الإمام الخامنئي2

الوحدة في مفهومها الكبير

المناسبة: لقاء عام

الزمان والمكان: 25 جمادى الأولى 1417هـ / طهران

الحضور: جموع من مختلف شرائح المجتمع

 

بسم الله الرحمن الرحيم

أرحب بجميع الأخوة والأخوات الأعزّاء، وخاصّة الأسر المحترمة للشهداء الكرام والأخوة من أفراد التعبئة والحرس المشاركين في هذا الحشد، كما وأرحّب بالأخوة أعضاء الكادر التعليمي ولاسيّما الأخوة الأخوات الذين قطعوا المسافات الطويلة وقدموا من مختلف مدن البلاد ومن المناطق النائية، داعياً الله تعالى أن يشملكم بلطفه وفضله ورحمته، وأن يثيب بالأجر الجزيل كل من بذل الجهود وتحمّل المشاق وضحّى وبذل في سبيل الله ولأجل تحقيق الأهداف السامية للثورة الإسلامية، وخاصة المضحّين الأعزاء وأسر الشهداء والأحرار وغيرهم.

إنّ أوّل ما يتبادر إلى الذهن في كل هذه التجمعات الحاشدة التي تحصل في بلدنا وتجلس فيها مختلف طبقات الشعب إلى جانب بعضها، وتسير بهدف واحد، وتردد شعاراً واحداً ـ وأمثال هذه الاجتماعات، والحمد للّه، غير قليلة ـ هو المظهر الجميل للوحدة والتلاحم والمشاركة الجماهيرية. وهذا ما ينبغي للشعب الإيراني معرفة قيمته. فكل ما ناله الشعب الإيراني أنّما كان على أثر هذه الوحدة، وفي ظل هذا التلاحم وهذا الانسجام بين الشرائح المتباينة وأهالي المناطق المختلفة.

الوحدة في الدين الإسلامي الحنيف أصل أساسي، ابتداء من الذات المقدسة للباري تعالى ـ التي هي أصل ومظهر الوحدة والوحدانية ـ وإلى آثار هذه الوحدة؛ حيث يتّجه كل عالم الوجود نحو ذلك المركز العظيم والسامي {كل إليه راجعون}. والجميع سائرون نحو الذات الإلهية المقدسة {إلى الله المصير}.

فحركة عالم الخلقة متجهة إلى الباري عز شأنه. وفي الرؤية الإسلامية تنحصر حركة وصيرورة الإنسان وبقية الموجودات بالسير نحو الله، أي على الرغم من اختلاف الأصناف والأنواع، والتفاوت الظاهري في الدوافع، وتنوع المواطن الجغرافية، وتباين العناصر المكوّنة للموجودات، وما تتميّز به من تفاوت فيما بينها، على الرغم من كل هذا التنوع الظاهري، إلاّ أنّ عالم الخلقة يسير بأجمعه كالقافلة الواحدة نحو غاية واحدة، هو الله تعالى.

إنّ سعادة كل إنسان رهينة بمعرفته لتلك الغاية ومطابقة سلوكه الاختياري معها. ويكمن شقاء وتعاسة كل امرئ في جهله لتلك الغاية وعدم التوجه بسلوكه الفردي ومشاعره ومجمل تصرفاته في سياق هذا المسار العام والمتّسق والشامل لجميع العالم، على أنّه سيُصفع بضربته. ومثل هذه الوحدة هي الحجر الأساس في الرؤية الكونية والتفكير والتصور الإسلامي عن عالم الوجود.

