24 محرم 1429هـ

 

وزير العمل اللبناني السابق: انجازات إيران بفضل ارتباطها بالله وحكمة قيادتها

 

*الشيخ صادق النابلسي: الاستقلال هو أهم ما أنجزته الثورة الإسلامية لإيران

 

* باحث استراتيجي: الثورة الإسلامية أحدثت تحولا استراتيجيا في الشرق الأوسط

 

اعتبر

 

اعتبر وزير العمل اللبناني السابق طراد حمادة أن نجاح الجمهورية الإسلامية الإيرانية في إيران في إفشال وتجاوز كل الحروب والمؤامرات والضغوط التي تعرضت لها على مدى ۲۹ عاما وتحقيقها لكل تلك الانجازات يعود إلى ارتباط الثورة الإسلامية بالله وحكمة قيادتها وإخلاصها لقضاياها وشعبها.

 

 أن نجاح الجمهورية الإسلامية الإيرانية في إيران في إفشال وتجاوز كل الحروب والمؤامرات والضغوط التي تعرضت لها على مدى ۲۹ عاما وتحقيقها لكل تلك الانجازات يعود إلى ارتباط الثورة الإسلامية بالله وحكمة قيادتها وإخلاصها لقضاياها وشعبها.

 

وقال في حديث لوكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء بمناسبة الذكرى السنوية التاسعة والعشرين لانتصار الثورة الإسلامية في إيران: أنّ العداء الأمريكي لهذه الثورة هو عداء استراتيجي فالإدارات السياسية الأمريكية وإن اختلفت وانتقلت من الديمقراطي إلى الجمهوري إلا أنهّا كانت على الدوام ضد هذه الثورة وضد مؤسسها الإمام الخميني (قدس سره) وخليفته الإمام الخامنئي حفظه الله.

 

وأكد أنّ الغضب الأمريكي المتواجد تجاه إيران سببه السياسة الإيرانية المستقلة عن قوى الشرق والغرب وبسبب موقفها المبدئي في ما يتعلق بالصراع العربي الصهيوني ووقوفها إلى جانب الشعوب المستضعفة وكذلك وقوفها بوجه المشروع الأمريكي الصهيوني ألاستكباري، معتبرا أنّ استمرار وتصاعد العداء الأمريكي والصهيوني لإيران دليل على استمرار إيران وثباتها على الحق والخير والصواب، وعلى النهج الذي أسسه الإمام الخميني (قدس سره).

 

وقال: لقد وصلنا الآن إلى اليوم الذي يتساوي فيه النزول الأمريكي مع الصعود الإيراني، فإيران ذاهبة نحو القمة وأمريكا هابطة إلى القعر والأسفل والقضية هي قضية وقت ليس إلاّ، مضيفا أنّ أعمال وأفعال إيران كلها لله في حين أنّ الأعمال التي تقوم بها الولايات المتحدة الأمريكية كلها للشيطان، وما كان لله فانه ينمو.

 

وأكد الوزير طراد إنّ الفشل الذي حصده الرئيس الأمريكي جورج بوش في زيارته للمنطقة هو فشل على كل المستويات، مهما حاولت وسائل الإعلام تغطية ذلك. وقال: هناك ۱۱۸ مقالا حول زيارة بوش الأخيرة للمنطقة نشرت خلال الأيام القليلة الماضية في الصحافة العربية منها ۱۰۰ مقال ترفض تحريضات بوش ضد إيران، وبالتالي فان هذه المقالات تعبر عن تحول إعلامي عربي لم يكن موجودا من قبل.

 

وتابع يقول: أنّ بوش أراد في زيارته هذه أن يسوق لبيع المزيد من الأسلحة الأمريكية التي لا تستعمل من اجل استقلال ومصالح البلاد العربية وحمايتها من العدو الصهيوني.

 

وقال ردا على سؤال حول التهديدات الأمريكية والصهيونية بالتعرض لإيران: إيران اليوم وضعها مختلف كليا عما كانت عليه في السابق فهي لم تعد لقمة سائغة، بل هي أصبحت قوة لا يستهان بها ويحسب لها ألف حساب، في حين أنّ أمريكا فقدت هيبتها فعلا.

