي قدمت زوجها وإخوتها، وكانت حاضرة في كلّ الميادين حاضرة بكلّ إنسانيّتها من أجل إبراز دور الإسلام في تحقيق النصر والعزة والكرامة".
وكرر توجيهه التحية "لهنّ لصمودهنّ أمام إغراءات ما يبثّ في كلّ الجهات". وأثار قضية الأحوال الشخصية في لبنان لكل طائفة من الطوائف، وخاصة الأحوال الشخصية الإسلامية ليست بدعاً، وإنّما هي جزء من الإيمان والاعتقاد "البنى والالتزام، بمعنى أنّ أية مخالفة لهذه الأحوال الشخصية هي ارتكاب لحرام"، مطالباً "الآخرين باحترام رأينا في هذا الموضوع والذي نقوله بكلّ جرأة، لأنّنا لسنا في مجال المحاربة في هذا الموضوع".
وتابع "أنّ باب الاجتهاد مفتوح، فإذا وجدنا بعض التغزلات في التطبيق فيمكننا العودة إلى مراجعنا للاستفادة من اجتهادهم لمعالجة التطبيق"، متوجّهاً "بخطوات اتّخذت في إيران إذ وضعوا ورقة مع عقد الزواج فيها حوالي 15 شرطاً على كل من الزوجين أن يجيبا عليها للدلالة على مستوى وعيهما، وعندما يتفقا عليه يصبح جزءاً من عقد الزواج. وشدّد على أنّنا لسنا مع قانون مدني للأحوال الشخصية في لبنان لأنّه يخالف الشرع الإسلامي والزواج ليس مجرد عقد إنّما هو مجموعة من الحقوق والواجبات، وأنّ القانون المدني يخالف القانون الشرعي، وثانياً لسنا مع التعديلات الثانوية التي قدمها بعض النوّاب حول تعديل قانون العقوبات والذي يتدخّل ما بين الزوج والزوجة لأنّ فيه خراب للحياة الزوجية، والمعالجة لا تكون إلا من زاوية القضاء والشرعي، ولأنّه لا يجوز الدخول في تفاصيل الحياة الزوجية، ثالثاً نحن ندعو السلطات اللبنانية ومجلس النواب والوزراء أن يصدروا قوانين وتشريعات تمنع اتخاذ المرأة كسلعة سواءً في الإعلانات أو الأفلام لأنّه علينا احترام عفة المرأة لا استخدامها كسلعة".
وكرر دعوته إلى احترام المرأة في أيّ موقع كانت سائلاً: "لماذا السماح بمشاهدة أفلام لأعمار ما دون الـ 18 سنة؟ معنى ذلك أنّ هذه الأفلام خطرة على أعمار متعدّدة لما لذلك من تأثير نحو الانحراف وقرر وقوفه ضد العنف الأسري".
أعمال الجلسة الأولى
تابعت الندوة الإقليمية المنعقدة حول "قضايا المرأة المعاصرة قراءات في فكر الإمام الخامنئي" أعمال جلساتها، فأدارت الجلسة الأولى الحاجة زهرة بدر الدين، وتحدثت فيها أستاذة علم التصوف في كلية الآداب في الجامعة اللبنانية الدكتورة سعاد الحكيم حول "الهوية الإنسانيّة للمرأة في رؤى الإمام الخامنئي"، كما تحدثت مديرة القسم النسوي في مكتب استفتاءات الإمام الخامنئي زهرة رستي.
وقد تحدثت الحكيم فقالت:
"إنّ العالم الغربي يضع قضايا المرأة في سياقٍ حقوقي، على حين يصرّ قادة المجتمعات الإسلاميّة على وضع قضاياها في سياقٍ إنسانيٍّ لا حقوقي. وقد نتج عن ذلك أنّ الخطاب الغربيّ حول المرأة يكاد يتمحور في معظمه حول المساواة والحريات، وفي المقابل يصبّ الخطاب الإسلاميّ في إطار الصراع على الهوية الإنسانيّة".
أضافت: "انطلاقًا من هذا الاختلاف في الطرح بين الغرب والمسلمين لمسألة قضايا المرأة، أرى أننا بحاجة لإنتاج معرفة جديدة أصلية، لا لنواجه بها الآخر وندافع عن أنفسنا، وإنّما من أجل أنفسنا وذواتنا.. من أجل أن نعرف، وأن تطمئنّ عقولنا إلى ما وَقَرَ في قلوبنا من تسليم".
وقالت: "ولا يفوتني هنا كواحدة من أهل السنّة أن أعبّر عن تثميني للفتاوى التي أصدرها (الإمام الخامنئي) مؤخرًا حول الموقف من الصحابة ومن أمّهات المؤمنين".
