الثبات والصمود:

 

إنه ثبات الأبي الشجاع لا المتهوِّر الجاهل. إنه صمود ينطلق من قيم الدين ومبادئه لا صمود الأنانيات والأهواء. كان (أعلى الله مقامه) دائم التذكير لمسؤولي وأركان النظام الإسلامي بضرورة الثبات والصمود وكان يذكرهم بأن الأعداء إذا ما وجدوا منكم تراجعاً عن مواقفكم بمقدار خطوة طمعوا في التقدم نحوكم خطوات، وأن ثباتكم على مواقفكم وصمودكم فيها يمنع الأعداء من استهدافكم والتقدّم نحوكم.

 

ولا أراني محتاجاً إلى إقامة دليل و برهان لإثبات صحة هذه المقولة بعد أن صدّقتها الوقائع والأحداث. إنَّ ما حققته الثورة المباركة من انتصارات وما وصلت إليه من إنجازات إنما هو  بعد العناية الإلهية  ببركة الثبات والإصرار على مواقفها المبدئية وعدم التراجع عنها، وهي اليوم تحصد نتائج ذلك الصمود والثبات.

 

نعم، إنها تعيش العزة والكرامة وتتفيَّء ظلال الشموخ والعظمة. وما هي النتائج التي يمكن أن نتصورها لو أنَّها تراجعت وقدمت التنازلات وخضعت للإملاءات وفزعت عند حدوث الملمات؟

 

أفهل يمكن لها أن تقف موقف الشموخ والتحدّي، أو هل يمكن أن تصل إلى ما وصلت إليه من تقدّم حتى أصبح الكثير من دول العالم ينظر لها بإعجاب وإكبار؟

 

المعيارُ والميزان:

 

كان يُذكِّر (رحمه الله) المسؤولين ويقول لهم: إذا وجدتم أعداءكم راضين عنكم وعن مواقفكم فاعلموا أن هناك خللاً متمثلاً فيكم. إن الأعداء لا يرضون عنكم حباً فيكم فإذا ما رضوا عنكم كأفراد أو جماعات فإنَّ ذلك يكشف أنَّ النهج الذي تسيرون عليه يتلاقى وأهدافهم أو  على الأقل  لا يهدد مصالحهم. وإنَّ الواقع قد شهد بما يقول (رحمه الله)؛ فإنَّ أعداء الأمة والظالمين لا يرضون عنا كجماعات وأفراد إلا لخلل في منهجنا وفي أساليب عملنا.

 

إنَّه لمعيار واضح، ومقياس لا يخطئ في الأعم الأغلب. فلنتخذ هذا المعيار من هذا الرجل العظيم ولنطبّقه على سلوكنا ومواقفنا حتى نكون صادقين مع أنفسنا ومع جماهيرنا وسوف نجني ثماراً كثيرة بإذن الله تعالى.

 

[التفاصيل pdf]