في تصريح أدلى به إلى مراسل وكالة رسا للأنباء، حول الزيارة المزمعة لقائد الثورة الإسلامية إلى محافظة قم المقدسة، أكد سماحة الشيخ علي عبد اللهي، الأستاذ في حوزة قم العلمية، على أن هذه الزيارة تحمل في طياتها بشائر الخير والبركة، مضيفاً: إن تواجد القائد الحكيم في المحافظات المختلفة يبعث الأمل في جسد الأمة، ويحيي لدى الناس روح الأمل والحيوية.

 

وتابع سماحته القول: زيارات قائد الثورة الإسلامية إلى المحافظات المختلفة لها بركات كثيرة، أهمها الآثار الثقافية والمعنوية، حتى أن عطر هذه الزيارة أخذ يُشم من كل ناحية في قم.

 

وأشار سماحته إلى أهمية هذه الزيارة من حيث وجود الحوزة العلمية في مدينة قم، مردفاً: الرؤى التخصصية والدقيقة التي عادة ما يطرحها قائد الثورة الإسلامية لدى لقائه بطلاب العلوم الدينية، تمثل مشعلاً وضاءً ينير درب الحوزة العلمية.

 

ولفت سماحته إلى أن قائد الثورة الإسلامية يحمل رؤية عالمية إلى القضايا المختلفة، وقال: ينبغي على الأساتذة وطلاب العلوم الدينية دراسة وتحليل كلمات القائد بدقة متناهية، ولا بد لهم أن يعملوا على تطبيقها على أرض الواقع؛ بغية أن يتسنى للحوزة العليمة أن تقوم بوظيفتها العالمية المناطة بها ببركة الثورة الإسلامية.

 

وأكد سماحته على أن التطور في الحوزة يأتي في سياق النجاح في تنفيذ المهام العالمية المخولة إليها، مبيناً: إن التقدم على مستويي الهيكلية والمضمون من شأنه أن يسارع الخطى والتحرك المتوخى في الحوزة العلمية، وبالتالي يجعل منها مجموعة حية في العالم الراهن.

 

وأضاف قائلاً: لا يمكن التعويل على تطوير الحوزة العلمية إلا في حالة تمكن الأساتذة والطلاب من تحديث المحتوى الدقيق والغني، ومن ثم تعريف الإسلام ضمن رؤية عالمية شاملة إلى جميع أنحاء الدنيا؛ لكي يتيسر جعل قم مركزاً علمياً عالمياً ومرجعاً وموئلاً للمسلمين أجمع.

 

ولفت قائلاً: إن بحث التطور في الحوزة لا يتنافى بوجه من الوجوه مع الحفاظ على السنن الراسخة في الحوزة؛ ذلك أن تلك السنن عبارة عن أمور إيجابية وفاعلة.

 

وانتقد سماحته من يعارض الإفادة من التقنيات الحديثة في الحوزة العلمية، وقال: من أبرز السنن الحوزوية الرصينة يمكن الإشارة إلى: المباحثة، واحترام الأستاذ، والعلاقة المتميزة بين التلميذ وأستاذه، والتوق إلى التعلم، وحفظ التقوى، والحفاظ على العفة والزهد، والمطالعة في إطار البحث العلمي، والتدريس والتبليغ أثناء فترة الدراسة. ولكن، ثمة بعض الأمور الظاهرية ـ كالجلوس على الأرض ـ التي يتصور البعض أنها من السنن الحوزوية، والحال أن السنن ليست بالأمور الظاهرية.