لا تعيروا أهمية للادعاءات والدوافع الظاهرية والفهم المنحرف والخاطئ من قبل الأشخاص الناقصين والقاصرين؛ فكل عالم الوجود كالنهر الجاري صوب نقطة واحدة ويسير باتجاه واحد. وكانت المهمة الكبرى للأنبياء هي تعريف بني الإنسان بتلك الغاية القصوى والمقصد الأعلى وإرشاده إلى الطريق، وليقولوا إنّ الصراط المستقيم هو الصراط إلى الله، ويبيّنوا أنّ كل القوى الإنسانية التي تحت تصرف الإنسان من عقل، ومشاعر، وحواس ظاهرية، وقدرة، ويد، ورجل، وعين، إضافة إلى ما في الطبيعة من نعم، هي أدوات لكي يطوي بها الإنسان هذا الطريق بصورة أسهل، وإنّ أفضل الناس هو من يعرف هذا الطريق، أي طريق الله وهدف عالم الوجود ـ الذي هو هدف الخلقة نفسه ـ ويسخّر طاقاته ونعم الطبيعة لبلوغ هذا الطريق.

ولهذا فإنّ كل فعل يصدر من عباد الله الصالحين، من نوم، وطعام، وتجارة، وكلام، ورياضة، ودراسة، وعمل سياسي واجتماعي أو أي نشاط دنيوي آخر، فهو لأجل هذا الهدف. وبالسير صوب هذا الهدف تتكون حول الإنسان جنّة منشؤها انسجام وتجانس مشاعره وارادته مع المسار الطبيعي لعالم الوجود. وهذه الحياة الإسلامية التوحيدية المعنوية لا يشوبها التناقض والتضاد ولا التصارع والاختلاف.

وقد بُعث الأنبياء لأجل هذه الحقيقة، ووضعوا أقدامهم بين الناس ليبّينوا لهم أنّ هذه الاختلافات ظاهرية وسطحية، وكل ما لديكم من ارادة، وعين، ولسان، وثروة، وقدرة، ومنصب، ووعي سياسي وفني، وعلم، وصناعة، وقوة سواعد من الممكن وضعها في خدمة هدف عالم الوجود، كالإنسان الذي يسبح مع تيار الماء، ولا يبقى أي أثر للصراع والتباغض والحسد والأحقاد في صدره.

هذه هي الحياة التي أوصانا بها الأنبياء، على العكس ممّا في حياة الشياطين وأشباه الشياطين، التي يسودها التنازع، والتناحر، والسباحة ضد تيار عالم الوجود وفي الاتجاه المعاكس لهدف الخلقة.

وهيكلية النظام السياسي تكون على هذا المنوال أيضاً؛ فجميع الفئات الاجتماعية تتجه إلى مركز واحد وتعمل وتتحرك في سبيل هدف واحد؛ ولهذا شارك أثناء نشوب الثورة الشبّان، والشيوخ، والنساء، والرجال، وأهالي المدن المختلفة، وجميع طبقات الشعب، ووضع كل شخص ذاته في خدمة هذا الطريق. وهكذا كان الحال أيضاً في ما تلاها ـ أي في فترة الحرب ـ فقد لاحظتم أنّ الجميع ساروا في اتجاه واحد في سبيل الله وفي سبيل إعلاء كلمة الله. وهذا هو السر في بقاء هذه النعمة الإلهية الكبرى ـ أي حاكمية الإسلام ـ ونفاذ كلمة الإمام حتّى اليوم على الصعيد العالمي.

الشياطين يدعون إلى الصراع والتناحر، أمريكا تدعو إلى استخدام السلاح وتجعل الأخ في مواجهة أخيه، تحرض العراق بشكل غير مباشر على مهاجمة الكويت، وتهجم هي من جهة أخرى على العراق وتدمّر بلداً بأسره، تثير المشاعر الحيوانية لدى الأشخاص، وتدخل هي إلى الساحة بنفس تلك المشاعر، فالحرب والقتل، وإراقة الدماء، والدمار، ناتج كله عن هذه السلوكية الشيطانية. وليس من العبث وصم أمريكا بصفة تستحقها وهي صفة «الشيطان الأكبر».

