هل من ناصر

كيف بك إذا ابتليت بدينك؟

وكيف سيكون موقفك إذا هجمت عليك الشكوك؟ واي طريق ستسلكه عندما ترى رعاة القيم هم غير عاملين بها؟ وماذا ستعمل عندما يتغلغل الشك إلى اعماقك؟

قد تظن ان هذه الشكوك لا يمكن ان تصل إلى صفحات قلبك وان لديك من الايمان ما يكفي لمواجهة هذه الشبهات والشكوك وقد يكون هذا استنتاج سليم لوصف حالة ثقة متزايدة بالنفس ولكن قد لا ينطبق هذا الاستنتاج على كثير من الناس.

لنعود إلى التاريخ القديم الحديث ونسأل اولئك الرجال الذين تركوا الامام الحسين عليه السلام في وسط الطريق وقيل ان عددهم بلغ المئات لنسألهم كيف تخلوا عن امام زمانهم؟

ألم يكونوا يعرفونه جيدا؟ اما كان من واجبهم طاعة هذا الامام المعصوم والدفاع عنه وحمايته من شرور الاعداء؟ هل كانوا يجهلون بان خذلان الامام سيوردهم قعر جهنم؟

كل هذه الامور كانوا يعرفونها، ولكن معرفتهم بها كانت سطحية وعندما تأتي ساعة الحسم ويقع المرء في الاختبار تهجم عليه الشكوك وتنتابه الظنون فإذا لم يكن هذا المرء قد بنى ايمانه على اسس العلم اليقيني فإن الشكوك قد تسيطر على قلبه وتفتت ارادته وتضعف قراراته.

الإسلام يحثنا على البحث العلمي، فلا يجوز ان ندع الشكوك والظنون تأخذ منا كل مأخذ وتزلزل عقائدنا ومفاهيمنا ولا يجوز ان نترك ادعياء الدين يسخفون القيم التي نؤمن بها ويتلاعبون بعقولنا كيف شاؤوا.

ان هذا الدين قوي بالعلم، وما من امرء غاص في العلم الا وترسخت اشجار اليقين في قلبه بل وكبر الايمان في نفسه.

والشكوك من الناحية النفسية هي نتيجة طبيعية للافعال والذنوب التي يرتكبها الإنسان، فكلما كبرت هذه الذنوب كبر الشك وتعاظم بحقائق الغيب.