آية الله العظمى صافي كلبايكاني معزياً بذكرى هدم أضرحة الأئمة في البقيع:  حادثة انتهاك حرمة البقيع جريمة لن تمحى من الأذهان

قال آية الله صافي: ندعو المؤمنين إلى إحياء ذكرى هذه المصيبة وشجب هذا العمل الجبان في كل عام، والمبادرة قبل فوات الأوان إلى إعادة بناء هذه الآثار. 

أصدر المرجع الديني سماحة آية الله العظمى الشيخ لطف الله صافي كلبايكاني بياناً بمناسبة الثامن من شوال ذكرى هدم قبور أئمة البقيع ندد فيه بهذا العمل الإجرامي، وفي ما يلي نص البيان:

 

بسم الله الرحمن الرحيم

قال الله في كتابه الكريم : (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ) (النور: 36). وقد ورد في تفسير هذه الآية في كتاب "الدرّ المنثور" أن رجلاً قام إلى النبي (ص) فقال: أيّ بيوت هذه يا رسول الله؟ قال: بيوت الأنبياء. فقام إليه أبو بكر فقال: يا رسول الله هذا البيت (مشيراً لبيت علي وفاطمة) منها؟ قال: نعم، من أفاضلها.

إن حادثة تخريب المشاهد المشرفة والآثار الإسلامية للحرمين الشريفين في البقيع تفوق خسائرها وأضرارها على الإسلام والتاريخ الإسلامي الأضرار الناجمة عن حملة المغول والمجازر المرتكبة بحق المسلمين.

ولا يخفى أن هدف الأعداء من هذه الإساءة الكبرى ومن انتهاج هذه السياسة هو القضاء على التراث الإسلامي ومحو معالمه وطمس آثاره، فبدلاً من الحفاظ على تلك الأبنية والمقامات الشامخة إلى أبد الدهر، قاموا بهدمها وتدميرها.

فمن الواضح أنه لا أحد من الأديان يمتلك مثل هذه المفاخر التي تصون أمجاد العصر الأول للإسلام وتعكس شخصية النبي الكريم (ص) وأهل البيت الأطهار (ع) وهوية هذه الدعوة والتاريخ الحافل للإسلام.

ولا يمكن أن يحل التاريخ المكتوب محل هذا التراث، ولا ريب في أن أي أمة تمتلك أقل من هذه المعالم الخالدة ستعمد إلى الحفاظ عليها وجعلها في صدر سلم أولوياتها، لكن مقاصد أعداء الإسلام وسياساتهم المناوئة لهذا الدين الحنيف تقتضي هدم هذه المشاهد الشريفة وجعلها في طيّ النسيان. وعلى هذا يمكن إدراك عمق الخسارة الناجمة عن مؤامرة الاستعمار، فإنّا لله وإنّا إليه راجعون.

ومن هنا، ندعو المؤمنين إلى إحياء ذكرى هذه المصيبة وشجب هذا العمل الجبان في كل عام، والمبادرة قبل فوات الأوان إلى إعادة بناء هذه الآثار، لاسيما المشاهد المشرفة مثل محل ولادة النبي الكريم في مكة المكرمة ومدفن جده وعمه الكريمين وزوجته الوفية ومحلة بني هاشم.

)يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) (الصف: 8)

 

لطف الله صافي

الخامس من شوال

المصدر: وكالة رسا للأنباء