 

وأضاف: أنّ كل الضغوط والاعتداءات الأمريكية الحالية والسابقة ضد إيران جعلت من إيران اليوم قلعة محصنة بوجه أي عدوان جديد، وأي تحرك أمريكي ضدها ستكون نتائجه كارثة على أمريكا في المنطقة.

 

وختم مؤكدا أنّ إيران قادرة على الرد وصد أي عدوان أمريكي أو صهيوني يستهدفها، وهي حاضرة وجاهزة لتلقن بوش درسا مشابها للدرس الذي لقنته المقاومة الإسلامية لرئيس الوزراء الصهيوني أيهود اولمرت في حرب تموز ۲۰۰۶ على لبنان.

 

ومن جانبه اعتبر مدير حوزة الإمام الصادق (ع) في مدينة صيدا بجنوب لبنان وأستاذ مادة القانون في '' الجامعة الإسلامية'' الشيخ الدكتور صادق النابلسي: إنّ الاستقلال السياسي والسيادة الذاتية للجمهورية الإسلامية الإيرانية هو من أعظم الانجازات التي حققتها الثورة الإسلامية في إيران ولا تزال تحافظ عليها حتى الساعة.

 

وقال في حديث لوكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء: على الرغم من الضغوطات الدولية الهائلة والحصار السياسي والاقتصادي والحملات الإعلامية الضخمة مازالت الجمهورية الإسلامية صامدة، بل وتتمتع بدرجات عالية من التقدم مع استمرار صيرورة النهوض الاقتصادي والحضاري والعلمي، وهو مؤشر على حيوية الشعب الإيراني من جهة وعلى عظمة المنطلقات التي قامت عليها الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

 

وأضاف: اعتقد أنّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية تقترب أكثر فأكثر من بناء اقتصاد منتج في سياق تعزيز بناء الدولة القوية. وتستغل ثرواتها الطبيعية بشكل منظم وتوظف عوائد لإقامة اقتصاد شمولي وإنساني. وهذه نقطة بالغة الأهمية إذا ما علمنا أنّ الاقتصاد الرأسمالي هو اقتصاد لا أخلاقي ولا ينطوي على مقومات قيمة، فيما الاقتصاد الإسلامي الذي تتبعه الجمهورية الإسلامية ينتهي إلى ملاحظته الحاجات الإنسانية على مختلف الأصعدة.

 

وتابع قائلا: انه بحكم مراقبتنا للتطور الحاصل في الجمهورية الإسلامية الإيرانية فإنّنا نرى قفزة نوعية في مجال صناعة المعلومات وإنشاء اقتصاد تكنولوجي يمتلك مواصفات حديثة وعصرية.

 

وردا على سؤال قال الدكتور النابلسي: لقد كان للإمام الخميني الراحل قدس سره دور كبير في إعادة صوغ شخصية الأمة الإسلامية من خلال طرح الأفكار والإعداد والترجمة العملية.. وكان يقصد من وراء ذلك توحيد مشاعر وأهداف المسلمين ودمجهم في إطار رؤية تعالج هذا التمزق والتحلل في جسم الأمة.

 

وأضاف أنّ الإمام الخميني (قدس سره) كان واضحا منذ البداية إنّ هناك فروقات مذهبية واثنية وجهوية في غاية الحد. ولكني أرى أنّ الإمام الخميني (رضوان الله عليه) خفف من حدة المغايرات هذه بعد طرحه للفكرة وكان المسار العام يعيد حضور فكرة التوحيد في أذهان المسلمين بقوة كبيرة، ويعيد تحريك عناصر الوحدة بين مختلف الأجزاء والأمصار في العالم الإسلامي لمواجهة الاستكبار الذي يتربص بالإسلام والمسلمين شرا، ولإصلاح الداخل حتى يتمكن من بناء ذات إسلامية فاعلة ومؤثرة ومشاركة في صنع الحضارة العالمية.

 

وأكد النابلسي أنّه في كل الأحوال فان ما قام به الإمام الخميني (رض) والجمهورية الإسلامية الإيرانية يعد أمراً مهما جدا ورياديا ولعله سيجد مع الوقت بلورة أكثر مع تحسن الظروف ووعي المسلمين لواقعهم وحركتهم ودورهم في هذا العالم.

