رفسنجاني: الاتحاد سيحول العالم الاسلامي الى قوة لا مثيل لها
27 ربيع الثاني 1429هـ
طهران ـ أشار رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام الشيخ هاشمي رفسنجاني الى عداء الاستبكار للعالم الاسلامي وقال: يجب أن لا نتصور بان أعدائنا أقوياء ولا يمكن المساس بهم بل إن نقاط ضعفهم أكثر من نقاط ضعف العالم الاسلامي.
وأضاف آية الله رفسنجاني في كلمته بمراسم افتتاح المؤتمر الحادي والعشرين للوحدة الإسلامية في طهران أضاف أن الخلافات بين الدول المعادية للإسلام كثيرة لكنها تتستر عليها.
وأشار الى تقرير معهد أبحاث التجارة الاميركية الذي أشار الى انخفاض قيمة الدولار بنسبة %77 خلال التسعة والثلاثين عاما الماضية وانحسار القدرة الشرائية للمواطنين الأمريكان بنسبه %88 وقال: بحسب هذا التقرير فان العجز التجاري في أميركا بلغ خلال عام2006 الى 866 مليار دولار.
وأشار رئيس مجلس خبراء القيادة الى التبعية الخارجية القاتلة لأميركا في مجال الطاقة وقال : ليس من الغريب أن نشهد أزمة في أميركا كلما شهدنا ارتفاع أسعار النفط في العالم.
ولفت الى أن الأوضاع في بريطانيا هي أكثر مأساة من أميركا وأنها تعاني من مشاكل اقتصادية جمة وقال : إنهم يتهمون العالم الاسلامي بقضايا اجتماعية وإنسانية هم أكثر معاناة منها فعلي سبيل المثال التمييز الذي يمارس في اميركا ضد الملونين والمهاجرين امر مخجل جدا.
وتابع : أما التمييز القائم داخل الكيان الصهيوني فهو أكثر من سائر بلدان العالم الى درجة أن التمييز بين اليهود من ذوي الأصول الغربية والشرقية هو أسوأ من التمييز بين البيض والسود.
وأضاف : إن الكيان الصهيوني يتشدق بحقوق الانسان في حين أنه شرد أكثر من خمسة ملايين فلسطيني ويقوم اليوم بقمع ملايين الفلسطينيين في قطاع غزة وتجويعهم.
وأضاف سماحته قائلا: هذا في حين أن الكيان الصهيوني ومن حيث الأمن الداخلي هو في مرمى صواريخ المقاومة من الشمال والجنوب والشرق ومن أي مكان.
هذا وفي جانب آخر من كلمته أشار الى الجرائم التي يرتكبها الأمريكان في معتقل غوانتانامو وقال : إن ما تقوم به أميركا في هذا المعتقل سيؤدي الى فضحها في العالم.
وأشار الى أن العالم الاسلامي يتمتع بمصادر قوة وعظمة واقتدار كافية ويحظى بمنابر كافية لطرح ونشر عقائده وقال: إن العالم الاسلامي ومن الناحية الانسانية هو في نمو مطرد وبإمكاننا أن نتحول الى قوة حقيقية إذا ركزنا على مبادئنا الإسلامية واتحدنا وانسجمنا فيما بيننا ولكن إن اختلفنا فإننا لن نحقق أي شيء.
وأكد آية الله رفسنجاني أن الجمهورية الإسلامية الايرانية تتطلع الى توحيد الجبهة الإسلامية في مواجهة جبهة الاستكبار والكيان الصهيوني وقال : لا يسعنا إلا أن نعرب عن استغرابنا حيال عدم نضج بعض الأطراف حين نشاهد بأن الاستكبار نجح في أن يحول عداء بعض بلدان المنطقة للكيان الصهيوني نحو ايران.
وأضاف : بعد الثورة الإسلامية أول خطوة قمنا بها تبديل سفارة الكيان الصهيوني الى السفارة الفلسطينية لكن دهاء الاعداء وسذاجة بعض الاصدقاء أدى الى الايهام بأن خطر ايران أكبر من الكيان الصهيوني.
وأشار رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام الى أن ايران لم تكن ترغب بإسقاط نظام صدام من قبل أميركا بل كانت تريد اسقاطه من قبل شعب هذا البلد وأضاف : منذ سقوط النظام الصدامي فإن ايران لم تألوا أي جهد لمساعدة هذا البلد.
