روح الله

لا توجد حادثة في عالم اليوم بدون تأثير في سائر النقاط

 

سؤال: هل من المحتمل أن يؤثر نجاح الثورة في إيران على بلدان الخليج؟

 

الجواب: لا توجد حادثة في عالم اليوم في أي نقطة تقع بدون تأثير على المناطق الأخرى إلا أن مدى تأثر الناس بها يرتبط باختيارهم ووعيهم.

 

سوف نصدّر تجاربنا إلى كل العالم

 

وإننا سوف نصدّر تجاربنا إلى جميع مناطق العالم، وننقل نتائج الدفاع وجهاد الظالمين ـ دون أدنى طمع ـ إلى المجاهدين في طريق الحق. ومن المسلّم به أن نتائج تصدير هذه التجارب لن يكون غير ازدهار النصر والاستقلال وتطبيق الأحكام الإسلامية بين أوساط الشعوب المكبّلة. ينبغي بالمثقفين الإسلاميين جميعاً أن يسلكوا ـ من خلال العلم والوعي ـ الطريق الصعب لتغيير العالم الرأسمالي والشيوعي، وأن يرسم جميع الأحرار في العالم ـ من خلال الوعي والتوعية ـ طريق إنزال الصفعات على وجه القوى العظمى وخاصة أمريكا، انتقاماً للمصفوعين من أبناء شعوب البلدان الإسلامية المظلومة والعالم الثالث. إنني أقولها واثقاً إن الإسلام سيذلّ القوى العظمى، وإن الإسلام سوف يزيح الموانع الكبيرة ـ سواءاً الداخلية والخارجية ـ التي تقف بوجهه الواحدة تلو الأخرى، وسوف يفتح المواقع المهمة في العالم.

 

سوف نتقدم بمذهبنا في جميع البلدان الإسلامية

 

كنّا شعباً خضع لضغوط القوى العظمى، والآن تخلّصنا من ضغوطها، ونسير نحو الأمام، وهذا هو رقي الشعب؛ فالرقي لا يعني أن نتخم بطوننا، بل أن ندفع ديننا ومنهجنا نحو الأمام. ونحمد الله أننا نتقدم بمذهبنا إلى الأمام، وسوف ننشر مذهبنا في جميع البلدان الإسلامية؛ بل في جميع أماكن تواجد المستضعفين، وأننا نسير نحو الرقي، ونريد أن يتحرك الناس نحو الرقي.

 

يجب أن نصدّر القيم الإنسانية من هنا إلى كل مكان

 

لو أردتم التغلب على جميع المشاكل لوجب عليكم الوقوف جميعاً بحزم أمام جميع القوى. يجب أن تستعدوا لجميع المشاكل. يجب أن تصدّروا القيم الإنسانية من هنا إلى كل مكان، وأن تحافظوا على استقلالكم في جميع المجالات، الاستقلال الثقافي والاقتصادي والاجتماعي، كل هذه يجب أن تحافظوا عليها بشكل محكم.

 

وهذا يحصل في ظل الالتزام بالإسلام والتوكل على الله المتعال، واتحاد بعضكم مع بعض، والتآخي بين جميع الفئات.

 

آمل أن نحقق عدالة الإسلام في العالم

 

إنني آمل أن نتمكن إن شاء الله من تطبيق هذه العدالة التي جاءت للبشر ببركة الإسلام وأولياء الإسلام بعد 2500 عام من الظلم والنظام الظالم، وبعد خمسين سنة من الظلم والخيانة والنهب، وذلك في إيران أولاً، ثم في سائر أنحاء العالم.

 

إننا مكلّفون بعرض الإسلام في كل العالم

 

إننا مكلفون بالتعريف بالإسلام في كل أنحاء العالم، فالإسلام مظلوم الآن في الدنيا، إنه غريب في الدنيا، وإننا مجموعة صغيرة نملك إعلاماً ناقصاً، وعندنا عدد قليل من المبلّغين، بينما يملك أولئك جميع وسائل الإعلام، وعندهم أموال طائلة، وينفقون على هذه الأمور؛ ولكن رغم ذلك علينا أن لا نيأس. إننا كما تمكنّا ـ بهذه العدة القليلة ـ من القضاء على هذه القوة الشيطانية الكبيرة لمحمد رضا والمدعومة من جميع القرى، وتنحيته بهمة شبان إيران هؤلاء، سوف نطبق الإسلام هنا ـ إنشاء الله ـ كما يريده الله، ونحن مشغولون بهذا العمل فعلاً… وإنني آمل أنه مثلما تمّ تحقيق هذه أن يتحقق لدينا إعلام واسع بالهمة العالية للجامعة والفيضية، وأن يصل إعلامنا ـ خلال مدة قصيرة ـ إلى درجة نملأ جميع الدنيا بمظاهر الإسلام.