وعن "تجليات المرأة عند الإمام الخامنئي"؛ ذكرت أنّ الحفر العميق في نصوص الإمام الخامنئي قادني إلى الكشف عن تجليات أربعة للمرأة عنده، ثمّ مرحلة ثانية اعتمدت هذه التجليات بمثابة مادةٍ حيةٍ متجسّدةٍ تدلّني على مقوّمات هوية المرأة ككائنٍ إنسانيّ. أمّا التجليات الأربعة للمرأة فهي: 1- المرأة المقدّسة. 2- المرأة العظيمة، وهي أمّ الشهيد أو زوج الشهيد. 3 – المرأة الشريكة في المجتمع والحياة. 4- المرأة الفعالة في التاريخ.
وقدّمت البراهين على "الوجود الواقعي، – لا النظري–، لهذه الصور الأربعة للمرأة".
تتفرّد فئة قليلة من النساء، – عبر التاريخ –، بالتجلّي بالهوية الإنسانيّة للمرأة، في أبهى صورها وأسماها إشراقًا واكتمالاً. بحيث تصبح الواحدة من هاته النسوة "مقام القدوة" للناس، وليس للنساء فقط.
وأشارت إلى أنّ خطاب الإمام الخامنئي المتعلق بالمرأة الشريكة يحتلّ معظم مساحات أقواله، فيبدأ بالعلم، ليرى أنّه واجب إسلامي على المرأة وليس ترفة معاصرة. إنّ العلم مطلوب لذاته وليس من أجل العمل أو كسب المال، وذلك لأنّ العلم يبرز ويجلي الجوهر الإنساني للمرأة، ويوصل مع الحكمة إلى الرشد الفكري والاجتماعي. كما يحرّض الإمام القائد المرأة على التعلّم في كافة الاختصاصات، بل في كلّ مفيد ترغب فيه.
تابعت: وبعد العلم يأتي موضوع العمل، والمرأة الشريكة هنا هي، –بحسب رأي الإمام–، طاقة كامنة للمجتمع. وهنا يميز الإمام الخامنئي بين مفهومي: الحق والواجب. فالعمل حق ثابت للمرأة ولكنه غير واجب عليها.
وختمت بأنّ الحل هو تجديد أفكارنا حول الإسلام، هو في الحفاظ على الثوابت وإزاحة غير الصالح للزمان من المتغيرات. هو بعدم الرجوع إلى الماضي بل باستقدام الماضي إلى الحاضر، لإنتاج الأصالة في المعاصرة. والأهمّ من ذلك كلّه، هو إنتاج ثقافةٍ تبدع مجالاً حرًا حيويًّا يؤسس للوحدة لا للتفرقة، ولاكتشاف المشترك الإنسانيّ الذي يضمنا جميعًا، ويُجلي هويتنا الإنسانيّة الأصلية في مواجهة التغريب وتحديات التنمية.
أمّا زهرة رستي فقالت:
إنّ المرأة تشكّل نصف المجتمع، ومع التطور المتزايد للوعي الإنسانيّ تواردت عدّة أسئلة حول المكانة الحقيقية للمرأة في المجتمع، وكيف يمكنها استيفاء حقوقها.
أضافت: "أظهر عدد من المدارس الفكرية والنظريات المختلفة في المجال الحقوقي والثقافي والاجتماعي، وذلك من أجل حلّ مشاكل المرأة وسدّ احتياجاتها، أنّ النظرة الغربيّة والمادية تعتمد على ثلاثة أُسس:
- نظرية أومانتيزم، التي تعتبر الإنسان موجودًا مستقلاً لا يحتاج إلى هداية الأنبياء والرسل.
- النظرية الليبرالية، التي تعتمد على الحرية الفردية وإنكار القيم الأخلاقيّة والاجتماعية.
- النظرية العلمانية، التي لا تروّج فكرة سيادة الدين في مجال وضع القوانين والبرامج الاجتماعية والثقافية، وفي مجال المرأة.
- إنّ الرؤية المذكورة تناولت شخصية المرأة من خلال المعرفة الظاهرية والسطحية للإنسان والكون".
ورأت أنّ بعض أصحاب النظريات المادية استغل المرأة من أجل التوصل إلى مصالحهم المادية ومطامعهم الحيوانية وذلك من حيث نظرتهم المحدودة والمادية لها.
أضافت: إنّ الأفكار المنحرفة التي تنادي بها هذه النظريات المذكورة، قد جعلت المرأة تقف موقف الخصم مقابل الرجل، بحجة حصولها على حقوقها المهدورة.
في مقابل هذه الرؤية، هناك رؤية أخرى وهي النظرة الإلهيّة ولا سيّما دين خاتم الأنبياء(ص). إنّ جميع الرؤى الإلهيّة تدعو إلى إحياء الشخصية السامية للمرأة.
إنّ الله سبحانه وتعالى بعلمه المطلق قد هدى الإنسان (كلا الرجل والمرأة) إلى أفضل الطرق للوصول إلى السعادة والفوز.
