يا سيد الشهداء

فتش عن رسالة الحسين..!

اختبار صعب لقد مضى الطغاة في استخدام أساليب ملتوية لجذب فئة الشباب نحو مسيرتهم الضالة ومن ذلك محاولة إغوائهم وافسادهم وشراء ذممهم من خلال تلبية رغباتهم الشهوانية وقد عمد الطغاة بجهد حقيقي على توفير الرفاهية لأزلامهم والشبان الذين ينخرطون في هذا الدرب وذلك في سبيل ضمان ولاءهم وطاعتهم مثل طغاة اليوم فإن ابن زياد هو الأخر برع في استخدام اسلوبي الترهيب والترغيب لتغيير ولاءات الناس وشراء ضمائرهم. وفي الحقيقة فإن كل امة من الأمم ستختبر في اعتقاداتها وتمتحن في إيمانها، وقد وقع مثل هذا الاختبار على أهل الكوفة أيضا، وقد يظن أحدهم ان هذا الاختبار كان فقط لأهل الكوفة، وانه لا يتكرر مثل هذه الامتحان للأمم الاخرى، وهذا امر مغاير لحقيقة الوجود، فالناس على مر التاريخ البشري يبتلون ويمتحنون بإيمانهم واعتقاداتهم. فكثير من الناس كانت إعتقاداتهم مجرد لقلقة لسان ليس لها حقيقة على صدر الواقع تجدهم يرفعون لواء الجهاد والمجاهدة وهم أكثر الناس خشية على أنفسهم وعلى أبنائهم، فميدان الاختبار هنا هو ساحة الجهاد، عندها ستجد أناسا يبرزون إلى الجهاد غير الذي كنت تتخيلهم من المؤمنين وترى آخرين في خلف الركب ينتظرون النصر يأتيهم على طبق من ذهب. وقبل أن يقع المرء في هذا الاختبار الصعب يجب أن يحرز الايمان فهذه هي الأرضية التي ينطق بها المرء في مسيرته الجهادية، فأهل الكوفة ـ على سبيل المثال ـ كانوا يعرفون أن الحق مع أهل البيت عليهم السلام ولكن لم تكن أفعالهم تؤهلهم للثبات على هذا الموقف الذي يتطلب تضحية غالية الثمن وهي ارواحهم، بينما لو كان لديهم إيمان حقيقي بالآخرة وبالجزاء وبالحساب والكتاب وكانوا يعملون الصالحات كان سهلا عليهم أن يقدموا هذه التضحية وهي إرواحهم في سبيل إيمانهم لانهم سيدركون تماما أن إنتقالتهم إلى العالم الآخر سيكون إنتقالا إلى عالم السعادة.