واليوم أيضاً حينما تنظرون إلى العالم، فأينما تشاهدون حرباً، وسفك دماء، وقتالاً بين الأخوة وتبحثون، تجدون فيها يداً لأمريكا وبقية شياطين العالم. في شمال العراق زرعوا الاختلاف بين الأكراد ـ وهم شعب واحد ـ فشرّدوا الآلاف منهم، وكم قتلوا من أناس، وكم ارتكبوا من فجائع مروّعة. وإلى جوارنا في أفغانستان يتصرفون بنمط آخر. وفي كل موقع من العالم يتصرفون بشكل.

رسالة الإسلام هي الوحدة والأمن والتآخي. لأمير المؤمنين (عليه الصلاة والسلام) قول خالد يشمل جميع بني الإنسان، وهو أنّ الإنسان «إمّا أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق». وهو على كل حال إنسان، وعلى الناس جميعاً أن يتحدوا ويتحابوا.

وهذا لا يختص بفئة دون أخرى، لذلك أمر الإسلام أتباعه بالإحسان حتى لمن لا يدين بدينهم: {لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبرّوهم وتقسطوا إليهم إنّ الله يحب المقسطين}.

هذا هو منطق الإسلام، أي إنّ من لا يتماشى معك فكرياً ولديه معتقد آخر فليس هنا موضع مجازاته على عقيدته، وأمره ليس من شأنك. «فالحكم للّه والموعد القيامة». وهذا أيضاً من أقوال أمير المؤمنين (عليه السلام)، فأنت في مقابل إنسان، يشترك معك في العقيدة فهو أخ لك في الدين، أو آخر لا يشترك معك في العقيدة فهو نظير لك في الخلق.

لكن هذا الاتحاد وهذه الأخوة تتضمن استثناءً واحداً فقط، وهو وجوب التصدي بشدّة لمن يخلُّ في هذه الحركة الصحيحة: {أشداء على الكفار} وهذه الشدّة تختص بهذا الموضع. أمّا على نطاق الشعب الإيراني فعلى جميع الشرائح الاجتماعية أن تنظر من هذه الزاوية إلى بعضها الآخر وإلى أهداف هذا النظام المقدّس، وإلى هذا البلد الإسلامي الذي هو موضع أمل مسلمي العالم، أي أن يكون الجميع إخوة متحابين ومتعاطفين، ولهم حقوق أمام إرادة وحكم الله ـ الحاكم على هذا البلد ـ.

يا أعزائي، إنّ جميع الأحداث التي مرت على الشعب الإيراني مرت عليه بسلام بسبب تلاحمكم أنتم أبناء الشعب. انظروا إلى البلدان الأخرى تلاحظون وجود تناحر وصراعات دامية بين فئات الشعب حول مختلف القضايا. ومن المؤكد أنّ الشعب في الجمهورية الإسلامية أكثر تقدماً في وعيه السياسي من البلدان الأخرى، وإن لم يكن أكثر تقدماً فهو لا يقل عنها. شعبنا اليوم يفوق الشعوب الأخرى ولا يقل عنها في فهمه السياسي وادراكه لقضايا البلد والعالم، وليس من الصحيح التصور بأنّ الناس لا يفهمون ما يجري ولا يعلمون من جاء ومن ذهب وما جرى، وماذا تفعل الحكومة والمسؤولون، ومع من علاقاتهم حسنة ومع من سيّئة، كلا؛ فالشعب يعرف هذا.

الشعب يعرف تفاصيل القضايا في الكثير من الحالات، ويحلل ويدقق ويدرك الأمور، ومع هذا فبفضل الإسلام وأحكام القرآن النيّرة وببركة التوحيد الذي جاءنا به الإسلام، وأكد عليه الإمام، فانّ التعاطف والانسجام متحقق بين أبناء الشعب، يجب علينا صيانة هذا الانسجام والتلاحم الموجود بين أبناء الشعب بكل قوانا. وهذه النظرة التوحيدية تحدث جنة في داخل الفرد أيضاً.