وختمت: "إذا أردنا في عصرنا الحاضر أو ما يسمّى بعصر الجاهلية الحديثة أن نبيّن هوية المرأة وشخصيتها الإنسانيّة ومكانتها ودورها وواجباتها وحقوقها في المجتمع، نكون بحاجة ماسة للتأمل الدقيق في أسس الدين الإسلامي ومعارفه".
أعمال الجلسة الثانية
أمّا الجلسة الثانية في أعمال الندوة الإقليمية حول "قضايا المرأة المعاصرة قراءات في فكر الإمام الخامنئي"، فقد ترأستها الإعلاميّة بثينة عليق وتحدث فيها الدكتور حسين رحال الأستاذ في الجامعة اللبنانية عن "حق المرأة بين الغرب والشرق في النظرة الإنسانيّة الدينيّة"، كما تحدثت معاونة رئيس الجمهورية الإيرانيّة في الشؤون القانونية الدكتورة فاطمة بداغي حول "تجربة المرأة في المحافل السياسية: قراءة في الدستور الإيراني"، وقرأتها زوجة السفير الإيراني في لبنان غضنفر ركن أبادي.
وقالت عليق: "إنّ الثورة الإيرانية حسمت مشاركة المرأة في الحياة السياسية في إيران".
وقد تلت السيدة أبادي نص كلمة الدكتورة بداغي فقالت: إنّ تعامل الإنسان في مراحل صنع القرار تَغيُّرٌ من ضمن الأعمال المهمة في المجتمع.
ورأت أنّ مشاركة المرأة شمل عملية الاقتراع والترشيح من أجل المشاركة في صنع القرار السياسي.
وقالت "إنّ المشاركة السياسية تبدأ في حق الاقتراع". وذكرت "أنّ مشاركة المرأة السياسية ليست مجرد رغبة بل إنّه واجب اجتماعي، والمرأة كانت مقصرة بحق نفسها والمجتمع. إنّ المشاركة السياسية للمرأة في الحقوق والواجبات إنّما هو واجب اجتماعي.
وعن مكانة المرأة في دستور الجمهورية الإسلامية الإيرانية، قالت "إنّه لا يميز بين المرأة والرجل"لافتة "إلى أنّ المرأة الإيرانيّة أبرزت بعض المظاهر السياسية، ومهتمة بأمور أخرى. لذلك إنّ الحفاظ على مشاركة المرأة السياسية ضروري ومهم، ويجب ألا يُقلل من أهميتها وألا تكون كما في غير مجتمعات تعتمد على الشكل فقط، وإنّما تكون المشاركة من أجل تحقيق الأهداف المشتركة للمجتمع الإنساني مثل الدفاع عن المظلومين".
ثمّ تحدّث الدكتور رحال، فأشار إلى "تعمق الإمام الخامنئي بأحوال بلاده ومشاكلها الاجتماعية وأحوال المرأة والرجل، وتميزه في المواضيع الاقتصادية لأنّه رجل دولة".
ولفت إلى "إطّلاعه العميق على أحوال المرأة في الغرب، لذلك فهو رجل مستنير وفقيه، ويمكننا اعتباره الأقدر لأنّه صاحب فكر متجدد، وخاصة في مسألة المرأة ودورها في المجتمع".
ولفت إلى "دور إيماني في تطوير المجتمع، وتطوير العلم، ودور الحياة في رفع مستوى العيش وأحوال المجتمع".
وأشار إلى أنّ الإمام الخامنئي يريد إيجاد حل للمرأة بأن تتحرر وتُنصف وتصل إلى العدالة من داخل الإسلام ومن خلال العودة إلى النصوص الإسلامية، لا من خلال ما يريده الغرب مشددًا "على مطالبة الخامنئي بضرورة إصلاح القوانين المتعلقة بالمرأة من خلال حث المرأة على ذلك".
واعتبر "أنّ إيران تجاوزت مسألة التعليم، من حيث وجود جامعات خاصة للنساء، وتفوق عدد النساء في التعليم على الرجال، إضافة إلى تأكيده على حق المرأة بالعمل والعمل المختلط ضمن الحدود الشرعية، فالحجاب يجعل المرأة تحتفظ بإنسانيّتها ولا يمنعها من الخروج إلى العمل مع الحفاظ على الأسرة تربيةً وتعليمًا وثقافة".
ونقل عن الإمام الخامنئي قوله إنّه لا يريد دخول المرأة في معارك وهمية ضد الرجل.
وسأل رحال "عن عدد النساء في الكونغرس الأميركي"، وتطرق إلى "صناعة الاستهلاك التي استهدفت كرامة المرأة بالدرجة الأولى ".
وختم قائلاً: "إنّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومن خلال الإمام الخميني والإمام الخامنئي أعطت المرأة حقوقها من خلال الهوية الإسلامية لا من خلال الغرب".