 

نحن موجودون مادام الجهاد ضد المستكبرين موجوداً في أي مكان من العالم

 

سوف نصدّر ثورتنا إلى جميع أنحاء العالم، لأن ثورتنا إسلامية، وما لم يملأ صدى شعار "لا إله إلا الله محمد رسول الله" كل العالم، فإن الجهاد موجود، وإننا موجودون ما دام الجهاد ضد المستكبرين موجوداً في أي مكان من العالم.

 

ثورتنا غير محدودة بإيران

 

يجب أن يعلم مسؤولونا بأن ثورتنا غير محدودة بإيران؛ إن ثورة الشعب الإيراني هي نقطة البداية لثورة عالم الإسلام الكبرى تحت لواء الإمام الحجة ـ أرواحنا فداه ـ ونسأل الله أن يمنّ على جميع المسلمين والعالمين، وأن يعجل ظهوره في عصرنا الحاضر.

 

لو شغلت المسائل الاقتصادية والمادية المسؤولين عن وظائفهم للحظة واحدة، فإن لذلك أخطار جمّة، ويعدّ خيانة كبرى. يجب على حكومة الجمهورية الإسلامية أن تبذل تمام سعيها في إدارة الناس على افضل وجه، بَيدَ أن هذا لا يعني انصرافها عن الأهداف العظيمة للثورة في إيجاد حكومة الإسلام العالمية.

 

يجب على الشعب الإيراني العزيز، الذي هو بحق الوجه المنير للتاريخ الإسلامي العظيم في زماننا المعاصر، أن يبذل سعيه من أجل تحمّل الصعاب والضغوط قربة إلى الله، حتى يتمكن المسؤولون الكبار في الدولة من تحقيق وظيفتهم الأساسية في نشر الإسلام في العالم.  

 

الجميع في الجمهورية الإسلامية مصممون على نشر التوحيد الأصيل بين الشعوب الإسلامية

 

بلطف الله فإننا لا نختلف تحت لواء حاكمية الجمهورية الإسلامية على المواقف المبدئية والسياسية والاعتقادية، وإن الجميع مصممون على نشر التوحيد الأصيل بين الشعوب الإسلامية ورضخ رأس الخصم بالحجر، حتى يتحقق في القريب العاجل انتصار الإسلام في العالم.

 

نسأل الله أن يعطينا القدرة لندقّ ناقوس الموت لأمريكا من كعبة المسلمين

 

لقد أعلنا مراراً هذه الحقيقة أن سياستنا الإسلامية على الصعيد الخارجي والدولي تسعى جادة لتوسيع نفوذ الإسلام في العالم وتقليص سلطة ناهبي العالم، كانت كذلك وما زالت، فإذا شاء خدمة أمريكا أن يصفوا هذه السياسة بأنها سياسة توسعية وتهدف لتشكيل امبراطورية كبرى، فلا يضيرنا ذلك ونستقبله.

 

نحن عازمون على اجتثاث الجذور الفاسدة للصهيونية والرأسمالية والشيوعية في العالم، لقد قررنا أن نبيد ـ بلطف الله الجبار ورعايته ـ الأنظمة المرتكزة على هذه الركائز الثلاثة، ونروج إسلام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في عالم الاستكبار، وعاجلاً أم آجلاً ستشهد الشعوب الأسيرة ذلك.

 

نحن بكل وجودنا سنمنع ارتشاء وحصانة المسؤولين الأمريكيين حتى لو استلزم الأمر المواجهة العنيفة، ولن ندع إن شاء الله أن يعزف صوب المصالحة مع أمريكا وروسيا والكفر والشرك من الكعبة والحج… هذا المنبر العظيم الذي يجب أن يعكس ـ على ذروة سنام الإنسانية ـ صرخات المظلومين إلى العالم أجمع، ويدوي منه نداء التوحيد. وأسأل الله تعالى أن يمنحنا القدرة كي ندق ناقوس الموت لأمريكا وروسيا ليس من كعبة المسلمين فقط، بل ومن كنائس العالم أيضاً.

 

سنقضّ مضاجع ناهبي العالم بواسطة تعبويي عالم الإسلام

 

هيهات أن يهدأ الخميني ويبقى ساكتاً أمام اعتداء الشياطين والمشركين والكافرين على حريم القرآن الكريم وعترة رسول الله وأمة محمد ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ وأتباع إبراهيم الحنيف، أو أن يكون مراقباً لمشاهد ذلة وحقارة المسلمين. إنني قد هيأت دمي وروحي الرخيصة لأداء الواجب الحق وفريضة الدفاع عن المسلمين، وأنا في انتظار الفوز العظيم بالشهادة. لتطمئن القوى العظمى وعملاؤها أن الخميني حتى لو بقي وحيداً فريداً، فإنه سيواصل طريقه في مجاهدة الكفر والشرك والظلم وعبادة الأصنام، وسيقضّ هو والتعبويون مضاجع ناهبي العالم وعملائهم ممن يصّرون على الظلم والجور.

 

يجب أن نلغي فكرة أننا لا نصدر الثورة

 

ينبغي أن نبذل جهدنا لتصدير ثورتنا إلى العالم، وأن نلغي فكرة عدم تصدير الثورة، لأن الإسلام لا يضع الفروق بين البلدان الإسلامية، ويدعم جميع المستضعفين في العالم. من جانب آخر فإن جميع القوى العظمى عزمت على إبادتنا، ولو بقينا في وسط مغلق فسوف نواجه الفشل قطعاً. يجب أن ننهي حسابنا بصراحة مع القوى العظمى بشكل نهائي، وأن نبيّن لهم أننا رغم جميع الصعوبات والمشاكل التي نعانيها نتعامل دينياً مع العالم.

 

معنى تصدير الثورة أن تحصل هذه اليقظة عند جميع الشعوب

 

لا تفسروا خطأ معنى قولنا إننا عازمون على تصدير الثورة إلى كل مكان بأننا نريد فتح البلدان؛ إننا نعتبر جميع البلدان الإسلامية كبلدنا، ويجب أن تبقى جميع البلدان على حالها. إننا نريد هذه اليقظة التي نشاهدها في إيران والتي تمكّن الشعب من خلالها أن يبتعد عن القوى العظمى، ويقطع أياديها عن ثرواته، أن تحصل اليقظة بين جميع الشعوب ولدى كل الحكومات. وهذا هو أملنا.

 

فمعنى تصدير ثورتنا أن تستيقظ جميع الشعوب والحكومات، ويخلّصوا أنفسهم من هذه المشاكل التي يعانون منها، وينقذوا أنفسهم من تسلط الآخرين ونهبهم لثرواتهم وجعلهم يعيشون حالة الفقر.

 

معنى تصدير الثورة أن نعرّف الإسلام كما هو

 

عندما نقول بأننا نريد تصدير الإسلام، فهذا لا يعني أننا نريد أن نهاجم البلدان الأخرى بالطائرات؛ فهذا ما لم نقله نحن ولا يمكننا قوله. لكننا قادرون من خلال الأجهزة التي نملكها كالإذاعة والتلفزيون والصحافة والجماعات التي تسافر إلى خارج البلاد أن نعرّف الإسلام كما هو، وسوف يقبله الجميع لو قدمناه كما هو. إن فطرة البشر فطرة سليمة، ولو ألقي فيها شيء فإنه سيقبل ذلك الشيء بموجب فطرته السليمة، وهذا ما يخشاه الأقوياء. لذا فإن علينا وظيفة كبيرة جدّاً، ولسنا نحن فحسب ولستم أنتم فقط، بل يشمل ذلك جميع المسلمين، جميع الفئات الموجودة داخل إيران وخارجها والملتزمين بالإسلام.. علينا وظيفة كبيرة وهي أن نقدّم الإسلام كما هو، وكما يريد الله تبارك وتعالى، وكما جاء في القرآن وفي الأحاديث، نقدمه للناس بذلك الشكل، ونعرضه على الدنيا، ولهذا الأمر تأثير كبير يمكن أن يفوق آلاف المدافع والدبابات.

 

إن ما يحصل من خلال الإرشاد يدخل إلى قلوب الناس، وهذا الفن إنما يتأتى من الإسلام، يتأتى من أحكام الإسلام، لا من خلال المدافع والدبابات.

 

تصدير الثورة ليس بالقوة، بل بالأخلاق الإسلامية

 

أنتم الذين تعملون في السفارات مكلّفون عقلاً وشرعاً بأن تكونوا على أبسط ما يكون، أن تكون سفاراتكم على أبسط ما تكون، وأن تكون كيفية معاشرتكم مع الموظفين في السفارة هناك ـ وباصطلاحكم العاملين تحت يدكم ـ أخوية، وفي نفس الوقت الذي يجب عليهم أن يتقبلون الأمور التي تقولونها، ولكن يجب أن يكون أخوياً. ونفس الشيء بالنسبة لضيافتكم، ونزهاتكم.. إن حال جميع العاملين في السفارات، ووضعهم يجب أن يتغير إلى وضع إسلامي بحيث إن كل من يأتي إلى هناك يرى الإسلام هناك عملاً. إننا ومهما صرخنا بأننا مسلمون وإننا جمهورية إسلامية، وعندما يروننا غير ذلك في العمل فإن أحداً لن يصدقنا. إنهم يصدقوننا متى ما شاهدوا إننا نقول بأننا جمهورية إسلامية وعملنا كذلك أيضاً وليس عملاً طاغوتياً، أن يكون القول إسلامياً والعمل إسلامياً، ونفس السلوك إسلامياً، الحديث إسلامياً، حتى يتم تصدير هذه الجمهورية الإسلامية إلى سائر البلدان. فالتصدير بالحراب ليس تصديراً، والتصدير بالقوة ليس تصديراً، ويتحقق التصدير متى ما نمت هنا الحقائق الإسلامية والأخلاق الإسلامية، والأخلاق الإنسانية، وإنكم مكلفون بمراعاة هذا المهم، ويجب أن تقوموا بهذا العمل في أعمالكم وفي كتاباتكم التي تنشرونها هناك.

 

معنى تصدير الثورة أن ننشر المعنويات الموجودة في إيران

 

إننا عندما نقول بتصدير الثورة نقصد من ذلك تصدير هذه المعنويات وهذه المسائل التي تحقق هنا، نريد تصدير هذا، لا نريد مهاجمة الآخرين بالسيوف وبالبنادق. والعراق الآن يهاجمنا منذ مدة طويلة، ونحن لا نهاجمه. إنه يهاجمنا ونحن ندافع، والدفاع واجب. إننا نريد تصدير هذه الثورة، هذه الثورة الثقافية، وهذه الثورة الإسلامية إلى جميع البلدان الإسلامية، ولو تمّ تصدير هذه الثورة فستحلّ المشكلة في كل مكان يتم تصدير الثورة إليه.

 

حاولوا أن توقظوا شعوبكم كما ثارت إيران وهي الآن مستعدة لكل شيء. يجب على الذين يهمهم أمر الإسلام وأمر بلادهم أن يزرعوا اليقظة عند شعوبهم حتى يحصل عندهم هذا التحول الإلهي كما حصل في إيران؛ ففي كل مكان يظهر هذا التحول تحل المسألة، ولا تخافوا حينئذ من مجيء أربعة فاسدين يريدون احتلال المسجد الأقصى، وقتئذٍ لا تخافوا لأن المشكلة محلولة، أما عندما ينقسم الشعب الواحد إلى طائفتين وعشر طوائف ومائة طائفة وتخالف كل واحدة الأخرى وتكون الحكومات على هذه الشاكلة، فلا تنتظروا حينئذ النصر والغلبة بهذه الأفكار وهذه الحكومات.

 

تصدير الثورة يعني المصالحة بين الشعوب والحكومات

 

إننا عندما نقول بتصدير ثورتنا إلى جميع البلدان الإسلامية، بل إلى جميع الدول التي يقف فيها المستكبرون ضد المستضعفين، فإننا نريد أن لا تكون الحكومة ظالمة وقاتلة وأمثال ذلك، وأن لا يكون الشعب معادياً للحكومة. إننا نريد تحقيق المصالحة بين الحكومات والشعوب. وأعتقد أن الحكومات لو التفتت إلى الحالة في إيران ودرست الأوضاع، وشاهدت علاقة الحكومة مع الشعب، فإنها ستتأثر بذلك.

 

تصدير الثورة بإيصال صوتنا إلى العالم

 

إننا قلنا منذ البداية بأننا نريد تصدير ثورتنا. وتصدير الثورة ليس من خلال إرسال الجيوش، بل نريد إيصال صوتنا إلى العالم، وأحد تلك المراكز هي وزارة الخارجية التي ينبغي لها أن تُعرّف العالم بمسائل إيران والإسلام والمشاكل التي عانتها إيران من الشرق والغرب، وتقول للعالم بأننا نريد العمل على هذه الشاكلة.

 

يجب أن تكون الجماهير هي الأساس، ويجب الاتصال بهم في الزيارات غير الرسمية

 

اعلموا أنه في أي مكان تعارضنا فيه الحكومات والأقوياء فإن الشعوب تؤيدنا، وينبغي أن تكون الجماهير والتفكير بها هو الأساس، ويجب الاهتمام بالناس لا بالحكومات. لأن الجماهير والشعوب تؤيد الحق، لأنها عانت من الظلم، ولا تريد الخضوع لسيطرة أمريكا والسوفيت. لقد كان إعلامنا في مستوى الصفر تقريباً، ويجب أن تكون لنا زيارات غير رسمية إلى جانب الزيارات الرسمية حتى نوقظ العالم.

 

إذا كنا نريد تصدير الثورة فإنه يجب علينا العمل بشكل تستلم الجماهير فيه الحكم بنفسها، ويصل أبناء الطبقة الثالثة ـ كما يقال ـ إلى سدة الحكم.

 

يمكنكم في ظل الزيارات غير الرسمية الالتقاء بالجماهير وعامة الناس في الشارع والسوق وتوعيتهم. فوجودكم وأنتم دون حماية بين الجماهير له تأثير أبلغ، ويمكنكم ممارسة الدعوة بشكل أفضل. واليوم فإن هذا البلد هو لكم وإن شاء الله تحافظون عليه بهممكم.

 

رسالة السفارات في تصدير الثورة

 

من المسائل المهمة التي تقع فيها المسؤولية عليكم مثلنا أن تقوموا تدريجياً بتصدير الثورة إلى ذلك البلد الذي أنتم فيه من خلال التزامكم العلمي، وسلوككم مع الموظفين، والحالة التي عليها السفارة. أن يكون وضع السفارة وعملكم بشكل يؤدي بالتدريج إلى تصدير ثورتكم إلى ذلك البلد الذي أنتم فيه، والمسائل الأخلاقية هي مسائل عملية، فعندما يكون الإنسان ملتزماً بها فإن ذلك سيسري إلى الآخرين. وإن الناس (تقبل) ذلك بحسب فطرتها وطبيعتها، إذ إن الفطرة سليمة، لكن التربية تحرف الفطرة وتضيّعها.

 

عليكم أن تتصوروا بأنكم دخلتم إلى بلد تريدون تربيته مثل بلادكم، وتريدون تصدير الإسلام إلى هناك. وإن تصدير الإسلام يكون من خلال الأخلاق والآداب الإسلامية، والأعمال الإسلامية حتى تستحوذ على أنظار الناس. ومن الأمور المهمة أن تكون هناك نشرة في السفارة تختلف عن النشرات التي كانت في عهد الطاغوت، وأن تكون هذه النشرة أخلاقية ـ إسلامية، وتُدرج فيها الأمور التي تحصل في إيران.

 

إنكم تشاهدون الآن أن الإعلام في كل أنحاء العالم تقريباً مسخّر ضد الجمهورية الإسلامية، سواء أجهزة الإعلام الغربي وجميع المرتبطين به أو الإعلام الشرقي وجميع المرتبطين به، وهذا بسبب أنهم أصيبوا بالهلع من الجمهورية الإسلامية إضافة إلى أنهم فقدوا منافعهم في إيران وإن شاء الله يفقدونها إلى الأبد. وإنهم يخافون أن تنتقل هذه النهضة وهذه الثورة إلى الخارج، وتصدّر إلى البلدان الأخرى… ويخافون أن تصبح تلك البلدان مثل إيران، وتزول حكوماتهم الطاغوتية تدريجياً، وسوف تزول إن شاء الله.

 

يجب أن يتصرف سفراؤنا بشكل يتأثر بهم الآخرون

 

إنكم عندما تكونون في الخارج وفي البلدان الإسلامية فإن الوضع فيها ليس كإيران وإن شاء الله تتصلح أيضاً. وينبغي لكم أن تتصرفوا بصورة تجعل الآخرين يتأثرون بكم، لا أن تتأثروا أنتم بالآخرين؛ أي أن يتأثر الداخل إلى السفارة قلباً بما يشاهد، وتبرز عنده رغبة ليصبح الوضع في بلاده كما هنا، وأن يكون الكُتّاب والموظفون والرؤساء كما هنا؛ وأن يشعروا بأن الوضع الموجود هنا أفضل من الوضع عندهم. ولو حدث هذا، فسوف يمكنكم النفوذ تدريجياً إليهم، ويتم تصدير ثورتكم. نريد من سفرائنا أن يتصرفوا بحيث يتأثر بهم السفراء هناك والحكومة في ذلك البلد، وأن تتصرف حكومتنا بشكل حتى تتأثر بها بقية الحكومات. إن العالم كله تقريباً ضد الجمهورية الإسلامية وكذلك الأجهزة الإعلامية الغربية وجميع المرتبطين بها أو الأجهزة الإعلامية الشرقية وجميع المرتبطين بها.

 

يحمل حجاج بيت الله الحرام رسالة الثورة

 

أنتم يا من عزمتم على أداء شعائر الحج من بلد منتصر عانى لسنين طوال من ظلم الملكية الشاهنشاهية وتحرر بعد ذلك من القيود بفضل الرعاية الإلهية ودعاء بقية الله أرواحنا فداه، بعد أن تحمل المصائب والمصاعب، وقدّم آلاف الشهداء للإسلام في سبيل الهدف السامي، إنكم عازمون على الحج، إنكم تحملون رسالة شعب أنقذ بثورته بلداً كاد يغرق في الإلحاد والفساد والفحشاء نتيجة الميول الشرقية والأدهى منها الميول الغربية التي أحاطت به، وأقام حكماً إسلامياً بدل الحكم الطاغوتي. وأنتم تمثلون شعباً عقد العزم على تعريف الإسلام العزيز وحكومة العدل الإلهية، ليس فقط إلى البلدان الإسلامية، بل إلى كل مستضعفي العالم عن طريق تصدير مبادئ الثورة الإسلامية.

 

أنتم تمثلون شعباً استطاعت ثورته الإسلامية التي مازالت في ربيع عمرها، وهي تواجه أعتى المشاكل والمصاعب الناجمة عن تصدّيها لقوتين عظميين، ومواجهتها لمعسكري الشرق والغرب، مضافاً إلى ما تعانيه من تخريب الارهابيين العملاء للجناحين الظالمين، استطاعت ثورته هذه فقط وفقط ببركة الإسلام ونورانيته ومقاومة الناس أن تهزّ الدول الإسلامية في شرق الأرض وغربها، وتهزّ مظلومي العالم في جميع أنحاء الأرض وتلفتهم إلى الإسلام، واستطاعت أن توصل نداء الإسلام ـ وإن كان ضعيفاً ـ إلى أسماع أهل الدنيا، وتجذب أنظارهم إليها.

 

يا حجاج بيت الله الحرام أنتم حملة رسالة هذا الشعب وممثلو هذا البلد، ولهذا السبب فإن موقعكم حساس جداً، وإن واجبكم لعظيم، والمرجو بإذن الله أن تجلبوا أنظار الجميع بسلوككم كما هو متوقع وبخلقكم الإسلامي الثوري وتكشفوا عن وجه ثورتكم الإسلامية كما هو إلى شعوب العالم، وتلفتوا انتباههم بتصرفاتكم الودّية الأخوية إلى الثورة العظيمة التي حصلت في إيران، وتحبطوا بذلك ـ وبصورة عملية ـ الدعايات المغرضة الفاسدة للأبواق الإعلامية، وفي هذه الصورة تكونون قد أدّيتم حجاً مبروراً، وأجركم فيه مضاعف.

 

سبب الإعلام المضاد للثورة

 

إن جميع وسائل الإعلام تهاجم إيران، وأثارت ضجيجاً حولها. إنهم يعلمون جيداً أن نهايتهم ستكون مؤكدة، وسوف تُقطع أيديهم لو وصلت ثورة إيران إلى كل مكان. ومع الأسف فإن الحكومات الإسلامية تساعدها في ذلك أما بسبب جهلها أو تعلم بذلك، ولكنها تفضّل الصمت من أجل مزاولة الحكم لبضعة أيام أخرى! ويجب في المقابل أن نقف بوجه ذلك حتى يتم تصدير الإسلام والثورة إلى كل مكان.

 

حادثة مكة الدامية منطلق لتصدير الثورة

 

ليطمئن شعب إيران العزيز المجاهد أن واقعة مكة ستكون منطلقاً لتغييرات عظيمة في العالم الإسلامي وقاعدة قوية لاستئصال جذور الأنظمة الفاسدة الحاكمة في البلدان الإسلامية وطرد المتزيين بزي حملة الدين.

 

ورغم أنه لم يمر أكثر من عام واحد على ملحمة البراءة من المشركين إلا أن عبير الدماء الزكية لشهدائنا الأعزاء قد انتشر، وها نحن نشهد آثارها في أقصى نقاط المعمورة؛ فالملاحم الجماهيرية لشعب فلسطين ليست ظاهرة بالصدفة، هل يعرف العالم من هم صنّاع هذه الملاحم؟ وعلى أية مبادئ ورسالة يستند الشعب الفلسطيني اليوم ليواجه ـ دون رهبة وبأيدٍ خالية ـ هجمات الصهاينة الوحشية ويقاومها؟

 

هل هو نداء الوطنية وحده الذي خلق من وجود هذا الشعب عالماً من الصلابة؟! هل تنهمر على الفلسطينيين ثمار الاستقامة وزيتون النور والأمل من شجرة أرباب اللعب السياسية الذين باعوا أنفسهم؟ إذا كان كذلك، فهؤلاء قد عاشوا دهراً إلى جانب الفلسطينيين، وارتزقوا باسم الشعب الفلسطيني!!

 

لا ريب أنه نداء الله أكبر، وهذه هي نفس صرخة شعبنا التي بعثت اليأس في قلب الملك في إيران وقلوب الغاصبين في بيت المقدس. وهذا هو تحقق نفس شعار البراءة ذلك الذي صدع به شعب فلسطين في تظاهرات الحج جنباً إلى جنب إخواته واخوته الإيرانيين وأطلق صرخة الاستغاثة لتحرير القدس، وردد شعار الموت لأمريكا ولروسيا ولإسرائيل، واطمأنت نفسه بالشهادة وتقديم الدماء في سبيلها في نفس مصارع عزّ الشهادة التي أريقت فيها دماء أعزائنا. نعم، فالفلسطيني الذي ضلّ طريقه، وجد نفسه عن طريق براءتنا، ورأينا كيف أن أسوار الحصار الفولاذية تهاوت في هذه المقارعة، وكيف انتصر الدم على السيف، والإيمان على الكفر، والصرخة على الرصاصة.

 

ورأينا كيف تلاشت أحلام بني إسرائيل في التسلط على ما بين النيل والفرات.. ومرة أخرى اتقد الكوكب الدري لفلسطين من شجرتنا المباركة اللاشرقية واللاغربية. واليوم فمثلما تنشط جهود واسعة في أرجاء العالم لجرّنا إلى مصالحة الكفر والشرك، تنشط بنفس الكثافة أيضاً جهود مماثلة لإطفاء شعلة غضب الشعب المسلم في فلسطين.

 

وما تقدم هو نموذج واحد لتقدم وإنجازات هذه الثورة، والآن فإن أولئك المؤمنين بمبادئ ثورتنا الإسلامية في أرجاء المعمورة هم في ازدياد، ونحن نعتبرهم ذخائر بالقوة لثورتنا، وكذلك الذين يوقّعون وثيقة دعمنا وتأييدنا بدمائهم، ويلبسون دعوة الثورة بالأنفس والأرواح، وهم الذين سيسيطرون ـ بعون الله ـ على كل الدنيا، ويمسكون زمامها بأيديهم … اليوم بدأت حرب الحق ضد الباطل، حرب الفقر ضد الغنى، حرب المستضعفين ضد المستكبرين، وحرب الحفاة ضد المرفّهين المرتاحين. وإني أقبّل أيدي وسواعد جميع الأعزة في أرجاء العالم الذين حملوا على عواتقهم ثقل مسؤولية المواجهة، وعزموا على الجهاد في سبيل الله تعالى وعزة المسلمين ورفعتهم، وأبعث سلامي وتحياتي المخلصة لكل براعم الحرية والكمال.

