كلمة القيادي في الوفاق والنائب الأول لرئيس مجلس النواب المستقيل خليل المرزوق

 

حكومة منتخبة

 

السلام على أهل العزة والإباء السلام على أهل التضحية والفداء السلام على أهل المعذبين والمسجونين والشهداء السلام على الصامدين الشرفاء السلام على المدافعين عن الحق الذين لم يزلزلهم الابتلاء السلام على المؤثرين والمضحين لخير غيرهم وإن قوبلوا بالشتم والازدراء، لأنهم خريجي مدرسة الإيثار والعطاء.

 

السلام على كل شهيد سعيد من شهداء البحرين على مر العقود والأزمان من السنة والشيعة، الإسلاميين والوطنيين، البحرينيين وغير البحرينيين، فلا ننسا الشهيدين الذين سقطا في سترة الإباء دفاع عن حرائرنا، ودهسوا بسيارة الأمن..

 

السلام على كل سجين ومعذب، من علماء، ورموز وطنية، شخصيات حقوقية، نواب ومحامين، اطباء وممرضين، معلمين ورياضيين، اعلاميين ورجال أعمال ومهندسين وتخصصيين وأكاديميين وطلاب وكل طاقات ونخب وكوادر المجتمع.

 

السلام على كل من انتهكت حقوقه المثبتة عالميا ودستوريا فقط لأنه طالب بحق وعدل وإنصاف وكرامة لهذا الوطن الغالي العزيز...

 

السلام على لؤلؤة البحرين، لؤلؤة في صمودها، لؤلؤة لم ولن تلوثها قاذورات الوحشية التي حاولت أن تنال منها بشتى أنواع الانتهاكات من سجن وتعذيب وإهانة وانتهاك حرمات، فكانت أرجل وأشهم وأشم من أؤلئك الذين انسلخوا من عروبتهم وإنسانيتهم وأي قيمة حضارية، لؤلؤة البحرين هي الأم هي الزوجة هي الأخت هي البنت هي الألم الذي يفجر ثورة لا عن ضعف ولا عن خنوع ولا عن استسلام، بل بكل عزة وإباء...

 

هي السند والشريك والعضيد للؤلؤ البحرين شبابا وشيبان، لؤلؤ الصمود والعزة والتضحية والكرامة من أجل الله والوطن من أجل كل أبناء البحرين من أجل مستقبل كل البحرينيين..

 

فشكرا لكم شكرا لكم...

 

تحية لشباب 14 فبراير الصامدون فخر البحرين بسلميتكم وعزمكم وإصراركم ووعيكم...

 

تحية أيضا لشباب ونساء ورجال تجمع الفاتح فنحن أخوانكم في الوطن ولسنا نريد أي شر بكم كما يسوق لكم الإعلام والسلطة، نحن نريد خيرنا وخيركم، عزتنا وعزتكم، كرامتنا وكرامتكم، نريد وطن يجمعنا لا يفرقنا، وطن نتعايش فيه نتزاوج نتزاور نحبكم وتحبوننا ندافع عنكم وتدافعوا عنا، نحترمكم وتحترموننا. إخوان يجمعنا الدين والوطن والإنسانية.

 

شكرا لأهل كرانة العراقة شكرا لأهل تاريخ العزة والإباء، شكرا لعنوان من عناوين الصمود والصبر رغم الحرمان والانتهاك والاستلاب، هذه الأرض وما حولها احد شواهد التأريخ البحريني العريق الذي لا يمكن تزوير حقيقته رغم سياسات الإقصاء والتدمير ورغم أقلام الحقد والبغض...

 

فشكرا لكم شكرا لكم...

 

فمن يريد أن يزور تاريخ الوطن ويغير تركيبته ثم يقول سنكشف الحقائق، نقول له تريد أن تكشف حقائق عمليات التجنيس لعشر سنوات، لعشرين سنة ، لخمسين سنة، لمئتي سنة، لعمق التاريخ فنحن مستعدون ، وسيكتشف العالم زيفك وجريمة التجنيس التي قمتم بها.

 

فكلا كلا للتجنيس،،،،

 

هذا التراب وغيره في كل بقعة من تراب ارض البحرين سقطت دماء للشهداء أو حوت أجساد وأشلاء لشهداء أو جرحى، امتزجت بدموع بآهات وأنات لتروي شجرة الحرية، وهي أيضا وغيرها، شهدت أقدام ثابتة راسخة لم تزلزلها الدماء النازفة ولا الآهات ولا الدموع ولا الألم، لأن أهلها صامدون وطالبو بالكرامة ومن أجلها مضحون.

 

فشكرا لكم شكرا لكم....

 

انطلقتم في 14 فبراير لتكملوا مسيرة من سبقكم من المضحين لعقود من الزمن طالبين الخير لكل الوطن، منادين بالإصلاح لكل الوطن، تريدون وطن للجميع وطن يشعر الجميع فيه بالأمان والاطمئنان، وطن لا يكون فيه غالب ومغلوب، وطن لا يكون فيه ظالم ومظلوم، وطن لا يكون فيه مستأثر ومحروم، وطن يتسع لكل أبنائه.

 

قتلوكم، سجنوكم، عذبوكم، فصلوكم، هدموا مساجد الله التي ترتادونها وهددوا شعائركم، شتموكم، انتهكوا كل حقوقكم، فلم تتنازلوا ولم تستسلموا ولم تنتقموا، وبقيتم صامدون بسلميتكم التي أبهرت العالم وحيرت أعدائكم.

 

فشكرا لكم، ونصركم قريب إن شاء الله، وأنتم المنتصرون لا محالة...

 

ونهيب بكم الاستمرار بها، لأنه سلاحكم الوحيد مع صمودكم، فلا يستدرجونكم، لأنهم يريدون لقطة أو لقطات فقط ضدكم يقولون أنكم استخدمتم العنف، لا تتركوا أي مجال لهم بعد أن فشلوا طوال شهور من القمع، وخصوصا الآن مع وجود لجنة التحقيق...

 

لجنة التحقيق يجب أن لا يخاف منها أحد، ويجب أن توثق كل انتهاك بتفاصيله بكل مصداقية، ويرسل نسخة منه لمن تثقون به من الجمعيات والحقوقيين الذين يعملون معكم، والوفاق لديها فريق متكامل، والأستاذ البطل نبيل رجب أيضا لديه فريق، وتحية كبيرة له ولكل الشرفاء الذين يضحون من أجل البحرين، هذه التقارير الموازية ستمكننا لاحقا من الحكم على اللجنة إن كانت حيادية أو لا، إن كانت ذات مصداقية أو لا، وبدون التوثيق أنتم تخسرون فرصة إظهار الحقيقة للعالم، وإظهار ما تعرضتم له من جرائم وانتهاكات وتضييع لحقوقكم، فلا تضيعوا الفرصة واستفيدوا منها بأكبر ما تستطيعون بكل مصداقية، بلا زيادة ولا نقصان. نريد عدالة وإنصاف لكل الضحايا والشهداء، لا نريد انتقام، لأننا ضد الانتقام ، ولن يجلب الانتقام إلا الخراب والبغضاء، وهو ما فعله غيركم، ولا يليق بكم،،،

 

فتحية إجلال وإكبار لكم على صبركم وصمودكم،،،

 

اجتمعنا اليوم لنقول للعالم أننا صامدون ومصرون على مطالبنا العادلة، التي حصل عليها 90% من العالم وطالب بها التونسيون والمصرييون والمغربيون وحصلوا عليها، ولازال يطالب بها الليبيون واليمنيون والجزائريون والسوريون، وسيحصلون عليها، وثقوا بالله أنتم أيضا ستحصلون على حقوقكم كاملة وإن طال الطريق ووعر، لأن الله ناصركم ولن يخذلكم.

 

انطلقت مطالبكم من ولائكم الوطني وحبكم لوطنكم، الوطن في عنوانه الكبير، الوطن الذي يجمع كل البحرينيين، سنة وشيعة، مسلمين ومسيحيين ويهود، وأعراق مختلفة عاشت وترعرعت على أرض البحرين وامتزجت بأرضه وماءه وهوائه وعاداته وتقاليده، وتآلفت وتحابت وتزاوجت، ولم تفرقها إلا سياسة التمييز والاستئثار والترهيب والترغيب والمحسوبية والولاءات الشخصية، وعندما عجز النظام عن قهر هذا الشعب العظيم راح يستبدل الشعب بشعب آخر في حملة مجنونة لأنه لا يثق لا بالسنة ولا بالشيعة، فانظروا إخواننا السنة، من يوظف في الأجهزة الأمنية، فالدورات الأمنية لا تستثني من يعارض النظام، بالأمس واليوم وغدا، من يعارض يقمع سني كان أو شيعي، إسلامي أو ليبرالي، كل من يطالب بحقوق المواطنة الكاملة والشراكة يطارد ويقمع، النظام لا يثق لا بالسنة ولا بالشيعة، وهو يقول ذلك بلا مواربة، هو فقط يستفيد من الفرقة التي يتعمد في إحداثها كما فعل في الشهور الماضية من خلال إعلامه البغيض ومن خلال أدواته ومن خلال المنتفعين، ومن خلال تعقيد المشهد الخليجي ومد الشحن الطائفي فيه، فقط وفقط، لكي لا يتنازل عن استئثاره وصلاحياته المطلقة على كل مفاصل الدولة، فحذار من الانجرار للفتنة الطائفية بين السنة والشيعة، أسقطوها كما أسقطها أجدادكم وآباءكم وإخوانكم وستسقطونها إن شاء الله ولن يعيشها ابناكم بوعيكم وبتلاحمكم.

 

نريد وطن يربط بين مكوناته عقد اجتماعي يحكم علاقاته، حقوقهم وواجباتهم، هذا ما تحقق في 1973 وانفرط هذا العقد في 1975 بحل المجلس الوطني، جمعناه في الميثاق، لكن صدور دستور 2002 بعثر هذا التجميع، لنكون في أسوء حال من غياب العقد الاجتماعي، ولا بد أن يصاغ هذا العقد مرة أخرى من أجل الوطن كل الوطن، وهذا رأس مطالبنا الوطنية، دستور ديمقراطي يشكل عقدا اجتماعيا حقيقيا.

 

نريد وطن يشترك فيه كل أبنائه في إدارة شئونه لا يقصى فيه أحد ولا يستأثر فيه أحد، ولا يتحالف فيه أحد ضد أحد، نريد أن يكون الكل مواطنون من درجة واحدة، لا يجوز أن يبقى الوطن طبقات، مواطنون درجة أولى، وثانية وثالثة، سئمنا هذا التقسيم ولن نرضى إلا بمواطنة كاملة لنا ولكل مواطن، أيا كان انتمائه الديني أو العائلي أو العرقي، فأين اللاوطنية في ذلك.

 

ولا يمكن أن يشترك كل أبناء الوطن في إدارة شؤون الوطن، والحكومة بأكملها تعين ولا إرادة للشعب في تكوينها، فتكون التعيينات محاصصة ظالمة، مبنية على مبدأ الترهيب والترغيب، تعيينات تغيب الكفاءات، وتستجلب الولاءات الشخصية، والمنافع الشخصية والفئوية، لأنها مكرمات وليس استحقاق، وأصبح لدينا حكومة والعالم لديه حكومات، تتجدد بالدورات لكنها ثابتة بأغلب الأشخاص، حكومة عوائل لا كفاءات، وحكومة محسوبية وولاءات، وحكومة ضيعت ثروات الوطن وطاقات الوطن، وشقت الوطن، وفرقت الوطن، وضيعت وفرص الوطن الاقتصادية والتنافسية.

 

حكومة لا تعرف إلا القمع لمن يعارضها، والانتقام مما لا يستجيب لها، ولا أقول المعارضين لها فقط، اسألوا التجار ستجدونه محكومون بالسياسة والنفوذ السياسي، في أغلب العالم الاقتصاد والتجار مؤثرين في السياسة، وفي البحرين التجار، مع كامل الاحترام لهم، أجبن المخلوقات، لأن اقتصادنا صغير، والحكومة المشتري الأكبر في السوق، فأي تاجر هذا الذي يستطيع أن يغامر بقول لا، لا للرشوة، ولا لتضييع المال العام، لا للفساد.

 

من أجل ذلك نريد حكومة منتخبة، نريدها من أجل الاقتصاد ومن أجل التجار الذين يحركون الاقتصاد ومن أجل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي هي عمود الاقتصاد، الاقتصاد المتحرر من السياسة الجاذب للاستثمار المحلي والأجنبي، والذي يوفر الوظائف والمستقبل الوظيفي لكل مواطني البحرين، لأنه بدون اقتصاد قوي لا تكون دولة قوية، وبدون حكومة منتخبة لا يمكن مكافحة الفساد ولا يمكن أن ينطلق اقتصاد قوي، وهو عماد التنمية وعماد رفع المستوى المعيشي، وعماد توسيع شريحة متوسطي الدخل، وعماد التعليم المتقدم والرفاه المعيشي.

 

نريد حكومة منتخبة لتكون ثروة الوطن لكل الوطن، انظروا لما حولكم من أراضي وسواحل، نهبت لأن لا رقابة على أعمال الحكومة، نهبت لأن لا مبدأ أن الثروة لكل أبناء الوطن، أراضي شاسعة غيرت وثائقها، ومنعت لجنة التحقيق من دخول مؤسسات حكومية لتطلع على هذه الوثائق، لأنها ليست حكومة شعب، وتتصرف كأنها شركة خاصة، وملك خاص، تريدون أن تسترجعوا أراضيكم وسواحلكم في المحرق، الحد، قلالي، عسكر، الزلاق، رأس البر، أم النعسان ، جدة، جنوسان ، السنابس، كرباباد، الحلة، سترة، الجفير، التي لم يبقى منها شيء، الحكومة المنتخبة تعيدها لكم، لأنها ستكون حكومتكم جميعا كل أبناء البحرين، هذا جزء من ثروتكم الوطنية ومن حقكم أن تنعموا بها ولا تحرموا منها، تريدون أرض لكل مواطن التي وعدتم بها في السبعينات وتوعدون بها في الألفية الثالثة، أرض لكل بحريني سني أو شيعي، مسلم أو غير مسلم، طريقها الحكومة المنتخبة، لأنها يجب أن تسترجع الأراضي وتوزع بعدالة للمواطنين، وليس لفئات محددة.

 

نريد حكومة منتخبة لينتهي التمييز البغيض على أسس طائفية وقبلية وعائلية وعرقية، حكومة التعيين سياستها الترغيب والترهيب، وهذا أساس التمييز، والتمييز يستجلب الطائفية والفئوية، ويجعل مؤسسات الدولة مصانع طائفية، ويخلق الشحن والبغضاء، إذا أردتم إنهاء الطائفية، فلا مناص من حكومة منتخبة تمثل إرادة الشعب.

 

نريد حكومة منتخبة لأننا نريد حقوق لا مكرمات، نريد مشاريع إسكانية وخدمية ومرافق عامة لأنها حقوقنا، نريد رواتب مناسبة، وضمان تعطل وتقاعد، كحقوق لا مكرمات، نريد هذه الحقوق من وزارات لا من دواووين، نريدها كحقوق لا وساطات ولا استجداءات، هي جزء من حقوقنا وتمول من ثروتنا الوطنية.

 

نريد حكومة منتخبة، محاسبة من سلطة تشريعية كاملة الصلاحيات التشريعية والرقابية، ناتج عن دوائر تعبر عن تمثيل مواطنين لا عوائل أو قبائل أو طوائف أو فئات، حكومة لا يخاف فيها الوزراء من توجيهات متضارب من دواوين وأجنحة مختلفة، فيتوه الوزير أي أمر يستجيب له، وأي نهي ينتهي عنه، نريده أن لا يخاف إلا من الله ومن محاسبة البرلمان إذا أخفق أو تهاون في مكافحة فساد أو هو نفسه أفسد، نريد حكومة لا يضطر فيها الوزراء أو المدراء للانتقام من الشعب أوهم أنفسهم ينتقمون ويتشفوون، لأن الشعب طالب بحقوق أو عارض مسئول أو سلطة.

 

لا يمكن أن نوجد وطن يشترك فيه الجميع ولا يقصى فيه أحد، ولا تكون فيه حكومة منتخبة وبإرادة شعبية، لا نريد حكومة معينة بها شيعة وسنة، هذا ليس إرادة شعب، هذه إرادة سلطة، هذه إرادة شراء، إرادة ترهيب وترغيب، نريد الشعب يحدد وزراءهم، يطمأن لوجود من يختاره، نريد وزراء بحرينيين، لا طائفيين، ولا يضمن ذلك إلا من خلال اختيار الشعب عبر ممثليه.