أمّا اللاهثون وراء مطامعهم الدنيوية فيعيشون حياة ملؤها المشقّة الروحية والصفات القبيحة والرذائل الأخلاقية والحرص والبخل والطمع؛ بسبب الابتعاد عن النظرة الكونية الإلهية والمعنوية والتوحيد التي تدعو الناس إلى التعايش والوحدة. فالتعايش مطلوب وجميل في داخل الإنسان أيضاً وكذا هو الحال على مستوى المجتمع وعلى صعيد العالم.

اعلموا يا أعزائي أنّ إحدى الأهداف الكبرى لدى أعداء هذه الثورة هو القضاء على هذه الوحدة وهذه الأخوة وهذا التعايش. وممّا يؤسف له أن نلاحظ أحياناً أشخاصاً هنا وهناك تأثّروا بهذه الإيحاءات، فانزلق فيها بعض السذّج وضعيفي الإيمان، إلاّ أنّ هذا التيار الشعبي الجارف قد واجه الأعداء الحاقدين بيد من حديد.

وهذا ما نوصي به الشعوب الأخرى أيضاً، نحن نريد أن ترى الشعوب الإسلامية اليد الاستعمارية وراء الاختلافات والنزاعات التي تقع بين الأخوة، لاحظوا مدى الضرر الفادح الذي يصيب المسلمين من جراء غياب الوحدة، لعله مر إلى الآن أكثر من أسبوعين والنظام الصهيوني الغاصب يواصل ارتكاب مآسٍ جديدة على أرض فلسطين، والشعب الفلسطيني يتعرض في دياره لقمع ووحشية الغاصبين الذين يفعلون ما يحلو لهم، بدعم من أمريكا.

لماذا هم قادرون على فعل هذا؟ ولماذا لا تهب الشعوب الإسلامية هبّة رجل واحد في كل أرجاء العالم؟ ولماذا لا يحاجّوا أمريكا ولا يوصلوا أصواتهم إلى مسامع رجال الادارة الأمريكية الغاطّة في نوم عميق؟ ولماذا لا تحقق الدول الإسلامية الوحدة والانسجام والتلاحم المطلوب فيما بينها ازاء مثل هذه القضية الحساسة؟ هذا نداء الجمهورية الإسلامية منذ طليعة انتصار ثورتها وحتّى الآن.

لقد ارتكبوا هذا العمل مع الشعب الفلسطيني عدّة مرّات من غير ذنب سوى أنّه يريد العيش في دياره فحسب. وعلى الرغم من هذه الحاجة الحقيقية والصادقة والمحقّة وهي أنّ شعباً يريد العيش في دياره وأن تكون دياره له، وأن لا يهاجمه العدو في دياره ولا يريق دمه ولا يسلب أمنه، فقد شمّر الأمريكان عن سواعدهم وصنعوا (مشروع السلام) و(مفاوضات السلام) و(طاولة المباحثات)، لأجل وضع القضية الفلسطينية ـ كما يتوهمون ـ طي النسيان ومحو اسم فلسطين بالكامل من أذهان أمم العالم، وشغلوا أنفسهم بهذا الأمر سنوات عديدة ! ولكن هل هذا ممكن؟

هل من الممكن محو بقعة من عالم الوجود مع مالها من قِدمٍ تاريخي؟ وهل يمكن محو اسم فلسطين، مهد الكثير من الحضارات التاريخية العريقة، والبقعة التي رفع فيها الأنبياء الكبار لواء التوحيد ونداء العدل، من خارطة العالم، لتوضع بدلها دولة مزيّفة ومصطنعة باسم إسرائيل؟ لا يمكن نسيان الحقائق التاريخية بمرور عشر سنوات وعشرين وأربعين وخمسين سنة. لقد توهموا إذ تصوروا أنّهم قادرون على هذا.

إنّ الطبيعة العدوانية لا تسمح باجراء مثل هذا المخطط التساومي؛ فقد لاحظتم أنّ المعتدين أنفسهم أثاروا هذه الضجة من جديد، وفرضوا على الشعب الفلسطيني ضغوطاً أشد. ومن البديهي أن يصرخ الشعب وينتفض وتستفيق الأجيال.