أعمال الجلسة الثالثة والرابعة
وترأست الجلسة الثالثة من أعمال الندوة الإقليميّة الموسّعة "قضايا المرأة المعاصرة ـ قراءات في خطاب الإمام الخامنئي" ـ ندى صفاوي سعد، وتحدّث فيه الدكتور طلال عتريسي حول "أهميّة الأسرة في فكر الإمام الخامنئي"، كما تحدّثت الإعلاميّة والباحثة في الشؤون الاجتماعية ليلى شمس الدين حول "المرأة والتعليم ودورها في إصلاح الجيل".
وقالت سعد "عندما يتصدّى قائد كبير كالإمام الخامنئي لقضيّة المرأة عمومًا، فإنّه من المتوقّع أن يرسم لنا خطوطًا عريضة وأهدافًا بعيدة المدى نسعى جميعًا لتحقيقها من أجل غدٍ أفضل للمرأة وللمجتمع وللإنسانية جمعاء، وقد لفتني تحديد الإمام لمنهج السعي والعمل من أجل المرأة عندما اختلطت المقاربات الغربية والشرقية لهذا الموضوع الحسّاس..
وبإمكاننا أن نلاحظ: الفرق بين من يسعى لنصرة المرأة من أجلها ومن أجل تكاملها وسعادتها ككائنٍ محترمٍ ومكرّم، وبين من يحمل لواء المرأة خدمةً لمصالح بعيدةٍ عن هموم المرأة أصلاً، فالمرأة هنا قيمة ٌ وغايةٌ بحدّ ذاتها بينما هي في المنهج الغربي مجرّد وسيلةٍ لفرض أنماط الحياة الملائمة للمصالح الاقتصادية والهيمنة الثقافية للدول الكبرى.
وانطلاقًا من هذه المقاربة يمكننا أن نلاحظ أولاً كيف يطبّق الإمام هذا المنهج في شرحه لمكانة المرأة في الأسرة.
وثالث: فالأسرة ليست مجرّد كائن بيولوجي فرضته الطبيعة، بل هي أيضًا كائن ثقافي تمنحه التربية معنىً وقيمة، ويمنحه الموقف الفكري منه مسارًا ومصيرًا. والأسرة قد تتفكّك من دون أن تنهار فيبقى هيكلها الخارجي يسير جنبًا إلى جنب مع تهاوي مضمونها الداخلي وهذا ما تحاول أن تفعله اليوم ثقافة الاستهلاك والتغريب التي تعيد النظر في دور الأسرة وأهمية وجودها لصالح مجتمع يكون فيه الفرد هو المرتكز، والدولة ككيان سياسي هي المربّي.
أما الدكتور طلال عتريسي فقال: من الطبيعي أن يتناول هذا النقاش المفتوح حول قضية المرأة مسألة المشاركة السياسية، أو ما يسمّى اليوم بـ "التمكين". ومدى مساهمة المرأة في عملية التنمية من خلال هذه المشاركة.. وقد ساهمت المؤتمرات الدولية منذ بداية التسعينيات وخصوصًا بعد سقوط الاتحاد السوفياتي في تشجيع هذه الدعوات إلى نيل المرأة حقوقها، وإلى تغيير أوضاعها وعلاقاتها التقليدية. بحيث تحولت مواثيق هذه المؤتمرات إلى ما يشبه "خارطة طريق" نحو حقوق المرأة بغض النظر عن المجتمعات التي تعيش فيها النساء. ولتأكيد عالمية هذه الحقوق تبنت الأمم المتحدة المواثيق المتعلقة بحقوق المرأة. ودعت الدول كافة إلى التصديق عليها. لكن رغم ذلك كله استمر النقاش حول هذه القضية. وساهم المفكرون والعلماء في هذا النقاش بين مؤيد ومعارض أو متحفظ على تلك الحقوق أو على بعض ما جاء فيها.
مثال: "الإمام الخامنئي قائد الثورة في إيران منذ نحو عشرين عامًا كتب وتحدث بدوره عن هذه القضية. من خلال تجربة المجتمع الإيراني ودور المرأة الإيرانية ومن خلال رؤيته الإسلامية العامة لهذه القضية. وأهمية ما قاله الإمام الخامنئي وما كتبه لا يقتصر فقط على الدمج بين الرؤية وبين التجربة في هذه القضية، بل وعلى علاقة ما قال وما كتب بالعصر الذي نعيش فيه، عصر التحولات المتسارعة، وعصر الانقلاب على القيم والثوابت الأخلاقية، وعصر التأثير القوي للتكنولوجيا التي تفتح الفضاء الواسع أمام أنواع الثقافات المختلفة".
أضاف: "يتعرض الإمام السيد الخامنئي إلى قضية مهمة تواجهها بلدان عدة ومن بينها إيران، هي ما يسميه البعض "الانسجام مع المعاهدات الدولية تجاه حقوق المرأة" والمقصود بالنسبة إلى هؤلاء تغيير القوانين لكي تنسجم مع هذه المعاهدات أو تعديل الأحكام الفقهية لتكون أكثر انسجامًا مع متطلبات المؤتمرات والمواثيق الدولية عن المرأة. وقد تأثرت هيئات ومنظمات كثيرة بهذه الدعوات ومن بينها هيئات إسلامية نسائية، بحيث باتت هذه الأخيرة تدعو بدورها إلى مثل هذه التعديلات لتكون النظرة الإسلامية "أكثر عصرية" تجاه قضية المرأة".
وأكّد أن "الإمام السيد الخامنئي من خلال رؤيته الإسلامية الشاملة، في معظم اللقاءات التي عقدها مع ممثلي الجمعيات النسائية في المناسبات المختلفة على ما يعتبره أولوية في التعامل مع قضية المرأة في هذا العصر من خلال:
- استعادة الهوية.
- أولوية الدور الأمومي.
- عدم الاعتراض على الأدوار السياسية والاجتماعية.
- عدم الثقة بدعوات الغرب إلى تحرير المرأة.
- المحافظة على الثوابت الإسلامية في أي تعديل للأحكام تجاه حقوق المرأة.
وحول المرأة والتعليم ودورها في إصلاح الجيل تحدثت الإعلامية والباحثة ليلى شمس الدين، فقالت:
"تكمن نقطة البداية برأيي، في المعرفة الجازمة بأهمية المرأة ودورها في المجتمع، كما بإدراك خطورة هذا الدور، فهي المسؤولة عن حيّز كبير من بناء مستقبل الأجيال".
أضافت: "بما أن الحديث في هذه الندوة يندرج تحت عنوان: "المرأة والتعليم ودورها في إصلاح الجيل"، انطلاقًا من خطاب الإمام السيد علي الخامنئي، أود الإشارة إلى أن ما سأتناوله في هذه الورقة سيسلط الضوء على ثلاثة نقاط تتناول المرأة، وموقعها العام في المجتمع في فكر الإمام الخامنئي، ومن ثم تعليم المرأة، ويليها إصلاح الجيل المُلقى على عاتقها.
وذكرت "أنه قبل انتصار الثورة في العام 1979 في إيران، كان يُمنع على المرأة المسلمة الملتزمة بالحجاب الدخول في مجالات الحياة العامة... وبعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران جرى وضع العديد من القوانين التي تخدم المرأة وترفع من مستواها وتقوّي البنيان الأسري، وأن نسبة النساء الأميات قبل الثورة كان أكثر من 75%، وانحصرت مشاركة النسوة بشكل كبير في الانتخابات وفي معترك الحياة العامة.. بينما مارست المرأة بعد الثورة الكثير من النشاطات العلمية والثقافية والسياسية والاقتصادية، فعلى سبيل المثال تحتل النسوة حاليًا نسبة 30% من المهن ذات الاختصاص، وإن ما يربو على 30% من أعضاء الهيئات العلمية في الجامعات هنّ من النساء.
وركّزت على ما تناوله الإمام الخامنئي من خلال نقاط عدة عن المرأة قوله:
"إننا نسعى ونكافح ونقول من أجل بلوغ المرأة كمالها أي أن تنال المرأة في المجتمع حقوقها الإنسانية أولاً، وثانيًا من أجل ازدهار طاقاتها ولتبلغ نضجها الحقيقي والإنساني، لتصل في نهاية المطاف إلى كمالها الإنساني، ولتتخذ المرأة في المجتمع صورتها الإنسانية الكاملة، وتصبح إنسانة قادرة على المساهمة في تقدّم الإنسانية وتقدّم مجتمعها، ولتعمل في حدود إمكانياتها لتحويل العالم إلى بناء مزدهر وجميل".
لقد تناول الإمام الخامنئي قضايا المرأة من زوايا مختلفة، فبحث في الاجتماعي كما المجتمعي، وفي النفسي والتربوي، والثقافي والعلمي، والسياسي والاقتصادي، والقانوني والقيمي، وجميعها مبنية ومرتكزة ومجترحة من الديني الإسلامي. في هذا الإطار، أستطيع القول هنا: إن سعي الإمام الخامنئي الدائم من خلال قراءاتنا في توجيهاته للمرأة، شهدناه إشارة وتلميحًا وتصريحًا وحثًا ومواكبة، كان بهدف لفت النظر كما التأكيد على العمل الجامع بين الإدراك والمعرفة والتعلم، والوعي والتثقيف بهدف فتح كوّة في جدرٍ كانت متأصّلة في النفوس والعقول ونتمنى أن لا تبقى كذلك.
وأنهت مداخلتها ببعض أقوال للإمام الخامنئي في موقع المرأة ومكانتها إذ يقول:
"إني مسرور لشعوري أن هناك حركة جدية وحقيقية تجري لحسن الحظ من أجل إعادة الاعتبار لشخصية المرأة".
أما الجلسة الرابعة فقد ترأسها علي إرسلان وحملت عنوان "رؤية الإمام الخامنئي لدور المرأة في إنتاج الثورة واستمرارها"، وتحدّثت فيها الحاجة أم عماد مغنية، والناشطة المصرية المدونة نيفين سمير، والإعلامية كوثر البشراوي.
كما تحدثت المخرجة السينمائية وكاتبة السيناريو الإيرانية أنسية شاه حسيني حول "قراءة تجربة المرأة في السينما الإيرانية"، فقالت: كان نشاط المرأة في السينما الإيرانية قبل الثورة محدودًا في تمثيل الأفلام المنسوخة عن أفلام هوليويود والسينما المصرية والهندية، حيث كان الهدف منها استغلال الجانب المغري والجذاب من المرأة خلافًا لما هو عليه بعد انتصار الثورة الإسلامية.
أهم ما تميزت به السينما الإيرانية بعد انتصار الثورة الإسلامية، هو دور المرأة الفعال وأهميته في سيناريو الأفلام، بحيث أصبحت المرأة تتصدر الدور الرئيسي في القصة معطية شكلاً دراميًّا خاصًا للفيلم، حتى صار دورها في بعض الأفلام يطغى على دور الرجل.
وأكدت أن تفعيل دور المرأة في سيناريو الأفلام أدى إلى ظهور بعض الأمور منها:
أصبح حضورها في المجتمع حضورًا قويًّا وفاعلاً معنويًّا ومقتدرًا.
عدم نجاح تيار الفيمينيزم الضعيف الذي جاء ليلهي الأفكار عن جادة الصواب، مع الأخذ بعين الاعتبار سيطرة الثقافة الإسلامية والشرقية على المجتمع الإيراني التي تعتقد بأن الرجل والمرأة يكملان أحدهما الآخر.
وذكرت أن تواجد وحضور المرأة ونشاطها المؤثر والقوي خلف عدسات التصوير يعتبر من الأمور المهمة التي ميزت المرأة الإيرانية بعد انتصار الثورة الإسلامية، حيث تصدرت لعدد من المسؤوليات منها، كتابة السيناريو، الإخراج، التدوين، التصميم الفني، التصوير أو التقاط الصور، إدارة الإنتاج، الإنتاج، التوزيع.
توصيات الندوة الإقليمية الموسعة
أقام معهد المعارف الحكمية للدراسات الدينية والفلسفية بمشاركة المستشارية الإيرانية ندوة إقليمية تحت عنوان قضايا المرأة المعاصرة (قراءات في فكر الإمام الخامنائي).
لقد تناول الإمام الخامنئي قضايا المرأة المعاصرة من زوايا مختلفة، منها؛ المجتمعي/ النفسي/التربوي/الفكري/المعنوي/السياسي/الاقتصادي/القانوني/والقيمي...وجميعها مبنيّة ومرتكزة على الدين الإسلامي. من هنا كان التأكيد على العمل الجامع بين الإدراك والمعرفة والتعلّم بهدف فتح كوّة كانت متأصّلة في النفوس والعقول.
والتوصيات الأساسيّة التي نتجت عن هذه الندوة هي كالتالي:
- حاجة المرأة المعاصرة لإنتاج معرفة جديدة أصليّة، لا لنواجه به الآخر وندافع عن أنفسنا، وإنّما من أجل أنفسنا وذواتنا.. والحل هو في تجديد أفكارنا حول الإسلام، وفي الحفاظ على الثوابت وإزاحة غير الصالح للزمان من المتغيّرات.. والحل أيضاً هو بعدم الرجوع إلى الماضي، بل باستقدام الماضي إلى الحاضر لإنتاج الأصالة في المعاصرة.
- إنّ جميع الرؤى الإلهيّة تدعو إلى إحياء الشخصيّة السامية للمرأة، وإذا أردنا أن نبيّن هويّة المرأة وشخصيّتها الإنسانيّة ومكانتها ودورها وواجباتها وحقوقها في المجتمع نكون بحاجة ماسّة للتأمّل الدقيق في أسس الدين الإسلامي ومعارفه.
- إنّ مشاركة المرأة السياسيّة تبدأ من حقّ الإقتراع وصولاً إلى حق الترشّح لمناصب عالية ومهمّة، وهي ليست مجرّد رغبة بل هي واجب اجتماعي، والمرأة مقصّرة في حق نفسها والمجتمع، لكون المشاركة السياسيّة للمرأة في الحقوق والواجبات هي واجب اجتماعي. بحيث تكون المشاركة من أجل تحقيق الأهداف المشتركة للمجتمع الإنساني مثل: الدفاع عن المظلومين.
