شهدت البحرين يوم الجمعة انطلاق مسيرات حاشدة تلبية لدعوة من عالم الدين آية الله الشيخ عيسى قاسم ردا على وصف حاكم البحرين حمد بن عيسى للمحتجين ضد نظام حكمه بأنهم قلة قليلة.

 

واكتظ شارع البديع بالحشود الهادرة التي توجهت نحو نقطة الالتقاء للمسيرة الرئيسية التي يجري تنظيمها تحت عنوان "لبيك يا بحرين" يتقدمهم آية الله الشيخ عيسى قاسم وكوكبة من علماء الدين.

 

وبحسب التقديرات الأولية فقد شارك الآلاف من سكان البحرين في المسيرة ليثبتوا للجميع بأنهم ليسوا قلة قليلة، بل إن الذين يمارسون شتى أنواع عمليات القمع بدعم خارجي هم الشرذمة القليلة التي تحاول يائسة الحفاظ على عروشها المتهرئة.

 

وأطلق المشاركون في المسيرة شعارات تطالب بتغيير النظام الحاكم ورحيل القوات السعودية المحتلة وإطلاق سراح المعتقلين ووقف الدعم الدولي والإقليمي لحاكم البحرين الذي لم يتورع عن ارتكاب أي جريمة حتى الآن، ومنها إعطاء الأوامر باستخدام الرصاص الحي والغازات السامة والمسيلة للدموع ضد المحتجين المطالبين بالإصلاحات الدستورية.

 

وتأتي هذه المسيرة بعد أكثر من عام على انطلاق الثورة ليؤكد قادة الثورة والمعارضة البحرينية أن ثورتهم ما تزال تتمتع بالحيوية والنشاط وأنها قادرة على مواجهة حملات القمع والتحديات مهما تعاظمت.

 

وكان الشيخ قاسم دعا الجميع إلى المشاركة في هذه المسيرات تأكيدا على المطالب الإصلاحية ومنح الحريات الأساسية للشعب ووقف القمع. فمن منبر صلاة الجمعة بمسجد الإمام الصادق عليه السلام في الدراز قرب العاصمة المنامة وجه الشيخ قاسم خطابه إلى كافة الشرائح الاجتماعية في البلاد ودعاها إلى البرهنة في المسيرة على أنها لن تتخلى عن مطالبها وان حضورها يسمو على الجوانب الفئوية والطائفية والحزبية.

 

وبالفعل أعلنت كافة الجمعيات والقوى السياسية المعارضة والفاعلة في البلاد إضافة إلى الكثير من الشخصيات الدينية والثقافية والاجتماعية استجابتها لدعوة الشيخ قاسم ومشاركتها في المسيرات الاحتجاجية رغم تحشيد السلطة كامل عدتها وعديدها لمواجهة المتظاهرين بالحديد والنار والغازات السامة.

 

يشار إلى أن الشيخ قاسم لم يرد من خلال هذه الدعوة استعراض قوة الشعب وطاقاته الهائلة في مواصلة احتجاجاته السلمية فقط وإنما أراد تلقين السلطة درسا عبر الرد على اتهامات الملك حمد بن عيسى للمحتجين بأنهم مجرد فئة قليلة في البلاد.

 

ويقول المراقبون أن التفاعل الشعبي الواسع مع دعوة الشيخ قاسم والاندفاع في الاستجابة لها ادخل معادلة جديدة في الساحة السياسية لا يبدو أن السلطة ستتمكن من واحتوائها بسهولة رغم استخدامها أساليب قمعية منتظمة خلال أكثر من عام.

 

واستشهد أكثر من ستين شخصا خلال القمع طيلة الثلاثة عشر شهرا الماضية فيما تصر أسرة آل خليفة على مسك زمام الحكم منذ مئتي عام ويتولى منصب رئاسة الوزراء عم الملك خليفة بن سلمان آل خليفة منذ أكثر من أربعين عاما والتي تعد أطول فترة رئاسة وزراء بلد ما في العالم.