 

الحكومة المنتخبة بإرادة شعبية، وبلحاظ التركيبة السكانية البحرينية، لا يمكن إلا أن تستوعب الجميع، ويستحيل أن تهمش أي مكون، فلا داعي لبث الخوف المصطنع، لا نريد إلغاء أحد، ولن نقبل أن يلغينا أحد بعد اليوم..

 

مطلبنا حكومة منتخبة،،،،

 

ولو كان لدينا حكومة منتخبة،

 

- لما حدثت إضرابات سياسية وأمنية كبيرة كل عدة سنوات

 

- لما كانت هناك ضياع لمئات الكيلومترات من الأراضي المغمورة واليابسة

 

- لما كانت هناك مشكلة إسكانية تؤرق 50 ألف أسرة

 

- لما كان هناك تجنيس سياسي يدمر البلد

 

- لما كانت هناك بطالة

 

- لما كان هناك شهداء وضحايا ومعذبين وآهات ومعانات

 

- لما شوهت سمعة البحرين في كل الدنيا من إعلام ومنظمات عالمية وحقوقية

 

- لما كان هناك هروب استثمارات محلية وأجنبية

 

- لما كان هناك تراجع للمؤشرات البحرين الاقتصادية والتنموية والحقوقية

 

- لما اختفت الدولة المدنية وحلت مكانها الدولة العسكرية والأمنية

 

- لما شكك في ولاء أي مواطن، لأن الولاء للوطن وليس للأشخاص.

 

- لما أدان العالم السلطة وطالبها بالإصلاح

 

لذا مطلبنا حكومة منتخبة

 

أحبائي أساتذتي آبائي أمهاتي إخواني أخواتي، أنتم شعب عظيم، ويتوهم من يغشكم أو يسيركم بغير وعي، أو يفرض عليكم أي خيار لا ترتضونه، وهذا عهدا بيننا وبينكم.

 

لا مجاملات بيننا وبينكم، بل مسئولية شرعية وطنية وأخلاقية، وقراراتنا في الوفاق تنطلق من هذه المبادئ، وليس العاطفة، وليس التهور، وليس الاستسلام، نمحص كل الخيارات ونحلل كل المعطيات، ولا نتحرك إلا في إطار ما يمليه علينا الضمير ورقابة الله، ثم أنتم، والقرار الأخير لكم.

 

لا يغرينا ـ وثقتي بكل قيادات الوفاق ـ إلا رضا الله وثقتكم واحترامكم، وكل المغريات التي عرضت أو لوح بها لنا، كانت ساقطة لدينا لم نسمح لأنفسنا مجرد التفكير بها، مع مغريات حبكم وثقتكم واحترامكم، وكل تهديد ووعيد رميناه وراء ظهورنا، وكان تهديد الخوف من الله وخيانتكم حاضر لدينا أو لا وأخيرا، فعهدا منا لن نخونكم.

 

من هذه المنطلقات، ومن رغبتنا الصادقة لانتشال البحرين من مآزقها السياسية والأمنية المتكررة، قررنا الذهاب للحوار، نعلم وتعلمون أنه غير جاد ولن يثمر، لكننا أردنا أن يصل صوتكم لكل العالم، ابتداء من الداخل وانتهاء بكل بقعة عالمية، إن هذا هو شعب البحرين المتحضر المسالم المظلوم، وهذه هي السلطة المتحكمة فيه الظالمة له، هذا هو الشعب الذي يريد الحل السياسي وهذه هي السلطة المراوغة المستأثرة.

 

ثقوا أنكم أنتم اليوم أقوى من أي وقت مضى، أقوى على مستوى الحضور السياسي الداخلي والخارجي، وأقوى على مستوى الإقناع الحقوقي، وأقوى على مستوى الإقناع الإعلامي، وأقوى على مستوى الحضور الجماهيري والحراك في الشارع.

 

إصرارنا في إيجاد حوار جدي ومثمر ينتشل البحرين من مآسي المشكلات السياسية مبدأ لا حياد فيه، وخياراتنا مع ما هو مطروح من منتدى حوار بهذا الشكل وهذه الأجواء مفتوحة، تحت محددين رئيسيين تحقيق مطالبنا الوطنية بسقوفها التي ترتضونها، وما لا ترضونه لا نرضاه أيضا.

 

هذا عهدنا لكم، وثقتنا بعهدكم لنا باقي من أجل بحرين تجمعنا.

 

والسلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته...