حديث الثقلين حجة على البشرية
الوصية السياسية الإلهية لقائد الثورة الإسلامية الكبير، ومؤسس الجمهورية الإسلامية في إيران، آية الله العظمي الإمام الخميني (قدس) .
قال رسول الله صلي الله عليه واله وسلم : «أني تارك فيكم الثقلين، كتاب الله، وعترتي أهل بيتي، فإنهما لن يفترقا، حتى يردا علي الحوض».
الحمد لله وسبحانك اللهم صل على محمد واله،مظاهر جمالك وجلالك وخزائن أسرار كتابك، الذي قبل فيه الاحدية بجميع أسمائك، حتى المستأثر منها الذي لا يعلمه غيرك . واللعن على ظالميهم أصل الشجرة الخبيثة.
وبعد ..، وجدت من المناسب، أن اذكر بنبذة قصيرة وقاصرة في باب الثقلين، لا من حيث المقامات الغيبية والمعنوية والعرفانية، فقلم مثلى عاجز عن التجرؤ في مرتبة، يستعصي عرفانها، ولا يطاق تحملها ـ إن لم اقل يمتنع ـ على كل دائرة الوجود، من الملك إلى الملكوت الأعلى، ومن هناك إلى اللاهوت، وكل ما هو خارج حدود فهمي وفهمك . ولا من حيث ما جري على البشرية بسبب هجران حقائق المرتبة السامية للثقل الأكبر،
والثقل الكبير، الذي هو اكبر من كل شيء، ما عداء الثقل الأكبر الذي هو الأكبر المطلق، ولا من حيث ما جري على هذين الثقلين من أعداء الله وأتباع الطاغوت اللاعبين، فتعداد ذلك ليس ميسورا لمثلي، لقصور الاطلاع والوقت المحدود، بل رأيت من المناسب ذكر إشارة عابرة وقصيرة جداً إلى ما مر على هذين الثقلين .
لعل جملة لن يفترقا، حتى يردا علي الحوض، إشارة إلى أن كل ما جري على احد هذين ـ بعد الوجود المقدس لرسول الله صلي الله عليه واله وسلم ـ فقد جري على الآخر. وهجران كل منها هجران للآخر، إلى أن يرد هذان المهجوران على رسول الله الحوض . وهل هذا الحوض هو مقام اتصال الكثرة بالوحدة، واضمحلال القطرات في البحر، أو انه شيء آخر لا سبيل له إلى العقل ؟، والعرفان البشري ؟ .
حديث الثقلين حجة على البشرية
وينبغي القول، إن ظلم الطواغيت الذي جري على وديعتي الرسول الأكرم صلى الله عليه واله وسلم، قد جري على الأمة الإسلامية، بل على البشرية، والقلم عاجز عن بيانه . ولا بد من التذكير بهذه الحقيقة، وهي أن حديث الثقلين متواتر بين جميع المسلمين، وقد نقل في كتب السنة ـ من الصحاح الستة إلى الكتب الأخرى ـ بألفاظ مختلفة، وفي موارد متكررة، متواتراً عن رسول الله صلي اللّه عليه واله وسلم . وهذا الحديث الشريف حجة قاطعة على جميع البشر، خصوصاً مسلمي المذاهب المختلفة، ويجب على كل المسلمين الذين تمت الحجة عليهم أن يقدموا . الإجابة عن ذلك، وإذا كان من عذر للجاهلين غير المطلعين، فلا عذرا لعلماء المذاهب .
26 بهمن / 1 36 1 / 1 جمادي الأولى /1403 هـ
روح اللّه الموسوي الخميني
تعليقات الزوار