وقال: ليس لنا أي مصلحة في العراق سوى أن يعيش شعب هذا البلد بحرية وأمان ونشعر بالامتعاض حيال الاختلافات الداخلية في هذا البلد ونعتبرها سماً ورغم ذلك فإنهم يتهموننا بالتدخل في شؤون هذا البلد.
وأشار الى الحضور الخطير لأعداء العالم الاسلامي في المنطقة وقال: إن حضور قوات الناتو في افغانستان وأميركا في العراق والأسطول الأميركي في الخليج الفارسي والمحيط الهندي وقواعد هؤلاء في بعض بلدان المنطقة والمعدات التي يمتلكونها تدق ناقوس الخطر للعالم الاسلامي.
وتابع قائلا : ليس من المستحسن أن يسود الخلاف بين البلدان الإسلامية مع جميع هذه الأخطار المحدقة بها.
هذا ودعا رئيس مجلس خبراء القيادة علماء الاسلام الى تطهير المعارف الإسلامية من الخرافات والروايات المدسوسة وتابع قائلا: إن الغلو بين بعض الطوائف الشيعية والسنية المتطرفة هو كالفيروس الذي يهاجم كيان المجتمع الاسلامي ويعرض الجميع للخطر.
وأشار الى أن العصبية العمياء مثل تفجير مسلم نفسه بين المسلمين الآخرين في العراق يكشف عن انحراف فكري وأضاف : إننا نشهد تنامي هذه الظاهرة التي تعرض الوحدة الى خطر جسيم.
وتابع قائلا : إن تأجيج قضايا تعود الى 1400 عام بغية اثارة الفتنة بين المذاهب الإسلامية لن تحل مشاكل العالم الاسلامي.
ولفت الى أن المستكبرين وأعداء الاسلام ومن منطلق خوفهم من قدرة الاسلام يحاولون دوما بث الفتنة والتفرقة بين العالم الاسلامي وأضاف : إن العالم الاسلامي الذي تربو نفوسه على أكثر من مليار ونصف المليار وبامتلاكه لعشرين بالمائة من المنتجات العالميه وسيادته على أفضل الطرق البريه والجوية والاستراتيجية وتشرفه بالدين الاسلامي الحنيف بإمكانه التحول الى قدرة لا مثيل لها في العالم اذا ما اتحد وانسجم فيما بينه.
وخاطب مسلمي العالم متسائلا: لماذا يتحارب المسلمون فيما بينهم ؟ لماذا تتسارع بعض البلدان الإسلامية الى عقد الاخوة مع أعداء الاسلام وتبرم اتفاقيات أمنية معها ولكنها تستنكف عن اقامة تبادل تجاري مع البلدان الإسلامية.
وأكد الشيخ رفسنجاني أن على منظمة المؤتمر الاسلامي اعتماد خطوات عملية لتعزيز الوحدة بين البلدان الإسلامية وأضاف: مع الأسف فإننا في الظروف الراهنة ورغم وجود علماء مشفقين نشاهد أن التفرقة والتكفير والإفراط والغلو التي تؤدي الى الحروب والقمع والدمار هي سيدة الموقف.
وأضاف: التفرقه بين المسلمين هي أفضل هدية للكفار.
وأشار الى قمع المسلمين في العراق وأفغانستان وانعدام الأمن في باكستان وقال : إننا نشاهد في لبنان أن المواجهة بين الاخوة المسلمين والمسيحيين وصلت الى درجة أنهم لا يستطيعون انتخاب رئيس جمهوريه لبلادهم وفي فلسطين فإننا نرى أن الجنود الصهاينة يستغلون الخلافات الداخلية بين الفلسطينيين لقمع أكبر عدد منهم.
وفي جانب آخر من كلمته أشار الى اعداد ميثاق الوحدة الإسلامية الذي تم توقيعه حتى الآن من قبل أكثر من ألفي شخصية اسلامية معربا عن شكره لقائد الثورة الإسلامية لطرحه فكرة ميثاق الوحدة الإسلامية متابعا القول: من المقرر أن يتم مناقشة ودراسة هذا الميثاق خلال المؤتمر الراهن لتكميله.
تعليقات الزوار