qods1

اعتبر عضو إتحاد المؤرخين العرب جمعة العطواني أن تخصيص الإمام الخميني الراحل (رض) يوما عالميا للقدس في آخر جمعة من كل رمضان له أبعاد سياسية ودينية وإنسانية، وأن الإمام كان ينظر نظرة أبعد مما ينظرها غيره. وقال العطواني في حوار خاص مع قناة العالم الإخبارية مساء الأربعاء إن الحديث عن يوم القدس العالمي وتحديدا المسجد الأقصى في منظور الإمام الخميني الراحل (رض) إنما هو حديث قديم وجديد.

وأضاف: إن الإمام عندما أطلق يوما للقدس لم يخصصه في ظل الظروف السياسية التي عاشتها إيران وفي ظل انتصار الثورة الإسلامية فيها والتي تعد الانطلاقة الحقيقية للصحوة الإسلامية، وإنما كانت القدس وفلسطين حاضرة في وجدان وفكر الإمام منذ أن تحرك بحركته السياسية وكان في خطاباته من النجف الاشرف يهتف بالقدس التي كانت حاضرة ذلك الوقت في فكره السياسي.

وتابع: ربما كان البعض يتصور بأن هذه الخطابات لا تعدو إلا أن تكون شعارات لا تختلف عن شعارات الأنظمة السياسية في ذلك الوقت، وبعد الانتصار الكبير للثورة الإسلامية في إيران تصور الكثيرون أن الإمام سوف يغير من بوصلة حركته السياسية على اعتبار انه كان بحاجة ماسة إلى الغرب وإلى أميركا تحديدا، ولكن منذ اليوم الأول لسقوط الشاه والسيد الإمام أمر بطرد السفارة الصهيونية وجعل السفارة الفلسطينية فيها، وخصص يوما للقدس العالمي.

وقال العطواني: إن هذا التخصيص العالمي للقدس فيه أكثر من بعد، إنساني وديني وسياسي، البعد الديني أراد الإمام أن يوصل للأمة الإسلامية بأنها لابد أن تتوحد على ثوابتها الإسلامية، فعندما تتوحد الأمة على ثوابتها الإسلامية سوف تنتصر على إرادات الاستكبار العالمي.

واعتبر أن الإمام الخميني (رض) كان ينظر نظرة أبعد مما ينظرها غيره، وأنه كان يستشرق مستقبل الأمة الإسلامية بأنها مقبلة على صحوة إسلامية كبيرة وأن هنالك تحديات كبرى تواجهها، مبينا أن هذه التحديات تكمن في المناطق الرخوة التي يمكن أن يتم استغلالها من قبل الاستكبار العالمي.

وأضاف العطواني: هذه المناطق الرخوة تكمن في الخلافات والاختلافات المذهبية التي يمكن أن يستغلها الاستكبار العالمي لضرب الصحوة وضرب الأمة الإسلامية في الصميم، ولهذا فالإمام الخميني (رض) دعا إلى أن تكون القدس هي المحور المشترك ما بين المسلمين من أجل التوحد والتكاتف لمواجهة هكذا تحديات.

 

المصدر: موقع قناة العالم