ياحسين - الراية

ما هي مساهمتك في اصلاح وضع الامة؟

خل ترى صلاح وضع الأمة؟ وإذا كنت ترى ان وصفها سيء فهل ساهمت في اصلاح ما فسد من امورها؟ أتحسب نفسك جرم صغير ولا حول ولا قوة لك في تغييرها؟ ليس المطلوب منك تغيير أمة.. وانما افعل ما بوسعك فإن الله سبحانه وتعالى لا يكلف نفسا إلا وسعها، وألا تعتقد بان مشاركة البشرية جمعاء في اصلاح وضعها سيخلق حياة جديدة اشبه تضمن السعادة للجميع؟

ان هذه كانت مهمة الانبياء وهي المهمة الاولى التي اضطلع بها سبط الرسول وريحانته أبا عبد الله الحسين عليه السلام الذي قال في وصيته لاخيه محمدم بن الحنفية رضوان الله عليه (... واني لم اخرج اشرا ولا بطرا ولا مفسدا ولا ظالما وانما خرجت لطب الاصلاح في أمة جدي صلى الله عليه وآله وسلم اريد ان آمر بالمعروف وأ،هي عن المنكر وأسير بسيرة جدي وابي عي بن أبي طالب..

الامام (ع) لم يكن يطمع في منصب أو موقع زعامة وانما كان كل هدفه هو اصلاح ما فسد من أمور الدين والأمة، وكان عليه السلام لديه الاستعداد للقبول بأية نتيجة مرة في سبيل تحقيق ذلك الهدف، وإذا كان الامام الحسين عليه السلام قد خسر الحرب فانه كسب المعركة النهائية الشاملة فقد تمكن الامام شهادته من تحقيق كافة الاهداف التي كان يطمح اليها.

وهنا نعود إلى احدى الاسئلة التي طرحت في مقدمة الموضوع ونقول إذا كانت الأمة كلها قد شاركت في عملية الاصلاح هل كان بمقدرو يزيد ان يفسد الامور؟

بالطبع لن يستطيع، لان الطغة هم بشر كبقية البشر ليس لديهم قدرات خارقة بل انهم يعتمدون في قوتهم على الجماهير فإذا ساندت هذه الجماهير أو حتى سكتت افعالهم وتصرفاتهم فانها ستكون داعمة لمواقفهم وسياساتهموان السكوت والخضوع والخنوع من قبل جماهير الأمة على افعال حكامها ستجرءهم على اقتحام الاصعب والاكبر، ونحن اليوم ندفع ثمن سكوت أبائنا واجدادنا عن الطغاة الذين حكموهم في ذلك الزمان وكلما زاد السكوت واستمر الصمت كانت التضحيات في سبيل ازالتهم أو حتى استمرارهم في السلطة ستكون اكبر.