إنعقاد مؤتمر الوحدة الإسلامية السادس والعشرين

التطبيق أولا..

 

مصيب نعيمي:

تعتبر المؤتمرات والاجتماعات التي تجمع الأفكار والآراء على طاولة واحدة مهمة خاصة، إذا كان هذا الجمع يضم شخصيات مؤثرة وصاحبة ثقل اجتماعي وثقافي على الرأي العام.

وتصدر عن جميع المؤتمرات عددا من القرارات والبيانات التي أجمع عليها المؤتمرين لكن الأهم هو تطبيق القرارات ومتابعتها إذ أن هناك الكثير من الأفكار التي سلكت الطريق الى رفوف الأرشيف وطواها النسيان.

وما يتوقع من المؤتمر الدولي العشرين للوحدة الإسلامية الذي اختتم أعماله قبل أيام هو المتابعة لتحقيق قراراته، حيث بات العالم الإسلامي اليوم بأمس الحاجة الى ترجمة الأفكار الوحدوية خاصة في التقريب والتكاتف بين المذاهب الإسلامية التي يجمعها الإسلام بكل مبادئه وأصوله الراقية ولا شك بان الأمة الإسلامية بجميع فرقها واتجاهاتها. وهم يتشوقون لعصر إسلامي يبرز معالم الحضارة الإسلامية وقيمها التي كان الرسول الأكرم ''ص'' يمثل منارة لهذه القيم.

إن ظاهرة العنف التي فرضت على بعض الساحات الإسلامية حركة شاذة لا ترتبط بالإسلام وأئمته وأوليائه الذين بذلوا أنفسهم لتبقى كلمة الله هي العليا وليس من شك بان الإسلام دين سلام ومحبة وحياة وأن كل ما يمارس من عداء وكراهية بين أبنائها لا يمت بأي صلة بهذا الدين القويم.

إن على العلماء قبل الساسة أن يقفوا بوجه الانحراف كي لا تتحقق مآرب الأعداء بعد أن كشف الغرب عن مؤامراته الكبرى لضرب الوحدة بين أعظم أئمة تستحق قيادة الإنسان الى الصراط المستقيم. فالسيرة النبوية التي أجمع عليها المؤتمرون في طهران والتي لا يختلف أي مسلم حول مصداقيتها يجب أن تكون شعارا مشتركا لإعادة اللحمة بين البشرية ومن أهم ملامح هذه السيرة المقدسة هي الأخلاق والعطف بين أبناء البشر. إن امتلاك المسلمين ربع سكان العالم وثلث بلدانها وأعظم حصة من ثرواته يجعلهم أصحاب الحق في أن يكونوا الثقل الأكبر في المعادلات الدولية وهذه الأمنية لن تتحقق إلا بتوحيد الكلمة تحت راية كلمة التوحيد.

وبالرغم من الأزمات القاسية والظروف الصعبة في بعض المجتمعات الإسلامية التي تعاني من الغزو والاحتلال الأجنبي فان الصحوة الإسلامية المتصاعدة كفيلة بان تعيد للأمة مجدها لتكون ملاذا لخلاص البشر من العبودية والإذلال.