إنّني أرى وبكل وضوح أنّ دولة وعلم فلسطين سيتخذ موقعه في مكانه الحقيقي ويستقطب إليه أنظار العالم يوماً ما في المستقبل القريب رغم ارادة أمريكا والصهاينة والمساومين في بعض بلدان المنطقة. وشرط هذا المستقبل التاريخي المهم هو أن يتحلى الشعب الفلسطيني بالوعي، ولا يكف عن جهاده بسبب ما يقاسيه من حياة ذليلة، ولا يتردد عن بيان الحقائق طمعاً في العيش وأياماً قلائل بمذلة في ظل سيوف العدو الدامية. وهذا الشريط قد تحقق بحمد الله؛ لقد انقرض ذلك الجيل الذي سلّم فلسطين للعدو، والجيل الذي اتبع المساومة لعله يحصل من ورائها على أدنى متطلبات العيش، في طريقه إلى الانقراض أيضاً، والجيل القادم يحمل شعاراً إسلامياً، وهدفه إسلامي، ويستند إلى الإسلام ومعرفة القرآن، ويروم العمل كما يرتجى من شعب مسلم، وهذه مؤشرات ذلك العمل الكبير الذي سيقومون به.

على غاصبي أرض فلسطين أن لا يفكّروا بزج أحدٍ في القضية فيقولون إنّ الجمهورية الإسلامية في إيران هي المحرّض؛ إذ لا ضرورة لتحريض أحد، فالشعوب الإسلامية قد استفاقت اليوم بفضل الوعي الإسلامي، وهم على معرفة، ولا ضرورة في أن يحرّضهم أو يشجّعهم أحد أو يضع يده في أظهرهم.

لقد نزل الشبّان الفلسطينيون اليوم إلى الساحة، وأدرك الجيل الجديد ما هو طريق عزة وسعادة المسلمين، وقلوب المخلصين في جميع أرجاء العالم الإسلامي تنبض بذكرهم. وهذا التعاطف لا يقتصر على إيران، بل هو سائد في مصر وفي أفريقيا وفي آسيا وفي الشرق الأوسط، ولو أنّكم ذهبتم إلى أي بلد إسلامي على أي مذهب من المذاهب الإسلامية كان وقابلتم الواعين والمخلصين من أبنائه، لوجدتم قلوبهم تخفق بذكر فلسطين وأهلها.

وفي إيران الإسلامية اضافة إلى هذا، فإنّ حناجر الشعب تهتف أيضاً ـ والحمد للّه ـ بذكر فلسطين، والقبضات مرفوعة وهم على أهبة الاستعداد، غاية ما في الأمر أنّنا لا نرى من المصلحة أن يذهب أحد غير الشعب الفلسطيني ـ الذي يجب أن يتواجد في الساحة ـ من مكان آخر ويؤدي العمل الذي يجب أن يؤديه ذلك الشعب، فالآخر لا يمكنه أن يؤدي عملاً نيابة عن ذلك الشعب، بل يجب على ذلك الشعب أن يؤديه بنفسه.

وبطبيعة الحال نحن ندعو لهم، ونسأل الله لهم النصر، ونقول: اللهم انصر الإسلام والمسلمين في كل أرجاء العالم، وانصر الإسلام والمسلمين في أرض فلسطين السليبة. اللهم وانقذ اخواننا المسلمين الأفغان على أحسن وجه من هذه المحنة الكبيرة التي أوقعهم بها الأعداء والأجانب. اللهم وارفع يوماً بعد آخر إلى مقام قربك روح إمامنا المقدسة، الذي أرشدنا إلى هذا الطريق وعلّمنا هذه المعارف، فأضحى زعيماً لمسلمي العالم ومرشداً للقلوب نحو تلك الحقيقة الساطعة. اللهم ارضِ قلب ولي العصر عنا واجعله مسروراً بنا. اللهم انزل على الشعب الإيراني العظيم المجاهد المؤمن الصادق من بركاتك وفضلك ونعمتك ورحمتك والطافك المادية والمعنوية.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته