اعتبر أحد أساتذة الحوزة والجامعة أنّ زيارة ولي أمر المسلمين (دام ظله) التاريخية إلى مدينة قم، ستكون منشأ للتحولات الكثيرة في الحوزة العلمية، وقال: إننا على استعداد لسماع توجيهات سماحة آية الله العظمى السيد الخامنئي (حفظه الله) المتعلقة بالحوزة بملء آذاننا وقلوبنا.

 

في إطار اللقاء الذي أجرته معه وكالة رسا للأنباء، اعتبر سماحة السيد كميل باقرزاده، أستاذ كلية الأخبار وتحليل المسائل السياسية الزيارة التي سيقوم بها ولي أمر المسلمين (دام ظله) إلى مدينة قم المقدسة، بالمباركة والباعثة على الخير الوفير، وقال: إنّ زيارة ولي أمر المسلمين التاريخية إلى مدينة قم المقدسة، ستكون منشأ للتحولات الكثيرة في الحوزات العلمية، لاسيما حوزة قم العلمية.

 

وأضاف سماحته قائلاً: بالنظر للأوضاع الدولية الحساسة، والميزات الخاصة التي تتمتع بها الثورة الإسلامية، فإنّ أبناء الحوزة بانتظار الإصغاء إلى أبرز المسائل الأصيلة والدقيقة والمناهج البناءة الجديدة المتعلقة بالحوزة على لسان ولي أمر المسلمين (دام ظله).

 

واستطرد هذا المحلل السياسي في حديثة مشيراً إلى المسؤوليات التي يرغب ولي أمر المسلمين (حفظه الله) أن يحققها أبناء الحوزات العلمية، والتي يرى بأنّ القائد يلقى بتبعاتها على عاتق الشباب من طلاب وفضلاء الحوزة، مضيفاً: لقد تحمّل أساتذة وعلماء الحوزة في مرحلة من المراحل مسؤولية حمل الأمانة التي تركها السلف من العلماء الأعلام، وعلى الطلاب الشباب اليوم تحمّل هذه المسؤولية أيضاً.

 

وضمن تصريحه بأنّ الحوزة يجب أن تلبي المتطلبات المختلفة مجاراة مع الأوضاع الراهنة والتحولات السياسية للمجتمع الإسلامي، اعتبر أنّ الشرط الأساسي لتحقيق ذلك العناية الفائقة بأوامر وتوجيهات ولي أمر المسلمين (حفظه الله).

 

كما أبدى سماحته قائلاً: إنّ التحوّل في النظام الدراسي وميدان البحث والتحقيق، والتحوّل في النهضة الفكرية وحركة البرمجيات، والتحوّل في الثقافة، والعلاقة بين الحوزة والجامعة، وعلاقة أبناء الحوزة مع الأوساط الشعبية لاسيما الشباب، والتحوّل في ميدان التبليغ الواعي في المجال الديني، والأبحاث المتعلقة بالفقه والسياسي، وفتح الأبواب الموصدة أمام النشاط الديني الفعّال؛ تعتبر من أولويات المسائل التي تطلبها القيادة من الحوزة وأبنائها.

 

وأشار سماحته قائلاً: إننا على استعداد لسماع توجيهات سماحة آية الله العظمى السيد الخامنئي (حفظه الله) المتعلقة بالحوزة وسائر المسائل التي يعتبرها لازمة، بملء آذاننا وقلوبنا، وشيئاً فشيئاً سنقف مرحبين بولي أمر المسلمين (حفظه الله)، لنعرب عن استعدادنا لتحقيق أهدافه التي يتطلع إليها، ونسعى من أجل تنفيذها.

 

واستطرد أستاذ كلية الأخبار في حديثه، فأكد أنّ آراء ولي أمر المسلمين (مد ظله) نابعة من الحوزة، وهو على إطلاع تام بجوانبها وزواياها الخفية، وقال: لا يخفى على أحد الإشراف التام والدقيق لولي أمر المسلمين (حفظه الله) على قضايا المجتمع ومتطلباته؛ لكونه قائداً وولياً للمجتمع الإسلامي.

 

وصرّح سماحته قائلاً: إنّ الإشراف التام لولي أمر المسلمين (حفظه الله) من جهة، وإطلاعه على القدرات والكنوز العظيمة للمعارف الإسلامية التي لم تُستخرج حتى الآن من جهة أخرى، أدّى إلى أن تكون الأوامر التي يُصدرها أو الآراء التي يطرحها حول الحوزة، تخصصية ودقيقة جداً.

 

وفي جانب آخر من حديثه، تعرَّض السيد باقر زاده إلى انجازات ونشاطات الحوزات العلمية تلبية لأوامر ولي أمر المسلمين (دام ظله)، وقال: لا يمكن أن نغض النظر بأي حال من الأحوال عن الجهود والنشاطات والمجاهدات التي صدرت من أبناء الحوزة، لاسيما في السنوات الأخيرة.

 

وأضاف سماحته قائلاً: لقد شهدنا في الأعوام الأخيرة تحولات أساسية في مركز المديرية ومجلس الحوزة الأعلى، على مختلف الأصعدة كالدراسة والبحث، والتربية والأخلاق، لكن من المسلّم أنّ الحوزة باتت الآن تتحمل مسؤولية أصعب من ذي قبل، بالنظر للآفاق والرؤى التي أوضحها وكشف عنها ولي أمر المسلمين (حفظه الله)، والخطّة التي رُسمت لنظام الجمهورية الإسلامية في آفاق 1404.

 

وضمن بيان هذا الأستاذ في حوزة قم العلمية بأنّ المسؤولية تقع على الحوزات العلمية في تنشيط البُعد الثقافي لوصول الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى القمّة في المجال الثقافي صرّح قائلاً: إنّ هناك مجالاً كبيراً للعمل في هذا المجال، والمسؤولية التي تقع على عاتقنا مسؤولية جسيمة جداً؛ لذا يجب علينا أن لا نتراجع أو نقف عند نقطة معينة.

 

كما أشار سماحته إلى الإعلام الغربي الواسع الذي يحاول العدو من خلاله إثارة شائعة الاختلاف بين المرجعية والنظام، وقال: لقد كان العدو يسعى منذ القديم لإثارة الفرقة على ضوء سياسته القائمة على شعار "فرق تسد"، وإنّ محاولة إثارة الاختلاف بين القيادة والمرجعية اليوم، هو استمرار لذلك المشروع العدواني القديم.

 

وفي الختام أكد سماحة السيد باقرزاده على أنّ مراجع التقليد والأساتذة الكرام هم الدعائم الأساسية للحوزة الشيعية، وقد أدّت مجاهداتهم في نظام الجمهورية الإسلامية إلى إنجازات عظيمة، وقال: إنّ علاقة ولي أمر المسلمين مع المراجع أقوى من أن تُهز بدعايات العدو الصبيانية.