بقلم: مصيب نعيمي

22 محرم 1429هـ الموافق لـ 11 بهمن 1386هـ.ش

 في الثاني من فبراير من عام ۱۹۷۹م حطت الطائرة التي كانت تقل الإمام الخميني (رض) على أرض مطار طهران وسط استقبال شعبي مليوني كبير امتد على طول موكب سماحته الى مقبرة بهشت زهرا بجنوب طهران.

 وجاءت عودة القائد الكبير لتسرع في ثورة الشعب الايراني الاسلامية، التي قوضت أركان النظام البائد في غضون عشرة أيام لتنطبق عليها مقولة الامام الراحل التي وصف الثورة أنها كانت (انفجار النور).

 وقد عجزت المقاييس الطبيعية عن تفسير هذه الظاهرة الايرانية، حيث كانت أكثر التوقعات تفاؤلا تعطي مهلة ما لا تقل عن شهر لتفكك النظام وجيشه وانهيارهما، ولكن فجأة انفجر البركان ليطيح بما تبقى من النظام البائد والذي كان الشرق والغرب معا قد راهنا على وقوفه بوجه الثورة الاسلامية.

 ولا يخفى أن العون الإلهي لعب دورا كبيرا في تحقيق تطلعات الشعب الايراني في الخلاص من النظام البائد والانعتاق والتحرر بقيادة قائد عظيم نذر نفسه ليكون في خدمة دينه وأمته وليزرع في نفوس أبناء وطنه الثقة بالذات.

 وكانت جماهير الشعب التي آمنت بقيادة الإمام الخميني الإلهية، الوقود للثورة والأداة لتفجيرها، هذه الثورة التي ألهبت الحماس لدى الجماهير واستقطبتها حول أهدافها، فكانت من أنجح الثورات في التأريخ الحديث.

 فقد استطاعت أهداف الثورة الاسلامية أن تستوعب الغالبية العظمى من الشعب الايراني، فهي لم تقم على أساس تأجيج الأحقاد الطبقية أو الاستثارة الفئوية وإنما جاءت بهدف الدعوة الى وحدة الصف في داخل الوطن ورص صفوف المسلمين بوجه الأعداء، وللدفاع عن القضايا المصيرية للأمة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، ولازالت هذه الثورة متمسكة بأهدافها هذه التي استلهمتها من الإسلام الأصيل.

 لقد كان الإمام الراحل متمسكا بسلاح الايمان وبالآية الكريمة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}. نعم، لقد نصر المسلمون ربهم فنصرهم؛ فالثورة الاسلامية جاءت لنصرة الدين الحنيف، وهي ماضية في هذا الطريق وستبقى شعلة وضاءة يتمسك بها الشعب الايراني لمواصلة دربه الذي رسمه قائده.