- إنّ الإمام الخامنئي يريد إيجاد حلّ للمرأة بأن تتحرّر وتُنصف وتصل إلى العدالة من داخل الإسلام لا من خلال ما يريده الغرب. لذلك نشدّد على المطالبة بضرورة إصلاح القوانين المتعلّقة بالمرأة.
- ضرورة تأمين جمعيات اجتماعية ناشطة ومتخصّصة في مشاكل الأسرة والأطفال والمرأة وقضايا العنف والإهمال والتهميش المختلفة، حتى لا يلجأ من يُعاني من هذه الصعوبات في مجتمعاتنا إلى جمعيات تتّبع قيماً وأسساً مغايرة لديننا، ولكن مع الأسف يضطر الناس للجوء إليها لعدم توفّر بدائل في مجتمعاتنا.
- لا بدّ من تشكيل لجنة نسائيّة، تُشكّل بدورها لجنة موسّعة من رجال ونساء من الاختصاصيين وعلماء الدين لمعالجة هذه الأمور الحساسة ومنها:
- إنشاء لجان متخصّصة في المحاكم الشرعية بطرح فكرة إجراء إحصاء دوري لأعداد الزيجات ومسبّبات الطلاق والبحث في تبعات الطلاق، بحيث يضمن حق المرأة وحق الرجل.
- تأسيس دورات تأهيليّة للمقدمين على الزواج يُدرج في القانون ضمن نظام الأحوال الشخصيّة في المحاكم الإسلاميّة.
- وضع وثيقة تفاهم للمقدمين على الزواج تكون بمثابة شروط يتفق عليها كلا الزوجين، ويوقّعان عليها مرفقة مع وثيقة الزواج وموقّعة أيضاً من الجهات المعنيّة بعقد القران، تتضمن نقاطاً عديدة منها:
أ- وضع استراتيجيّات تدخليّة لحل الخلافات الزوجيّة.
ب- موضوع الحضانة.
ت- الطلب من الجهات المعنيّة بشؤون المرأة والأسرة مع ما نواجهه من تحدّيات معولمة وغيرها – النظر في القوانين والتشريعات المتعلّقة بهما، وبإحداث تغيير تجديدي في القانون والتشريع في لبنان بدءاً من المحاكم الجعفريّة والمؤسسات الدينيّة، وصولاً إلى المراجع الفقهيّة على أن يرعى هذا التغيير سماحة الأمين العام السيد حسن نصر الله حفظه المولى.
وأخيراً، نحيّي روّاد الثورات في عالمنا العربي والإسلامي ونثمّن دور المرأة في إنتاج هذه الثورات، والإشارة إلى أنّه لا بدّ من ضرورة الحفاظ على دور المرأة المنتجة ومواجهة كل أساليب التهتّك التي تُخرج المرأة من دورها الإنساني الفعّال إلى دور استهلاكي.
ونحن نتضامن مع نساء مصر وتونس وفلسطين وبالخصوص نساء البحرين لما يعانينه من أساليب الضغط والاضطهاد والتعذيب والقتل. من هنا ندعو إلى يوم تضامن مع نساء الثورات العربيّة.
وفي الختام، نشكر المستشاريّة الثقافيّة الإيرانيّة لمشاركتها في هذه الندوة، كما نشكر المحاضرين والمُحاضِرات والحضور الكريم لما قدّموه من أفكار وطروحات قيّمة، أثرت مضمون الندوة وساهمت بنجاحها، كما نشكر كلّ من ساهم في إنجاح هذا العمل على أن تتبع هذه الندوة خطوات إجرائيّة تساهم في نصرة المرأة ورفع المظلوميّة، بحيث تكون هديّة متواضعة نقدّمها لصاحب الفكر التجديدي في حق المرأة آية الله العظمى الإمام السيّد عليّ الخامنئي حفظه المولى.
ملحق الندوة الزواج ليس مجرد عقد
اعتبر الشيخ نعيم قاسم أن رؤية الإمام القائد لدور المرأة تقوم على عدَّة ركائز، أبرزها أنّ المرأة والرجل يتساويان في الإسلام، وأنّ التفاضل يحصل في التقوى والتأثير في المجتمع. وأكَّد سماحته أن جهاد المرأة ضد الأعداء يتجسد من خلال جهادها داخل الأسرة.
أما فيما يتعلق بقيمة المرأة، فهي لا تُستمد من دخولها إلى سوق العمل، بل تبقى محفوظة حتى لو لازمت المرأة منزلها، فقيمة المرأة في الإسلام وليدة إنسانيتها.
واعتبر الشيخ قاسم أن عفاف المرأة هو أصلٌ في رؤية الإمام الخامنئي، لأنه يُعبِّد طريقها نحو الكمال، وإذا خسرت المرأة عفافها خسرت العائلة والمجتمع.