 

وأخاطب شعب إيران العزيز الباسل أن الله عز وجل قد صدّر آثار وبركات معنوياتكم للعالم، وأصبح قلبنا وأعينكم الوضّاءة مراكز دعم للمحرومين … وإن شرارة غضبكم الثورية قد أرعبت ناهبي العالم الشرقيين والغربيين.

 

نشاهد اليوم النتائج البعيدة لتصدير الثورة

 

إننا نشاهد اليوم أكثر فأكثر النتائج البعيدة لتصدير الثورة الإسلامية في عالم المستضعفين والمظلومين، وإن الحركة التي قد بدأت من المستضعفين والمظلومين في العالم ضد المستكبرين والظالمين، والتي هي في اتساع، تمنح الأمل بمستقبل مشرق وتجعل وعد الله تعالى قريباً وأقرب. ويبدو أن العالم يتهيأ لطلوع شمس الولاية من أفق مكة المكرمة وكعبة آمال المحرومين وحكومة المستضعفين.

 

الذين ليس لهم نوايا سيئة فهموا ثورتنا

 

إننا لم نكن نملك الأهلية لنمارس إعلاماً واسعاً حتى في داخل بلادنا. وينبغي أن نقول إن الثورة هي التي انتشرت بنفسها في الخارج ولم نقم بنشرها نحن، وإن اطلاع الشعوب الإسلامية على الأحداث هنا لم يكن بسبب امتلاكنا للإعلام وتمكننا من خلاله إيجاد العشق عندهم لهذه الثورة، بل كأن الثورة بنفسها أصبح لها هناك انعكاس، وتمكّن الذين لا يملكون أمراضاً وأغراضاً سيئة أن يفهموا إلى حد ما ماذا تريدون.

 

بركة ثورة إيران

 

لقد وصلت تجليات الإسلام حتى إلى قصر الكرملن، والبيت الأبيض أيضاً، ووصلت إلى أمريكا اللاتينية أيضاً وأفريقيا ومصر، وألزمتهم جميعاً بالتظاهر بالإسلام! إننا نعلم بأنهم لا يعتقدون بالإسلام، بل هم مخالفون، ولكن بعد انعكاس هذه الجلوة من إيران إلى الخارج، أصبح أولئك الذين لا يعتقدون بالإسلام يقولون الآن يجب أن يكون الإسلام، وأن تكون الحدود الإسلامية؛ فهذه البركة بركة هذا التجلي الذي ظهر من إيران، ويجب أن لا نستصغر قيمته. هذا الموضوع يبشّرنا بأن النور الإلهي سوف ينتشر إن شاء الله، وسوف ينصركم الله تبارك وتعالى لأنكم ـ أيها الشعب الإيراني ـ تريدون نُصرته، فيتبعها نصرة الله، لقد وعد الله بذلك، ولكن علينا أن نفكّر بنصر الإسلام ونصر الله، إننا نفكر بهذا، أن نعمل لله وننصر دين الله، ولو قمنا بهذا العمل فإن الوعد الإلهي سيتحقق بلا شك، ويأتي نصره.

 

ثورتنا تمّ تصديرها

 

إن القدرة الإيرانية وقدرة الإسلام في إيران وصلت اليوم ـ والحمد لله ـ إلى درجة بحيث لفتت أنظار الشعوب الضعيفة إليها، وتمّ تصدير الإسلام إلى كل أنحاء العالم، وأشرق نور الإسلام في كل مكان، من أولئك السود الأعزاء في أمريكا وإلى أفريقيا والاتحاد السوفيتي، وتوجهت أنظار الشعوب إلى الإسلام. وهذا هو ما نعنيه من تصدير الثورة وقد تحقق فعلاً، وإن شاء الله سينتصر الإسلام على الكفر في كل مكان.