 

واعتبر أنّ من أهم الخطوات الضرورية لتحقيق الوحدة الإسلامية التي نادى بها الإمام الخميني (رض) وخليفته الإمام الخامنئي حفظه الله هي عبر العمل على إزالة الرواسب التاريخية التي غدت حواجز ثقيلة أمام وحدة المسلمين فعملنا يجب أن يكون منصبا لإخراج المسلمين من دغمائية التاريخ ومذهبيته.

 

وعلى صعيد آخر أكد المحلل والباحث في الشؤون الإستراتيجية العميد المتقاعد في الجيش اللبناني الدكتور أمين حطيط أنّ انتصار الثورة الإسلامية في إيران بقيادة الإمام الخميني (قدس سره) قد احدث تحولا استراتيجيا في منطقة الشرق الأوسط لا يزال تأثيره مستمرا حتى اليوم.

 

وقال أستاذ مادة القانون في الجامعة اللبنانية في حديث لوكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء: إنّنا نقرأ الأثر الأساسي والانجاز الأكبر للثورة الإسلامية في المنظور الاستراتيجي من حيث أنّها أحدثت تحولا استراتيجيا حقيقيا ومستمرا في تأثيره على منطقة الشرق الأوسط برمتها وفي العالم بشكل عام.

 

وأضاف: هذا التحول الاستراتيجي في التغيير نقرأه من حيث المبدأ بتبديل وتغيير النتائج التي أحدثتها الحربين العالميتين الأولى والثانية والتي أنهت الدولة التي كانت تحكم باسم الإسلام وهي الدولة العثمانية وأقامت الحرب الثانية الأنظمة التابعة للغرب والتي استطاع الغرب أن يتحكم بها مما حول الشرق الأوسط إلى مستعمرة غربية مقنعة.

 

وتابع يقول: ثم جاءت الثورة الإسلامية في إيران لتسقط هذه النتائج وتقيم النواة الأولى للشرق الأوسط، لأهله فطرحت شعار لا شرقية ولا غربية وهو شعار ليس ببسيط.

 

وردا على سؤال آخر قال القائد السابق لكلية الأركان في الجيش اللبناني: أنّ شعار وحدة المسلمين الذي رفعه الإمام الخميني (قدس سره) لم يكن شعارا لفظيا بل وضعه موضع التنفيذ، ويذكر الجميع في هذا المجال الإجراءات التي اتخذها الإمام الخميني (قدس سره)  وأهمها ''أسبوع الوحدة الإسلامية'' وهو مناسبة تجمع السنة والشيعة حول ذكرى المولد النبوي الشريف، وكذلك ''يوم القدس العالمي'' الذي يحاول من خلاله أن يجمع المسلمين حول قضية القدس، وهذا الشعار يعكس أيضا اهتمام الثورة الإسلامية ودولتها بالقضية الفلسطينية باعتبارها القضية المركزية للأمة.

 

وأضاف: الآن يحاولون وبشكل حثيث تحويل وجهة الصراع العربي الصهيوني إلى صراع عربي إيراني رغم معرفتهم إنّ الدعوة للوحدة الإسلامية هي دعوة صادقة في الشعار والمضمون لكن الأداة التي وجهت إليها لم تكن حرة في تلقي هذه الدعوة، وتفعيل آثارها ونتائجها لذلك فأنّها لا  تزال تواجه العقبات والعثرات إلاّ أنّها لم تجهض.

 

وأكد حطيط أنّه إذا كانت الأنظمة العربية قد أعرضت عن الدعوة التي وجهتها الثورة الإسلامية من اجل وحدة المسلمين إلاّ أنّ الشعوب العربية تلاقت واجتمعت حولها وتجاوبت وبدأت تتفاعل معها، في وضع يؤدي إلى طمأنينة لنا وختم قائلا: أنّ الدعوات التي وجههتها الجمهورية الإسلامية الإيرانية من اجل الوحدة الإسلامية ستلقي يوما ما استجابة كلية تتجاوز الأنظمة وعندها تنتصر الدعوة الوحدوية تلك.