وفي السياق عينه أكد الشيخ قاسم أن ما قدمته الجمهوريّة الإسلامية الإيرانيّة من احترام لحقوق المرأة لهو أمرٌ نموذجي. إذ قدمت المرأة الإيرانية من خلال عملها داخل شتى ميادين المجتمع تجربة نموذجية تخرج من إطار الفرديّة إلى فضاء "التجربة المجتمعية".
وفيما يتعلق بالتجربة الغربية، فقد اعتبر سماحته أن "رؤية الغرب المادية للمرأة" التي نزعت عنها إنسانيتها، أدت إلى سقوطها وهو أمرٌ يسهم في إسقاط مجتمعها.
كلام الشيخ نعيم قاسم جاء خلال مشاركته في ندوة بعنوان "قضايا المرأة المعاصرة : قراءات في فكر الإمام الخامنئي"، وتندرج هذه الندوة في سياق فعاليات مؤتمر "التجديد والاجتهاد الفكري عند الإمام الخامنئي".
وحيا الشيخ قاسم المرأة اللبنانية المجاهدة التي قدمت زوجها وإخوتها، وحضرت في كافة الميادين "بكلّ إنسانيّتها من أجل إبراز دور الإسلام في تحقيق النصر والعزة والكرامة".
وشدَّد الشيخ قاسم أن الأحوال الشخصية الإسلامية ليست بدعاً، وإنّما هي جزء من الإيمان والاعتقاد، مطالباً "الآخرين باحترام رأينا في هذا الموضوع والذي نقوله بكلّ جرأة، لأنّنا لسنا في مجال المحاربة في هذا الموضوع".
وفي السياق عينه اعتبر قاسم "أنّ باب الاجتهاد مفتوح، فإذا وجدنا بعض التغزلات في التطبيق فيمكننا العودة إلى مراجعنا للاستفادة من اجتهادهم لمعالجة التطبيق".
وهنا عرض سماحته للتجربة الإيرانية، إذ تم ابتكار "ورقة مع عقد الزواج فيها حوالي 15 شرطاً"، عندما يتفق الزوجان حولها تصبح جزءاً من عقد الزواج.
وشدّد قاسم على رفض إقرار قانون مدني للأحوال الشخصية في لبنان لأنّه يخالف الشرع الإسلامي، والزواج ليس مجرد عقد إنّما هو مجموعة من الحقوق والواجبات.
ورفض قاسم أيضاً التعديلات الثانوية التي قدمها بعض النوّاب حول تعديل قانون العقوبات، لأنّه يدخل في تفاصيل الحياة الزوجية مما يؤدي "لخرابها"، والمعالجة لا تكون إلا من زاوية القضاء الشرعي.
وختم الشيخ قاسم كلمته بدعوة السلطات اللبنانية ومجلس النواب والوزراء لإصدار قوانين وتشريعات تمنع تسليع المرأة سواءً في الإعلانات أو الأفلام لأنّه علينا احترام عفة المرأة.
الحرية الحقة هدية الإسلام للمرأة
تحدث المستشار الثقافي الإيراني في لبنان السيد حسين رئيس علي زادة، فهنّأ الحضور بذكرى عيد المقاومة والتحرير. ثم تناول سماحته موقع المرأة المميز في فكر الإمام الخامنئي، وفي الجمهورية الإسلاميّة الإيرانيّة.
بعدها تحدث السيد زادة عن حقوق المرأة التي كفلها الدستور الإيراني، فأتاح لها البيئة المناسبة للارتقاء بشخصيتها، وحمى حقوقها كمرأة عاملة وأم.
وأشار زادة إلى رؤية الإمام السيد الخامنئي لدور المرأة كإنسان يسير في طريق التكامل المعنوي والنفسي. ومن هذه الزاوية يقول السيد القائد أنّه لا فرق إطلاقاً بين المرأة والرجل.
إذ أن الإمام الخامنئي يعتبر أن المرأة والرجل هما عيني الإنسان الواحد.. وهما يعيشان في العائلة في خندق واحد في جبهة الحياة، لكل واحد منهم طبيعته وخصوصياته وخصاله الجسمية والروحية والفكرية والغريزية والعاطفية الخاصة به. إذا عاش هذان الجنسان إلى جانب بعضهما وفق الحدود والموازين المرسومة في الإسلام، إتّسمت العائلة بالاستمرارية والعاطفة والبركة والفائدة الجمّة.
ــــــــــــــــــ
يمكنكم الاطلاع إلى تفاصيل المؤتمر بالفارسية والانكليزية
المدونة الإنكليزية: imamkhameneiconference
والمدونة الفارسية:maahad.blogfa
والاتصال على الأرقام التالية:
هاتف: 544622 (1) 961 +
خليوي: 70/ 182447
التواصل خطيا
فاكس : 544622 (1) 961 +
أو عبر البريد الالكتروني للموقع: [email protected]
تعليقات الزوار